علي سيريني : لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة
#الحوار_المتمدن
#علي_سيريني إن أكثر ما يؤلم في المشهد الكُردي، هو التساؤل الجوهري وسط آلام و محن الأكراد و مآسيهم، لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة. هذا السؤال يفرض نفسه تلقائيا في معرض ما يلاحظه المراقب للوضع الكُردي، في وجود جميع الإمكانات و القدرات و الكوامن التي تتيح للكُرد أن يتصرفوا كأمة، لكنهم لا يتصرفون كذلك. إن الأمور غير السياسية تعطينا فكرة أوضح من السياقات و المسائل السياسية، في تقييم و فهم الواقع الكُردي، لكي نحصل على جواب واضح عن السؤال المذكور، في عدم ظهور الأكراد بمظهر الأمة التي تؤدي الدور المنوط بها والمفترض القيام به. منذ حوالي ثلاثين عاما، يحكم الأكراد أنفسهم عبر أحزاب لهم ارتضوا لها أن تكون شرفات لتطلعاتها القومية و الوطنية. ولكن في الواقع، ازداد الوضع الكُردي سوءا يوماً بعد آخر، دون توقف و دون عودة إلى الوراء، إلى حيث كان وضعهم سيئا قبل أن يتفاقم و يزداد سوءا بمرور الأيام.في عالمنا المعاصر، وبفضل التكنلوجيا الحديثة، احتل الفن بشكل عام مكانة كبيرة و مؤثرة في حياة المجتمعات. ولعبت دور السينما و المسرح و التلفزيون دورا كبيرا و هاما في تقرير مضامين و ملامح شعوب الأرض ومناحي تطورها و مجريات بلورتها. يقع الأكراد بين ثلاث أمم هي العربية و الفارسية و التركية. للأكراد تأريخ طويل و زاخر و بطولي، ملئ بالقصص و الأحداث العظيمة و المؤثرة، تكفي لإنتاج أعمال أدبية وفنية عالمية تتجاوز الأكراد أنفسهم. فحياة شعرائهم، و على رأسهم أحمدي خاني، و تأريخ عظمائهم الآخرين، لا سيما ملوك الميديين، و صلاح الدين الأيوبي، و العلامة الكوراني (أستاذ محمد الفاتح)، و مولانا خالد النقشبندي، و بديع الزمان سعيدي نورسي، و الشيخ سعيد بيران، و القاضي محمد و ملا مصطفى بارزاني الخ، كل هذا و غيره كثير، مواد خام لإنتاج أعمال فنية كبيرة، لم يحرك الأكراد ساكنا بإتجاه ذلك منذ ثلاثين عاما، رغم وجود المليارات من الدولارات في أيدي أحزابهم و حكامهم. اقترحت ضمن ما اقترحت على حكومة إقليم كُردستان في عام 2006، بناء مؤسسة سينمائية و بناء كوادر فنية عبر بعثات دراسية إلى الغرب، للحيلولة دون بقاء الكُرد في موقع بدائي مقارنة حتى بجيرانهم الذين يعتبرون متأخرين مقارنة بالعالم المتقدم. لم تكن هناك آذان صاغية تسمع هذه المقترحات.على مستوى آخر، نجد أن دول الجوار الكُردي تملك مؤسسات و مراكز أبحاث و دراسات حول الأكراد. كما أنها تخترق الداخل الكُردي بقوة و عمق. على العكس، لا يملك الكُرد مراكز دراسات و أبحاث حول جوارهم و الجغرافية الأبعد منه، كمحاولة جادة لفهم الآخر و لفهم محيطهم لبناء نقاط انطلاق صحيحة و متينة للعلاقة مع هذا الجوار بالشكل الذي يخدمهم. لذلك، فكثيرا ما تجد هذه العلاقة تشبه علاقة العبد بسيده، وعلاقة مجاميع عشائرية و متخلفة غير منتظمة و متنافرة بمراكز دول الجوار ذات سلطات و مؤسسات و حكومات. لهذا يتغذى الكُرد على ما ينتجه جيرانهم من أعمال فنية (أفلام و مسلسلات و برامج تلفزيونية)، مع أن كنوز تأريخهم و تراثهم تعج بما يفتقر إليه جيرانهم على أصعدة، ولكن الإفتقار الكُردي لإنتاجه مرض مزمن و قائم يتصل بوجودهم المرضي العقيم. و كثيرا ما تشوب علاقة الكُرد بجوارهم، الفشل و العجز و الفضيحة، التي تسبب الخجل و الإنكسار لنفسية الإنسان الكُردي. فمثلا، لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2017، بُعيد الإستفتاء الذي أعلنه مسعود بارزاني رئيس أقليم كُردستان آنذاك، أن يقول لبارزاني بصراحة و إستخفاف أنه عاجز عن الإستقلال، وذكّره أنه اقترض منه مبلغ ملياري دولار لتسديد رواتب منتسبي حكومة إقليمه، مضيفا -والقول لأردوغ ......
#لماذا
#يتصرف
#الأكراد
#كأمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680862
#الحوار_المتمدن
#علي_سيريني إن أكثر ما يؤلم في المشهد الكُردي، هو التساؤل الجوهري وسط آلام و محن الأكراد و مآسيهم، لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة. هذا السؤال يفرض نفسه تلقائيا في معرض ما يلاحظه المراقب للوضع الكُردي، في وجود جميع الإمكانات و القدرات و الكوامن التي تتيح للكُرد أن يتصرفوا كأمة، لكنهم لا يتصرفون كذلك. إن الأمور غير السياسية تعطينا فكرة أوضح من السياقات و المسائل السياسية، في تقييم و فهم الواقع الكُردي، لكي نحصل على جواب واضح عن السؤال المذكور، في عدم ظهور الأكراد بمظهر الأمة التي تؤدي الدور المنوط بها والمفترض القيام به. منذ حوالي ثلاثين عاما، يحكم الأكراد أنفسهم عبر أحزاب لهم ارتضوا لها أن تكون شرفات لتطلعاتها القومية و الوطنية. ولكن في الواقع، ازداد الوضع الكُردي سوءا يوماً بعد آخر، دون توقف و دون عودة إلى الوراء، إلى حيث كان وضعهم سيئا قبل أن يتفاقم و يزداد سوءا بمرور الأيام.في عالمنا المعاصر، وبفضل التكنلوجيا الحديثة، احتل الفن بشكل عام مكانة كبيرة و مؤثرة في حياة المجتمعات. ولعبت دور السينما و المسرح و التلفزيون دورا كبيرا و هاما في تقرير مضامين و ملامح شعوب الأرض ومناحي تطورها و مجريات بلورتها. يقع الأكراد بين ثلاث أمم هي العربية و الفارسية و التركية. للأكراد تأريخ طويل و زاخر و بطولي، ملئ بالقصص و الأحداث العظيمة و المؤثرة، تكفي لإنتاج أعمال أدبية وفنية عالمية تتجاوز الأكراد أنفسهم. فحياة شعرائهم، و على رأسهم أحمدي خاني، و تأريخ عظمائهم الآخرين، لا سيما ملوك الميديين، و صلاح الدين الأيوبي، و العلامة الكوراني (أستاذ محمد الفاتح)، و مولانا خالد النقشبندي، و بديع الزمان سعيدي نورسي، و الشيخ سعيد بيران، و القاضي محمد و ملا مصطفى بارزاني الخ، كل هذا و غيره كثير، مواد خام لإنتاج أعمال فنية كبيرة، لم يحرك الأكراد ساكنا بإتجاه ذلك منذ ثلاثين عاما، رغم وجود المليارات من الدولارات في أيدي أحزابهم و حكامهم. اقترحت ضمن ما اقترحت على حكومة إقليم كُردستان في عام 2006، بناء مؤسسة سينمائية و بناء كوادر فنية عبر بعثات دراسية إلى الغرب، للحيلولة دون بقاء الكُرد في موقع بدائي مقارنة حتى بجيرانهم الذين يعتبرون متأخرين مقارنة بالعالم المتقدم. لم تكن هناك آذان صاغية تسمع هذه المقترحات.على مستوى آخر، نجد أن دول الجوار الكُردي تملك مؤسسات و مراكز أبحاث و دراسات حول الأكراد. كما أنها تخترق الداخل الكُردي بقوة و عمق. على العكس، لا يملك الكُرد مراكز دراسات و أبحاث حول جوارهم و الجغرافية الأبعد منه، كمحاولة جادة لفهم الآخر و لفهم محيطهم لبناء نقاط انطلاق صحيحة و متينة للعلاقة مع هذا الجوار بالشكل الذي يخدمهم. لذلك، فكثيرا ما تجد هذه العلاقة تشبه علاقة العبد بسيده، وعلاقة مجاميع عشائرية و متخلفة غير منتظمة و متنافرة بمراكز دول الجوار ذات سلطات و مؤسسات و حكومات. لهذا يتغذى الكُرد على ما ينتجه جيرانهم من أعمال فنية (أفلام و مسلسلات و برامج تلفزيونية)، مع أن كنوز تأريخهم و تراثهم تعج بما يفتقر إليه جيرانهم على أصعدة، ولكن الإفتقار الكُردي لإنتاجه مرض مزمن و قائم يتصل بوجودهم المرضي العقيم. و كثيرا ما تشوب علاقة الكُرد بجوارهم، الفشل و العجز و الفضيحة، التي تسبب الخجل و الإنكسار لنفسية الإنسان الكُردي. فمثلا، لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2017، بُعيد الإستفتاء الذي أعلنه مسعود بارزاني رئيس أقليم كُردستان آنذاك، أن يقول لبارزاني بصراحة و إستخفاف أنه عاجز عن الإستقلال، وذكّره أنه اقترض منه مبلغ ملياري دولار لتسديد رواتب منتسبي حكومة إقليمه، مضيفا -والقول لأردوغ ......
#لماذا
#يتصرف
#الأكراد
#كأمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680862
الحوار المتمدن
علي سيريني - لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة