هدى الخباني : عماء اللغة
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني هل الشعر أعمى والنثر مبصر؟".تسود اليوم في البلاد، حالة من ديمقراطية الديكتاتورية، لكن عندما نحاور شخصا له وجهة نظر مختلفة، فإن إجابته ستكون على النحو الآتي: إنني مع ديمقراطية الديكتاتورية.لكن هذه المرحلة لم نصل إليها بعد،فما يسود اليوم هو ديكتاتورية الديمقراطية. نصغي إلى هذا الحديث، فنحار كيف نرتب مقاصده، هو سرد، رأي مرسل، سمه ما شئت، لكنه يدور في العماء. فاهتزازاته الكثيرة تمنع علينا القبض على مقصده، واهتزاز اللغة هنا ليس اهتزازا في الفك، بل هو اهتزاز في عصب داخلي تحت الجلد، هو عصب الحياة والانتباه. يقول جان بول سارتر إن اهتزازات الكلمات شبيهة بالهزات الأرضية والأفلاك. إنها خطيرة وتكشف عن اهتزازات عميقة الفور في الحضارة ذاتها. اللغة الموصلة (Transitif ) أو المتعدية، واللغة اللاموصلة (Intransitif) أي اللازمة، هما العباراتان اللتان استعملهما رولان بارت في كتابه " الدرجة الصفر للكتابة "، للتمييز بين لغة العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية من جهة، ولغة الفن من جهة ثانية، فهو يصف الأولى بأنها لغة موصلة بالضرورة، والثانية بأنها لغة لا موصلة بالضرورة .فلغة العلوم في رأيه، لغة مشروطة بغايات محددة ترمي إليها.فإذا انتفى الوصول إلى هذه الغايات انتفى مبرر اللغة. فأنت حين تعرض نظرية الجاذبية لنيوتن على سبيل المثال، أو النسبية لأينشتاين، إنما تستعمل التعابير والمعادلات اللغوية التي توصل إلى الغرض المحدد بكل دقة. كذلك حين تعرض نظرية الانعكاس الشرطي في علم النفس، أو نظرية السوق في الاقتصاد، أو نظرية الندرة، أو نظرية النشوء والارتقاء، فإنك ملزم بالضبط والدقة والاختزال والإصابة، وهذه هي عناصر معنى الإيصال. أما لغة الفنون، فيعتبرها "بارت" لغة مكتفية بذاتها، لا غائية، لا غرضية من وراء اللغة، فهي ذات اكتفاء ذاتي وإشباع، إنها بنية لغوية لا تاريخية ولا اجتماعية، وبالتالي تكاد تكون مقفلة على ذاتها، فالفن في أساسه الالتباس، أما العلم فمن مشاكله الالتباس. يفصل جان بول سارتر في كتاب 《-;-الكلمات》-;-بين الشعر والنثر، فهو يعتبر الشعر لعبة لغوية تدور في الفراغ، وليس لها التزام، بعكس النثر الذي يرى فيه سارتر ضرورة الالتزام. الناشرون ملزمون بالمعنى وإيصاله، أما الشعراء فلا دور لهم سوى الدوران في مدار الكلمات المغلق. والرأي هذا، جزء من حاصل تطور تكنولوجي وسياسي لمفهوم الثقافة في الغرب، جنحت من خلاله إلى تغليب الشكل (Forme) و العنصر الآلي على أي معنى غير منظور ديني أو أخلاقي في الإنسان أو الكائن. وهناك تحفظات كثيرة حيال ذلك، أخذت تظهر في داخل البنية الثقافية للحداثة، في اتجاه تجاوزها إلى ما بعدها، والانتقال من البنية الشكلانية المتراصة إلى التفكيك، والبحث عما قبل الشكل أو ما وراءه من جوهر وجود وكينونة ، من روح أو سحر أو دين أو عنصر بدئي_بدائي، فكان ارتداد إلى ما يشبه الدادائية الجديدة، فأعيد الاعتبار إلى تريستان تزارا في فرنسا، وتم في الولايات المتحدة الأمريكية إعادة اكتشاف الرسام "بن شايم"(بن حاييم)في لوحاته التعبيرية التي تستر التقدم التكنولوجي بما يشبه البدائية. ويتم الالتفات أكثر فأكثر نحو الطقوس الدينية وما يعمر به في الشرق من روحانية قديمة، كما تم الانتباه إلى الأساطير الشعبية والخرافات والعبادات الرائجة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. أسأل: هل من اللازم دائما، أن يتم تحديد الشعر في موازاة النثر، والنثر في موازاة الشعر؟ أليس من موقع ثالث لهما معا؟ وأسأل: أين؟ المحير حول ما هذا؟ وما ذاك؟ هو أنه أحيانا، تنطبق أو ......
#عماء
#اللغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679225
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني هل الشعر أعمى والنثر مبصر؟".تسود اليوم في البلاد، حالة من ديمقراطية الديكتاتورية، لكن عندما نحاور شخصا له وجهة نظر مختلفة، فإن إجابته ستكون على النحو الآتي: إنني مع ديمقراطية الديكتاتورية.لكن هذه المرحلة لم نصل إليها بعد،فما يسود اليوم هو ديكتاتورية الديمقراطية. نصغي إلى هذا الحديث، فنحار كيف نرتب مقاصده، هو سرد، رأي مرسل، سمه ما شئت، لكنه يدور في العماء. فاهتزازاته الكثيرة تمنع علينا القبض على مقصده، واهتزاز اللغة هنا ليس اهتزازا في الفك، بل هو اهتزاز في عصب داخلي تحت الجلد، هو عصب الحياة والانتباه. يقول جان بول سارتر إن اهتزازات الكلمات شبيهة بالهزات الأرضية والأفلاك. إنها خطيرة وتكشف عن اهتزازات عميقة الفور في الحضارة ذاتها. اللغة الموصلة (Transitif ) أو المتعدية، واللغة اللاموصلة (Intransitif) أي اللازمة، هما العباراتان اللتان استعملهما رولان بارت في كتابه " الدرجة الصفر للكتابة "، للتمييز بين لغة العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية من جهة، ولغة الفن من جهة ثانية، فهو يصف الأولى بأنها لغة موصلة بالضرورة، والثانية بأنها لغة لا موصلة بالضرورة .فلغة العلوم في رأيه، لغة مشروطة بغايات محددة ترمي إليها.فإذا انتفى الوصول إلى هذه الغايات انتفى مبرر اللغة. فأنت حين تعرض نظرية الجاذبية لنيوتن على سبيل المثال، أو النسبية لأينشتاين، إنما تستعمل التعابير والمعادلات اللغوية التي توصل إلى الغرض المحدد بكل دقة. كذلك حين تعرض نظرية الانعكاس الشرطي في علم النفس، أو نظرية السوق في الاقتصاد، أو نظرية الندرة، أو نظرية النشوء والارتقاء، فإنك ملزم بالضبط والدقة والاختزال والإصابة، وهذه هي عناصر معنى الإيصال. أما لغة الفنون، فيعتبرها "بارت" لغة مكتفية بذاتها، لا غائية، لا غرضية من وراء اللغة، فهي ذات اكتفاء ذاتي وإشباع، إنها بنية لغوية لا تاريخية ولا اجتماعية، وبالتالي تكاد تكون مقفلة على ذاتها، فالفن في أساسه الالتباس، أما العلم فمن مشاكله الالتباس. يفصل جان بول سارتر في كتاب 《-;-الكلمات》-;-بين الشعر والنثر، فهو يعتبر الشعر لعبة لغوية تدور في الفراغ، وليس لها التزام، بعكس النثر الذي يرى فيه سارتر ضرورة الالتزام. الناشرون ملزمون بالمعنى وإيصاله، أما الشعراء فلا دور لهم سوى الدوران في مدار الكلمات المغلق. والرأي هذا، جزء من حاصل تطور تكنولوجي وسياسي لمفهوم الثقافة في الغرب، جنحت من خلاله إلى تغليب الشكل (Forme) و العنصر الآلي على أي معنى غير منظور ديني أو أخلاقي في الإنسان أو الكائن. وهناك تحفظات كثيرة حيال ذلك، أخذت تظهر في داخل البنية الثقافية للحداثة، في اتجاه تجاوزها إلى ما بعدها، والانتقال من البنية الشكلانية المتراصة إلى التفكيك، والبحث عما قبل الشكل أو ما وراءه من جوهر وجود وكينونة ، من روح أو سحر أو دين أو عنصر بدئي_بدائي، فكان ارتداد إلى ما يشبه الدادائية الجديدة، فأعيد الاعتبار إلى تريستان تزارا في فرنسا، وتم في الولايات المتحدة الأمريكية إعادة اكتشاف الرسام "بن شايم"(بن حاييم)في لوحاته التعبيرية التي تستر التقدم التكنولوجي بما يشبه البدائية. ويتم الالتفات أكثر فأكثر نحو الطقوس الدينية وما يعمر به في الشرق من روحانية قديمة، كما تم الانتباه إلى الأساطير الشعبية والخرافات والعبادات الرائجة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. أسأل: هل من اللازم دائما، أن يتم تحديد الشعر في موازاة النثر، والنثر في موازاة الشعر؟ أليس من موقع ثالث لهما معا؟ وأسأل: أين؟ المحير حول ما هذا؟ وما ذاك؟ هو أنه أحيانا، تنطبق أو ......
#عماء
#اللغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679225
الحوار المتمدن
هدى الخباني - عماء اللغة
هدى الخباني : المواطنة والحرية
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني برز مفهوم المواطنة في المجتمع الغربي عام (1783) في أوج نضج فلسفة الأنوار, وعاشه الناس في عالم الفعل أيام الثورة الفرنسية, وقد ألغت ألقاب عصر الإقطاع, وقلصت من سيطرة الكهنوت الكنسي, وأصبح الناس يخاطبون بمواطن, ثم تطور المفهوم عبر ثورات متعددة في خضم صراع سياسي واجتماعي عاشه القرن التاسع عشر, والنصف الأول من القرن العشرين. لقد أسهم في تطور المفهوم تيارات سياسية اجتماعية, وفكرية متعددة, وخاصة التيار الليبرالي, والتيار الماركسي. ولا يمكن فهم هذا التطور إلا من خلال ربطه بالدعائم الصلبة التي قامت عليها حداثة عصر الأنوار في القرن الثامن عشر, ويمكن تلخيص قيمها في مقولات أربع :— المقولة الأولى : لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه. — المقولة الثانية : تدمج العقل في ثالوث يقوم على العقلانية, والحرية والعدل السياسي والاجتماعي. — المقولة الثالثة : تحرير التاريخ والإنسان من أسطورة الحتمية. — المقولة الرابعة: تتعلق بشرعية السلطة, فلم تنشأ حركة الأنوار لكونها تيارا فلسفيا أو فكريا مجردا, بل ولدت, وشقت طريقها في ظروف صراعية مع الواقع المعقد, وهو واقع سيطرت عليه قوتان رجعيتان: قوة الكهنوت الكنسي, وقوة النظم السياسية الاستبدادية, فليس من الصدفة أن يكون أخطر سؤال طرحه فلاسفة عصر الأنوار, وأبلغه في الأحداث التاريخية التي عرفها القرنان الثامن عشر والتاسع عشر هو:من أين تستمد السلطة السياسية شرعيتها للتحكم في رقاب الناس ومصالح المجتمع ؟العقد الاجتماعي جاء الجواب فيما طرحه روسو من نظريات في العقد الاجتماعي, فليس من الصدفة أن يوليه أحد رواد النهضة العربية الحديثة : رفاعة الطهطاوي (1801_1873) عناية خاصة, فمن المعروف أن إيمانويل كنت (1724_1804) لم يقر أي تناقض بين الإيمان والعقل في فلسفته, وفي حياته, لكنه يقول عن مؤسسات الكنهوت الديني, وعن السلطة الاستبدادية إنها مؤسسات "تدوس بأرجلها حقوق البشر المقدسة ".وأعود لؤأكد أن هذه الأسس الفكرية قد انعكست بدرجات متفاوتة في كتابات المفكرين العرب ايتداء من الطهطاوي, وفرح أنطون (1887_1922), وأديب اسحق (1856_1885), وسلامة موسى (1887_1958), وأحمد لطفي السيد (1871_1963), وطه حسين (1889_1973), فالحداثة التي تأثر بها التنويريون العرب هي حداثة عصر الأنوار التي دشنت عصر الإنسان, وحررت إرادته ليعي أنه صانع تاريخه, فهو إذن مسؤول عن اختياره, وهي التي أزالت طابع القداسة عن الحكم بعد أن افترى زبانيته على الشعوب قرونا طويلة, فالسلطة شأن إنساني دنيوي, والإنسان وحده, وعبر نضاله الطويل, له الحق في اختيار أفضل أنماط الحكم لتسيير شؤونه, وله الحق في تغييرها إذا لم تستجب لمصالحه, والحداثة المطلة من عباءة فلسفة الأنوار تعني العلاقة الوثيقة التي لا انفصال لها بين مفهومين :العقلانية والتحرر, فالعقلانية لا معنى لها من دون ان تكون في خدمة التحرر, وما يقترن به من حريات, وديمقراطية ومواطنة والتحرر يصبح من دون عقلانية أمرا مستحيلا. وهكذا أصبحت ممارسات الفكر العقلاني هي المحك, وحجر الزاوية, وبرزت وظيفته النبيلة في قيادة التقدم والتحرر, فلا حداثة من دون تحرير الإنسان من كل المسلمات والبدهيات، والميتافيزيقيات, والأساطير ، وتحرير التاريخ من مقولة الحتمية. عصر الحداثة ولعل من المفيد في هذا الصدد الإشارة إلى أن رواد الحركات الإصلاحية في القرن التاسع عشر قد ميزوا تمييزا واضحا بين وجهي الغرب : الغرب الاستعماري الذي قاوموه داخل أوطانهم، وغرب التقدم الذي حاولوا الاقتباس منه، فتحدثوا عن الحريات العامة في أوربا ......
#المواطنة
#والحرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682079
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني برز مفهوم المواطنة في المجتمع الغربي عام (1783) في أوج نضج فلسفة الأنوار, وعاشه الناس في عالم الفعل أيام الثورة الفرنسية, وقد ألغت ألقاب عصر الإقطاع, وقلصت من سيطرة الكهنوت الكنسي, وأصبح الناس يخاطبون بمواطن, ثم تطور المفهوم عبر ثورات متعددة في خضم صراع سياسي واجتماعي عاشه القرن التاسع عشر, والنصف الأول من القرن العشرين. لقد أسهم في تطور المفهوم تيارات سياسية اجتماعية, وفكرية متعددة, وخاصة التيار الليبرالي, والتيار الماركسي. ولا يمكن فهم هذا التطور إلا من خلال ربطه بالدعائم الصلبة التي قامت عليها حداثة عصر الأنوار في القرن الثامن عشر, ويمكن تلخيص قيمها في مقولات أربع :— المقولة الأولى : لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه. — المقولة الثانية : تدمج العقل في ثالوث يقوم على العقلانية, والحرية والعدل السياسي والاجتماعي. — المقولة الثالثة : تحرير التاريخ والإنسان من أسطورة الحتمية. — المقولة الرابعة: تتعلق بشرعية السلطة, فلم تنشأ حركة الأنوار لكونها تيارا فلسفيا أو فكريا مجردا, بل ولدت, وشقت طريقها في ظروف صراعية مع الواقع المعقد, وهو واقع سيطرت عليه قوتان رجعيتان: قوة الكهنوت الكنسي, وقوة النظم السياسية الاستبدادية, فليس من الصدفة أن يكون أخطر سؤال طرحه فلاسفة عصر الأنوار, وأبلغه في الأحداث التاريخية التي عرفها القرنان الثامن عشر والتاسع عشر هو:من أين تستمد السلطة السياسية شرعيتها للتحكم في رقاب الناس ومصالح المجتمع ؟العقد الاجتماعي جاء الجواب فيما طرحه روسو من نظريات في العقد الاجتماعي, فليس من الصدفة أن يوليه أحد رواد النهضة العربية الحديثة : رفاعة الطهطاوي (1801_1873) عناية خاصة, فمن المعروف أن إيمانويل كنت (1724_1804) لم يقر أي تناقض بين الإيمان والعقل في فلسفته, وفي حياته, لكنه يقول عن مؤسسات الكنهوت الديني, وعن السلطة الاستبدادية إنها مؤسسات "تدوس بأرجلها حقوق البشر المقدسة ".وأعود لؤأكد أن هذه الأسس الفكرية قد انعكست بدرجات متفاوتة في كتابات المفكرين العرب ايتداء من الطهطاوي, وفرح أنطون (1887_1922), وأديب اسحق (1856_1885), وسلامة موسى (1887_1958), وأحمد لطفي السيد (1871_1963), وطه حسين (1889_1973), فالحداثة التي تأثر بها التنويريون العرب هي حداثة عصر الأنوار التي دشنت عصر الإنسان, وحررت إرادته ليعي أنه صانع تاريخه, فهو إذن مسؤول عن اختياره, وهي التي أزالت طابع القداسة عن الحكم بعد أن افترى زبانيته على الشعوب قرونا طويلة, فالسلطة شأن إنساني دنيوي, والإنسان وحده, وعبر نضاله الطويل, له الحق في اختيار أفضل أنماط الحكم لتسيير شؤونه, وله الحق في تغييرها إذا لم تستجب لمصالحه, والحداثة المطلة من عباءة فلسفة الأنوار تعني العلاقة الوثيقة التي لا انفصال لها بين مفهومين :العقلانية والتحرر, فالعقلانية لا معنى لها من دون ان تكون في خدمة التحرر, وما يقترن به من حريات, وديمقراطية ومواطنة والتحرر يصبح من دون عقلانية أمرا مستحيلا. وهكذا أصبحت ممارسات الفكر العقلاني هي المحك, وحجر الزاوية, وبرزت وظيفته النبيلة في قيادة التقدم والتحرر, فلا حداثة من دون تحرير الإنسان من كل المسلمات والبدهيات، والميتافيزيقيات, والأساطير ، وتحرير التاريخ من مقولة الحتمية. عصر الحداثة ولعل من المفيد في هذا الصدد الإشارة إلى أن رواد الحركات الإصلاحية في القرن التاسع عشر قد ميزوا تمييزا واضحا بين وجهي الغرب : الغرب الاستعماري الذي قاوموه داخل أوطانهم، وغرب التقدم الذي حاولوا الاقتباس منه، فتحدثوا عن الحريات العامة في أوربا ......
#المواطنة
#والحرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682079
الحوار المتمدن
هدى الخباني - المواطنة والحرية
هدى الخباني : باشلار يرد على أفلاطون
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني لطالما نظر البعض إلى الفلسفة بوصفها نقيضا للشعر أو على الأقل مقاربة مختلفة ومغايرة لفهم العالم، ومع أن كليهما يشتغل على الإنسان والكينونة وسبر أغوار الوجود، فإن كلا منهما يفعل ذلك بأسلوبه الخاص ولغته المميزة، صحيح أن قدرا من الخيال ينبغي أن يتوافر لكل من الفيلسوف والشاعر، إلا أن الأول يستخدم الأسلوب التحليلي والاستقرائي ويتكئ على الفرضيات والبراهين والأسباب والنتائج في تفسيره للظواهر أو في طرحه للأسئلة، في حين يعتمد الثاني على الاستعارة والمجاز والصور المباغثة، التي تكسر قوانين العقل وقواعد اللغة الجاهزة، وهو ما يؤكده قول بيرغسون بأن "الشعر الحقيقي هو الذي يرفع فيه العقل الكلفة مع الطبيعة ".كان ثمة على الدوام توجس متبادل بين الشعراء والفلاسفة، وهو توجس مزمن أوصله أفلاطون إلى ذروته حين طالب بإخراج الشعراء من جمهوريته المفترضة أو المتخيلة بسبب هشاشتهم ومزاجهم الانفعالي المتقلب، أما الشعراء بدورهم فلم يقصروا في الرد حين اعتبروا أن الفلسفة، كما العقل والمنطق، تفسد الشعر وتحوله عن طبيعته ليصبح مجرد حذلقة لغوية، أو تراكيب ذهنية باردة، وإذا كان سوء الفهم بين الطرفين قائما في الثقافات واللغات كلها، فإنه يصبح عند الغرب أكثر ضراوة وتفاقما لأن الشعر العربي ارتبط بالحماسة والعاطفة والتدفق الغنائي أكثر من أي شعر آخر، وإذا كان العرب قد تساهلوا قليلا مع سعي المتنبي إلى التوفيق بين الفضاء التخييلي والأسئلة الوجودية والفلسفية، فإنهم لم يتساهلوا بالقدر ذاته مع جنوح أبي العلاء المعري المتزايد نحو التأمل الفلسفي ذات اللمسة العقلانية الواضحة أما وصف البعض له بأنه شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء فلم يحمل دائما على محمل إيجابي، بل كان يأتي مشوباََ بالحذر والالتباس والتشكيل في قدراته الشعرية، تماماََ كما كان حال ابن عربي وابن الفارض وبعض الشعراء الصوفيين، وحتى في العصر الحديث ثمة من أخذ على أدونيس وخليل حاوي وآخرين أيضاََ انشغالهم بالفكر والمعرفة على حساب الشعرية الخالصة.لست هنا لأقدم بحثا معمقا حول العلاقة بين الفلسفة والشعر أو حول نقاط التشابه و الاختلاف التي تحكم هذه العلاقة، لأن الأمر يحتاج بحوث طويلة و معمقة لا يتسع لها المقام. إلا أن ما أنا بصدده هو الإشارة إلى تجربة معاصرة و نادرة استطاعت أن توسع مساحات اللقاء بين الطرفين، هي تجربة الفيلسوف الفرنسي الشهير غاستون باشلار.فباشلار الذي نقل الفلسفة، كما فعل سارتر و أترابه الوجوديين، من عهدة الميثولوجيا الغيبية إلى عهدة الإنسان لم يشغل نفسه بأصل العالم و مآله، وغير ذلك من الأمور التي يمكن للعلوم الوضعية أن تتكفل بها، بل عمل على سبر أغوار السلوك البشري و تحليل الظواهر الاجتماعية و الأخلاقية و وضعها تحت منظار التأمل والتعليل والاستنتاج. وهو إذ يفعل ذلك ينقل الميثولوجيا من إطار الشعوذة والتنجيم والضرب بالرمل إلى إطار إبيستمولوجي ونفسي نكتشف من خلاله أن الواقع ضرب من السحر وأن اللامرئي هو الوجه الآخر للمرئي. يكاد باشلارمن غير زاوية من الزوايا أن يكون فريدا وغير مسبوق في رؤيته إلى العالم، كما في لغته وأسلوبه وطريقة فهمه للأشياء. ففي كتابه الرائع " جماليات الكون" يساعدنا على اكتشاف العلاقة بيننا وبين البيت الذي نسكنه أو الحديقة التي تجاورنا أو الفضاء الذي يلفنا من كل جانب، غائصا في أبعاد الغرف والمطابخ والحمامات والشرفات والأقبية والسلالم بما يحملنا على الانتباه لتلك الجنة الوارفة من المنسيات، على حد تعبير سعدي يوسف، وكذلك الأمر في 《-;-شاعرية أحلام اليقظة》-;-حيث يدخل في أغوار النفس البشرية مستظهرا بشكل ......
#باشلار
#أفلاطون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682083
#الحوار_المتمدن
#هدى_الخباني لطالما نظر البعض إلى الفلسفة بوصفها نقيضا للشعر أو على الأقل مقاربة مختلفة ومغايرة لفهم العالم، ومع أن كليهما يشتغل على الإنسان والكينونة وسبر أغوار الوجود، فإن كلا منهما يفعل ذلك بأسلوبه الخاص ولغته المميزة، صحيح أن قدرا من الخيال ينبغي أن يتوافر لكل من الفيلسوف والشاعر، إلا أن الأول يستخدم الأسلوب التحليلي والاستقرائي ويتكئ على الفرضيات والبراهين والأسباب والنتائج في تفسيره للظواهر أو في طرحه للأسئلة، في حين يعتمد الثاني على الاستعارة والمجاز والصور المباغثة، التي تكسر قوانين العقل وقواعد اللغة الجاهزة، وهو ما يؤكده قول بيرغسون بأن "الشعر الحقيقي هو الذي يرفع فيه العقل الكلفة مع الطبيعة ".كان ثمة على الدوام توجس متبادل بين الشعراء والفلاسفة، وهو توجس مزمن أوصله أفلاطون إلى ذروته حين طالب بإخراج الشعراء من جمهوريته المفترضة أو المتخيلة بسبب هشاشتهم ومزاجهم الانفعالي المتقلب، أما الشعراء بدورهم فلم يقصروا في الرد حين اعتبروا أن الفلسفة، كما العقل والمنطق، تفسد الشعر وتحوله عن طبيعته ليصبح مجرد حذلقة لغوية، أو تراكيب ذهنية باردة، وإذا كان سوء الفهم بين الطرفين قائما في الثقافات واللغات كلها، فإنه يصبح عند الغرب أكثر ضراوة وتفاقما لأن الشعر العربي ارتبط بالحماسة والعاطفة والتدفق الغنائي أكثر من أي شعر آخر، وإذا كان العرب قد تساهلوا قليلا مع سعي المتنبي إلى التوفيق بين الفضاء التخييلي والأسئلة الوجودية والفلسفية، فإنهم لم يتساهلوا بالقدر ذاته مع جنوح أبي العلاء المعري المتزايد نحو التأمل الفلسفي ذات اللمسة العقلانية الواضحة أما وصف البعض له بأنه شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء فلم يحمل دائما على محمل إيجابي، بل كان يأتي مشوباََ بالحذر والالتباس والتشكيل في قدراته الشعرية، تماماََ كما كان حال ابن عربي وابن الفارض وبعض الشعراء الصوفيين، وحتى في العصر الحديث ثمة من أخذ على أدونيس وخليل حاوي وآخرين أيضاََ انشغالهم بالفكر والمعرفة على حساب الشعرية الخالصة.لست هنا لأقدم بحثا معمقا حول العلاقة بين الفلسفة والشعر أو حول نقاط التشابه و الاختلاف التي تحكم هذه العلاقة، لأن الأمر يحتاج بحوث طويلة و معمقة لا يتسع لها المقام. إلا أن ما أنا بصدده هو الإشارة إلى تجربة معاصرة و نادرة استطاعت أن توسع مساحات اللقاء بين الطرفين، هي تجربة الفيلسوف الفرنسي الشهير غاستون باشلار.فباشلار الذي نقل الفلسفة، كما فعل سارتر و أترابه الوجوديين، من عهدة الميثولوجيا الغيبية إلى عهدة الإنسان لم يشغل نفسه بأصل العالم و مآله، وغير ذلك من الأمور التي يمكن للعلوم الوضعية أن تتكفل بها، بل عمل على سبر أغوار السلوك البشري و تحليل الظواهر الاجتماعية و الأخلاقية و وضعها تحت منظار التأمل والتعليل والاستنتاج. وهو إذ يفعل ذلك ينقل الميثولوجيا من إطار الشعوذة والتنجيم والضرب بالرمل إلى إطار إبيستمولوجي ونفسي نكتشف من خلاله أن الواقع ضرب من السحر وأن اللامرئي هو الوجه الآخر للمرئي. يكاد باشلارمن غير زاوية من الزوايا أن يكون فريدا وغير مسبوق في رؤيته إلى العالم، كما في لغته وأسلوبه وطريقة فهمه للأشياء. ففي كتابه الرائع " جماليات الكون" يساعدنا على اكتشاف العلاقة بيننا وبين البيت الذي نسكنه أو الحديقة التي تجاورنا أو الفضاء الذي يلفنا من كل جانب، غائصا في أبعاد الغرف والمطابخ والحمامات والشرفات والأقبية والسلالم بما يحملنا على الانتباه لتلك الجنة الوارفة من المنسيات، على حد تعبير سعدي يوسف، وكذلك الأمر في 《-;-شاعرية أحلام اليقظة》-;-حيث يدخل في أغوار النفس البشرية مستظهرا بشكل ......
#باشلار
#أفلاطون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682083
الحوار المتمدن
Houda El Khoubani - باشلار يرد على أفلاطون