يوسف حمك : حلمٌ ليس كغيره من الأحلام .
#الحوار_المتمدن
#يوسف_حمك أقبل إليَّ طَلْق المُحَيَّا ، و تباشير السعادة مطبوعةٌ على شفتيه . هيئته كانت توحي بأن ينابيع السعادة قد انفجرت في صدره دفعةً واحدةً . كنت أعلم أن له أمنيةً وحيدةً كان الزمن ينافسه لإسقاطها من خبايا ذاكرته ، دون أن يعلم أن قلبه كان قد احتفظ بها ، ليحرسها بصمتٍ . لكن طول المسافة كان العائق الوحيد لمنع جروحه من الالتئام و تعافيه من التعاسة - كما كل العشاق - قال لي بالحرف : " على حين غرةٍ رأيتها جالسةً بقربي على مقعد قطارٍ كان يسير بنا إلى وجهةٍ ما . أمسكت بيدها اليسرى الغضة الحريرية ، و سرعان ما شبكت بين أصابعي و ربطت يدي بأناملها الناعمة بشدةٍ ، فرفعتْها قليلاً ، ثم نقشتْ عليها لثمةً رقيقةً دافئةً . رعشةٌ غريبةٌ نادرةٌ تسللت بين جوانحي ، و على إثرها تشجعت بتحرير سبابتي من بين أصابعها الندية ، و لامستُ به أنفها الأقنى و ثغرها الجميل بحركاتٍ وديعةٍ تمهيداً لطبع قبلةً على خدها الأيسر ، طمعاً في إطالة عمري و زيادة رصيدي في البقاء على قيد الحياة . لأن التقبيل دواءٌ لجروح القلب ، و للنفس غذاءٌ ، و للروح بلسمٌ شافٍ " تنهيدةٌ واسعةٌ خرجت من أعماق روحه استوقفتْه برهةً . سألته : و ماذا بعد ، هل نلت مرادك ؟ فرد متحسراً متحشرجاً : رنين هاتفي المحمول من متصلٍ غليظٍ أيقظني فجأةً ، فحرمني من قبلة العمر ، و أفسد عليَّ حلمي . و عقب تنهيدةٍ أخرى أعمق و أوسع أردف قائلاً : لقد كان حلماً و مجرد خيالٍ لا أكثر . نعم . حلمٌ كان يشغل قلبه قرابة عقدٍ من الزمن ، و هو يعاني من وطأة الكبت و القمع . تذوًّق حلاوة الانشراح للحظاتٍ وهميةٍ ، و تمنى لو دامت تلك اللحظات بنشوتها و طال حلمه أكثر فأكثر . فاشتياقه كان متأججاً لأيام الشغب المبهجة المخزونة في ذاكرته المرهقة من شدة وطأتها . لم يكن للسحر علاقةٌ بحلم العاشق التعيس هذا ، و لا مس الشيطان كما تفسير شيوخ الفقه و تأويلات تجار الدين . و إنما هي أمنيةٌ مكبوتةٌ و رغبةٌ ملحةٌ من صفوة ذكريات أيامٍ خلت ، يتمنى الحالم تحقيقها طبقاً لتفسير المختصين النفسيين و الفلاسفة .الكثير منها أضغاث أحلامٍ متداخلةٍ ، مبهمة التفاصيل غير مترابطةٍ . و منها مصحوبةٌ بالكوابيس . و لبعضها تفاصيلٌ واضحة المعالم كما في اليقظة ، كحلم صاحبنا العاشق هذا . و نادراً جداً ما تتنبؤ الأحلام بمستقبل حالميها فتصنع منهم مشاهيراً . يقال : إن الألماني فريدريك كيكولي عالم كيمياء العضوية قد استلهم تفاصيل صيغة تركيبة البنزين من رحم حلمٍ راوده بعد فشله طيلة أسابيع من الجهود المكثفة المضنية . أما أوتو لوي عالم الأعصاب هو الآخر ألمانيٌّ ، فقد أعانه الحلم في إيجاد ضالته لإحدى تجاربه في علم الأعصاب ، و حاز على إثرها جائزة نوبل في طبابة علم وظائف الأعضاء . و من يدري فربما هذا الحلم هو من الصنف الأخير ، فعاشقنا صاحب هذا الحلم ، يعيش هو الآخر على أرض ألمانيا - تلك الأرض الخصبة لنمو الأحلام المتنبئة بالمستقبل - فلعل المسافات تقصر ، و يتقلص طولها ، و ينعدم البعد ، ليلتقي الأحبة ، فيسير بهم القطار مجدداً في رحلة عشقٍ حقيقيةٍ و في وضح اليقظة ، لا في الحلم أو من وحي الخيال . ......
#حلمٌ
#كغيره
#الأحلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677369
#الحوار_المتمدن
#يوسف_حمك أقبل إليَّ طَلْق المُحَيَّا ، و تباشير السعادة مطبوعةٌ على شفتيه . هيئته كانت توحي بأن ينابيع السعادة قد انفجرت في صدره دفعةً واحدةً . كنت أعلم أن له أمنيةً وحيدةً كان الزمن ينافسه لإسقاطها من خبايا ذاكرته ، دون أن يعلم أن قلبه كان قد احتفظ بها ، ليحرسها بصمتٍ . لكن طول المسافة كان العائق الوحيد لمنع جروحه من الالتئام و تعافيه من التعاسة - كما كل العشاق - قال لي بالحرف : " على حين غرةٍ رأيتها جالسةً بقربي على مقعد قطارٍ كان يسير بنا إلى وجهةٍ ما . أمسكت بيدها اليسرى الغضة الحريرية ، و سرعان ما شبكت بين أصابعي و ربطت يدي بأناملها الناعمة بشدةٍ ، فرفعتْها قليلاً ، ثم نقشتْ عليها لثمةً رقيقةً دافئةً . رعشةٌ غريبةٌ نادرةٌ تسللت بين جوانحي ، و على إثرها تشجعت بتحرير سبابتي من بين أصابعها الندية ، و لامستُ به أنفها الأقنى و ثغرها الجميل بحركاتٍ وديعةٍ تمهيداً لطبع قبلةً على خدها الأيسر ، طمعاً في إطالة عمري و زيادة رصيدي في البقاء على قيد الحياة . لأن التقبيل دواءٌ لجروح القلب ، و للنفس غذاءٌ ، و للروح بلسمٌ شافٍ " تنهيدةٌ واسعةٌ خرجت من أعماق روحه استوقفتْه برهةً . سألته : و ماذا بعد ، هل نلت مرادك ؟ فرد متحسراً متحشرجاً : رنين هاتفي المحمول من متصلٍ غليظٍ أيقظني فجأةً ، فحرمني من قبلة العمر ، و أفسد عليَّ حلمي . و عقب تنهيدةٍ أخرى أعمق و أوسع أردف قائلاً : لقد كان حلماً و مجرد خيالٍ لا أكثر . نعم . حلمٌ كان يشغل قلبه قرابة عقدٍ من الزمن ، و هو يعاني من وطأة الكبت و القمع . تذوًّق حلاوة الانشراح للحظاتٍ وهميةٍ ، و تمنى لو دامت تلك اللحظات بنشوتها و طال حلمه أكثر فأكثر . فاشتياقه كان متأججاً لأيام الشغب المبهجة المخزونة في ذاكرته المرهقة من شدة وطأتها . لم يكن للسحر علاقةٌ بحلم العاشق التعيس هذا ، و لا مس الشيطان كما تفسير شيوخ الفقه و تأويلات تجار الدين . و إنما هي أمنيةٌ مكبوتةٌ و رغبةٌ ملحةٌ من صفوة ذكريات أيامٍ خلت ، يتمنى الحالم تحقيقها طبقاً لتفسير المختصين النفسيين و الفلاسفة .الكثير منها أضغاث أحلامٍ متداخلةٍ ، مبهمة التفاصيل غير مترابطةٍ . و منها مصحوبةٌ بالكوابيس . و لبعضها تفاصيلٌ واضحة المعالم كما في اليقظة ، كحلم صاحبنا العاشق هذا . و نادراً جداً ما تتنبؤ الأحلام بمستقبل حالميها فتصنع منهم مشاهيراً . يقال : إن الألماني فريدريك كيكولي عالم كيمياء العضوية قد استلهم تفاصيل صيغة تركيبة البنزين من رحم حلمٍ راوده بعد فشله طيلة أسابيع من الجهود المكثفة المضنية . أما أوتو لوي عالم الأعصاب هو الآخر ألمانيٌّ ، فقد أعانه الحلم في إيجاد ضالته لإحدى تجاربه في علم الأعصاب ، و حاز على إثرها جائزة نوبل في طبابة علم وظائف الأعضاء . و من يدري فربما هذا الحلم هو من الصنف الأخير ، فعاشقنا صاحب هذا الحلم ، يعيش هو الآخر على أرض ألمانيا - تلك الأرض الخصبة لنمو الأحلام المتنبئة بالمستقبل - فلعل المسافات تقصر ، و يتقلص طولها ، و ينعدم البعد ، ليلتقي الأحبة ، فيسير بهم القطار مجدداً في رحلة عشقٍ حقيقيةٍ و في وضح اليقظة ، لا في الحلم أو من وحي الخيال . ......
#حلمٌ
#كغيره
#الأحلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677369
الحوار المتمدن
يوسف حمك - حلمٌ ليس كغيره من الأحلام .