علي حسين يوسف : القراءة من السياقية إلى العودة للتحليل النفسي
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف تدرجت مقاربة النص من القراءات السياقية الخارجية حيث التأكيد على : (التاريخ أو المجتمع أو المؤلف (نفسيته , أسلوبه) أو السياسة ) مرورا بالأنساق الداخلية (البنى ومكوناتها اللغوية ) ثم الوقوف على دور القارئ (نظريات القراءة , القارئ , النص) , وهذا التدرج أمر طبيعي يحتمه قصور المنهج السابق عن الإحاطة بالنصوص بوصفها قابلة لأكثر من منهجية ليأتي منهج جديد يسد ذلك القصور . ترتبط نظريات القراءة بفلسفة هوسرل التي أكدت على الطابع الذاتي في ادراك الأشياء وعوّلت كثيراً على الذات المدرِكة أو مفهوم التعالي الذي يجعل الشيء المدرَك بين أقواس مفصولا عن كل ما يتعلق به أي أنها جعلت فهم الظاهرة خاضعا للطاقة الذاتية أو الشعور الفردي الخالص ، حيث ينبع من داخل الفرد المؤول ولا يخضع لمعطيات خارجية ، فهي ـ أي عملية الفهم ـ عملية ذاتية يتشكل من خلالها المعنى بعيدا عن أي اعتبارات أخرى .وقد عدل إنجاردن تلميذ هوسرل من مفهوم التعالي بتطبيقه على العمل الأدبي إذ رأى أن الأخير هو نتاج تفاعل بين بنية النص وفعل الفهم ، أما مفهوم القصدية أو الشعور القصدي الآني فينصرف مفهومه إلى أن المعنى يتشكل من خلال الفهم الذاتي الفردي والشعور القصدي الآني إزاء هذا العمل ، ومن ثم شكل الاهتمام بالذات الفاعلة مركز الدراسات الفينومينولوجية وعدّ المعنى خاضعا للفهم وناتجا له وذهب إنغاردن إلى أن المعنى الأدبي يمثل حصيلة تفاعل بين النص وفعل الفهم ، هذا المبدأ أصبح أساسا لأفكار هيدجر في القصدية أو الشعور القصدي الذي يؤكد على أن المعنى الأدبي يتكون من خلال الشعور القصدي بازائه ، أي أن المعنى لا يتكون إلا إذا أراد المتلقي له ذلك .أما جورج غادمير فقد أعاد الاعتبار للتاريخ في التأويل والفهم وإنتاج المعنى ، فقد وجد أن الفهم يمثل النظر في عمل العقل البشري أو إعادة اكتشاف الأنا في الأنت فالعملية الأساسية التي تتوقف معرفتنا عليها عند غادامر تتمثل في إسقاط حياتنا الباطنية الخاصة على الموضوعات من حولنا وبذلك نشعر بانعكاس التجربة فينا .وقد ارتكز غادامر على تأويلية دلتاي وتأكيدها على إعادة اكتشاف الأنا في الأنت ، أي أن المعنى كامن في الذات التي تستنطق النص وبذلك أصبح القارئ يمثل محور العملية النقدية ومن ثم ففهم المؤلَّف يتم من خلال فهمنا نحن ، كما أن التاريخ له دوره الفاعل في آليات الفهم بوصفه يشتمل على الخبرات والادراكات السابقة التي لا يستقيم الفهم إلا بها ، وهذا ما يسميه غادامر بالأفق التاريخي الذي استثمره ياوس فيما بعد مطلقا عليه : أفق التوقع .الانتقال إلى التأكيد على عملية القراءة تمثل بصورة أكثر وضوحا في دراسات فرجينيا وولف عن القارئ العادي ومن ثم ارتبطت بدراسات فعل القراءة عند كل من : تودوروف وبارت وإيكو لكنه استمد مقوماته من تطور الألسنيات لا سيما النحو التركيبي والمناهج السيميائية أي التركيب والدلالة ثم التداولية هذه القفزة كانت ثمرة عمل شارلز موريس في كتابه أسس نظرية العلامات اللغوية الصادر 1938 وأكد فيه أهمية دراسة ما يصنعه المتكلم عن طريق اللغة , ويعود الفضل أيضا إلى أوستين في كتابه : كيف نصنع أشياء بالكلمات (1962) وإلى دوكرو في كتابه القول والفعل (1984) , وقد أكد هؤلاء على وظائف للغة لم ينتبه لها المفكرون من قبل , فوظيفة اللغة عند أوستن لا تنحصر بأن تنقل خبراً أو معلومة أو بأن تصف واقعة بل هناك أفعال تنجز أو تحقق ما تحمله من المعاني بمجرد التلفظ بها كما في جملة : أنتِ طالق بالثلاثة.وتطور هذا المنحى عند دوكرو الذي أظهر كيف أن الكلام يتوجه دائماً نحو متلق ليؤثر فيه وجره إلى اتخاذ موقف ......
#القراءة
#السياقية
#العودة
#للتحليل
#النفسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683917
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف تدرجت مقاربة النص من القراءات السياقية الخارجية حيث التأكيد على : (التاريخ أو المجتمع أو المؤلف (نفسيته , أسلوبه) أو السياسة ) مرورا بالأنساق الداخلية (البنى ومكوناتها اللغوية ) ثم الوقوف على دور القارئ (نظريات القراءة , القارئ , النص) , وهذا التدرج أمر طبيعي يحتمه قصور المنهج السابق عن الإحاطة بالنصوص بوصفها قابلة لأكثر من منهجية ليأتي منهج جديد يسد ذلك القصور . ترتبط نظريات القراءة بفلسفة هوسرل التي أكدت على الطابع الذاتي في ادراك الأشياء وعوّلت كثيراً على الذات المدرِكة أو مفهوم التعالي الذي يجعل الشيء المدرَك بين أقواس مفصولا عن كل ما يتعلق به أي أنها جعلت فهم الظاهرة خاضعا للطاقة الذاتية أو الشعور الفردي الخالص ، حيث ينبع من داخل الفرد المؤول ولا يخضع لمعطيات خارجية ، فهي ـ أي عملية الفهم ـ عملية ذاتية يتشكل من خلالها المعنى بعيدا عن أي اعتبارات أخرى .وقد عدل إنجاردن تلميذ هوسرل من مفهوم التعالي بتطبيقه على العمل الأدبي إذ رأى أن الأخير هو نتاج تفاعل بين بنية النص وفعل الفهم ، أما مفهوم القصدية أو الشعور القصدي الآني فينصرف مفهومه إلى أن المعنى يتشكل من خلال الفهم الذاتي الفردي والشعور القصدي الآني إزاء هذا العمل ، ومن ثم شكل الاهتمام بالذات الفاعلة مركز الدراسات الفينومينولوجية وعدّ المعنى خاضعا للفهم وناتجا له وذهب إنغاردن إلى أن المعنى الأدبي يمثل حصيلة تفاعل بين النص وفعل الفهم ، هذا المبدأ أصبح أساسا لأفكار هيدجر في القصدية أو الشعور القصدي الذي يؤكد على أن المعنى الأدبي يتكون من خلال الشعور القصدي بازائه ، أي أن المعنى لا يتكون إلا إذا أراد المتلقي له ذلك .أما جورج غادمير فقد أعاد الاعتبار للتاريخ في التأويل والفهم وإنتاج المعنى ، فقد وجد أن الفهم يمثل النظر في عمل العقل البشري أو إعادة اكتشاف الأنا في الأنت فالعملية الأساسية التي تتوقف معرفتنا عليها عند غادامر تتمثل في إسقاط حياتنا الباطنية الخاصة على الموضوعات من حولنا وبذلك نشعر بانعكاس التجربة فينا .وقد ارتكز غادامر على تأويلية دلتاي وتأكيدها على إعادة اكتشاف الأنا في الأنت ، أي أن المعنى كامن في الذات التي تستنطق النص وبذلك أصبح القارئ يمثل محور العملية النقدية ومن ثم ففهم المؤلَّف يتم من خلال فهمنا نحن ، كما أن التاريخ له دوره الفاعل في آليات الفهم بوصفه يشتمل على الخبرات والادراكات السابقة التي لا يستقيم الفهم إلا بها ، وهذا ما يسميه غادامر بالأفق التاريخي الذي استثمره ياوس فيما بعد مطلقا عليه : أفق التوقع .الانتقال إلى التأكيد على عملية القراءة تمثل بصورة أكثر وضوحا في دراسات فرجينيا وولف عن القارئ العادي ومن ثم ارتبطت بدراسات فعل القراءة عند كل من : تودوروف وبارت وإيكو لكنه استمد مقوماته من تطور الألسنيات لا سيما النحو التركيبي والمناهج السيميائية أي التركيب والدلالة ثم التداولية هذه القفزة كانت ثمرة عمل شارلز موريس في كتابه أسس نظرية العلامات اللغوية الصادر 1938 وأكد فيه أهمية دراسة ما يصنعه المتكلم عن طريق اللغة , ويعود الفضل أيضا إلى أوستين في كتابه : كيف نصنع أشياء بالكلمات (1962) وإلى دوكرو في كتابه القول والفعل (1984) , وقد أكد هؤلاء على وظائف للغة لم ينتبه لها المفكرون من قبل , فوظيفة اللغة عند أوستن لا تنحصر بأن تنقل خبراً أو معلومة أو بأن تصف واقعة بل هناك أفعال تنجز أو تحقق ما تحمله من المعاني بمجرد التلفظ بها كما في جملة : أنتِ طالق بالثلاثة.وتطور هذا المنحى عند دوكرو الذي أظهر كيف أن الكلام يتوجه دائماً نحو متلق ليؤثر فيه وجره إلى اتخاذ موقف ......
#القراءة
#السياقية
#العودة
#للتحليل
#النفسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683917
الحوار المتمدن
علي حسين يوسف - القراءة من السياقية إلى العودة للتحليل النفسي