الياس خليل نصرالله : التخمة بين القمة والقاع في الدولة العباسية
#الحوار_المتمدن
#الياس_خليل_نصرالله شهد المجتمع العباسي منذ بدايته انغماس ومبالغة الخلفاء وحاشيتهم والنخب والاثرياء في تكديس الثروة وحياة الترف البذخ المجون والتهتك. في اوساط النخب، بينما عاش سواد الشعب حالة معاناة وفقر مدقع. فكان ذلك المصدر الاساسي لتكدس الثروات الخيالية في المملكة العباسية إبان عصرها الذهبي، من خلال سيطرتها على امبراطورية مترامية الاطراف، مما اتاح لها تفاقم الثروات من وفرَّة الاموال والغنائم المتدفقة عليها، من خلال سبي حمول الذهب والفضة من الامصار بكميات هائلة. لكن هذه الاموال "لم تكن موزعة توزيعا متقاربًا، ولا كانت الفروق بين الطبقات طفيفة، انما كان بينها هوة سحيقة، لان الكثير من مال الدولة كان ينفق على قصور الخلفاء، الامراء ورؤساء الاجناد... وعامة الشعب يفشو فيهم الفقر" (احمد امين، ضحى الاسلام دار الكتاب العربي ،بيروت ص ١٢٧)"وكان يدخل منها سنويا بيت المال، في عهد الرشيد ما يقارب ٧٠ مليون من الدنانير. ويذكر ابن طيفور بان المأمون وزع من مال الخراج اكثر من ٢٤ مليون درهم في يوم واحد" (كتاب بغداد، القاهرة، ١٩٤٩ ص ١٤٧). ويذكر الطبري: "أن المتوكل منح خمسين الف درهم الى احد الشعراء من اجل بيتين من الشعر" (تاريخ الرسل والملوك، ج٣ ص ١٤٦٧ - ١٤٦٨).ويشير المسعودي "ان المصروفات لم تكن في عهد من العهود...مثلها في ايام المتوكل"، ويقال "بأنه انفق على ثلاثة من قصوره اكثر من مئة مليون درهم" (مروج الذهب ج٤، ص١٢٢). وينوه مسكوّيه "أن وارد بيت المال الخاص (بيت مال الخليفة)، خلال مدة حكم المقتدر... كان تسعة مليون وثمانية وثلاثين ألف درهم... بذر منها على نفقات البلاط، ما يزيد على سبعين مليون من الدنانير" (مسكوّيه، تجارب، ج١. ص ٢٣٨٢٤١، ابن الاثير ،الكامل، ج٨ص٢٤٣،ص٢٣٢). وكل ما ذكرتُه في موضوع تبذير الخلفاء منقول من كتاب (ثروة الخلفاء والضياع السلطانية في العصر العباسي، المؤلف الرئيسي، طه عبد الواحد ذنون، جامعة الموصل ،كلية التربية ص١٢٢١٢٧، الصادر سنة ١٩٨١)ولقد ادى اشتراك النخب الفارسية في الثورة وادارة الدولة، الى عملية التأثير الجارف لتقليد حضارة فارس في كافة المجالات الحياتية، سأحصر موضوعي في هذا المقال بعرض ما نقله الخلفاء والنخب المهيمنة، من المأكولات وثقافة المطبخ، مأكولات حلويات، آداب المائدة وغيرها، واسماء ادوات الطبخ من الفرس.ويذكر لنا في هذا المجال، محمد البغدادي في كتابه الطبخ "ألوان ترف الطهو والمأكولات الفارسية في العصر العباسي"، واهتمام الخلفاء وحرصهم الخلفاء على متابعة كلما يتعلق بالطبخ، مثل اختيار الطهاة وأنواع أطعمتهم وآداب المائدة موائدهم.وكان خلفاء بني عباس يدأبون على اختيار وتعيين الطهاة البارعين في مطابخهم، بشكل مُتعمد من الفرس، والا يفوتهم اي صنف من الطيبات من الطعام والشراب. لذلك "نجدهم يفرضون أن يُحْمل إليهم مع خراج كل بلد، ما حسن فيه من مأكل أو ثمر أو توابل، وإذا اشتهوا شيئا ولم يكن مشمولا في ضريبة الخراج أمروا بتوفيره الفوري لهم. ومن الطبيعي أن تزخر هذه الفترة بمؤلفات في فنون الطعام وأصناف الأغذية والمشروبات، وآداب موائدهم وغيرها"ومن المؤلفات في هذا الموضوع كتاب "زاد المسافر وقوت الحاضر" لابن الجزار القيرواني، جمع فيه بين الطب والفائدة العلاجية للأغذية، لدرجة ان نابليون اصطحب معه هذا الكتاب في ......
#التخمة
#القمة
#والقاع
#الدولة
#العباسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719937
#الحوار_المتمدن
#الياس_خليل_نصرالله شهد المجتمع العباسي منذ بدايته انغماس ومبالغة الخلفاء وحاشيتهم والنخب والاثرياء في تكديس الثروة وحياة الترف البذخ المجون والتهتك. في اوساط النخب، بينما عاش سواد الشعب حالة معاناة وفقر مدقع. فكان ذلك المصدر الاساسي لتكدس الثروات الخيالية في المملكة العباسية إبان عصرها الذهبي، من خلال سيطرتها على امبراطورية مترامية الاطراف، مما اتاح لها تفاقم الثروات من وفرَّة الاموال والغنائم المتدفقة عليها، من خلال سبي حمول الذهب والفضة من الامصار بكميات هائلة. لكن هذه الاموال "لم تكن موزعة توزيعا متقاربًا، ولا كانت الفروق بين الطبقات طفيفة، انما كان بينها هوة سحيقة، لان الكثير من مال الدولة كان ينفق على قصور الخلفاء، الامراء ورؤساء الاجناد... وعامة الشعب يفشو فيهم الفقر" (احمد امين، ضحى الاسلام دار الكتاب العربي ،بيروت ص ١٢٧)"وكان يدخل منها سنويا بيت المال، في عهد الرشيد ما يقارب ٧٠ مليون من الدنانير. ويذكر ابن طيفور بان المأمون وزع من مال الخراج اكثر من ٢٤ مليون درهم في يوم واحد" (كتاب بغداد، القاهرة، ١٩٤٩ ص ١٤٧). ويذكر الطبري: "أن المتوكل منح خمسين الف درهم الى احد الشعراء من اجل بيتين من الشعر" (تاريخ الرسل والملوك، ج٣ ص ١٤٦٧ - ١٤٦٨).ويشير المسعودي "ان المصروفات لم تكن في عهد من العهود...مثلها في ايام المتوكل"، ويقال "بأنه انفق على ثلاثة من قصوره اكثر من مئة مليون درهم" (مروج الذهب ج٤، ص١٢٢). وينوه مسكوّيه "أن وارد بيت المال الخاص (بيت مال الخليفة)، خلال مدة حكم المقتدر... كان تسعة مليون وثمانية وثلاثين ألف درهم... بذر منها على نفقات البلاط، ما يزيد على سبعين مليون من الدنانير" (مسكوّيه، تجارب، ج١. ص ٢٣٨٢٤١، ابن الاثير ،الكامل، ج٨ص٢٤٣،ص٢٣٢). وكل ما ذكرتُه في موضوع تبذير الخلفاء منقول من كتاب (ثروة الخلفاء والضياع السلطانية في العصر العباسي، المؤلف الرئيسي، طه عبد الواحد ذنون، جامعة الموصل ،كلية التربية ص١٢٢١٢٧، الصادر سنة ١٩٨١)ولقد ادى اشتراك النخب الفارسية في الثورة وادارة الدولة، الى عملية التأثير الجارف لتقليد حضارة فارس في كافة المجالات الحياتية، سأحصر موضوعي في هذا المقال بعرض ما نقله الخلفاء والنخب المهيمنة، من المأكولات وثقافة المطبخ، مأكولات حلويات، آداب المائدة وغيرها، واسماء ادوات الطبخ من الفرس.ويذكر لنا في هذا المجال، محمد البغدادي في كتابه الطبخ "ألوان ترف الطهو والمأكولات الفارسية في العصر العباسي"، واهتمام الخلفاء وحرصهم الخلفاء على متابعة كلما يتعلق بالطبخ، مثل اختيار الطهاة وأنواع أطعمتهم وآداب المائدة موائدهم.وكان خلفاء بني عباس يدأبون على اختيار وتعيين الطهاة البارعين في مطابخهم، بشكل مُتعمد من الفرس، والا يفوتهم اي صنف من الطيبات من الطعام والشراب. لذلك "نجدهم يفرضون أن يُحْمل إليهم مع خراج كل بلد، ما حسن فيه من مأكل أو ثمر أو توابل، وإذا اشتهوا شيئا ولم يكن مشمولا في ضريبة الخراج أمروا بتوفيره الفوري لهم. ومن الطبيعي أن تزخر هذه الفترة بمؤلفات في فنون الطعام وأصناف الأغذية والمشروبات، وآداب موائدهم وغيرها"ومن المؤلفات في هذا الموضوع كتاب "زاد المسافر وقوت الحاضر" لابن الجزار القيرواني، جمع فيه بين الطب والفائدة العلاجية للأغذية، لدرجة ان نابليون اصطحب معه هذا الكتاب في ......
#التخمة
#القمة
#والقاع
#الدولة
#العباسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719937
الحوار المتمدن
الياس خليل نصرالله - التخمة بين القمة والقاع في الدولة العباسية