الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : فان جوخ والسجن الإختياري
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم &#1633-;-&#1634-;-&#1639-;- - السجن الإختياريهذه اللوحة، "جولة السجناء - La ronde des prisonniers" التي رسمها فان جوخ قبل وقت قصير من إنتحاره، تعبر أحسن تعبير عن حالة الإنسان المحاصر في وعيه، عن حالة فان جوخ في المستشفى حيث أن مرضه لم يعد يسمح له بالسيطرة على الأشياء المحيطة به، الكل يخيفه ويرعبه، حيث يصبح الإنسان مثل الجرذ المحاصر، حيث لا يمكن رؤية السماء ولا أي شيء آخر ما عدا هذه الأسوار العالية التي تشكل ما يشبه حصن "الأنا" المنغلقة والغير قادرة على تجاوز إمكانياتها. الوجود كله محجوب ومحاصر بواسطة هذه الجدران الشاهقة، المبنية من الطوب مع القليل من النوافذ العالية العمياء. نشعر بأننا محاصرون، محطمون، الجداران الجانبيان يتقاربان، الجدار المقابل يوقف كل أمل في الخروج، يوقف كل النظرات التي ترغب في الهروب أو في قليل من الهواء والضياء. الطوب، ملون بالأخضر في الأسفل، يضيء باللون الأصفر الباهت في الأعلى، ومع ذلك يجب أن يكون هناك القليل من الضوء، القليل من الشمس التي تخترق هذا العالم الرمادي. أما أرضية الساحة فهي مكونة من لمسات مستطيلة متوازية تجعل الفضاء يهتز ويرتجف. في هذا الفناء ، يدور حوالي ثلاثين سجينا يرتدون ملابس العمل، بالإضافة إلى ثلاث شخصيات يمثلون السلطة، الحرس والشرطي وربما المحقق. اللوحة ذات تعبير قوي ومدهش، نشعر بالجو الخانق وبثقل الهواء على أجساد المساجين المنحنية وبرودة الأرضية الصلبة التي تقلل من قدرتهم على الحركة أو التنفس. فان جوخ بحساسيته المفرطة ووعيه الملتبس في هذه المرحلة من حياته يصور لنا هؤلاء المساجين، ليس كذوات بشرية تمارس الحياة، وإنما يصورهم بنفس الطريقة التي رسم بها مواضيعه الأخرى، ككائنات طبيعية، كالنباتات أو الأشجار والأزهار والمحاصيل في الحقول أو الأحجار، والتي رسم العديد منها في هذه السنة هروبا من وعيه المنفلت والمنفتح محاولا أن يتقبل مهنته كمجنون بدلا من تقبل مهنته كفنان "فاشل". ومن الملاحظ أن فان جوخ قد مثل نفسه في هذه اللوحة في شخصية سجين في مركز الصورة متميزا عن بقية السجناء، لكونه الوحيد الذي لا يلبس قبعة، مما يحعلنا نلاحظ شعره الأشقر والذي لا يدع مجالا للشك في أن السجين في مركز الصورة هو فنسنت نفسه والذي يدير وجهه ناحية مشاهد اللوحة، مما يعني أنه كان ينظر إلى نفسه، إلى الرسام، في شخصية الفنان فان جوخ الذي كان يرسمه. لقد صور فنسنت نفسه في عشرات اللوحات التي تمثله Autoportrait، بالقبعة أو بالغليون، وهو يرسم أو يتأمل لوحته ولعل أشهرها صورته بالضمادة على أذنه بعد قطعها. الصور الشخصية لفنسنت فان جوخ هي مجموعة من اللوحات والرسومات التي تمثل الرسام الهولندي بين عامي &#1633-;-&#1640-;-&#1640-;-&#1638-;- و &#1633-;-&#1640-;-&#1640-;-&#1641-;-، خلال مسيرته الفنية القصيرة، حيث رسم فان جوخ نفسه في حوالي أربعين عملا، من اللوحات والرسومات، غير أنه لا تُعرف له أي صورة ذاتية تعود إلى إقامته في " أوفير سور واز Auvers-sur-Oise"، حيث رسم لوحة جولة السجناء. فيمكننا القول هنا بأن فان جوخ كان ينظر إلى نفسه في هذه اللوحة، رغم أنها منقولة بوفاء عن نقش جوستاف دوريه دون أي تغيير، ما عدا الألوان الزيتية بدلا من حبر المطابع الأسود، صور نفسه كسجين بين هؤلاء السجناء، رغم أنه هو الذي طلب الدخول لهذه المصحة بطريقة إختيارية. ظل فان جوخ يعاني من نوبات عصبية مروعة جعلت منه مرتبكا لعدة أيام أو أسابيع، على الرغم من ذلك ، فقد كانت تأتيه أيضًا نوبات من الهدوء والتي كان قادرًا فيها على ممارسة الرسم، وفي الواقع، يعد الوقت الذي قضاه في أوفير م ......
#والسجن
#الإختياري

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749546