إلهام مانع : عن فيينا ورائف بدوي أتحدث
#الحوار_المتمدن
#إلهام_مانع كل عام أزور النمسا، مرتين أو ثلاث. زيارة عمل. اعقد فيها ورشات عمل، لمختصين ومختصات، وعاملين وعاملات في مجال التعليم، والشباب، والمرأة والهجرة والإدماج، والشرطة. غالباً ما يكون الموضوع عن التطرف. وعادة ما يكون موعدي مع فيينا في سبتمبر من كل عام . اقضي فيها أسبوعاً. اختار فندقاً، ومنه اتحول إلى ورشات العمل. أسبوع مرهق. لأن كل ورشة عمل تستغرق يوم عمل كامل. وبعضها يتطلب سفري بالقطار إلى مدن قريبة في أنحاء النمسا. أحب فيينا. رغم مشاكلها. وفي الواقع أعشقها. ولولا العمل لذهبت إلى ساحات سيمفونياتها وأروقة متاحفها كل يوم."يوماً ما، سنمضي عطلتنا الصيفية هنا"، قلت هذا لزوجي في حديثنا المسائي. لم يعترض. يوماً ما إذن. في كل زيارة، التقي بصديقة العمر. تعمل في منظمة دولية هناك. اتصل بها. نلتقي على العشاء، ونتحدث كأننا لم نفترق يوماً.اليس رائعاً ان يكون للإنسان مثل هذا الصديق؟ ثم نودع بعضنا، على أمل اللقاء من جديد... بعد عام ربما. تُذّكرني بصديقة روح أخرى. أحببت قلمها ومن ثم عقلها قبل أن اعرفها. ثم تعَّرفت عليها عن قرب، وعندما فعلت تنفست الصعداء. ليس هناك أشق على النفس من غربة الروح رغم المحيط الهائل من البشر الذي يحيط به. كأنني وجدت روحاً افتقدتها كل هذه العقود. نلتقي اسبوعياً عبر الأثير. اليس رائعا أن يكون للإنسان مثل هذا الصديق؟في أسبوع فيينا التقي في كل مرة بأصدقاء من النمسا. على العشاء ايضاً. هم من ينظمون/وينظمن وقفات احتجاج أسبوعية امام مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في فيينا للمطالبة بإطلاق سراح الكاتب والمدون السعودي رائف بدوي. شخصيات إنسانية. تجمعنا مواقف حازمة ضد الأيديولوجيات الشمولية في كل صورها، وعلى الأخص الإسلامية الأصولية واليمين المتطرف. والاثنتان متواجدتان في النمسا. وإيمان عميق بالحريات الأساسية للإنسان، وبحريته، كرامته، وحقه في التعبير. كما تجمعنا ايضاً قضية واحدة، الحرية لرائف بدوي. هل تذكروه؟ هل تذكرنه؟ كثيرة هي القضايا التي احملها على كتفي. لكن قضيته هو تحديداً أصبحت بالنسبة لي هاجساً شخصيا. أبني وأحبه. مسجون ظلماً، وأريد له الحرية. فمن يلومني؟ قضية رائف بدوي لمن لا يعرف بدأت بسبب كتاباته الليبرالية. رجل رفض سلطة الكهنوت وممارساتها في وطنه. رفض سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي خنقت حياة الإنسان في المملكة. ودعا إلى مواجهة التطرف الذي تدعمه مؤسسات وجامعات دينية. وتحديدا التطرف بكل اشكاله الأصولية التي نعرفها. ذاك الذي تسبب في أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. طالب أيضاً بحرية المرأة. والقضاء على نظام الولاية الذي كبلها. وطالب بحرية الإنسان. والقبول بالأخر. واحترام كافة العقائد. ثم تغنى بالحياة. الحياة، الموسيقى، الألوان، والفن. فأرادوا كتم صوته. زُج به في السجن بسبب أبيه. اعتبره عاصياً. ثم حكم عليه بالسجن عشرة سنوات لإهانته الإسلام. كأن رجال الدين هو الإسلام؟ وبالجلد ألف جلدة!أخذت قضيته منحا دولياً عندما أقدمت سلطات السجن على جلده في يناير 2015. ولأن جلده تم علناً، ولأن العالم كان يئن تحت وطأة المجزرة التي ارتكبها إرهابيون ضد العاملين والعاملات في مجلة شارلي أبيدو الفرنسية الساخرة، جاء الاستنكار عالمياً. كل يوم جمعة منذ جلد رائف بدوي عام 2015 تقف هذه المجموعة أمام مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في وقفة احتجاج قصيرة مطالبة بإطلاق سراح ......
#فيينا
#ورائف
#بدوي
#أتحدث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692083
#الحوار_المتمدن
#إلهام_مانع كل عام أزور النمسا، مرتين أو ثلاث. زيارة عمل. اعقد فيها ورشات عمل، لمختصين ومختصات، وعاملين وعاملات في مجال التعليم، والشباب، والمرأة والهجرة والإدماج، والشرطة. غالباً ما يكون الموضوع عن التطرف. وعادة ما يكون موعدي مع فيينا في سبتمبر من كل عام . اقضي فيها أسبوعاً. اختار فندقاً، ومنه اتحول إلى ورشات العمل. أسبوع مرهق. لأن كل ورشة عمل تستغرق يوم عمل كامل. وبعضها يتطلب سفري بالقطار إلى مدن قريبة في أنحاء النمسا. أحب فيينا. رغم مشاكلها. وفي الواقع أعشقها. ولولا العمل لذهبت إلى ساحات سيمفونياتها وأروقة متاحفها كل يوم."يوماً ما، سنمضي عطلتنا الصيفية هنا"، قلت هذا لزوجي في حديثنا المسائي. لم يعترض. يوماً ما إذن. في كل زيارة، التقي بصديقة العمر. تعمل في منظمة دولية هناك. اتصل بها. نلتقي على العشاء، ونتحدث كأننا لم نفترق يوماً.اليس رائعاً ان يكون للإنسان مثل هذا الصديق؟ ثم نودع بعضنا، على أمل اللقاء من جديد... بعد عام ربما. تُذّكرني بصديقة روح أخرى. أحببت قلمها ومن ثم عقلها قبل أن اعرفها. ثم تعَّرفت عليها عن قرب، وعندما فعلت تنفست الصعداء. ليس هناك أشق على النفس من غربة الروح رغم المحيط الهائل من البشر الذي يحيط به. كأنني وجدت روحاً افتقدتها كل هذه العقود. نلتقي اسبوعياً عبر الأثير. اليس رائعا أن يكون للإنسان مثل هذا الصديق؟في أسبوع فيينا التقي في كل مرة بأصدقاء من النمسا. على العشاء ايضاً. هم من ينظمون/وينظمن وقفات احتجاج أسبوعية امام مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في فيينا للمطالبة بإطلاق سراح الكاتب والمدون السعودي رائف بدوي. شخصيات إنسانية. تجمعنا مواقف حازمة ضد الأيديولوجيات الشمولية في كل صورها، وعلى الأخص الإسلامية الأصولية واليمين المتطرف. والاثنتان متواجدتان في النمسا. وإيمان عميق بالحريات الأساسية للإنسان، وبحريته، كرامته، وحقه في التعبير. كما تجمعنا ايضاً قضية واحدة، الحرية لرائف بدوي. هل تذكروه؟ هل تذكرنه؟ كثيرة هي القضايا التي احملها على كتفي. لكن قضيته هو تحديداً أصبحت بالنسبة لي هاجساً شخصيا. أبني وأحبه. مسجون ظلماً، وأريد له الحرية. فمن يلومني؟ قضية رائف بدوي لمن لا يعرف بدأت بسبب كتاباته الليبرالية. رجل رفض سلطة الكهنوت وممارساتها في وطنه. رفض سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي خنقت حياة الإنسان في المملكة. ودعا إلى مواجهة التطرف الذي تدعمه مؤسسات وجامعات دينية. وتحديدا التطرف بكل اشكاله الأصولية التي نعرفها. ذاك الذي تسبب في أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. طالب أيضاً بحرية المرأة. والقضاء على نظام الولاية الذي كبلها. وطالب بحرية الإنسان. والقبول بالأخر. واحترام كافة العقائد. ثم تغنى بالحياة. الحياة، الموسيقى، الألوان، والفن. فأرادوا كتم صوته. زُج به في السجن بسبب أبيه. اعتبره عاصياً. ثم حكم عليه بالسجن عشرة سنوات لإهانته الإسلام. كأن رجال الدين هو الإسلام؟ وبالجلد ألف جلدة!أخذت قضيته منحا دولياً عندما أقدمت سلطات السجن على جلده في يناير 2015. ولأن جلده تم علناً، ولأن العالم كان يئن تحت وطأة المجزرة التي ارتكبها إرهابيون ضد العاملين والعاملات في مجلة شارلي أبيدو الفرنسية الساخرة، جاء الاستنكار عالمياً. كل يوم جمعة منذ جلد رائف بدوي عام 2015 تقف هذه المجموعة أمام مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في وقفة احتجاج قصيرة مطالبة بإطلاق سراح ......
#فيينا
#ورائف
#بدوي
#أتحدث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692083
الحوار المتمدن
إلهام مانع - عن فيينا ورائف بدوي أتحدث!