آدم الحسناوي : بين التيفوس وكوفيد-19، قراءة تاريخية في تحديد طبيعة الموجة الثانية
#الحوار_المتمدن
#آدم_الحسناوي في إطار عملية الشد والجذب التي نعيشها مع جائحة كوفيد-19 بين الموجة الثانية للجائحة واستمرارها على نطاق واسع في مرحلتها الأولى. يمكننا ملاحظة، نظرا لطبيعة حركة الجائحة داخل التراب المغربي، عدم وجود ما يصطلح عليه بالموجة الثانية؛ لا يشمل هذا الوصف المغرب فقط، بل إن مجمل بلدان العالم يمكننا مقاربتها بنفس المقاربة، فالولايات المتحدة التي كانت تعتقد أن ذروة الوباء تتمثل في تسجيل 4000 حالة في اليوم على الأكثر، تجاوزت في الآونة الأخيرة 70000 حالة في اليوم. حتى تلك الدول التي تمكنت من مواجهة الجائحة كالصين، فقد كان للحجر الصحي الصارم أثره البين في تخطي الصين للوباء رغم عدم الوصول للقاح حسب منظمة الصحة العالمية. وفي المغرب، ففي اللحظة التي اعتبر فيها المغاربة خروجهم من الضرر الطبي للجائحة أمرا مؤكدا، نشهد اليوم، عكس حركة كوفيد-19 في فصل الربيع، ارتفاعا ملحوظا في عدد الحالات المصابة، ذلك راجع بالأساس إلى الظروف العامة التي مكنت من انتشار الجائحة على نطاق واسع بالمغرب، إذ لا وجود لما يسمى بالموجة الثانية المتصلة للجائحة، بل تلعب الظروف المساهمة في انتشار الأوبئة العوامل الرئيسية لتحديد طبيعة حركته، والأمثلة كثيرة على الصعيد الدولي. لم نخرج نحن في المغرب من الموجة الأولى حتى نصل للموجة الثانية، بل إن الموجة واحدة، لكن تحديد طبيعة حركتها مقرون بطبيعة حركتنا نحن. يمكننا الاعتماد على التاريخ لمحاولة مقاربة الوسائل الناجعة بغية إيجاد الآليات المناسبة للتعامل مع الأوبئة المستجدة أو الجديدة، ذلك من خلال وضع تسلسل كرنولوجي للنسق الباتولوجي الذي عاصره أسلافنا والآليات التي دأبوا على استخدامها في مواجهة الأوبئة أو تفادي الأخطاء التي وقعوا بها. لا تختلف حركة الأوبئة بالمغرب عن نظيراتها في البلدان الأخرى، فقد شكلت الأوبئة والمجاعات المنتشرة بالمغرب خلال مرحلة الحماية، عمودا لنسق باتولوجي استمر مع تواجد الإنسان، هذا النسق شهد طفرات وتطورات مقترنة بالطفرات والتطورات التي عرفها الإنسان نفسه. سنركز هاهنا على المرحلة التي دخل المغرب خلالها الحقبة الكولونيالية. فقد شهد المغرب، على غرار بقية مناطق العالم، عديد الأوبئة التي انتشرت بشكل جلي على امتداد التاريخ الإنساني. ورغم التطور الطبي الذي عرفته البشرية خلال مطلع القرن العشرين، إلا أن الأوبئة ظلت تنخر المجتمعات على اختلافها، خصوصا مجتمعات إفريقيا الشمالية التي اكتمل دخولها المرحلة الكولونيالية خلال السنوات الأولى من القرن العشرين. من خلال ما يلي، يمكننا ملاحظة عدم وجود موجة ثانية متصلة للأوبئة، بل كانت الأوبئة تتأثر بالظروف العامة المساعدة على انتشارها، من عوامل مناخية إلى الوقاية العامة ... . لفهم ظاهرة دينامية الأوبئة بالمغرب، سنركز على أحد الأوبئة التي شهدت انتشارا واسعا خلال النصف الأول من القرن العشرين، كما كانت حركته مشابهة لما نعيشه اليوم مع أزمة كوفيد-19؛ يتمثل هذا الوباء في التيفوس. لقد شهد المغرب الموجة الأولى للتيفوس بُعيد الاستعمار الفرنسي في سنة 1913، فقد امتد خلال شتاء هذه السنة في مدن فاس، مراكش، الجديدة، برشيد. وفي بداية سنة 1914، ترامى التيفوس صوب كل من الرباط وسلا والدارالبيضاء والقنيطرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص يوميا بسبب هذا الوباء. تشير الأرقام، رغم إشكالية توثيقها، إلى إصابة حوالي 700 حالة في الرباط، و600 حالة في الدارالبيضاء؛ إذ، ونظرا لحداثة تواجد الفرنسيين داخل المغرب، صَعُب إعطاء أرقام دقيقة لمجمل الحالات المصابة، خصوصا في البوادي والمناطق التي لم تخضع بعد ......
#التيفوس
#وكوفيد-19،
#قراءة
#تاريخية
#تحديد
#طبيعة
#الموجة
#الثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688801
#الحوار_المتمدن
#آدم_الحسناوي في إطار عملية الشد والجذب التي نعيشها مع جائحة كوفيد-19 بين الموجة الثانية للجائحة واستمرارها على نطاق واسع في مرحلتها الأولى. يمكننا ملاحظة، نظرا لطبيعة حركة الجائحة داخل التراب المغربي، عدم وجود ما يصطلح عليه بالموجة الثانية؛ لا يشمل هذا الوصف المغرب فقط، بل إن مجمل بلدان العالم يمكننا مقاربتها بنفس المقاربة، فالولايات المتحدة التي كانت تعتقد أن ذروة الوباء تتمثل في تسجيل 4000 حالة في اليوم على الأكثر، تجاوزت في الآونة الأخيرة 70000 حالة في اليوم. حتى تلك الدول التي تمكنت من مواجهة الجائحة كالصين، فقد كان للحجر الصحي الصارم أثره البين في تخطي الصين للوباء رغم عدم الوصول للقاح حسب منظمة الصحة العالمية. وفي المغرب، ففي اللحظة التي اعتبر فيها المغاربة خروجهم من الضرر الطبي للجائحة أمرا مؤكدا، نشهد اليوم، عكس حركة كوفيد-19 في فصل الربيع، ارتفاعا ملحوظا في عدد الحالات المصابة، ذلك راجع بالأساس إلى الظروف العامة التي مكنت من انتشار الجائحة على نطاق واسع بالمغرب، إذ لا وجود لما يسمى بالموجة الثانية المتصلة للجائحة، بل تلعب الظروف المساهمة في انتشار الأوبئة العوامل الرئيسية لتحديد طبيعة حركته، والأمثلة كثيرة على الصعيد الدولي. لم نخرج نحن في المغرب من الموجة الأولى حتى نصل للموجة الثانية، بل إن الموجة واحدة، لكن تحديد طبيعة حركتها مقرون بطبيعة حركتنا نحن. يمكننا الاعتماد على التاريخ لمحاولة مقاربة الوسائل الناجعة بغية إيجاد الآليات المناسبة للتعامل مع الأوبئة المستجدة أو الجديدة، ذلك من خلال وضع تسلسل كرنولوجي للنسق الباتولوجي الذي عاصره أسلافنا والآليات التي دأبوا على استخدامها في مواجهة الأوبئة أو تفادي الأخطاء التي وقعوا بها. لا تختلف حركة الأوبئة بالمغرب عن نظيراتها في البلدان الأخرى، فقد شكلت الأوبئة والمجاعات المنتشرة بالمغرب خلال مرحلة الحماية، عمودا لنسق باتولوجي استمر مع تواجد الإنسان، هذا النسق شهد طفرات وتطورات مقترنة بالطفرات والتطورات التي عرفها الإنسان نفسه. سنركز هاهنا على المرحلة التي دخل المغرب خلالها الحقبة الكولونيالية. فقد شهد المغرب، على غرار بقية مناطق العالم، عديد الأوبئة التي انتشرت بشكل جلي على امتداد التاريخ الإنساني. ورغم التطور الطبي الذي عرفته البشرية خلال مطلع القرن العشرين، إلا أن الأوبئة ظلت تنخر المجتمعات على اختلافها، خصوصا مجتمعات إفريقيا الشمالية التي اكتمل دخولها المرحلة الكولونيالية خلال السنوات الأولى من القرن العشرين. من خلال ما يلي، يمكننا ملاحظة عدم وجود موجة ثانية متصلة للأوبئة، بل كانت الأوبئة تتأثر بالظروف العامة المساعدة على انتشارها، من عوامل مناخية إلى الوقاية العامة ... . لفهم ظاهرة دينامية الأوبئة بالمغرب، سنركز على أحد الأوبئة التي شهدت انتشارا واسعا خلال النصف الأول من القرن العشرين، كما كانت حركته مشابهة لما نعيشه اليوم مع أزمة كوفيد-19؛ يتمثل هذا الوباء في التيفوس. لقد شهد المغرب الموجة الأولى للتيفوس بُعيد الاستعمار الفرنسي في سنة 1913، فقد امتد خلال شتاء هذه السنة في مدن فاس، مراكش، الجديدة، برشيد. وفي بداية سنة 1914، ترامى التيفوس صوب كل من الرباط وسلا والدارالبيضاء والقنيطرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص يوميا بسبب هذا الوباء. تشير الأرقام، رغم إشكالية توثيقها، إلى إصابة حوالي 700 حالة في الرباط، و600 حالة في الدارالبيضاء؛ إذ، ونظرا لحداثة تواجد الفرنسيين داخل المغرب، صَعُب إعطاء أرقام دقيقة لمجمل الحالات المصابة، خصوصا في البوادي والمناطق التي لم تخضع بعد ......
#التيفوس
#وكوفيد-19،
#قراءة
#تاريخية
#تحديد
#طبيعة
#الموجة
#الثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688801
الحوار المتمدن
آدم الحسناوي - بين التيفوس وكوفيد-19، قراءة تاريخية في تحديد طبيعة الموجة الثانية