الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاضل العتابي : مشهد من رواية -موطن الخيبات- فاضل العتابي
#الحوار_المتمدن
#فاضل_العتابي -وهل أنت شهريار أيها السومري؟كلمني عنك يا شهريار، حدثني عن أمك، أبيك، إخوتك، مدينتك، حياتك، عن النساء اللاتي أحببتهن وعاشرتهن ؟سحب سامي نفسا عميقا من سيجارته وقال:هذا الذي يجلس أمامك، ذاق اليتم باكرا وغرق في البؤس والحرمان وذاق شتى أصناف العذاب وعاش طفولة بائسة،جاع وبرد وتشرد من أجل أن يعيش بكرامة،هتكت طفولته في مجتمع لا يعرف للطفولة معنى حمل اسم أب كان زائراً دائماً لبيوت الدعارة والرذيلة ورفيق زجاجة الخمر وجليسهاسقط في حب أول مومس ضاجعها ومن ثم تزوجهالا يعرف قيمة الأبوة، لذلك ترك تلك المومس تسير حياة طفله بعد رحيل أمه المبكر ومن ثم تشريده ليقضي نهاره خارج البيت ما بين المدرسة والعمل كحمال في سوق الخضرة،لكن القدر وضع في طريقه رجلاً يقدر قيمة الطفولة والأبوة لينتشله من البؤس والضياعآواه... وهيأ له عملاً يقيه شر الحاجة، رعاه كما يرعى الأب ابنه، علمه معنى أن يكون الإنسان حراً في فكره واختياراته ،علمه كيف يعيش الإنسان بكرامة، رسم له شخصيته المستقلة منذ أول يوم أخذه معه إلى المطبعة...مات ذلك الرجل وهو مؤمن بقضية اسمها الوطن والشعب...مات تحت يد الجلادين ترك له أمانة فقدها بالإكراه وهو مغيب في الزنازين...وها هو يعيش بعيدا كل البعد عن وطنه وبلا هوية، فقد أعز الناس مرغما... فارقهم بلا وداع...كان يحلم بوطن خالٍ من الموت، بلا سجون، كان يحلم بطفولة تعيش في أمن ورخاء. كان يحلم بوطن يضحك للغبش النديبلا أعمدة تنصب عليها المشانق...وطن بلا حروب ودماركان يحلم بوطن حدوده غابات قرنفل تستظلّ تحتها بنادق الجنود،كان يحلم بوطن متاحفه أكثر من سجونه ومعتقلاته...لكن ها هو هنا بلا وطن...مجرد رقم على ورقة...رقرقت عيناها بالدموع، بعد أن استفاقت من شرودها وهي تسمعه يناديها باسمها حتى أصبح دمعها مصحوبا بشهقات مسموعة وهي ترنو إليه ومدت راحة يدها إلى فمه لتسكته... -أرجوك لا تواصل الحديث، شعرت بكل هذا من الحزن الموشوم بسحنتك... أراد الكلام فهوت على صدره برأسها وأجهشت بالبكاء بصوت مسموع... احتضن رأسها ليهدأ من حزنها.قال: أتعلمين أني طول الوقت لا أريد أن أتكلم عن نفسيوهذا الذي بحت به جزء قليل من ما مر بي... قالت: أرجوك لا تواصل كلامك هذا، أنني أشعر بالألم الذي يقطر من كلماتك والوجع الذي بداخلك...مر سرب من البط الطائر فوق رأسيهما أشعره بفسحة من الفرح والطمأنينة. ......
#مشهد
#رواية
#-موطن
#الخيبات-
#فاضل
#العتابي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719932