صفوان قسام : نزيهة محي الدين: النسوية المقصية
#الحوار_المتمدن
#صفوان_قسام في كتابها "ثورة بلا امرأة" تعالج الكاتبة والباحثة التركية "يبرك زهنأوغلو" قصة رائدة نسوية وسباقة في الصراع لأجل المرأة وحقوقها، وكيف انتهى بها المطاف مهمشة ومقصية ومعاقبة بجريمة “الحلم الثوري!” حلم بدولة تنصف المرأة وتساويها بالرجل، وكيف أرادت أن تكون ثائرة مع الثوار فترة الانتقال والتأسيس الجمهوري في تركيا؛ وتفضح "زهنأوغلو" وتعري القوى التي كانت فترة الانقلاب الأتاتوركي وراء تصفية هذه الرائدة سياسيا وفكريا، وإقصائها اجتماعيا، لأنها كانت خارج المجموعة الثورية، وعارضت ممارساتهم وقوانينهم، وشكلت خطرا عليهم بخروج الثوة عن أيديهم وهم من أراد احتكارها وقيادة مسألة المرأة في الجمهورية الجديدة وفق رؤيتهم لها، وكيف تم تولية هذا الموضوع إلى نسوية أخرى، ونسب الفضل كله لها.ولدت "نزيهة محي الدين" في اسطنبول عام 1889، وتم تعيينها كمفتشة في المدارس بعمر العشرين عاما، رغم من أنها لم تكن ذات تعليم عال. تزوجت مرتين ولذلك تم نشر مقالاتها في الصحف والمجلات بأسماء وألقاب مختلفة لأن المرأة تنسب إلى كنية زوجها عند الزواج في تركيا؛ ولديها عشرون رواية والعديد من المقالات. بعد أن بدأ حياتها المهنية، قامت بأنشطة من أجل حقوق المرأة، ولكن بعد عام 1930 واجهت ضغوطا لإبعادها عن السياسة؛ وقام الكماليون بإخفاء العديد من الروايات والمقالات التي ألفتها بسبب العداء لشخصيتها السياسية. ورغم أنها كانت تحيا حياة مزدحمة بالمعارك والمعارف، إلا أنها توفيت وحيدة في اسطنبول عام 1958 ولم يحضر جنازتها أحد من مجموعتها السياسية.أرادت حكومة كمال أتاتورك أن تحتكر التحدث باسم "المرأة"، وضبط حدود حقوق المرأة على أساس الجنس، وأن يكون دورها منوطا بشكل أساسي "بالأمومة" ضمن الحدود الأبوية، وإسناد المكاسب في مجال حقوق المرأة للنظام الثوري وتحديدا لزوجة كمال أتاتورك. لكن نزيهة محي الدين، أرادت أن تكون المجموعة التي أسستها والتي أسمتها "امرأة" الوكلاء الاجتماعيين للنظام النسوي الجديد، حيث أعلن السياسيون الكماليون والكتاب الجمهوريون بصوت واحد أنهم لم يجدوا أفعال وأفكار نزيهة وحركتها "جادة" وحاولوا تجاهل نضالات النساء في تأسيس الجمهورية، وتم استبعاد الناشطات. بينما زعمت مجموعة من الرواد الجمهوريين أن المجتمع "غير جاهز" للثورة النسائية، وكانوا يعبرون عن ترددهم بأن يكونوا هم أنفسهم كذكور مستعدون لمثل هذا التحول! تم قمع نضال نزيهة محي الدين ومجموعتها بأساليب سلطوية، من أجل جعل المجتمع والعالم بأسره يقبل الادعاء بأن إصلاحات التحديث لم تتم نتيجة لنضال المرأة، ولكن نتيجة سياسات الإدارة الجمهورية. كانت محي الدين ترى أن أهم شرط لحياة سعيدة في البلاد ولحدوث التحولات الكبرى هو نهوض المرأة؛ ونهوضها يعني التحسن في أوضاعها، وليس تشابهها مع الرجل أو اختفاء الاختلافات بينهما. وقد طورت الفكرة السائدة التي تقول أن واجب المرأة هو الأمومة والرعية، حيث تعتبر أن النساء اللواتي يربين الرجال المثقفين في المجتمع يجب أن يكن متعلمات أيضا. كما دعت المرأة إلى المشاركة في المجال العام دون إنكار واجبات الأمومة. وكانت كتاباتها ومنشوراتها العامة لا تحتوي على كلمة "نسوية" تجنبا لأي صدام مع المجتمع والسياسيين. وترى أن الأفكار الإبداعية لا ينبغي أن تؤدي إلى الفجور؛ فكانت في نفس الوقت الذي تحارب فيه العوامل المجحفة بحق المرأة في الثقافة التقليدية، تدافع عن العناصر الأخلاقية للثقافة التقليدية باعتبارها الهوية التي تميزهم عن الغرب. اعتبرت أن القروية عاملة اقتصادية هامة لأنها تشارك في أعمال مساوية لأعمال الرجل، وهذا ما يختلف ع ......
#نزيهة
#الدين:
#النسوية
#المقصية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722733
#الحوار_المتمدن
#صفوان_قسام في كتابها "ثورة بلا امرأة" تعالج الكاتبة والباحثة التركية "يبرك زهنأوغلو" قصة رائدة نسوية وسباقة في الصراع لأجل المرأة وحقوقها، وكيف انتهى بها المطاف مهمشة ومقصية ومعاقبة بجريمة “الحلم الثوري!” حلم بدولة تنصف المرأة وتساويها بالرجل، وكيف أرادت أن تكون ثائرة مع الثوار فترة الانتقال والتأسيس الجمهوري في تركيا؛ وتفضح "زهنأوغلو" وتعري القوى التي كانت فترة الانقلاب الأتاتوركي وراء تصفية هذه الرائدة سياسيا وفكريا، وإقصائها اجتماعيا، لأنها كانت خارج المجموعة الثورية، وعارضت ممارساتهم وقوانينهم، وشكلت خطرا عليهم بخروج الثوة عن أيديهم وهم من أراد احتكارها وقيادة مسألة المرأة في الجمهورية الجديدة وفق رؤيتهم لها، وكيف تم تولية هذا الموضوع إلى نسوية أخرى، ونسب الفضل كله لها.ولدت "نزيهة محي الدين" في اسطنبول عام 1889، وتم تعيينها كمفتشة في المدارس بعمر العشرين عاما، رغم من أنها لم تكن ذات تعليم عال. تزوجت مرتين ولذلك تم نشر مقالاتها في الصحف والمجلات بأسماء وألقاب مختلفة لأن المرأة تنسب إلى كنية زوجها عند الزواج في تركيا؛ ولديها عشرون رواية والعديد من المقالات. بعد أن بدأ حياتها المهنية، قامت بأنشطة من أجل حقوق المرأة، ولكن بعد عام 1930 واجهت ضغوطا لإبعادها عن السياسة؛ وقام الكماليون بإخفاء العديد من الروايات والمقالات التي ألفتها بسبب العداء لشخصيتها السياسية. ورغم أنها كانت تحيا حياة مزدحمة بالمعارك والمعارف، إلا أنها توفيت وحيدة في اسطنبول عام 1958 ولم يحضر جنازتها أحد من مجموعتها السياسية.أرادت حكومة كمال أتاتورك أن تحتكر التحدث باسم "المرأة"، وضبط حدود حقوق المرأة على أساس الجنس، وأن يكون دورها منوطا بشكل أساسي "بالأمومة" ضمن الحدود الأبوية، وإسناد المكاسب في مجال حقوق المرأة للنظام الثوري وتحديدا لزوجة كمال أتاتورك. لكن نزيهة محي الدين، أرادت أن تكون المجموعة التي أسستها والتي أسمتها "امرأة" الوكلاء الاجتماعيين للنظام النسوي الجديد، حيث أعلن السياسيون الكماليون والكتاب الجمهوريون بصوت واحد أنهم لم يجدوا أفعال وأفكار نزيهة وحركتها "جادة" وحاولوا تجاهل نضالات النساء في تأسيس الجمهورية، وتم استبعاد الناشطات. بينما زعمت مجموعة من الرواد الجمهوريين أن المجتمع "غير جاهز" للثورة النسائية، وكانوا يعبرون عن ترددهم بأن يكونوا هم أنفسهم كذكور مستعدون لمثل هذا التحول! تم قمع نضال نزيهة محي الدين ومجموعتها بأساليب سلطوية، من أجل جعل المجتمع والعالم بأسره يقبل الادعاء بأن إصلاحات التحديث لم تتم نتيجة لنضال المرأة، ولكن نتيجة سياسات الإدارة الجمهورية. كانت محي الدين ترى أن أهم شرط لحياة سعيدة في البلاد ولحدوث التحولات الكبرى هو نهوض المرأة؛ ونهوضها يعني التحسن في أوضاعها، وليس تشابهها مع الرجل أو اختفاء الاختلافات بينهما. وقد طورت الفكرة السائدة التي تقول أن واجب المرأة هو الأمومة والرعية، حيث تعتبر أن النساء اللواتي يربين الرجال المثقفين في المجتمع يجب أن يكن متعلمات أيضا. كما دعت المرأة إلى المشاركة في المجال العام دون إنكار واجبات الأمومة. وكانت كتاباتها ومنشوراتها العامة لا تحتوي على كلمة "نسوية" تجنبا لأي صدام مع المجتمع والسياسيين. وترى أن الأفكار الإبداعية لا ينبغي أن تؤدي إلى الفجور؛ فكانت في نفس الوقت الذي تحارب فيه العوامل المجحفة بحق المرأة في الثقافة التقليدية، تدافع عن العناصر الأخلاقية للثقافة التقليدية باعتبارها الهوية التي تميزهم عن الغرب. اعتبرت أن القروية عاملة اقتصادية هامة لأنها تشارك في أعمال مساوية لأعمال الرجل، وهذا ما يختلف ع ......
#نزيهة
#الدين:
#النسوية
#المقصية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722733
الحوار المتمدن
صفوان قسام - نزيهة محي الدين: النسوية المقصية