فارس إيغو : نثرات مناهضة للعولمة السوقيّة
#الحوار_المتمدن
#فارس_إيغو بالطبع لست من المتفائلين المغتبطين دوماً بالتكنولوجيا، وبالخصوص التكنولوجيا الرقميّة التي تقوم على أساسها أيديولوجيات العولمة؛ ولست أيضاً من الذين قاوموا بشدة إغراء اقتناء الموبيل، أو ضد أي تكنولوجيا جديدة؛ ربما أكون باكراً، ممن راهنوا على قدرة الإنترنيت على زعزعة بعض القلاع العتيقة والمتينة التي ترفض أنظمة الحريّة؛ ولكنني لم أؤمن للحظة بأن ثورات الربيع العربي هي من صنع الفايس بوك؛ هي تراكم سلبي من محطات فشل الأنظمة العربيّة ترافقت مع تراكم إيجابي في الوعي بضرورة التغيير، ساهم فيه جيل حديد من المثقفين العرب النقديين. وما زلت أعتقد بأن التكنولوجيا الشبكيّة ليست مجرد أداة ميديائيّة، بل أكثر من ذلك، هي أداة تغيّيريّة أكثر بكثير من الأدوات الميديائيّة السابقة (الكتاب والجريدة، الراديو والتلفزيون)، لكنني أشكك بقدرة الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي على توحيد العالم أبعد من تجميعهم متصلين خلف الأجهزة الذكيّة، ومساعدتهم على خلق القبائل الجديدة التي تميّز عصر الحداثة البعديّة. هذه ملاحظات قصيرة متناثرة كتبت في فترات متباعدة قليلاً تخص ليس ظاهرة العولمة، بل من يريدون أن يستخدموا الظاهرة لكي يفرضوا أجنداتهم الأيديولوجيّة واليوتوبيّة. ـ1ـ ماذا بقي من الدولة في عصر العولمةيعرّف رجال القانون الدولة على أنها ثلاث مكونات: 1) إقليم؛ 2) جماعة تاريخيّة (والبعض بدأ يتكلم عن مجرد سكان فقط)؛ 3) سيادة، أي حكومة شرعية تسري قوانينها على أراضي الإقليم؛نشهد في عصرنا الذي يتسم بانتشار أيديولوجيات العولمة وبتقدم النزعة الفردية، هشاشة هذه المكونات الثلاثة، وتطاير بعضها شظايا.لنبدأ بالمعيار الأول لوجود الدول ـ الأمم، أي الإقليم الذي أصبح لا حدود له. يجري الحديث اليوم عن فضاءات شاسعة تسقط فيها حدود الدول المكونة لها؛ فمثلاً، يمكننا أن نتجول في كل أوروبا تقريباً دون أن يوقفنا شرطي أو عنصر جمركي.أما فيما يخص الجماعة التاريخيّة، فالعولمة خلطت الاجناس والاعراق والثقافات، وأصبحت الهوية في الغرب هجينة ومركبة، والمجتمعات الغربيّة متعددة الثقافات. عندها فهي تُعاش كـ ((هوية سعيدة)) كما يقول ألان جوبيه رئيس وزراء السابق في فرنسا ووزير الخارجية في عهد ساركوزي، أو تُعاش كـ ((نوستالجيا)) عند الفيلسوف الفرنسي ألان فينكلكروت في عنوان كتابه ((الهوية البائسة)) الصادر عام 2014، أو يُعاش الواقع الجديد عند الصحافي المثير للجدل إيريك زيمور وكأنه ضياع وانحطاط في كتابه ((الانتحار الفرنسي)) الصادر عام 2015. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية والتفتت الاجتماعي، وانهيار الدولة ـ الأمة، يصيب الهوية تفككاً من الداخل، فتزداد النزعات الانفصالية للمقاطعات، ففي اسبانيا نجد بالإضافة للشعب الاسباني، الشعب الباسكي والكاتلوني، وفي فرنسا هناك الكورسيكي والبروتوني، ناهيك عن بريطانيا التي نجت مؤقتاً من التفكك. أما السيادة فهي تتآكل من كافة الأطراف، من فوق: العولمة الاقتصادية والشركات المتعددة الجنسيات والاتحاد الأوروبي، ومن تحت تتفكك السيادة، عن طريق توسع عملية نقل الصلاحيات للمقاطعات والمناطق، وبالإضافة الى تعاظم قوة المجتمع المدني ممثلاً بالمنظمات المدنية اللاحكومية. ـ2ـ العولمة واللغاتإن العولمة تقود نحو التخفيض من قيمة وتداول بعض اللغات لصالح لغات أخرى. لنلقي نظرة على بارومتر اللغات في العالم في عصر العولمة الاقتصادية والتكنولوجيّة. يدخل في هذا البارومتر كل لغة محكية من قبل خمسة ملايين شخص، ويضم البارومتر بحسب هذا المعيار 137 لغة في العالم، أم ......
#نثرات
#مناهضة
#للعولمة
#السوقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706995
#الحوار_المتمدن
#فارس_إيغو بالطبع لست من المتفائلين المغتبطين دوماً بالتكنولوجيا، وبالخصوص التكنولوجيا الرقميّة التي تقوم على أساسها أيديولوجيات العولمة؛ ولست أيضاً من الذين قاوموا بشدة إغراء اقتناء الموبيل، أو ضد أي تكنولوجيا جديدة؛ ربما أكون باكراً، ممن راهنوا على قدرة الإنترنيت على زعزعة بعض القلاع العتيقة والمتينة التي ترفض أنظمة الحريّة؛ ولكنني لم أؤمن للحظة بأن ثورات الربيع العربي هي من صنع الفايس بوك؛ هي تراكم سلبي من محطات فشل الأنظمة العربيّة ترافقت مع تراكم إيجابي في الوعي بضرورة التغيير، ساهم فيه جيل حديد من المثقفين العرب النقديين. وما زلت أعتقد بأن التكنولوجيا الشبكيّة ليست مجرد أداة ميديائيّة، بل أكثر من ذلك، هي أداة تغيّيريّة أكثر بكثير من الأدوات الميديائيّة السابقة (الكتاب والجريدة، الراديو والتلفزيون)، لكنني أشكك بقدرة الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي على توحيد العالم أبعد من تجميعهم متصلين خلف الأجهزة الذكيّة، ومساعدتهم على خلق القبائل الجديدة التي تميّز عصر الحداثة البعديّة. هذه ملاحظات قصيرة متناثرة كتبت في فترات متباعدة قليلاً تخص ليس ظاهرة العولمة، بل من يريدون أن يستخدموا الظاهرة لكي يفرضوا أجنداتهم الأيديولوجيّة واليوتوبيّة. ـ1ـ ماذا بقي من الدولة في عصر العولمةيعرّف رجال القانون الدولة على أنها ثلاث مكونات: 1) إقليم؛ 2) جماعة تاريخيّة (والبعض بدأ يتكلم عن مجرد سكان فقط)؛ 3) سيادة، أي حكومة شرعية تسري قوانينها على أراضي الإقليم؛نشهد في عصرنا الذي يتسم بانتشار أيديولوجيات العولمة وبتقدم النزعة الفردية، هشاشة هذه المكونات الثلاثة، وتطاير بعضها شظايا.لنبدأ بالمعيار الأول لوجود الدول ـ الأمم، أي الإقليم الذي أصبح لا حدود له. يجري الحديث اليوم عن فضاءات شاسعة تسقط فيها حدود الدول المكونة لها؛ فمثلاً، يمكننا أن نتجول في كل أوروبا تقريباً دون أن يوقفنا شرطي أو عنصر جمركي.أما فيما يخص الجماعة التاريخيّة، فالعولمة خلطت الاجناس والاعراق والثقافات، وأصبحت الهوية في الغرب هجينة ومركبة، والمجتمعات الغربيّة متعددة الثقافات. عندها فهي تُعاش كـ ((هوية سعيدة)) كما يقول ألان جوبيه رئيس وزراء السابق في فرنسا ووزير الخارجية في عهد ساركوزي، أو تُعاش كـ ((نوستالجيا)) عند الفيلسوف الفرنسي ألان فينكلكروت في عنوان كتابه ((الهوية البائسة)) الصادر عام 2014، أو يُعاش الواقع الجديد عند الصحافي المثير للجدل إيريك زيمور وكأنه ضياع وانحطاط في كتابه ((الانتحار الفرنسي)) الصادر عام 2015. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية والتفتت الاجتماعي، وانهيار الدولة ـ الأمة، يصيب الهوية تفككاً من الداخل، فتزداد النزعات الانفصالية للمقاطعات، ففي اسبانيا نجد بالإضافة للشعب الاسباني، الشعب الباسكي والكاتلوني، وفي فرنسا هناك الكورسيكي والبروتوني، ناهيك عن بريطانيا التي نجت مؤقتاً من التفكك. أما السيادة فهي تتآكل من كافة الأطراف، من فوق: العولمة الاقتصادية والشركات المتعددة الجنسيات والاتحاد الأوروبي، ومن تحت تتفكك السيادة، عن طريق توسع عملية نقل الصلاحيات للمقاطعات والمناطق، وبالإضافة الى تعاظم قوة المجتمع المدني ممثلاً بالمنظمات المدنية اللاحكومية. ـ2ـ العولمة واللغاتإن العولمة تقود نحو التخفيض من قيمة وتداول بعض اللغات لصالح لغات أخرى. لنلقي نظرة على بارومتر اللغات في العالم في عصر العولمة الاقتصادية والتكنولوجيّة. يدخل في هذا البارومتر كل لغة محكية من قبل خمسة ملايين شخص، ويضم البارومتر بحسب هذا المعيار 137 لغة في العالم، أم ......
#نثرات
#مناهضة
#للعولمة
#السوقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706995
الحوار المتمدن
فارس إيغو - نثرات مناهضة للعولمة ((السوقيّة))