الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نموس محسن : سِكًيرُ حيًينا
#الحوار_المتمدن
#نموس_محسن داخل أسوار مدينة فاس كما خارجها، تتشابه الكثير من العادات والتقاليد، وربما حتى الشخوص،الفقيه و السمسار، بائع مواد التنظيف المتنقل والخياط،، بائع الحليب ونادل المقهى، كلها شخصيات جد متشابهة لابد أن توجد بين أسوار كل حي.في حيينا، شباب متسمرون عند نهاية الشارع، رِجل على الأرض والأخرى مطوية تجاه الحائط، شيوخ أنهكم الزمن، وصلوا سن التقاعد دون الحصول على دريهماته ، يلعبون الورق في مجموعات متفرقة، تتصايح أصواتهم دلالة الهزيمة المتكررة للحاج أحمد، فيضع على رأسه أو فوق أذنيه المزيد من الأوسمة والنياشين، لكنها تمثل سمات الهزيمة عوض النصر ، أوسمة عبارة عن حذاء قديم ، قطعة ورق مقوى، غصن زيتون وإذا كان لا زال بصحة جيدة يجلس فوق ظهره أحد المتفرجين، نسوة تحافظن على جلابيبهن التقليدية، يجتمعن بمحاذاة بضع سيارات مركونة جانب الرصيف ، مجنون أو مجنونة تتجول من مكان إلى آخر تحمل قنينة كوكو كولا من الحجم الكبير لا تفارقها أبدا.لا يخلو الحي من أطفال صغار، يركضون ذهابا وجيئة، بعضهم يحتمي بجدته هروبا من إمساكه أثناء لعبة الغميظة، هذا المشهد الجميل البسيط، يستمر بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، فتكون جميع مكونات الحي من أطفال ونساء وشيوخ قد نفذ حضهم في المكوث أكثر خارج المنازل الضيقة خصوصا وحرارة الصيف لأن حسن سكير الحي يكون قد ملأ رأسه خمرة رخيصة ويحمل ما تبقى معه، ليبدأ العرض الليلي. ما إن تطأ قدمه أول درج صعودا إلى نهاية الحي ، حتى يطلق العنان لشتائمه التي تتخذ من الأجهزة التناسلية وصفات الدعارة والديوثة مادة دسمة لها. - يا أولاد...... - ها.....هو ....حسن عـــــــــــــــاد ا..ل..ي...ك..م من جديــــــــــــــــد - يا اولاد.........زفرة ومحاولة سقوط. - تريدون التخلص من حسن. - حسن عــــــــــــــــــــــا..د الي....كم من جديد.رشفة أخرى من القنينة ذات الرائحة النتنة وتتهاوى رجليه، يتمسك بالحائط ، يأخذ سيجارة ويضعها في فمه، يبحث عن القدًاحة طوال ساعة ويستمر في السباب بصيغة الجمع، يعرف السكارى جيدا الفرق بين ضمائر الجمع وضمائر الفرد ، لأنه بكل بساطة لن يعرض نفسه للرفس والركل والتنكيل.يا أولاد....... يقسم بأغلظ الإيمان ألًا يترك أحدا لينام، يتناقل السيجارة من يد اليد اليمنى إلى اليسرى ثم العكس ، لا يجد القدًاحة، يحس بالتعب قليلا ويخرس، بعض الشباب المستمتعين بالعرض يصرون على تذكيره بان سكان الحي لا يحبونه وأنهم السبب في إدمانه الخمر، يكيدون له المكائد ويبلغون عنه الشرطة، يدفعونه دفعا لكي يستمر في السباب ويضحكهم.ينهض متثاقلا مرة أخرى ويحاول التلويح بالقنينة في أي اتجاه، مرة أخرى سبً وشتم.- أولاد الـــــــــــــــــــــــــــ.......يريدون موتي لكي يرتاحوا مني.- والله لن ينام أحدا.عندما تعبث الخمرة برأس حسن يتذكًر كل الأحداث والوقائع بالتفصيل الممل، عدم دعوته لعرس عبد الله الصيف الماضي عندما عاد من ايطاليا مع الشقراء العجوز، مساعدته في حفر قبر لالة زهور، وإقلاعه عن الشرب ثلاثة أيام احتراما لها، حمل الخبز إلى الفرن المجاور، تصديه للسكارى القادمين من أحياء أخرى الخ. في الجانب الأخر من الحي الضيق يصيح الشباب: حــــــــــــــسن حـــــــــــــــــــسن حـــــــــــسن.ينهض وقارورته في يده، يرقص ويغني ويبتسم، يتدلًى رأسه إلا الأمام دلالة التعب، فجأة ينسى أنه يمسك القنينة بيده، فيقوم مزركشا يبحث عنها.- من سرق قنينتي.- أريدها الآن والله لن ينام أحدا. - - يا أولاد الق ......
ِكًيرُ
#حيًينا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680192
نموس محسن : سفر عبر الأوراق
#الحوار_المتمدن
#نموس_محسن داخل عيادة الطب النفسي في الدور الرابع، المقابلة لسينما البهجة، تأخر الطبيب كثيرا واكتظت العيادة بالمرضى الزبناء، يبتدئ أول يوم عمل للمساعدة فاطمة ،الموظفة الشابة الجديدة قيد التدريب، طلبت منها رئيستها في العمل، إعادة ترتيب الملفات التي تجاوز عمرها خمس سنوات منذ أخر زيارة، ووضعها في قسم الأرشيف. بحيوية فائقة بدأت فاطمة عملها، تنتقل من مكان إلى أخر، أفرغت الرفوف جميعها، نفضت الملفات من الغبار المتراكم منذ سنوات. في الجهة المقابلة أتى الطبيب، حياها بابتسامة ،دخل إلى مكتبه وأغلق الباب.أخذت ترتب الملفات حسب تاريخ تقادمها ، من الأقدم إلى الأحدث. الملف الأول حسن من مكناس، أعراض اكتئاب خفيفة ، أخر زيارة: قبل سبع سنوات؛الملف الثاني هشام من تاونات ، تعاطي المخدرات ،نوبات صرع متكرر أخر زيارة : قبل ست سنوات وخمسة أشهر؛الملف الثالث ، الرابع.......................... حتى المائة؛الملف مائة وواحد، م. بن . ي من مدينة فاس، طالب جامعي، سكيزوفرينيا، انفصام الشخصية، أحدات ووقائع متخيلة ، شخصيات من عالم أخر.إلى جانب الملف ظرف من الحجم المتوسط ، كتب فوقه نفس الاسم المختصر مع عبارة ممنوع الاطلاع، نفس الاسم المختصر يعني لفاطمة الكثير، لكن حتما ليس هو ما تتمناه في قرارة نفسها.تمر الأيام والأسابيع، تنقضي فترة التدريب، تُرسم فاطمة وتسند إليها مهمات أخرى داخل العيادة.كل مرة تمر قرب رفوف الأرشيف، نظرة خاطفة دون إرادتها تجاه ملف م. بن ي ، تزداد الوساوس، تتسارع ضربات قلبها، وتتمنى ألا يكون هو، طال الفراق بينهما ،حدث بسرعة ، لم يتعاركا ويعودا كما هي عادات العشاق، افترقا في صمت ، روح شريرة فصلت بينهما، وألقت كل واحد في مكان مختلف. تتذكر هالة الصمت التي سيطرت على م . بن . ي خلال أخر أيام علاقتهما. مع كل نظرة تجاه الرف المعلوم ، يرتفع منسوب الأدرينالين في الدم، ترتجف يدها وتتعرق، فَكرت في طلب إذن الطبيب للاطلاع على محتوى الظرف، خافت وتراجعت. ثم قررت الاطلاع سرا إرضاء لفضولها لا خيانة للطبيب.أخذت معها الملف والظرف داخل حقيبتها اليدوية للمنزل، تسللت إلى غرفتها ، فتحته ، إطلالة خفيفة على المعطيات الشخصية للمريض ، وجدتها مطابقة تماما لحبيبها السابق، تتسارع ضربات قلبها مرة أخرى ، وضعت الملف جانبا ، فتحت المذكرة الموجودة داخل الظرف وبدأ صوت م. بن ي يتدفق سيلا جارفا دون توقف.أنا الآن أعيش آخر أيام فترتي الجامعية، بعد أسبوع ستزول عني أو سأتخلى كرها عن صفتي التي حملتها ست سنوات ، لم أعد طالبا وعلي لملمة أوراقي باحثا عن ملجأ قد يأويني، لا أعرف وجهة محددة أو مكان بعينه، أ أتجه شمالا أم جنوبا ، الصحراء، البحر ، السهل، الجبل أم المنبسط، أي مكان كما أني لا أحمل زادا ، ولا صديقا ممن أعرفهم يغامر بجانبي ويشاركني الطريق.وحيدا في مفترق الطرق، شغلي الشاغل أن أسير إلى الأمام ،ولا يحق لي النظر إلى الوراء ، مفروض علي التقدم ،سأسافر بعيدا وأترك كل شيء للقدر، للصدفة، فهي خير من ميعاد وألف منه ،.أضع يدي فوق جيبي متحسسا علبة سجائري ثم أنطلق.تمرر يدها فوق الكلمات المكتوبة بالحبر الأزرق تشعر بها دافئة وتكلمها هي عن قصد ، تَعود بمخيلتها إلى الوراء، وتتنهد، كان جميلا لو أستمر...... على رصيف محطة القطار، أنتظر قدوم أول قطار، سأركبه ولا هم لي بوجهته، كل المغامرات الخالدة والسفريات الطريفة الممتعة لم يكن مخططا لها ، من عبروا الصحراء على ظهور الجمال ، أو ركبوا الأمواج العاتية عبر السفن الشراعية، حكوا فيما بعد، أن الصدفة فقط و ......
#الأوراق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680549