عزالدين بوغانمي : اليسار بين المهاجرين والأنصار
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_بوغانمي فوضى وصخب وسط اليسار، وسُباب وشتائم وعراك وشدّ وجذب. فريق مساند للدّستوري الحُرّ وحُجّته أنّ الأحزاب اليسارية غير مؤثّرة في المشهد السّياسي وغير قادرة على مواجهة حركة النّهضة. وأصحاب هذا الرّأي هم قواعد الجبهة وأنصارها المُتبّقين بعد اندثارها. وفريق ثاني يخوّن الفريق الأوّل وحُجّته أنّ الدّستوري الحرّ هو التجمّع المنحلّ وهو حزب معادي للثّورة. وأصحاب الرّأي الثاني أغلبيتهم قيادات عليا ومتوسّطة في أحزاب الجبهة. يعني منسّقين، أعضاء لجان مركزية، أعضاء مكاتب سياسية، وأمناء عامّون. مشهد حزين حقًّا. ولكنّه لم يُفاجئني. وأرى البعض مازال إلى حدّ الآن يتساءل بلهجة من الإنكار السّخيف: لماذا وكيف يمكن حصول مثل هذه الأمور؟وبإمكاننا أن نقرأ ونسمع كلّ التفسيرات الأخلاقوية القاصرة، بحيث يُوصف "الأنصار" بالثبات على الموقف والقعود في الحانوت الفارغ. ويُنعتُ "المهاجرون" صوب التجمّع، بكلّ النّعوت، ما عدا الأسباب الحقيقيّة، لا تُقال. وتجيء الرّدود الأكثر ابتذالا وانحطاطًا... ويتواصل التّدهور نحو القاع. أنا عندي تفسير لِهذه الموجة. وأفهم جيّدًا أسباب هذه الهجرة القسرية المستعجلة نحو الدّستوري الحُرّ، ولي كثير من الأجوبة، سأُعدِدها ليقرأها الجميع:هؤلاء "المُهاجرون" اليوم، هم أنفسهم الذين تمّ تحريضهم علينا أيّام وضعنا الإصبع على الدّاء. هؤلاء هم الذين كانوا يشتموننا ويهتكون أعراضنا رافعين في وُجوهنا ذلك الشعار الفضفاض "جبهة الأمل، جبهة العمل، وموتوا بغيضكم". الآن صار عندهم شعور عميق باليُتم والخذلان. وهذا ما يجعلهم يُفتّشون على حضن، حتى ولو كان هذا الحضن ردّة إلى الخلف. وهم في هذا الوضع المأساوي ليس صدفة، بل لأنّ اليسار، كما قلت ذلك منذ سنوات، يُعاني من أزمة فكر وأزمة قيادة.ولأن قيادات اليسار أهملت الجبهة إهمالا مقصودًا وفكّكوها لأسباب أنانية ضيّقة.ولأنّ أزمة القيادة أدّت إلى ضعف التنظيم. وأزمة الفكر أدّت إلى غياب البرنامج والمهام. ولأن غياب التنظيم والبرنامج أدّى إلى انتشار الجهل وغياب التكوين والفقر المعرفي وضياع البوصلة.ولأنّ "قيادات اليسار" مازالت تتصرّف في أحزابها على الطريقة السوفياتية. يعني قيادة نصف أميّة تكره القراءة وتخاف من المثقفين. ولأنّ الأحزاب اليسارية، والحالة هذه، فرغت من الأذكياء ومن الشباب. ولم يبق فيها إلا أصحاب المحلّات، يُعاونهم أشخاص بلا موهبة ولا طموح ولا خيال ولا قدرة على النقد. ولأن هذه القيادات لم تدرك بعد أنه في ظروف انتشار المعرفة غير المحدود، والتطور العلمي وطرائق التعليم وتطور وسائل التواصل، لم يعُد ممكنا لقرار صادر عن مجموعة ضيقة أن يكون جذّابا ومستساغًا. وأن الممارسة الديمقراطية تشكل حجر الأساس في أي مبنى سياسي أو فكري في هذا الزمن.ولأن الأمناء العامون وحاشياتهم ومريدوهم، لم يفهموا بعد أن قرار الأمين العام لم يعد سِراطًا مستقيما، بل يجب أن يُعرض للنقد والدرس والتحليل والرفض إذا لزِم الأمر. وأن إصرار القيادات الحزبية على مواقفها، من منطلق أنّها الأكثر فهما ووعيا، باتت مسألة مثيرة لسخرية أيّ تونسي متحصل على شهادة السيزيام.ولأن المنهجية التي تُدار بها الأحزاب، هي منهجية شبه إقطاعية بعد ثورة سياسية شعارها المركزي "الحرية والكرامة". ولأن هذه الأحزاب فقدت مصداقيتها في نظر الناس. ولأن هذه الوضعية المتعفنة، أفرغت الأحزاب من المثقفين. وغياب المثقفين جعل التكوين الفكري والسياسي، ورسم التخوم، وتأصيل المشترك، وتأطير التحالفات وكشف أسسها ودواعيها أمرا غير ممكن. ولأنه لا يوجد حزب ......
#اليسار
#المهاجرين
#والأنصار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701500
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_بوغانمي فوضى وصخب وسط اليسار، وسُباب وشتائم وعراك وشدّ وجذب. فريق مساند للدّستوري الحُرّ وحُجّته أنّ الأحزاب اليسارية غير مؤثّرة في المشهد السّياسي وغير قادرة على مواجهة حركة النّهضة. وأصحاب هذا الرّأي هم قواعد الجبهة وأنصارها المُتبّقين بعد اندثارها. وفريق ثاني يخوّن الفريق الأوّل وحُجّته أنّ الدّستوري الحرّ هو التجمّع المنحلّ وهو حزب معادي للثّورة. وأصحاب الرّأي الثاني أغلبيتهم قيادات عليا ومتوسّطة في أحزاب الجبهة. يعني منسّقين، أعضاء لجان مركزية، أعضاء مكاتب سياسية، وأمناء عامّون. مشهد حزين حقًّا. ولكنّه لم يُفاجئني. وأرى البعض مازال إلى حدّ الآن يتساءل بلهجة من الإنكار السّخيف: لماذا وكيف يمكن حصول مثل هذه الأمور؟وبإمكاننا أن نقرأ ونسمع كلّ التفسيرات الأخلاقوية القاصرة، بحيث يُوصف "الأنصار" بالثبات على الموقف والقعود في الحانوت الفارغ. ويُنعتُ "المهاجرون" صوب التجمّع، بكلّ النّعوت، ما عدا الأسباب الحقيقيّة، لا تُقال. وتجيء الرّدود الأكثر ابتذالا وانحطاطًا... ويتواصل التّدهور نحو القاع. أنا عندي تفسير لِهذه الموجة. وأفهم جيّدًا أسباب هذه الهجرة القسرية المستعجلة نحو الدّستوري الحُرّ، ولي كثير من الأجوبة، سأُعدِدها ليقرأها الجميع:هؤلاء "المُهاجرون" اليوم، هم أنفسهم الذين تمّ تحريضهم علينا أيّام وضعنا الإصبع على الدّاء. هؤلاء هم الذين كانوا يشتموننا ويهتكون أعراضنا رافعين في وُجوهنا ذلك الشعار الفضفاض "جبهة الأمل، جبهة العمل، وموتوا بغيضكم". الآن صار عندهم شعور عميق باليُتم والخذلان. وهذا ما يجعلهم يُفتّشون على حضن، حتى ولو كان هذا الحضن ردّة إلى الخلف. وهم في هذا الوضع المأساوي ليس صدفة، بل لأنّ اليسار، كما قلت ذلك منذ سنوات، يُعاني من أزمة فكر وأزمة قيادة.ولأن قيادات اليسار أهملت الجبهة إهمالا مقصودًا وفكّكوها لأسباب أنانية ضيّقة.ولأنّ أزمة القيادة أدّت إلى ضعف التنظيم. وأزمة الفكر أدّت إلى غياب البرنامج والمهام. ولأن غياب التنظيم والبرنامج أدّى إلى انتشار الجهل وغياب التكوين والفقر المعرفي وضياع البوصلة.ولأنّ "قيادات اليسار" مازالت تتصرّف في أحزابها على الطريقة السوفياتية. يعني قيادة نصف أميّة تكره القراءة وتخاف من المثقفين. ولأنّ الأحزاب اليسارية، والحالة هذه، فرغت من الأذكياء ومن الشباب. ولم يبق فيها إلا أصحاب المحلّات، يُعاونهم أشخاص بلا موهبة ولا طموح ولا خيال ولا قدرة على النقد. ولأن هذه القيادات لم تدرك بعد أنه في ظروف انتشار المعرفة غير المحدود، والتطور العلمي وطرائق التعليم وتطور وسائل التواصل، لم يعُد ممكنا لقرار صادر عن مجموعة ضيقة أن يكون جذّابا ومستساغًا. وأن الممارسة الديمقراطية تشكل حجر الأساس في أي مبنى سياسي أو فكري في هذا الزمن.ولأن الأمناء العامون وحاشياتهم ومريدوهم، لم يفهموا بعد أن قرار الأمين العام لم يعد سِراطًا مستقيما، بل يجب أن يُعرض للنقد والدرس والتحليل والرفض إذا لزِم الأمر. وأن إصرار القيادات الحزبية على مواقفها، من منطلق أنّها الأكثر فهما ووعيا، باتت مسألة مثيرة لسخرية أيّ تونسي متحصل على شهادة السيزيام.ولأن المنهجية التي تُدار بها الأحزاب، هي منهجية شبه إقطاعية بعد ثورة سياسية شعارها المركزي "الحرية والكرامة". ولأن هذه الأحزاب فقدت مصداقيتها في نظر الناس. ولأن هذه الوضعية المتعفنة، أفرغت الأحزاب من المثقفين. وغياب المثقفين جعل التكوين الفكري والسياسي، ورسم التخوم، وتأصيل المشترك، وتأطير التحالفات وكشف أسسها ودواعيها أمرا غير ممكن. ولأنه لا يوجد حزب ......
#اليسار
#المهاجرين
#والأنصار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701500
الحوار المتمدن
عزالدين بوغانمي - اليسار بين المهاجرين والأنصار!