الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رشا يونس : جوارب على البحر: عندما خنق العار جسدي
#الحوار_المتمدن
#رشا_يونس عندما كنتُ في سنّ الثالثة، أضرمتُ النار بنفسي عن غير قصد. أتذكّر الحادثة لكن لا أتذكّر ما أدّى إليها. بحسب الرواية، أو كيف وصلَتني، كنتُ أريد الاستحمام، وكانت والدتي في المستشفى مع أختي الكبرى، ليلى، التي كانت تخضع لعملية إزالة اللوزتَيْن. كان والدي المُنسحب من حياتنا إجمالًا - إلّا في لحظات غضبه التي كانت تترك آثارها على أجسادنا - نائمًا. دخلتُ الحمام وفتحتُ حنفية الماء المغلي. أتذكّر أختي سهى التي كانت في الخامسة من عمرها تحاول سحبي من تحت الماء … ثمّ، أُغميَ عليّ، واستيقظتُ في المستشفى في اليوم التالي، وكلّ يومٍ بعده تقريبًا، بشكلٍ متقطّع، لمدّة عام. نصح الأطبّاء الذين كانوا يعالجونني ببتر ساقي اليسرى التي كانت عرضةً للالتهاب حين بلغ التشوّه أوجّه، بعد أن ذاب الجِلد حتى بان العظم.لكنّ والدتي، التي ما زلتُ أبجّل ذكراها، إذ توفّيت بعد بضعة أعوام، رفضَت ذلك النهج العلاجي. فكانت تحملني إلى الحمّام وأينما ذهبنا طوال العام الذي لم أقوَ خلاله على السير. لم أكُن أعرف ذلك حينها، لكنّني الآن أدرك أنّها، وببادرةٍ لطيفة، كانت تحاول بلسَمة ألمي بالنفخ بشفتَيها على حروقي. كلّ ليلة، وبابتسامةٍ متأسّفة، كانت تنظّف الملاءات التي أبلّلها، وكانت تحرص على القيام بذلك بسرعةٍ خوفًا من ردّ فعل والدي. كانت تعلم أنّه لو اكتشف ذلك، لكان أبرح بي ضربًا. أتذكّر والدي الذي لم أتحدّث إليه منذ ثمانية أعوام، بفكّه المشدود الجاهز للمعركة وقبضته المحكمة المصوّبة باتجاه وجهي.كان الحرق شديدًا لدرجة أنّ الأطبّاء أجمَعوا على أنّني قد لا أمشي مجدّدًا. أخفَت والدتي ذلك عنّي. وكانت كلّ يوم تصبّ الماء المثلج على ساقي لإخماد اللهيب الذي كان لا يزال يتصاعد من بشرتي. كانت تُشبع ساقي بالفازلين وتدرّبني على الوقوف، غير آبهةٍ بصراخي. كلّ ما أتذكّره عن الألم هو ذاك الشعور الواخز الذي كان يعتريني عندما كنتُ أضع قدمي على الأرض، ولذعة اللحم المحترق، والتقرّحات غير المتجانسة عند أسفل قدَمَيْ لدى محاولتي السير. لكنّ ما أتذكّره أكثر من الألم هو عاري المتجذّر – خجلي من ندوبي، ومن عرَجي ومن مظهري المشوّه. طوال عقدَيْن، لم أنظر مرّةً إلى قدمَيْ. واليوم، تمتدّ ندوبي من ظهري، وتتقطّع عند فخذَي، وصولًا إلى ربلة ساقي اليسرى، متشابكةً عند إصبع الخنصر.ما أتذكّره أكثر من الألم هو عاري المتجذّر – خجلي من ندوبي، ومن عرَجي ومن مظهري المشوّه. طوال عقدَيْن، لم أنظر مرّةً إلى قدمَيْلُمتُ نفسي على الحادث وعلى ندوبي التي خبّأتها منذ حصوله. وغرقتُ في هذا اللوم حين توفّيَت والدتي التي كانت تصرّ على أن أُظهر ندوبي وأفتخر بها، فأخفَيتُها عن النساء اللواتي أحببتهنّ، وعن الغرباء. لكن أكثر مَن أخفيتُها عنها هي نفسي. نفرتُ من ندوبي، ولم ألمسها أو أهتمّ بها إلى أن التهبَت عظمة قدَمي من جرّاء الاحتكاك بالنسيج المحروق، فاضطُررت إلى الخضوع لعمليةٍ أخرى. كانت تلك المرّة الأولى التي كان عليّ التحدّث فيها عمّا عشته، فوجدتُني أفتّش عن القصّة التي سأرويها لأصدقائي وصديقاتي وزملائي وزميلاتي وأي شخصٍ يصرّ على معرفة سبب وجودي في كرسي متحرّكٍ فجأة.خلال الأشهر الثلاثة الأولى من وجودي في كرسي متحرّك، أصرّيتُ على القيام بجميع الأمور بنفسي. كنتُ أنزلق في الحمّام، وأصطدم بالأبواب، وأصرخ في وجه أيّ شخصٍ يقترب من جسمي. انتظرتُ، بغضبٍ عارم، اللحظة التي سأصبح قادرةً فيها على المشي مجدّدًا. لم أتقبّل جمود جسمي، ولم أكترث لما قد أتعلّمه من عجزي عن الحراك. شعرتُ بأنّني أستحقّ العقاب لأنّي تسبّبتُ بهذه الج ......
#جوارب
#البحر:
#عندما
#العار
#جسدي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750223