الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سميح مسعود : متحف الذاكرة الحيفاوية
#الحوار_المتمدن
#سميح_مسعود يُعَرّف التراث المادي بمفهومه البسيط، على أنه مجمل الموروثات المادية ذات الجذور القديمة التي تنتقل من جيل إلى آخر، جامعة في تفاصيلها إبداعات فنون كثيرة متنوعة وواسعة النطاق، من أبرزها الصناعات التقليدية، والحِرَف اليدوية الشعبية بمختلف أشكالها ومظاهرها الفنية وخاماتها . وتعكس المقتنيات التراثية المادية القديمة بتنوعها الخصب، صوراً مهمة وجذابة ضمن تشكيلات منسجمة تعطي فكرة جلية عن الماضي بأحقابه المتتالية، وتُوثق لمعلومات واقعية وكثيفة عن أحداثه على مدار الأيام المتعاقبة، وتبيّن أوجه الحياة القديمة بكل تفاصيلها.. إنها تضيء الذاكرة الجمعية بصور مفعمة بدلالات تطال الزمان والمكان، نحن أحوج ما نكون لها، لاكتشاف الذات، ومدّ خط من التواصل مع الأمس البعيد مهما تباعدت الأيام وتوالت الحقب.ومن حسن حظي أنني احتفظ بمقتنيات مادية تراثية قديمة لوالدي، تُلامس مشاعري وأعيد بها رسم صور كثيرة عن أيامي الماضية، وأرجع بها في غمرة عاطفة لا حدود لها إلى مسقط رأسي حيفا، مستحضراً تفاصيل حياة أسرية هانئة لا يمكن أن تطويها يد النسيان.حُفِظَت تلك المقتنيات في بيت أسرتي في حيفا لسنوات طويلة، تعودتُ على رؤيتها عندما كنت طفلاً، وقد نقلها والدي إلى بيت الأسرة في قرية بُرقة قبل حدوث زلزال النكبة بفترة قصيرة، وأوصاني أن أحافظ عليها، وبعد رحيله نقلتها إلى عمّان بصعوبة على امتداد سنوات عدّة، وهي معي الآن في عمّان مثقلة بحكايا ملحمية توازي أضخم الروايات ، عن مرارة المنافي والشتات والإقتلاع من الأرض والحرمان من الوطن.ولمزيد من الحرص على تعريف الأجيال الفلسطينية الصاعدة عليها بكل مدلولاتها التراثية والوطنية، جمعتُ صورها في كتاب أصدرته بعنوان " متحف الذاكرة الحيفاوية"،يحتوي على أحد عشر فصلاً تتضمن مقتنيات شخصية ومقتنيات عامة ومجلات قديمة وأوانٍ منزلية وحُلي تقليدية ونقود فلسطينية ونقود قديمة وطوابع بريدية وراديوهات ومصابيح ومفاتيح.وفي مقدمة المقتنيات الشخصية يوجد حقيبة حديدية صغيرة لحفظ أوراق والدي الهامة، كاميرا فوتوغرافية قديمة، صورة فوتوغرافية شخصية بإطار خشبي، ولاعة فضية، ساعة جيب فضية وأخرى عادية، موس حلاقة، متر خشبي للقياس، علاقة مفاتيح، علبة نظارات، فرشاة حلاقة، علبة دخان 555"" مربعة الشكل من المعدن الخفيف، وعلبة دخان "كرافن A" مستديرة الشكل من المعدن الخفيف، وطربوش أحمر من بقايا العهد العثماني. وبالنظر إلى الزمن المتغلغل بعمق في هذه المقتنيات، يُلاحَظ من السجلات المحفوظة لدي في الوقت الحالي بخط والدي، أن الحقيبة الحديدية اشتراها من طبرية عام 1923، وصورته الفوتوغرافية الشخصية التقطت في طبرية بتاريخ 15/6/1934، وأن الطربوش الظاهر في الصورة قد اشتراه من طبرية في العام نفسه، وأنه اشترى الكاميرا الفوتوغرافية من حيفا عام 1935، وساعة الجيب الفضية عام 1931، وفرشاة الحلاقة الصغيرة عام 1925، وعلب الدخان حفظها من أيام الحرب العالمية الثانية، ومع أن والدي لم يمارس عادة التدخين طيلة حياته، إلا أنه مراعاة لأساليب الضيافة التي اتبعت وقتذاك في فلسطين، كان لا بد من تقديم الدخان بأنواعه المختلفة للضيوف، ومن أهم أنواع الدخان التي كانت تقدم في هذه المناسبات "البليرز وكرافن Aو555" الأجنبية، وسجائر "أوتومان و اهرام ونجاح ومبروك" المحلية من إنتاج شركة الدخان والسجائر الوطنية الكبرى "قرمان ديك وسلطي "ومقرها حيفا.ويبين والدي في أوراقه أنه اشترى ساعة الجيب الفضية بأربع جنيهات فلسطينية من دكان "إذاعة حيفا" في شارع أمية، لصاحبه عبد الفتاح أبو زيد بتاريخ 7/10/1937، أي قبل ولا ......
#متحف
#الذاكرة
#الحيفاوية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722965