عبد الله النملي : النفار.. تراث رمضاني مهدد بالإنقراض
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_النملي المصادر التاريخية تكشف صعوبة كتابة تاريخ حِرَفِيّ اسمه " النفار " همّشه المؤرخون في اختياراتهم. و"النفار" تختلف أسماؤه، غير أن صفته واحدة، فهو الشخص الذي بقي متشبثا بحرفة في خبر كان، ومهنة صارت جزءا من الماضي، وتعيش أيامها الأخيرة، بعدما داستها عجلات التطور وانتهى عمرها الافتراضي. وتعتبر مهنة "النفار" في المغرب جزءا من التراث الشعبي القديم المرتبط بشهر رمضان. وكغيرها من المدن العتيقة بالمغرب، تحتفظ مدينة آسفي بعادات وتقاليد خاصة بكل مناسبة، قد تلتقي و تختلف مع عادات وتقاليد المدن الأخرى. ومن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي بآسفي شخصية "النفار"، أو ما يعرف باسم " المسحراتي " عند أغلب الدول العربية. والمشهور عن "النفار" هو ذلك الرجل الذي يسير في عتمة الليل فجرا في الشوارع والحارات بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر، حيث تسمع المزمار أو ضربات الطبل بتناغم حميل وهي تتراقص على إيقاع رمضاني مفعم بالحنين، تعبر عن فحوى عمل الرجل الذي ينطلق في الطرقات بخطى وئيدة تنسجم مع الإيقاع. وتعد مهنة " النفار " المهنة الوحيدة في المغرب التي يعمل صاحبها شهرا واحدا في السنة، ثم يتوارى عن الأنظار بمجرد الإعلان عن يوم الفطر. وقد ارتبطت هذه الحرفة لعقود بقدوم ليالي رمضان، وظلت ممارستها ملتصقة بالتطوع وإيقاظ النيام لتناول وجبة السحور، مع تفعيل جولات للحصول على هدايا وإكراميات، نظير شهر كامل من التطوع. وفي الوقت الذي لم يعد للنفار وجود في العديد من المدن المغربية، بعد أن تقلص دوره أمام وسائل أخرى يعتمد عليها للاستيقاظ مع ظهور الساعات المُنبهة والهواتف الذكية وتطور وسائل السمعي البصري من مكبرات الصوت والراديو والتلفاز و"البارابول"، لازال "النفار" يواصل نشاطه الرمضاني الموسمي في بعض أحياء جنوب آسفي، بعدما أصبحت مهمة مصادفة "النفار" خلال الساعات الأخيرة التي تسبق الفجر وموعد الإمساك صعبة إن لم نقل مستحيلة ببعض الأحياء بآسفي. و"النفار" بآسفي تختلف أسماؤه، فهناك:1_ " الغياط "2_ " النفار "3_ " الطبال" 1_ " الغياط ": هو الذي يستعمل مزمارا من الحجم الصغير يسمى "الغيطة"، يداعب جوانبه المثقوبة بأصابعه العشرة. و"الغيطة" هي آلة موسيقية مغربية شبيهة بالناي، إلا أنها أكبر حجما، ذات مخرج واحد مفتوح على صدره عدة ثقوب، ويتدرج الأنبوب في الإتساع لينتهي طرفه ببوق على شكل جرس. وعند العزف عليها تحدث نبرا حادا، وهي آلة تناسب العزف في الهواء الطلق، حيث تعتبر مصدر السعادة والبهجة والسرور في المغرب. وللغيطة أحجام مختلفة الأطوال والإتساع، ويصدر كل حجم صوتا مختلف الحدة والغلظة، فكلما زاد طول الأنبوب واتسع، زاد صوته غلظة، والعكس بالعكس. والنفخ على هذه الآلة الموسيقية يحتاج إلى نفس طويل وقوة تحمل كبيرة، ويظهر ذلك جليا في تعابير الوجه وعروق الرقبة لدى العازف. ويمكن للغياط والطبال وحدهما صناعة حفل متكامل بدون أي أدوات موسيقية أخرى. ويتم صناعة "الغيطة"، في مدينة وزان، فهي الأشهر في صناعتها داخل المغرب. وفي بداية عهد الراحل الحسن الثاني كانت بشرى رؤية الهلال تنطلق من القصر الملكي بالرباط، إذ كان يصعد إلى سطح القصر عازف "الغيطة" ذائع الصيت آنذاك في العدوتين ( الرباط وسلا ) ، " الكمرة " فينطلق بإنشاد مقطوعات مشهورة، وقد عرف بإتقانه الكبير للعزف على " الغيطة " ، كيف لا وهو " غياط " القصر. وبعد ذلك دأبت التلفزة المغربية على بث صور " الكمرة " وهو يعزف على " الغيطة " قبل الإعلان عن بشرى ثبوت رؤية الهلال. وقد دام الحال على هذا المنوال لمدة سنوات عديدة، لدرجة أصبح ظهور " الكمرة " بتلف ......
#النفار..
#تراث
#رمضاني
#مهدد
#بالإنقراض
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677146
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_النملي المصادر التاريخية تكشف صعوبة كتابة تاريخ حِرَفِيّ اسمه " النفار " همّشه المؤرخون في اختياراتهم. و"النفار" تختلف أسماؤه، غير أن صفته واحدة، فهو الشخص الذي بقي متشبثا بحرفة في خبر كان، ومهنة صارت جزءا من الماضي، وتعيش أيامها الأخيرة، بعدما داستها عجلات التطور وانتهى عمرها الافتراضي. وتعتبر مهنة "النفار" في المغرب جزءا من التراث الشعبي القديم المرتبط بشهر رمضان. وكغيرها من المدن العتيقة بالمغرب، تحتفظ مدينة آسفي بعادات وتقاليد خاصة بكل مناسبة، قد تلتقي و تختلف مع عادات وتقاليد المدن الأخرى. ومن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي بآسفي شخصية "النفار"، أو ما يعرف باسم " المسحراتي " عند أغلب الدول العربية. والمشهور عن "النفار" هو ذلك الرجل الذي يسير في عتمة الليل فجرا في الشوارع والحارات بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر، حيث تسمع المزمار أو ضربات الطبل بتناغم حميل وهي تتراقص على إيقاع رمضاني مفعم بالحنين، تعبر عن فحوى عمل الرجل الذي ينطلق في الطرقات بخطى وئيدة تنسجم مع الإيقاع. وتعد مهنة " النفار " المهنة الوحيدة في المغرب التي يعمل صاحبها شهرا واحدا في السنة، ثم يتوارى عن الأنظار بمجرد الإعلان عن يوم الفطر. وقد ارتبطت هذه الحرفة لعقود بقدوم ليالي رمضان، وظلت ممارستها ملتصقة بالتطوع وإيقاظ النيام لتناول وجبة السحور، مع تفعيل جولات للحصول على هدايا وإكراميات، نظير شهر كامل من التطوع. وفي الوقت الذي لم يعد للنفار وجود في العديد من المدن المغربية، بعد أن تقلص دوره أمام وسائل أخرى يعتمد عليها للاستيقاظ مع ظهور الساعات المُنبهة والهواتف الذكية وتطور وسائل السمعي البصري من مكبرات الصوت والراديو والتلفاز و"البارابول"، لازال "النفار" يواصل نشاطه الرمضاني الموسمي في بعض أحياء جنوب آسفي، بعدما أصبحت مهمة مصادفة "النفار" خلال الساعات الأخيرة التي تسبق الفجر وموعد الإمساك صعبة إن لم نقل مستحيلة ببعض الأحياء بآسفي. و"النفار" بآسفي تختلف أسماؤه، فهناك:1_ " الغياط "2_ " النفار "3_ " الطبال" 1_ " الغياط ": هو الذي يستعمل مزمارا من الحجم الصغير يسمى "الغيطة"، يداعب جوانبه المثقوبة بأصابعه العشرة. و"الغيطة" هي آلة موسيقية مغربية شبيهة بالناي، إلا أنها أكبر حجما، ذات مخرج واحد مفتوح على صدره عدة ثقوب، ويتدرج الأنبوب في الإتساع لينتهي طرفه ببوق على شكل جرس. وعند العزف عليها تحدث نبرا حادا، وهي آلة تناسب العزف في الهواء الطلق، حيث تعتبر مصدر السعادة والبهجة والسرور في المغرب. وللغيطة أحجام مختلفة الأطوال والإتساع، ويصدر كل حجم صوتا مختلف الحدة والغلظة، فكلما زاد طول الأنبوب واتسع، زاد صوته غلظة، والعكس بالعكس. والنفخ على هذه الآلة الموسيقية يحتاج إلى نفس طويل وقوة تحمل كبيرة، ويظهر ذلك جليا في تعابير الوجه وعروق الرقبة لدى العازف. ويمكن للغياط والطبال وحدهما صناعة حفل متكامل بدون أي أدوات موسيقية أخرى. ويتم صناعة "الغيطة"، في مدينة وزان، فهي الأشهر في صناعتها داخل المغرب. وفي بداية عهد الراحل الحسن الثاني كانت بشرى رؤية الهلال تنطلق من القصر الملكي بالرباط، إذ كان يصعد إلى سطح القصر عازف "الغيطة" ذائع الصيت آنذاك في العدوتين ( الرباط وسلا ) ، " الكمرة " فينطلق بإنشاد مقطوعات مشهورة، وقد عرف بإتقانه الكبير للعزف على " الغيطة " ، كيف لا وهو " غياط " القصر. وبعد ذلك دأبت التلفزة المغربية على بث صور " الكمرة " وهو يعزف على " الغيطة " قبل الإعلان عن بشرى ثبوت رؤية الهلال. وقد دام الحال على هذا المنوال لمدة سنوات عديدة، لدرجة أصبح ظهور " الكمرة " بتلف ......
#النفار..
#تراث
#رمضاني
#مهدد
#بالإنقراض
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677146
الحوار المتمدن
عبد الله النملي - النفار.. تراث رمضاني مهدد بالإنقراض