حسيب شحادة : ليرحمِ الربُّ الصديقة دوريس ليون أغازريان
#الحوار_المتمدن
#حسيب_شحادة جامعة هلسنكيرحلت الصديقة الغالية دوريس ليون أغازريان عن هذه الفانية مبكّرًا، في التاسع عشر من كانون أوّل عام ٢-;-٠-;-٢-;-٠-;-، أي قُبيل عيد الميلاد بحسب التقويم الغربي، ميلاد مخلّص البشر، بأيّام معدودة، وهي لم تلِج العقد السادسَ من العمر. ثمّ بعد ذلك، وُوري جثمانُها الثرى في مَقبرة بلدة لِمي (Lemi) بالقرب من مدينة لپينرَنْتا (Lappeenranta)، في ظروف استثنائية فرضها وباء الكورونا المتفشي في بقاع العالم قاطبة. والدها ليون، انتمى إلى أُسرة أرمنية، نزح آباؤه وأجداده قسرًا من تركيا إلى القدس، في أعقاب محرقة الأرمن التي اندلعت في أواخر نيسان من العام ١-;-٩-;-١-;-٥-;-. يُذكر أنّ الوجود الأرمني في الأراضي المقدّسة، موغل في القِدم، فهو يعود إلى القرن الثالث للميلاد. أمّا والدة دوريس، مايا فهي فنلندية وتعيش في مدينة لپينرَنْتا. وهكذا نشأت المرحومة وترعرعت في جوّ ثنائي الثقافة والعادات والتقاليد، أرمني شرقي منفتح ناطق بالعربية وغربي فنلندي مختلف منطو. لا يُضيف المرءُ أيَّ جديد إذا قال بأنّ اللغةَ، أيّة لغة مهما علا شأنها، واتّسع معجمُها وعمُق كالعربية مثلًا، ستظلّ صاغرةً لاهتةً عن وصف دقيق كامل وعميق لفداحة الحسرة والأسى اللذين حلّا، على حين غِرّة، بأهلها وذويها وأصدقائها وزملائها في العمل. في مثل هذه المواقف الحزينة المحزنة، قد يكون اللوْذ أحيانًا إلى الصمت والتأمّل، خيرًا من تدبيج الكلمات والعبارات والأقوال المأثورة الممجوجة في الغالب الأعمّ. ولكن، لا بدّ لنا نحن البشر من كلمات ميّزتنا عن سائر المخلوقات الحيّة غير الناطقة لنفرغ فيها بعض ما يجيش في أعماقنا. يعود تاريخ تعرّفي على والدَي المرحومة دوريس، ليون ومايا، وبها، إلى بضعة عقود من الزمن، آونَتها كنت مقيمًا في القدس، طالبًا في الجامعة العبرية، وآل أغازريان قطنوا في بيت حنينا المجاورة. أذكر جيّدًا أنّ لقاءَنا الأوّل كان حينما كانت دوريس فتاة يافعة فاتنة، ابنةَ ثلاثة عشر ربيعًا وحضرت مع والديها مراسم زواجي، الإكليل في كنيسة كفرياسيف الكاثوليكية الملكية. كما تسنّى لي التعرّف على عمّها الدكتور ألبرت أغازريان في مستهلّ ثمانينات القرن المنصرم، في غضون تدريسي العبرية ومادّة الترجمة في جامعة بيز زيت الفلسطينية المعروفة. في تلك الفترة شغل ألبرت منصب مدير العلاقات العامّة وأستاذ التاريخ، وهو كشقيقه ليون كان متعدّد اللغات ( polyglot، ذا ألسنة جمّة) كالعربية والعبرية والإنچليزية والفرنسية والأرمنية والتركية والإسبانية. كرجت السنون بحلوها ومرّها وبما بينهما، الواحدة تلوَ أُختها، وٱ-;-لتقينا منذ ثلاثة عقود ونيّف مجدّدًا هنا في ابنة البلطيق، في بلاد الشمال. كانت دوريس بعد تخرّجها من مدرسة شميدت الألمانية المقدسية طيّبة الصيت، بالقرب من باب العامود، قد تعلّمت مهنةَ لا بل رسالة التمريض في مستشفى آوغستا ڤ-;-كتوريا في القدس، وعمِلت في هذا المجال ودرّسته في مسقط رأسها ومن ثَمّ في فنلندا أيضًا. في هلسنكي، عملت دوريس سنواتٍ مديدة سكرتيرة في مكتب المفوضية الفلسطينية. والمهنة الثانية التي ٱ-;-كتسبتها بجدارة، ومارستها بمحبّة وإخلاص ونجاح، كانت الترجمة من وإلى الفنلندية والعربية بشقّيهاالأساسيين، المحكية والمعيارية. وفي هذا العِلم والفنّ على حدّ سواء، أبْلت المرحومة دوريس المخلصة طيبةُ القلب، بلاءً حسنًا ساطعًا سطوع شمس آب في أوطاننا الحبيبة. في أكثرَ من مناسبة، كنت شاهدًا على مهارتها، ولباقتها وحذقها في نقلها فحوى ما يقوله المتكلّم من العربية إل ......
#ليرحمِ
#الربُّ
#الصديقة
#دوريس
#ليون
#أغازريان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709146
#الحوار_المتمدن
#حسيب_شحادة جامعة هلسنكيرحلت الصديقة الغالية دوريس ليون أغازريان عن هذه الفانية مبكّرًا، في التاسع عشر من كانون أوّل عام ٢-;-٠-;-٢-;-٠-;-، أي قُبيل عيد الميلاد بحسب التقويم الغربي، ميلاد مخلّص البشر، بأيّام معدودة، وهي لم تلِج العقد السادسَ من العمر. ثمّ بعد ذلك، وُوري جثمانُها الثرى في مَقبرة بلدة لِمي (Lemi) بالقرب من مدينة لپينرَنْتا (Lappeenranta)، في ظروف استثنائية فرضها وباء الكورونا المتفشي في بقاع العالم قاطبة. والدها ليون، انتمى إلى أُسرة أرمنية، نزح آباؤه وأجداده قسرًا من تركيا إلى القدس، في أعقاب محرقة الأرمن التي اندلعت في أواخر نيسان من العام ١-;-٩-;-١-;-٥-;-. يُذكر أنّ الوجود الأرمني في الأراضي المقدّسة، موغل في القِدم، فهو يعود إلى القرن الثالث للميلاد. أمّا والدة دوريس، مايا فهي فنلندية وتعيش في مدينة لپينرَنْتا. وهكذا نشأت المرحومة وترعرعت في جوّ ثنائي الثقافة والعادات والتقاليد، أرمني شرقي منفتح ناطق بالعربية وغربي فنلندي مختلف منطو. لا يُضيف المرءُ أيَّ جديد إذا قال بأنّ اللغةَ، أيّة لغة مهما علا شأنها، واتّسع معجمُها وعمُق كالعربية مثلًا، ستظلّ صاغرةً لاهتةً عن وصف دقيق كامل وعميق لفداحة الحسرة والأسى اللذين حلّا، على حين غِرّة، بأهلها وذويها وأصدقائها وزملائها في العمل. في مثل هذه المواقف الحزينة المحزنة، قد يكون اللوْذ أحيانًا إلى الصمت والتأمّل، خيرًا من تدبيج الكلمات والعبارات والأقوال المأثورة الممجوجة في الغالب الأعمّ. ولكن، لا بدّ لنا نحن البشر من كلمات ميّزتنا عن سائر المخلوقات الحيّة غير الناطقة لنفرغ فيها بعض ما يجيش في أعماقنا. يعود تاريخ تعرّفي على والدَي المرحومة دوريس، ليون ومايا، وبها، إلى بضعة عقود من الزمن، آونَتها كنت مقيمًا في القدس، طالبًا في الجامعة العبرية، وآل أغازريان قطنوا في بيت حنينا المجاورة. أذكر جيّدًا أنّ لقاءَنا الأوّل كان حينما كانت دوريس فتاة يافعة فاتنة، ابنةَ ثلاثة عشر ربيعًا وحضرت مع والديها مراسم زواجي، الإكليل في كنيسة كفرياسيف الكاثوليكية الملكية. كما تسنّى لي التعرّف على عمّها الدكتور ألبرت أغازريان في مستهلّ ثمانينات القرن المنصرم، في غضون تدريسي العبرية ومادّة الترجمة في جامعة بيز زيت الفلسطينية المعروفة. في تلك الفترة شغل ألبرت منصب مدير العلاقات العامّة وأستاذ التاريخ، وهو كشقيقه ليون كان متعدّد اللغات ( polyglot، ذا ألسنة جمّة) كالعربية والعبرية والإنچليزية والفرنسية والأرمنية والتركية والإسبانية. كرجت السنون بحلوها ومرّها وبما بينهما، الواحدة تلوَ أُختها، وٱ-;-لتقينا منذ ثلاثة عقود ونيّف مجدّدًا هنا في ابنة البلطيق، في بلاد الشمال. كانت دوريس بعد تخرّجها من مدرسة شميدت الألمانية المقدسية طيّبة الصيت، بالقرب من باب العامود، قد تعلّمت مهنةَ لا بل رسالة التمريض في مستشفى آوغستا ڤ-;-كتوريا في القدس، وعمِلت في هذا المجال ودرّسته في مسقط رأسها ومن ثَمّ في فنلندا أيضًا. في هلسنكي، عملت دوريس سنواتٍ مديدة سكرتيرة في مكتب المفوضية الفلسطينية. والمهنة الثانية التي ٱ-;-كتسبتها بجدارة، ومارستها بمحبّة وإخلاص ونجاح، كانت الترجمة من وإلى الفنلندية والعربية بشقّيهاالأساسيين، المحكية والمعيارية. وفي هذا العِلم والفنّ على حدّ سواء، أبْلت المرحومة دوريس المخلصة طيبةُ القلب، بلاءً حسنًا ساطعًا سطوع شمس آب في أوطاننا الحبيبة. في أكثرَ من مناسبة، كنت شاهدًا على مهارتها، ولباقتها وحذقها في نقلها فحوى ما يقوله المتكلّم من العربية إل ......
#ليرحمِ
#الربُّ
#الصديقة
#دوريس
#ليون
#أغازريان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709146
الحوار المتمدن
حسيب شحادة - ليرحمِ الربُّ الصديقة دوريس ليون أغازريان