الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
راتب شعبو : قناعات سورية مستترة
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو هناك قناعات لها حضور مهم في المجتمع السوري تتحكم بخيارات ومواقف قطاعات كبيرة من الناس، من مختلف المستويات التعليمية، دون أن تظهر صراحة. لا يجرؤ أصحاب هذه القناعات على الجهر بها، يداورون في الكلام، يرمون على قناعاتهم العميقة هذه جملاً مموهة تشوش على ما دونها، أو يقولونها همساً، وغالباً ما يكون التعبير الشفهي عن هذه القناعات مسبوقاً بكلمة (بصراحة)، الكلمة التي تشكل بوابة عبور هذه المستترات. من العسير جداً أن تجد هذه القناعات مكتوبة أو معلنة صراحة. فهي قناعات يخجل منها حاملها، ولكنها صاحبة الوزن الأساسي في تحديد خياراته مع ذلك. إنها المستترات التي تجعل كل ظاهر غيرها زائفاً.إحدى هذه القناعات تتعلق بشكل الحكم في البلد ويمكن التعبير عنها بعدة أقوال: إن شعوبنا لا تحكم إلا بالقوة والبوط، أو "بالصرماية". الديموقراطية لا تليق بنا. انظر ما جرى في العراق وليبيا واليمن ما أن زال المستبد. أمثال بشار الأسد والقذافي وصدام حسين ..الخ، كثيرون علينا. كما تكونون يولّى عليكم. نحن شعب طائفي متخلف بطبعه. فكرة المواطنة لا تنبت في أرضنا، وإن نبتت فهي بلا جذور، وسرعان ما تقتلع في الاختبار الأول. إذا ثار شعبنا على مستبد فلكي يضع مستبداً آخر مكانه. يثور شعبنا على المستبد القومي فيميل إلى المستبد الاسلامي أو الماركسي.القناعة المستترة الثانية تتعلق بالصراع مع اسرائيل: لا قدرة لنا على مواجهة إسرائيل. أميريكا والعالم كله معها. هل تقارن وقوف أميريكا مع اسرائيل بوقوف السوفييت معنا؟ لولا الجسر الجوي الأميريكي معها في تشرين 1973 لكنا هزمناها. الحكمة تقضي بأن نتلافى شر اسرائيل. والحكمة تقضي بأن لا ترد القيادة على الاعتداءات الإسرائيلية. إن صمت الجبهة في الجولان على مدى أكثر من أربعين عاماً هو إنجاز لسوريا وليس لإسرائيل. الكلام عن تحرير الجولان أو استعادتها هو كلام فارغ موجه للإعلام وللشعب الغبي فقط.لهذه القناعات المستترة، شأنها شأن أي قناعة، ما تستند إليه من وقائع وحجج. غير أن القيمة السلبية لهذه القناعات لا تتحدد في معايرتها بين الصحيح والخاطئ، بل فيما يترتب عليها من نتائج، وفي موقعها من تاريخ المجتمع وتطوره. تكمن مشكلة هذه القناعات في أنها تتجنب رؤية الإمكانيات والوقائع المغايرة، سواء المحلية أو الخارجية. لا تريد أن ترى روافع لقناعة أخرى ذات بعد ثوري، ذلك لأنها استسلامية في الصميم. مشكلتها تكمن في انعدام التوتر بينها وبين الواقع. سيادة مثل هذه القناعات تفضي إلى ضمور المجتمع وتآكله الذاتي، طريق شديدة الانحدار نحو الضياع. سيادتها تعني موت التطلع لدى الشعب، فيكفيه من المعتدي الداخلي أن يسمح له بالحياة، ومن المعتدي الخارجي أن يكتفي بما احتل من أرضه. طبيعي أن يولّى على أصحاب هذه القناعات المستترة معتد داخلي يحمل هذه القناعات إياها، يستعبد شعبه بالقوة والبوط (فهذا هو الشكل الوحيد المجدي للحكم)، ويستكين للعدو الخارجي (لا قدرة لنا على مواجهته). ويتحول البلد إلى فريسة سهلة أجاد المعتدي الداخلي إعدادها لمعتد خارجي ذي مطامع.لا يوجد في خط تفكير أصحاب هذه القناعات السؤال عن مخرج من العبودية أو من الاحتلال. ذلك لأن هذا الخط لا ينطوي على أي طاقة نقدية تتيح لحامله أن يكتشف علاقة تعاضد بين الاحتلال الخارجي والاستعباد الداخلي، أو بين "غباء" الشعب وإفقاره، أو بين سلب الكرامة الشخصية وسلب الكرامة الوطنية. نحن، مع هذا الخط من التفكير، أمام انهزامية نفسية عميقة، يضحي أصحابها بحقوقهم السياسية والوطنية معاً. يكرهون أنفسهم إلى حد نكران حقوقهم، ويستضعفون ذواتهم إلى حد السكوت عن أرضهم المحتل ......
#قناعات
#سورية
#مستترة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713453