الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : ملامح الدهشة في نص الغارقون بأحلام منفية داود السلمان*
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان مهدي علي ازبين اشتغل نص (الغارقون بأحلام منفية) على الصور النفسية المركبة، وقد أوحت بلاغته اللغوية بتداعيات ذهنية يفرزها التفاعل بين اللغة الإجرائية والتراكيب الشعرية، وما ينتج عنها من إيحاءات تمظهرت عن تجليات الصياغات الفنية، مبتدئين من العنونة (الغارقون بأحلام منفية)، فالغارق هو من طغت عليه المياه ومات بسببها، أو تراكمت عليه الهموم ليغدو مشلولا، فهو حي لكنه في عداد الأموات.هذه الأحلام التي غادرت محيط الحالمين واستقرت في بيئة صعبة المنال، وهؤلاء الغارقون في أحلام غائبة عن الأنظار في الواقع المعيش؛ يرزحون في أجواء معادية، ويعانون تحت ضواغط غير أليفة أو متجاوبة معهم، فهم يعيشون في وهم مستدام.يبدأ النص/[في مقابر الأرصفة]لقد جعل الشاعر للأرصفة مقابرَ، وهذا تعبير يفصح عن نوعية المكان وماهية قاطنيه، من هم هؤلاء؟ إنهم أولئك الذين يتخذون منها الأرصفة/ المقابر سكنًا لهم، ألا وهم المعدمون، هذا هو مأواهم الذي جادت به الحياة عليهم، أما ثيابهم فتمثلت في لا شيء كما جسدتها اللوحة الذهنية/[مدثرون بأجسادهم العارية]وهذه مفارقة تقارب اللوحة السريالية، إذ كيف تسترهم، وتخفي عريهم وهي عارية، فهم معدمون عراة يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن لفظتهم شوارع الحياة وركنتهم على قارعة طرقها.. ينتظرون نهاياتهم المأساوية، مع هذا هم يحلمون بأمنيات مهاجرة لا أمل في عودتها.ويشبّه الشاعر تطلعات هؤلاء وأحلامهم/[كمطر صيفلا يأتي بالزوابع] ومطر الصيف لا ترافقه الزوابع، والزوابع قرينة المطر والنماء، لا تحدث إلا بوجود سحب مثقلة ببشائر الخير، وهي تأتي في فصول معينة، ومن الاستحالة أو غير المنتظر أن تحضر في أيام الصيف.يقرن الشاعر الحرمان الذي يعانون منه بالجليد/ [جليد الحرمان يلسعهم] وهذا الاقتران بين شيء عقلي وآخر محسوس يفضي إلى انزياح يشير إلى قساوة الحرمان وتصلبه، هذا المكوّن الجليدي يكوي الجباه حين يترك آثاره على الملامح، ويرسم على تقاسيم أصحابه سيماء الشقاء والفاقة/ [هم يتسكعون في أزقة الإهمال...تخمت بطونهم بسياط الجوع]إنهم فقدوا الإحساس بالحياة وعاندتهم الأمكنة، واختفت من تطلعاتهم هدفية العيش، فهم أضاعوا طعم الأشياء وطفقوا يدورون في دوامة الحرمان، تأخذهم خطاهم المترددة في دروب تبتهج بالتهميش وعدم الاهتمام، إنها صورة لحركة ترددية لأجساد تدور بلا روح بعد أن فقدت معنى وجودها، وامتلأت قناعة بأنها خارج أسوار الحياة التي تليق بالإنسان.كما عذّبهم الجوع وهم يتضورون منه وقد شبعوا من سطوته إلى حد التخمة، فهو ينهش بطونهم الخاوية، ويعضّها بطريقة مؤلمة، وليس هناك بارقة أمل بانجلائه، وانتقالهم إلى حالة أخرى وواقع جديد يعيد إليهم إنسانيتهم المهدورة.سيبقون فاغري الأفواه في انتظار متغير ما، في ترقب لـ /[غيوم لا تلد ريش النعام]فإن بشائر الأمل لا رجاء فيها، فقد حسم الشاعر رأيه فيها فهي لا لا تجتزئ من خيرها شيئًا لهؤلاء المعدمين، ولن تجود عليهم بشيء ولا تعود عليهم بنتفة رفاه أشار إليها الشاعر ب (ريش النعام) الذي يتوسّده الموسرون وأصحاب الجاه، أما هم فيبقون ينعمون في بحبوحة الفاقة، ويحلمون بوسائد للراحة ولا يجدونها.لكن حالة الانتظار هذه لا ترضي الشاعر، فيصرح/ [الانتظار فزاعة الوقت] لأن انتظارهم الوقت لا طائل منه، فهو يرى الانتظار طاردًا للوقت حين وصفه بالفزاعة التي تتولى مهمة طرد الطيور، فلقد جعل من الانتظار مضيعة لكل أمل، ومؤشر على ديمومة الحال في اتجاه سالب. تبدو رسمة كاريكوتورية للانتظار، إذ صوره فزاعة، ......
#ملامح
#الدهشة
#الغارقون
#بأحلام
#منفية
#داود
#السلمان*

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700407