الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مهدي شاكر العبيدي : المدرسون والشعر والخطابة والتأليف
#الحوار_المتمدن
#مهدي_شاكر_العبيدي رأيٌ غريب لا تسنده الحالات والوقائع والشَّواهد الماثلة جميعا ً في الحياة الأدبية هذا الذي سجَّله المرحوم زكي مبارك بخصوص تفوق أحمد شوقي على صنوه حافظ إبراهيم في خياله الشِّعري وصوره البديعية ومتانة نسجه كما يعبر القدماء ، إذ ينقضه ما يستجليه هو نفسه في شاعرية حافظ إبراهيم من جمال وروعة وصدق شعوري وتمكن من الأداء الفني الدَّال على وفرة محفوظه من روائع الأدب العربي شعرا ً ونثرا ً . مجمل هذا الرَّأي أنَّ براعته في الحديث هي التي قضَتْ بأنْ ينتصر عليه شوقي غريمه ، وأنـَّه كان يتحدَّث ويتحدَّث إلى أنْ تنفد قواه فلا تبقى له قدرة على الغناء ، وكان شوقي يصمتُ ويصمتُ ليستجمَّ فتبقى له القدرة على السَّجع والغناء ، ويستنتج من هذا الكلام أنَّ القوى الإنسانية لها حدود ، وإلا فكيف يكون المدرِّسون أعجز الناس عن الشِّعر والخطابة والتأليف ؟ ، ألا يرجع ذلك إلى أنـَّهم يضيعون نشاطهم في الدَّرس فلا تبقى لهم عافية يساورون بها تلك المواهب الأدبية ؟ . وقد قرأنا ذلك ضمن المقالات الأدبية القصيرة التي نشرها الرَّاحل زكي مبارك في بعض المجلات المصرية الصَّادرة في ثلاثينيات القرن الماضي بصدد شاعرية حافظ إبراهيم وسابقته في إنعاش الحياة الأدبية وبيان موقفه من عصره وناسه والطامعينَ في خيرات بلده ، مصاولا ً ما ساد من ذلك الطور من حياة السَّواد المصري من جهالة وتخلف واستكانة وخنوع لإرادة المحتلين وصنائعهم ، وبادرَتْ لجمعها ابنته الدكتورة كريمة ونشرتها مجدَّدا ً في كتيِّب صدر سنة 1978م ، في سلسلة ( المكتبة الثقافية ) . لقد استدلَّ الكاتب في أكثر من موضع في المقالات المذكورة على أنَّ شاعر النيل كان أبعد عن التكلف والحذلقة وأميل إلى الترسُّل بوحي سليقته وطبعه سواء أكان ذلك في أحاديثه المدهشة الممتلئة بالأخبار والرِّوايات والأشعار المستقاة من بطون الكتب المأثورة التي رصد لها أوقاتا ً وساعات ليحيط بفصولها ويستوعب محتوياتها ، أم فيما صاغه من شعر قوي صوَّر فيه حال مجتمعه عبر ما جازه من ظروف ومرَّ به من مصاعب ، وفي هذا الاستدلال تبين المفارقة والتناقض بين ما سجَّله من رأي عن تمكن شاعر النيل من الحديث البارع العذب وعن تحليقه وتجويده في أشعاره وتوفيقه في تخيُّره لألفاظه الدَّالة والمطلوبة ، فضلا ً عن معانيه التي حكى فيها صفاء نفسه ونقاء جوهره وصدقه في سرِّه وعلنه . وساق لنا الباحث عبر مراجعاته واستقراءاته عينات من أشعار حافظ إبراهيم في معارض الصَّبابة والرِّثاء والوطنية والشكوى من جور الزَّمان وعقوق الناس ، فصحَّ عندنا أنْ لا موجب لهذه الموازنات التي يجريها الدَّارسون بينهما من آن ٍ لآن ، إقرارا ً لأحدهما بالألمعية والرُّجحان على حساب الآخر ، لأنَّ لكلٍّ منهما وثباته ومدياته من الإبداع . لكنَّ الحريَّ بالتمحيص والمراجعة هذا الاستنتاج الخاطئ الذي يستقريه الدكتور زكي مبارك عن عجز المشتغلينَ بالتدريس في الشِّعر والخطابة والتأليف بدعوى أنـَّهم يستنفدون طاقتهم وحيويتهم في محادثة تلامذتهم ومحاورتهم في حجرات الدَّرس ، حتى إذا انصرفوا إلى القيام بالتأليف والكتابة ظهر عجزهم وضعف قابليَّتهم ، فكانوا دون المتفرِّغين لهذا العمل من الذين يعتمدون في مورد عيشهم على منافذ وسبل لا تتصل بالتلقين بسبب ، فقد يبزونهم في سلامة عباراتهم وتوثيقهم للشَّواهد والآراء ومعرفتهم بآداب البحث ومناهجه . ولا تقلْ أنـَّنا نتداول كتبا ً يعتدُّ بما فيها من فكر ، ونعجب بما انتهجه أصحابها في تأليفها من خطة ، وعنوا في فصولها بنقض ما ران على حياة ......
#المدرسون
#والشعر
#والخطابة
#والتأليف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689774