كامل علي : جذور ألشر
#الحوار_المتمدن
#كامل_علي في مقالة سابقة ذكرت بأن أسطورة قابيل ( قاين ) وهابيل التي وردت في التوراة والقرآن والتي تم إقتباسها من أساطير وادي الرافدين السومرية والبابلية أثناء السبي البابلي من قبل اليهود المسبيين هي رمز للصراع بين المزارع والراعي، حلت ألثقافة ألسومرية وهي أول ثقافة زراعية في ألتاريخ ألتناقض بين ألمزارع والراعي لصالح ألمزارع والذي يُختتم بمقتل الراعي من قبل المزارع في ثلاثة أساطير معروفة هي:1- أسطورة ايميش وأنتين.2- أسطورة لهار وأشنان.3- أسطورة أنكمدو ودوموزي.ففي هذه ألأساطير يذهب المزارع والراعي الى الآلهة يحتكمان فيما شجر بينهما من خلاف، حيث تحكم ألآلهة للمزارع بالغلبة والتفوق والافضلية على اخيه الراعي.إنّ انتصار الراعي لمْ يكن الّا مؤقتا وزائفا ومرحلة تحضيرية لخسارته النهائية، بل وللتضحية به لضمان استمرار الحضارة الزراعية. وفي مراميها الاخيرة فإن هذه الاسطورة تتفق مع بقية اساطير وادي الرافدين في سيادة الفلاح وغلبته على الراعي.فهابيل الراعي تم قتله، تاركا احفاده الرعاة في أسْرِ الدورة المناخية السنوية، بعيدين عن اي مساهمة في ثقافة البشر وحضارتهم، فبدوي اليوم لا يختلف في شيء عن بدوي فجر التاريخ. اما قابيل المزارع فقد استلم زمام الحضارة ودفع بها اشواطا الى الامام، انتج المجتمع الزراعي، فالمجتمع الصناعي واستطاع احفاد قابيل الوصول الى الفضاء الخارجي. بعبارة أعم فالصراع في أصلها ونتيجتها هي صراع بين الحضارة والبداوة.الرمز في هذا الصراع التي ذكرناه في أعلاه هو الجزء البارز من جبل الجليد الطافي فوق المياه، ففي الجزء المغمور يكمن جذور الشر في تكوين جينات الإنسان والتي ورثها من أجداده الحيوانات والتي كانت تدفعه للقتل والإفتراس في سبيل البقاء.ولكن رُبَّ متسائل سيتسائل: لم لا يمارس جميع البشر القتل والسرقة وجميع أنواع الشرور في عصر حضارتنا الحالية؟الجواب والتفسير المنطقي هو أنَّ تطور الحضارة والعيش المشترك في مجتمعاتنا شذبَ أخلاقنا ولجم غريز ة ألشر في نفوسنا لأنّ الإنسان كائن إجتماعي كذلك فإنّ للأديان وخاصة التخويف بالعقاب في نار جهنم والتشويق بمسرات الجنة دور لا يُمكن إنكاره في ردع شريحة كبيرة من المؤمنين بهذه الأديان.ألاديان المتطورة كالزرادشتية وااليهودية لاحقا والمسيحية والإسلام وديانات أخرى حاولت تفسير الشر الموجود في عالمنا وإبعاد الهتهم عن هذه التهمة بإيجاد كائن مرادف أو عاصي للإله يتحمل وزر جميع الشرور كأهريمان في الزرداشتية والشيطان أو إبليس في اليهودية والمسيحية والإسلام ومخلوقات أخرى في الأديان ألأخرى.جذور الشر في الغنوصية المسيحية (المرقيونية):ينطلق مارقيون في تفكيره من مبدأ الفصل التام بين العهد الجديد والعهد القديم، وكان معارضاً للطريقة المسيحية في تأويل العهد القديم لجعله متلائماً مع العقيدة الجديدة. وإله العهد القديم يهوه ليس الأب السماوي الذي بشر به يسوع، بل هو الإله الخالق، أو الديميرج باللغة اليونانية، الذي صنع العالم المادي الناقص، وصنع الإنسان أيضاً وفرض عليه الشريعة التي كانت بمثابة لعنة، على حد تعبير بولس الرسول. هذا الإله الحقود والمنتقم (على حد تعبير مارقيون) لا يستحق الطاعة والعبادة التي يطلبها، وهو ليس أباً ليسوع كما يعتقد المسيحيون القويميون. أما الله الحق فهو الأب السماوي الذي يدعوه مارقيون بالإله المتعالي والإله المجهول؛ وهو لا يتدخل في أحداث العالم لأنه ليس صانعه؛ ولم يفعل شيئاً إلا إرسال ابنه يسوع المسيح الذي هبط من السماء إلى هذا العالم السقيم والتافه، وصلب من أجل الإن ......
#جذور
#ألشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710771
#الحوار_المتمدن
#كامل_علي في مقالة سابقة ذكرت بأن أسطورة قابيل ( قاين ) وهابيل التي وردت في التوراة والقرآن والتي تم إقتباسها من أساطير وادي الرافدين السومرية والبابلية أثناء السبي البابلي من قبل اليهود المسبيين هي رمز للصراع بين المزارع والراعي، حلت ألثقافة ألسومرية وهي أول ثقافة زراعية في ألتاريخ ألتناقض بين ألمزارع والراعي لصالح ألمزارع والذي يُختتم بمقتل الراعي من قبل المزارع في ثلاثة أساطير معروفة هي:1- أسطورة ايميش وأنتين.2- أسطورة لهار وأشنان.3- أسطورة أنكمدو ودوموزي.ففي هذه ألأساطير يذهب المزارع والراعي الى الآلهة يحتكمان فيما شجر بينهما من خلاف، حيث تحكم ألآلهة للمزارع بالغلبة والتفوق والافضلية على اخيه الراعي.إنّ انتصار الراعي لمْ يكن الّا مؤقتا وزائفا ومرحلة تحضيرية لخسارته النهائية، بل وللتضحية به لضمان استمرار الحضارة الزراعية. وفي مراميها الاخيرة فإن هذه الاسطورة تتفق مع بقية اساطير وادي الرافدين في سيادة الفلاح وغلبته على الراعي.فهابيل الراعي تم قتله، تاركا احفاده الرعاة في أسْرِ الدورة المناخية السنوية، بعيدين عن اي مساهمة في ثقافة البشر وحضارتهم، فبدوي اليوم لا يختلف في شيء عن بدوي فجر التاريخ. اما قابيل المزارع فقد استلم زمام الحضارة ودفع بها اشواطا الى الامام، انتج المجتمع الزراعي، فالمجتمع الصناعي واستطاع احفاد قابيل الوصول الى الفضاء الخارجي. بعبارة أعم فالصراع في أصلها ونتيجتها هي صراع بين الحضارة والبداوة.الرمز في هذا الصراع التي ذكرناه في أعلاه هو الجزء البارز من جبل الجليد الطافي فوق المياه، ففي الجزء المغمور يكمن جذور الشر في تكوين جينات الإنسان والتي ورثها من أجداده الحيوانات والتي كانت تدفعه للقتل والإفتراس في سبيل البقاء.ولكن رُبَّ متسائل سيتسائل: لم لا يمارس جميع البشر القتل والسرقة وجميع أنواع الشرور في عصر حضارتنا الحالية؟الجواب والتفسير المنطقي هو أنَّ تطور الحضارة والعيش المشترك في مجتمعاتنا شذبَ أخلاقنا ولجم غريز ة ألشر في نفوسنا لأنّ الإنسان كائن إجتماعي كذلك فإنّ للأديان وخاصة التخويف بالعقاب في نار جهنم والتشويق بمسرات الجنة دور لا يُمكن إنكاره في ردع شريحة كبيرة من المؤمنين بهذه الأديان.ألاديان المتطورة كالزرادشتية وااليهودية لاحقا والمسيحية والإسلام وديانات أخرى حاولت تفسير الشر الموجود في عالمنا وإبعاد الهتهم عن هذه التهمة بإيجاد كائن مرادف أو عاصي للإله يتحمل وزر جميع الشرور كأهريمان في الزرداشتية والشيطان أو إبليس في اليهودية والمسيحية والإسلام ومخلوقات أخرى في الأديان ألأخرى.جذور الشر في الغنوصية المسيحية (المرقيونية):ينطلق مارقيون في تفكيره من مبدأ الفصل التام بين العهد الجديد والعهد القديم، وكان معارضاً للطريقة المسيحية في تأويل العهد القديم لجعله متلائماً مع العقيدة الجديدة. وإله العهد القديم يهوه ليس الأب السماوي الذي بشر به يسوع، بل هو الإله الخالق، أو الديميرج باللغة اليونانية، الذي صنع العالم المادي الناقص، وصنع الإنسان أيضاً وفرض عليه الشريعة التي كانت بمثابة لعنة، على حد تعبير بولس الرسول. هذا الإله الحقود والمنتقم (على حد تعبير مارقيون) لا يستحق الطاعة والعبادة التي يطلبها، وهو ليس أباً ليسوع كما يعتقد المسيحيون القويميون. أما الله الحق فهو الأب السماوي الذي يدعوه مارقيون بالإله المتعالي والإله المجهول؛ وهو لا يتدخل في أحداث العالم لأنه ليس صانعه؛ ولم يفعل شيئاً إلا إرسال ابنه يسوع المسيح الذي هبط من السماء إلى هذا العالم السقيم والتافه، وصلب من أجل الإن ......
#جذور
#ألشر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710771
الحوار المتمدن
كامل علي - جذور ألشر