الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أحمد جدعان الشايب : مبادئ وقناعات متحولة......قصة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب لا أجد أمامي سوى زوجتي.. لأفرغ حمولات الهموم اليومية التي ترافقني حيث اتجهت.. رغم علمي أنها لا تهتم لأي أمر أحكيه لها.. إلا في اللحظة التي تسمعه مني.. فردُّ فعلها سريع ينعكس على وجهها بتأثر شديد.. وتمسح شيئا من الدمع لسماعها حدثا إنسانيا يؤلم النفس.. وما أن يستقر الموضوع في زاوية من دماغها.. حتى يشغلها موضوع خاص وبسيط في نظري.. لكنه في رأيها أهم من كل ما ترى وتسمع.هي تريد أن تبدو في حالة جيدة من المظهر الذي يدعو للحسد من أقاربها وصديقاتها.. وتعمل لأجله دون كلل.. ومع ذلك فإني لا أجد من أفرغ له همومي اليومية سواها.. لأن ما أراه وما أسمعه لا يحتمل إبقاءه وكظمه في داخل الصدر.. لقد طفحت الكيول كلها.. ولم يبق متسع لتفريغ أي هم مهما كان صغيرا.. وتساوت زوايا الدماغ مع جميع المسطحات المجاورة.. حتى غدا لا يختلف عن قرعة رومية.كجبل يرمي بثقله على صدري.. أي موضوع أتذكره منفردا لا يشاركني فيه أحد حتى زوجتي.. ولا أشعر بما يحدث لي.. حين يرتفع صوتي.. لأناقش الأطراف المعنية.. وكأنهم حاضرون.. وأضع الحلول الصحيحة والعادلة.. ولو شاهدني ساعتها أي واحد يمر بي.. لتيقّن أن لوثةً ألمّتْ بي.. حتى لو علِم سبب ضيقي وهيجاني.. فأنا بطبعي أخشى ثلاثة أشياء قريبة منا باستمرار.. الظلم.. والمرض.. والفقر.. لكن أكثر إزعاجا وقهرا منها كلها.. هو الظلم.. لأنه يقع من البشر على غيرهم من البشر.. وليس أقسى من الظلم الذي يقع على شخص واحد كل عام.. مثلما يحدث لصديقي المدرس.. الذي يتقدم بطلب نقل رسمي من مكان عمله في مدرسة بعيدة عن المدينة حيث يسكن أكثر من أربعين كيلو مترا.. شاهدته مرة وقد أزهرت نفسه فرحا.. وحسدته على تفاؤله الذي حل به.. يلوّح مبتهجا ويقول.( اليوم سآخذ حقي.. أما يكفي كل تلك السنين؟ ).تنتهي تشكيلات التنقلات السنوية للمدرسين والمعلمين كل عام جديد.. ينتقل من ينتقل.. ويظل صديقي في مكانه.. ولكنه يستمر في متابعة حقه عند المختصين الذين يقولون له.( حتى يأتي دورك.. لم يأت دورك بعد).يجلجل بصراخه في أرجاء المديرية.. وفي الغرف والممرات.. يصاب بتشنجات في حنجرته وأعصابه.. وما عليه أخيرا إلا أن يعود إلى مكان عمله كما كان.بعد أن انتهت المدة المحددة للتنقلات نهاية الصيف.. ومضى أكثر من شهر.. فجأة تم نقل صديقي وبدون ضجيج أو صراخ إلى مدينته قرب بيته.. حين التقيته وهنّأته.. أسرّ لي أنه دفع عشرة آلاف .. ولو لم يدفعها.. قد يقضي بقية حياته بعيدا عن مدينته وبيته.عدت لطبعي وحكيت لزوجتي.. فقالت.( هذا لا يملك شيئا من الصبر.. عليه أن ينتظر ليأتي دورُه.. لو صبر كان وفّر هذا المبلغ لأولاده.. هم أحق به )وكما هي عادتها لم تهتم للأمر أو تتأثر به.. لكني منزعج منها تماما كما أنزعج من بعض الظالمين.. قلت لها بانفعال وتوتر .( كيف يصبر؟.. وإلى متى؟.. وهو يرى كل سنة معلمين ينتقلون وليس عندهم أكثر من سنة في التعليم؟.. اسمعي.. اسمعي.. جارُنا يريد أن يصطحب ابنه إلى بلد عربي حيث يعمل.. فأكد له المسؤولون أن ابنه لا يمكن أن يخرج قبل شهر.. فهذه إجراءات وعليه أن ينتظر.. جاهد الرجل لتقريب المدة.. لأسباب تفرضها مدة الإقامة لديه.. فهو سيغادر بعد أسبوع ولا يريد أن يترك ابنه بمفرده.استطاع أن يصل إلى بعض أهل الخير.. الذين لهم أياد تمتد إلى أي اتجاه.. وتحل أية مشكلة.. فيتم له تحديد أسبوع فقط للسفر.. ويسافر الولد مع أبيه.. قالت.( ألا ترى أن الصبر قد يثمر بدون أن يخسر الانسان شيئا).ابتسمتُ ألما وسخرية وقلت لها.( لكن جارنا دفع عشرة آلاف ليرة).نفختْ قائلة.( ومن أين ......
#مبادئ
#وقناعات
#متحولة......قصة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731529