سلمان الشمس : غوستاف لوبون ...قراءة لكتاب سيكولوجية الجماهير
#الحوار_المتمدن
#سلمان_الشمس غوستاف لوبونقراءة لكتاب سيكولوجية الجماهيركلمة جمهور بمعناها العادي تعني أي تجمعا لمجموعة من الأفراد، أيا تكن هويتهم القومية او مهنتهم او جنسهم وأيا تكن المصادفة التي جمعتهم... لكن من وجهة النظر النفسية يتخذ مصطلح الجمهور معنى مختلف تماما ، ألف فرد مجتمعين مصادفة بساحة عامة بدون هدف محدد لا يشكلون جمهورا نفسيا ، ولكن تحت ظروف معينة اذا امتلكت مجموعة من البشر خصائص وصفات تختلف عن خصائص كل فرد ، حين تنطمس شخصية الفرد وتصبح جزءا من روح جماعية عابرة ومؤقتة ، روح تتمتع بخصائص محددة ومختلفة عن خصائص الأفراد المشكلين للجماعة ، عندئذ تصبح هذه الجماعة جمهورا منظما او جمهورا نفسيا.مهما تكن نوعية الأفراد المشكلين للجمهور ومهما تكن اهتماماتهم ومزاجهم ونمط حياتهم... فأن مجرد تحول هولاء الأفراد الى جمهور يزودهم بنوع من الروح الجماعية , هذه الروح تجعلهم يتصرفون ويفكرون ويحسون بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كانوا يتصرفون بها كأفراد ، هذا يشبه ما يحصل بالكيمياء حيث تتداخل العناصر مع بعضها مشكلة مادة جديدة تتحلى بخصائص مختلفة عن خصائص كل عنصر.اللاوعي قائدا في مسار حياتنا يقودنا ويوجهنا قائدان الوعي واللاوعي ، الوعي هو حالة الإدراك التي نصل اليها من خلال تعاملنا مع محيطنا ومن خلال الحواس الخمسة ، أي ان الوعي هو مجموعة الأفكار والمعرفة التي تشكل رؤيتنا للعالم ، ولكن لكل واحد منا ذكريات مؤلمة ورغبات مقموعة وأحداث وقعت لنا بالطفولة لم نعد نتذكرها ، فكم مرة مررنا بمواقف محرجة ورأينا مشاهد مرعبة كلها نسيت...هل يمكن القول أنه لم يعد لها أثر ؟الجواب عند فرويد بالنفي فهو يرى إنها سجلت بذاكرة مختلفة عن الذاكرة الواعية ، إنها الذاكرة اللاواعية.....سجلت في اللاوعي او العقل الباطن ، للمرء ذاكرتين ، واعية يمكن له استرجاعها وقت ما شاء ، وأخرى غائبة ومنسية في غياهب النفس لا يمكن استرجاعها بيسر.هذه الصفات العامة للطبع والتي يتحكم بها اللاوعي ، هي التي نجدها مستنفرة لدى الجماهير ، فالكفاءات العقلية للبشر تمحى وتذوب بالروح الجماعية فالقائد هو اللاوعي ، هذا الاستنفار المشترك لتراكمات العقل الباطن هو الذي يفسر عجز الجماهير على انجاز الأعمال التي تتطلب ذكاءا او جهدا عقليا ، فالجماهير، على حد قول لوبون ، بالمحصلة لا تجمع الذكاء بل تجمع التفاهة ، هذا الاستنفار قد يفسر الشجاعة والتضحية والإقدام التي تبرز لدى الأشخاص العادين بعد انخراطهم بالجمهور ، فالفرد المنضوي بالجمهور يكتسب بواسطة العدد شعورا عارما بالقوة وهو ينصاع الى غرائزه عن طوع واختيار ، ولان الجمهور مغفل وغير مسؤول ، ولما كان الإحساس بالمسؤولية هو الذي يردع البشر ، ففي حالة الجمهور لا يوجد رادع يمنع من فعل أي شيء ، فكل شيء مباح وكل الأفعال مبررة تحت يافطات متعددة الأشكال ثورية و دينية... التنويم المغناطيسي من الواضح ان الشخص المنوم مغناطيسيا يفقد شخصيته الواعية وبالتالي يرتكب الشخص المنوم كثير من الأعمال المخالفة لطبعه الحقيقي وعاداته ، وعلى نفس الشاكلة فأن المراقبة الدقيقة لسلوك الفرد المنضوي بالجمهور تبين ان هذا الشخص يسقط بحالة تشبه كثيرا حالة الانجذاب الشديد التي يشعر بها المنوم مغناطيسيا تجاه منومه ، وبما ان حياة الدماغ تصبح مشلولة لدى المنوم فأنه يصبح عبدا لكل فعاليته اللاواعية وتصبح الشخصية الواعية مغميا عليها وتلغى إرادة التميز والفهم ، هذا الفرد لا يعود واعيا بأعماله ، وكل اقتراح او تحريض يملئ عليه يتحول الى قوة طائشة لا يمكن ردها او التنبؤ بنتائجها ، وأحي ......
#غوستاف
#لوبون
#...قراءة
#لكتاب
#سيكولوجية
#الجماهير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680320
#الحوار_المتمدن
#سلمان_الشمس غوستاف لوبونقراءة لكتاب سيكولوجية الجماهيركلمة جمهور بمعناها العادي تعني أي تجمعا لمجموعة من الأفراد، أيا تكن هويتهم القومية او مهنتهم او جنسهم وأيا تكن المصادفة التي جمعتهم... لكن من وجهة النظر النفسية يتخذ مصطلح الجمهور معنى مختلف تماما ، ألف فرد مجتمعين مصادفة بساحة عامة بدون هدف محدد لا يشكلون جمهورا نفسيا ، ولكن تحت ظروف معينة اذا امتلكت مجموعة من البشر خصائص وصفات تختلف عن خصائص كل فرد ، حين تنطمس شخصية الفرد وتصبح جزءا من روح جماعية عابرة ومؤقتة ، روح تتمتع بخصائص محددة ومختلفة عن خصائص الأفراد المشكلين للجماعة ، عندئذ تصبح هذه الجماعة جمهورا منظما او جمهورا نفسيا.مهما تكن نوعية الأفراد المشكلين للجمهور ومهما تكن اهتماماتهم ومزاجهم ونمط حياتهم... فأن مجرد تحول هولاء الأفراد الى جمهور يزودهم بنوع من الروح الجماعية , هذه الروح تجعلهم يتصرفون ويفكرون ويحسون بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كانوا يتصرفون بها كأفراد ، هذا يشبه ما يحصل بالكيمياء حيث تتداخل العناصر مع بعضها مشكلة مادة جديدة تتحلى بخصائص مختلفة عن خصائص كل عنصر.اللاوعي قائدا في مسار حياتنا يقودنا ويوجهنا قائدان الوعي واللاوعي ، الوعي هو حالة الإدراك التي نصل اليها من خلال تعاملنا مع محيطنا ومن خلال الحواس الخمسة ، أي ان الوعي هو مجموعة الأفكار والمعرفة التي تشكل رؤيتنا للعالم ، ولكن لكل واحد منا ذكريات مؤلمة ورغبات مقموعة وأحداث وقعت لنا بالطفولة لم نعد نتذكرها ، فكم مرة مررنا بمواقف محرجة ورأينا مشاهد مرعبة كلها نسيت...هل يمكن القول أنه لم يعد لها أثر ؟الجواب عند فرويد بالنفي فهو يرى إنها سجلت بذاكرة مختلفة عن الذاكرة الواعية ، إنها الذاكرة اللاواعية.....سجلت في اللاوعي او العقل الباطن ، للمرء ذاكرتين ، واعية يمكن له استرجاعها وقت ما شاء ، وأخرى غائبة ومنسية في غياهب النفس لا يمكن استرجاعها بيسر.هذه الصفات العامة للطبع والتي يتحكم بها اللاوعي ، هي التي نجدها مستنفرة لدى الجماهير ، فالكفاءات العقلية للبشر تمحى وتذوب بالروح الجماعية فالقائد هو اللاوعي ، هذا الاستنفار المشترك لتراكمات العقل الباطن هو الذي يفسر عجز الجماهير على انجاز الأعمال التي تتطلب ذكاءا او جهدا عقليا ، فالجماهير، على حد قول لوبون ، بالمحصلة لا تجمع الذكاء بل تجمع التفاهة ، هذا الاستنفار قد يفسر الشجاعة والتضحية والإقدام التي تبرز لدى الأشخاص العادين بعد انخراطهم بالجمهور ، فالفرد المنضوي بالجمهور يكتسب بواسطة العدد شعورا عارما بالقوة وهو ينصاع الى غرائزه عن طوع واختيار ، ولان الجمهور مغفل وغير مسؤول ، ولما كان الإحساس بالمسؤولية هو الذي يردع البشر ، ففي حالة الجمهور لا يوجد رادع يمنع من فعل أي شيء ، فكل شيء مباح وكل الأفعال مبررة تحت يافطات متعددة الأشكال ثورية و دينية... التنويم المغناطيسي من الواضح ان الشخص المنوم مغناطيسيا يفقد شخصيته الواعية وبالتالي يرتكب الشخص المنوم كثير من الأعمال المخالفة لطبعه الحقيقي وعاداته ، وعلى نفس الشاكلة فأن المراقبة الدقيقة لسلوك الفرد المنضوي بالجمهور تبين ان هذا الشخص يسقط بحالة تشبه كثيرا حالة الانجذاب الشديد التي يشعر بها المنوم مغناطيسيا تجاه منومه ، وبما ان حياة الدماغ تصبح مشلولة لدى المنوم فأنه يصبح عبدا لكل فعاليته اللاواعية وتصبح الشخصية الواعية مغميا عليها وتلغى إرادة التميز والفهم ، هذا الفرد لا يعود واعيا بأعماله ، وكل اقتراح او تحريض يملئ عليه يتحول الى قوة طائشة لا يمكن ردها او التنبؤ بنتائجها ، وأحي ......
#غوستاف
#لوبون
#...قراءة
#لكتاب
#سيكولوجية
#الجماهير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680320
الحوار المتمدن
سلمان الشمس - غوستاف لوبون ...قراءة لكتاب سيكولوجية الجماهير
ندى ملكاني : روح السياسة ل غوستاف لوبون
#الحوار_المتمدن
#ندى_ملكاني اسم المؤلف: غوستاف لوبون اسم المترجم: عادل زعيترعدد الصفحات: 359 الطبعة الأولى2019دار التنوع الثقافي كتاب روح السياسة من تأليف الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون. وكما يذكر المؤلف في الفصل الأول من الباب الأول فإن روح السياسة تعني أساليب الحكم أو فن الحكم، وعلى لسان لوبون فإن اهتمام المؤلف انصرف إلى تطبيق قواعد روح السياسة على حوادث العصر وحدها . حيث تتصف حوادث العصر بحلول سلطان العوامل الاقتصادية محل سلطان الملوك والقوانين. يرى المؤلف أن السياسي الحقيقي كالعالم الفلكي يباشر بحثه وهو يضع في ذهنه أن العامل الواحد الذي لا أهمية له في زمان ما قد يغدو مهما في زمان آخر. إن تكوين كل حادثة يتم بفعل عوامل كثيرة متفاوتة في أهميتها، لذلك يرى أن روح السياسة عبارة عن تعيين أهمية هذه العوامل وتمييز الأساسي والثانوي منها. يفرد غوستاف لوبون فصلين للحديث عن مساوىء القوانين ومصدر القوانين، إذ يرى أن القانون عنوان مؤقت لحقوق تتجدد بلا انقطاع بينما الحياة الاجتماعية لا ينتظم أمرها بمراسيم يقترحها الخياليون ، بل بتأثير مقتضيات الاقتصاد وأخلاق الشعوب. كما يرى أنه وبتأثير الثورة الفرنسية حلت قدرة القوانين محل قدرة الآلهة. بعبارة أخرى، كان رجال الثورة الفرنسية مقتنعين بأن المجتمع يتم إصلاحه بقوة الأنظمة، وهم بذلك_ برأي لوبون_ ألهوا العقل التي كانت المراسيم تصدر باسمه. فالعقل من وجهة نظر المؤرخ الفرنسي هو قوام العلم والمعارف فقط بينما المشاعر والمعتقدات هي التي تقود التاريخ، لذلك فإن لروح السياسة مقومات أهمها روح الأفراد وروح الجماعات وروح الشعوب. إن روح الشعب – كما يرى لوبون- لا تتجدد بالقوانين.، فعلى سبيل المثال فيما يخص نظام التعليم في فرنسا، يرى المؤلف أن المشكلة فيه ليست القوانين والبرامج بل في طرق التعليم التي يجب تعديلها وروح الأساتذة الذين هم أساس كل بلاء في فرنسا. يرى المؤلف أن قوة الاستنباط والاختبار وقوة الإرادة وصحة التمييز هي ما ينفص المناهج المدرسية التي تعتمد فقط على اجتياز الامتحانات. ومن جهة ثانية وبالإضافة إلى القوانين التي حلت محل قدرة الآلهة، يخصص لوبون فصلا للحديث عن "الحكومية"، فهو يرى أن الحكومة أيضا حلت محل الآلهة القديمة فإذا عجز أصحاب السفن مثلا عن مزاحمة الأجانب طالبوها بتعويض مالي. لكن الحكومة كما يذكر المؤلف ليست قادرة على كل شيء، فرقي الأمة يتم برقي أحوال الأفراد النفسية. وعلى صعيد آخر، يشرح غوستاف لوبون أزمة مقت النظام النيابي وخيبة الآمال بقدرة المذهب الحكومي. إن ذلك نتيجة أوهام نشأت عن الإسراف في الوعود، عدم القدرة على تحقيقها، ففوضى في الأمور التجارية والصناعية والمالية، فاضطهاد لطبقات من الأمة في سبيل إنجاز تلك الوعود. ويخلص إلى القول إن الاشتراكية قد تكون أشد استبدادا من استبداد قدماء الملوك، والاستبداد هو ما يستهوي الجماعات وقادتها. وهو يطلق على رواد الاشتراكية اسم قساوسة الاشتراكية، إذ إن الاشتراكية نجحت في وقت يكفر الإنسان بآلهته القديمة ويبحث عن آلهة أخرى ، فالإنسان غير قادر على العيش بغير دين أي بدون أمل.إن الجماعات تتأثر بالأفكار المولدة للخيال، تثير الكلمة صورة ذهنية ما في روح الجماعات، كأن يدل رأس المال على غني يعيش من كد الشعب. إن الصور العاطفية التي تولدها بعض الكلمات في النفوس هي من يؤثر في روح الجماعات وليس الخطابات العقلية الخالصة ، والتأثير هو أهم قواعد الحكم. فمن جهة تأثير الأساطير والديانات، من جهة ثانية تأثير السياسيين بخطبهم العاطفية، ومن جهة ثالثة المنطق العقلي حيث تتكو ......
#السياسة
#غوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702281
#الحوار_المتمدن
#ندى_ملكاني اسم المؤلف: غوستاف لوبون اسم المترجم: عادل زعيترعدد الصفحات: 359 الطبعة الأولى2019دار التنوع الثقافي كتاب روح السياسة من تأليف الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون. وكما يذكر المؤلف في الفصل الأول من الباب الأول فإن روح السياسة تعني أساليب الحكم أو فن الحكم، وعلى لسان لوبون فإن اهتمام المؤلف انصرف إلى تطبيق قواعد روح السياسة على حوادث العصر وحدها . حيث تتصف حوادث العصر بحلول سلطان العوامل الاقتصادية محل سلطان الملوك والقوانين. يرى المؤلف أن السياسي الحقيقي كالعالم الفلكي يباشر بحثه وهو يضع في ذهنه أن العامل الواحد الذي لا أهمية له في زمان ما قد يغدو مهما في زمان آخر. إن تكوين كل حادثة يتم بفعل عوامل كثيرة متفاوتة في أهميتها، لذلك يرى أن روح السياسة عبارة عن تعيين أهمية هذه العوامل وتمييز الأساسي والثانوي منها. يفرد غوستاف لوبون فصلين للحديث عن مساوىء القوانين ومصدر القوانين، إذ يرى أن القانون عنوان مؤقت لحقوق تتجدد بلا انقطاع بينما الحياة الاجتماعية لا ينتظم أمرها بمراسيم يقترحها الخياليون ، بل بتأثير مقتضيات الاقتصاد وأخلاق الشعوب. كما يرى أنه وبتأثير الثورة الفرنسية حلت قدرة القوانين محل قدرة الآلهة. بعبارة أخرى، كان رجال الثورة الفرنسية مقتنعين بأن المجتمع يتم إصلاحه بقوة الأنظمة، وهم بذلك_ برأي لوبون_ ألهوا العقل التي كانت المراسيم تصدر باسمه. فالعقل من وجهة نظر المؤرخ الفرنسي هو قوام العلم والمعارف فقط بينما المشاعر والمعتقدات هي التي تقود التاريخ، لذلك فإن لروح السياسة مقومات أهمها روح الأفراد وروح الجماعات وروح الشعوب. إن روح الشعب – كما يرى لوبون- لا تتجدد بالقوانين.، فعلى سبيل المثال فيما يخص نظام التعليم في فرنسا، يرى المؤلف أن المشكلة فيه ليست القوانين والبرامج بل في طرق التعليم التي يجب تعديلها وروح الأساتذة الذين هم أساس كل بلاء في فرنسا. يرى المؤلف أن قوة الاستنباط والاختبار وقوة الإرادة وصحة التمييز هي ما ينفص المناهج المدرسية التي تعتمد فقط على اجتياز الامتحانات. ومن جهة ثانية وبالإضافة إلى القوانين التي حلت محل قدرة الآلهة، يخصص لوبون فصلا للحديث عن "الحكومية"، فهو يرى أن الحكومة أيضا حلت محل الآلهة القديمة فإذا عجز أصحاب السفن مثلا عن مزاحمة الأجانب طالبوها بتعويض مالي. لكن الحكومة كما يذكر المؤلف ليست قادرة على كل شيء، فرقي الأمة يتم برقي أحوال الأفراد النفسية. وعلى صعيد آخر، يشرح غوستاف لوبون أزمة مقت النظام النيابي وخيبة الآمال بقدرة المذهب الحكومي. إن ذلك نتيجة أوهام نشأت عن الإسراف في الوعود، عدم القدرة على تحقيقها، ففوضى في الأمور التجارية والصناعية والمالية، فاضطهاد لطبقات من الأمة في سبيل إنجاز تلك الوعود. ويخلص إلى القول إن الاشتراكية قد تكون أشد استبدادا من استبداد قدماء الملوك، والاستبداد هو ما يستهوي الجماعات وقادتها. وهو يطلق على رواد الاشتراكية اسم قساوسة الاشتراكية، إذ إن الاشتراكية نجحت في وقت يكفر الإنسان بآلهته القديمة ويبحث عن آلهة أخرى ، فالإنسان غير قادر على العيش بغير دين أي بدون أمل.إن الجماعات تتأثر بالأفكار المولدة للخيال، تثير الكلمة صورة ذهنية ما في روح الجماعات، كأن يدل رأس المال على غني يعيش من كد الشعب. إن الصور العاطفية التي تولدها بعض الكلمات في النفوس هي من يؤثر في روح الجماعات وليس الخطابات العقلية الخالصة ، والتأثير هو أهم قواعد الحكم. فمن جهة تأثير الأساطير والديانات، من جهة ثانية تأثير السياسيين بخطبهم العاطفية، ومن جهة ثالثة المنطق العقلي حيث تتكو ......
#السياسة
#غوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702281
الحوار المتمدن
ندى أسامة ملكاني - روح السياسة ل غوستاف لوبون
سالم روضان الموسوي : مجلس النواب وغوستاف لوبون
#الحوار_المتمدن
#سالم_روضان_الموسوي ان عالم النفس الفرنسي غوساتف لوبون المتوفى عام 1932 له عدة مصنفات وكتب مهمة إلا أني اطلعت على كتابه الموسوم (سيكولوجية الجماهير) من منشورات دار الروايات العالمية الطبعة الأولى عام 2021 ترجمة هاشم صالح ، وفيه أسس علم نفس الجماهير او علم النفس الجماعي ، ولا أود أن استعرض ما فيه لكن استوقفني فيه الفصل الخامس الموسوم (المجالس النيابية) وهذا الكتاب بلا شك لم يكتب عن العراق وإنما كان عبارة عن دراسة لتاريخ أوربا السياسي، إلا أن القارئ لابد وان يلاحظ بعض المقاربة مع الوضع الراهن في العراق وسأنقل منه بعض ما قاله دون أن اعلق عليها وإنما اترك أمرها للقارئ الكريم:1. إن المجالس النيابية لها خصائص عامة تماثل ما لدى الجماهير منها (التبسيطية في الافكار والنزق وسرعة الغضب والقابلية على التحريض والمبالغة في العواطف والتاثير الكاسح للمحركين والقادة) ص1742. ان وجود القادة المحركين في المجالس النيابية شيء لا جدال فيه لاننا نجدهم يتوارون تحت اسم رؤساء المجموعات النيابية وانهم الملوك الحقيقيون للمجالس النيابية والنواب لا يمكنهم الاستغناء عنهم ولهذا السبب فان التصويت الجاري في مجلس نيابي ما لايعبر عموماً الا عن رأي الاغلبية) ص176 3. (ان المجالس النيابية السياسية هي اخر محل في الارض يمكن للعبقرية ان تشع فيه) ص1774. إن القادة المحركين (الزعماء والسادة ورؤساء المجموعات النيابية) من مصلحتهم ان يبالغوا في الأمور و يضخموها الى ابعد حد لان هذه الأساليب تؤثر دائما على الجماهير ـ ص1805. يمكن للقادة المحركين ان يكونوا أحيانا أذكياء ومثقفين، لكن ذلك يضرهم عموماً اكثر مما ينفعهم ، لان هؤلاء القادة في المجالس النيابية على مر العصور، وخصوصا الذين برزوا أثناء الثورة الفرنسية كانوا محدودي العقل جداً ومع ذلك مارسوا تأثيراً كبيراً ـ ص1806. إن المجالس النيابية إذا ما وصلت إلى درجة معينة من الهيجان تصبح مشابهة للجماهير العادية غير المتجانسة وبالتالي فان عواطفها تتميز دائماً بالتطرف ـ ص1827. إن المجالس النيابية المستثارة بما فيه الكفاية والمنومة مغناطيسياً تبرز نفس الخصائص كبقية الجماهير، فهي تصبح عبارة عن قطيع غنم متحرك يخضع لكل الدوافع الغريزية ـ ص184 8. يمكن للمجالس النيابية ان تصوغ قوانين تقنية ممتازة ، لكن هذه القوانين يتم تحضيرها مسبقاً من قبل الاختصاصي في المكاتب الوزارية أو البرلمانية والواقع إن القانون المصوت عليه هو من صنع فرد واحد لا مجلس نيابي بأكمله وهذه القوانين هي الأفضل بالطبع، ولا تصبح مدمرة أو سيئة، إلا إذا لحقتها سلسلة من التعديلات التعيسة التي تجعلها جماعية، فعمل الجمهور اقل مستوى من عمل الفرد الواحد في كل مكان ودائماً ـ ص1859. على الرغم من كل الصعوبات إلا إن المجالس النيابية تمثل أفضل طريقة وجدتها الشعوب حتى الآن من اجل حكم ذاتها بذاتها، ولا يهددها إلا خطران جديان هما التبذير الإجباري للميزانية والتقييد التدريجي على الحريات الفردية ـ ص18510. إن التقليص التدريجي لكل الحريات لدى بعض الشعوب يبدوا انه ناتج عن شيخوختها بقدر ما هو ناتج عن النظام السياسي ـ ص188هذه نظرة غوساف لوبون قبل أكثر من قرن تجاه المجالس النيابية في بلدان هي مهد الديمقراطية والحياة البرلمانية، فهل نكون نحن أفضل مما ورد ذكره في كتابه الموسوم (سيكولوجية الجماهير)، وأتمنى أن تكون لنا في معرفة تاريخ الحياة النيابية عبرة ننتفع بها لتجاوز الأزمات التي يخلقها البعض دون أن يعلم بأنه يبعث الفوضى واخص منهم الفاسدين اللذين يعيثون بمقدرات البلد وهم من ذكرهم القرآن الكريم (و ......
#مجلس
#النواب
#وغوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712519
#الحوار_المتمدن
#سالم_روضان_الموسوي ان عالم النفس الفرنسي غوساتف لوبون المتوفى عام 1932 له عدة مصنفات وكتب مهمة إلا أني اطلعت على كتابه الموسوم (سيكولوجية الجماهير) من منشورات دار الروايات العالمية الطبعة الأولى عام 2021 ترجمة هاشم صالح ، وفيه أسس علم نفس الجماهير او علم النفس الجماعي ، ولا أود أن استعرض ما فيه لكن استوقفني فيه الفصل الخامس الموسوم (المجالس النيابية) وهذا الكتاب بلا شك لم يكتب عن العراق وإنما كان عبارة عن دراسة لتاريخ أوربا السياسي، إلا أن القارئ لابد وان يلاحظ بعض المقاربة مع الوضع الراهن في العراق وسأنقل منه بعض ما قاله دون أن اعلق عليها وإنما اترك أمرها للقارئ الكريم:1. إن المجالس النيابية لها خصائص عامة تماثل ما لدى الجماهير منها (التبسيطية في الافكار والنزق وسرعة الغضب والقابلية على التحريض والمبالغة في العواطف والتاثير الكاسح للمحركين والقادة) ص1742. ان وجود القادة المحركين في المجالس النيابية شيء لا جدال فيه لاننا نجدهم يتوارون تحت اسم رؤساء المجموعات النيابية وانهم الملوك الحقيقيون للمجالس النيابية والنواب لا يمكنهم الاستغناء عنهم ولهذا السبب فان التصويت الجاري في مجلس نيابي ما لايعبر عموماً الا عن رأي الاغلبية) ص176 3. (ان المجالس النيابية السياسية هي اخر محل في الارض يمكن للعبقرية ان تشع فيه) ص1774. إن القادة المحركين (الزعماء والسادة ورؤساء المجموعات النيابية) من مصلحتهم ان يبالغوا في الأمور و يضخموها الى ابعد حد لان هذه الأساليب تؤثر دائما على الجماهير ـ ص1805. يمكن للقادة المحركين ان يكونوا أحيانا أذكياء ومثقفين، لكن ذلك يضرهم عموماً اكثر مما ينفعهم ، لان هؤلاء القادة في المجالس النيابية على مر العصور، وخصوصا الذين برزوا أثناء الثورة الفرنسية كانوا محدودي العقل جداً ومع ذلك مارسوا تأثيراً كبيراً ـ ص1806. إن المجالس النيابية إذا ما وصلت إلى درجة معينة من الهيجان تصبح مشابهة للجماهير العادية غير المتجانسة وبالتالي فان عواطفها تتميز دائماً بالتطرف ـ ص1827. إن المجالس النيابية المستثارة بما فيه الكفاية والمنومة مغناطيسياً تبرز نفس الخصائص كبقية الجماهير، فهي تصبح عبارة عن قطيع غنم متحرك يخضع لكل الدوافع الغريزية ـ ص184 8. يمكن للمجالس النيابية ان تصوغ قوانين تقنية ممتازة ، لكن هذه القوانين يتم تحضيرها مسبقاً من قبل الاختصاصي في المكاتب الوزارية أو البرلمانية والواقع إن القانون المصوت عليه هو من صنع فرد واحد لا مجلس نيابي بأكمله وهذه القوانين هي الأفضل بالطبع، ولا تصبح مدمرة أو سيئة، إلا إذا لحقتها سلسلة من التعديلات التعيسة التي تجعلها جماعية، فعمل الجمهور اقل مستوى من عمل الفرد الواحد في كل مكان ودائماً ـ ص1859. على الرغم من كل الصعوبات إلا إن المجالس النيابية تمثل أفضل طريقة وجدتها الشعوب حتى الآن من اجل حكم ذاتها بذاتها، ولا يهددها إلا خطران جديان هما التبذير الإجباري للميزانية والتقييد التدريجي على الحريات الفردية ـ ص18510. إن التقليص التدريجي لكل الحريات لدى بعض الشعوب يبدوا انه ناتج عن شيخوختها بقدر ما هو ناتج عن النظام السياسي ـ ص188هذه نظرة غوساف لوبون قبل أكثر من قرن تجاه المجالس النيابية في بلدان هي مهد الديمقراطية والحياة البرلمانية، فهل نكون نحن أفضل مما ورد ذكره في كتابه الموسوم (سيكولوجية الجماهير)، وأتمنى أن تكون لنا في معرفة تاريخ الحياة النيابية عبرة ننتفع بها لتجاوز الأزمات التي يخلقها البعض دون أن يعلم بأنه يبعث الفوضى واخص منهم الفاسدين اللذين يعيثون بمقدرات البلد وهم من ذكرهم القرآن الكريم (و ......
#مجلس
#النواب
#وغوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712519
الحوار المتمدن
سالم روضان الموسوي - مجلس النواب وغوستاف لوبون
داود السلمان : قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 1 4
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان مقدمة لا يخفى على المُطلع على ما قدّم، جوستاف لوبون، من منجز ابداعي في مجال السياسة وعلم النفس الجماهير والتاريخ، ولعل من اهم ذلك هو كتابه "سيكولوجية الجماهير" فضلا عن غيره من مؤلفاته الاخرى، والتي سنذكرها في هذا المبحث. ثمة الكثير من تبنى افكار لوبون، سواء السيكولوجية أو السياسية، واعد تلك الافكار نضوج فكري وابداعي تصب في اروقة المجتمعات، سواء كانت تلك المجتمعات التي عاش في كنفها لوبون أو حتى في واقعنا المعاش اليوم؛ كما أن له اعداء، ومما لا شك أن العالم والفيلسوف والكاتب الناجح، بل وحتى الذي يتصدى للسياسة، سيخلق له اعداء، بغض النظر عن طبيعة هذا "العداء" وهو ما يسميه البعض بـ "ضريبة النجاح". فلوبون قد اتُهم بأنه كان فاشيا او يروّج للفاشية، وغير ذلك، وهناك من دافع عن الرجل، وتصدى لتلك الآراء والاقوال التي تعرضت له بالقدح.نعم، لوبون كغيره من المفكرين الكبار تعرض الى النقد والانتقاد، لكن مع ذلك فقد ظلت افكاره ونظرياته التي طرحها مرجع لتبني تلك الافكار، وللاقتباس والطرح والمناقشة الجادة في معظم الاطر التي خاض فيها لوبون. فمن المآخذ التي أخُذت على لوبون، هي أنه مال الى العرب، من خلال بعض كتاباته، ومنها كتابه "حضارة العرب" حيث اقر لوبون بأن للعرب حضارة لها تاريخ عريق، وانهم قدموا ما قدمو للفكر الانساني، والذين يميلون لغير هذا الرأي لا يقرون بذلك أو بمعنى آخر يشكون في ذلك؛ وبالتالي فالعرب اعدوا لوبون بأنه كاتب ومفكر منصف لا يميل ولا يزيغ عن جادة الحق، فضلا عن كونه مطلع على العديد من الحضارات والفلسفات الاخرى، اطلاع مدقق محقق، ومنها (تلك الحضارات) حضارة الهند وحضارة اليهود وحضارة اليونان، حيث كتب في هذا الخصوص كما كتب للعرب ولغيرهم. وفي هذا البحث نحاول أن نسلط الضوء على شيء من فكر لوبون.1: هل ثمة اوهام علمية؟ يرى لوبون وهو يعالج قضية ما اسماها بـ "الاوهام العلمية" أنه يتعذر تكرير جميع التجارب، ولذلك يبقى مبدأ نفوذ العالم وتأثيره مرشدنا الأساسي؛ فالناس يؤمنون بالعالِم الذي اكتسب من مقامه العلمي نفوذًا كبيرًا، فيظنون أنه لا يأتي بمزاعم مختلَّة يتعرض فيها للتكذيب. والمقصود ليس جميع الناس من يؤمن بذلك، لأنه الناس متفاوتين في الثقافة والمعرفة. ويوضح لوبون السبب إن العالم لا يخبر بشيء يراه غير صحيح، غير أن الوهم قد يتطرّق إليه بتأثير التلقين، فيظن الأضاليل التي أملتها عليه مخيلته حقائق، وأكبر دليل على ذلك حكاية أشعة (N) التي كان أشهر علماء الطبيعة يقيسون انحرافها، مع أنه ثبت بعد ذلك أنه لا أساس لتلك الأشعة. وعليه يفسر لنا لوبون السهولة التي تستحوذ بها الأوهام على النفوس إزاء حوادث لا تنالها يد التحقيق إلا قليلًا، ثم يختار أمثلة تشاهَد في العلماء وحدهم؛ لأثبت أنه بتأثير النفوذ والتلقين والعدوى يحدث في جميع الناس، ومنهم أولو المدارك السامية، معتقدات وآراء مختلة. ومن هذه الامثلة التي يؤكد عليها لوبون في كتابه "الآراء والمعتقدات" يقول والأمثلة المؤثرة الضلالُ الذي وقع فيه أعضاء المجمع العلمي منذ أربعين سنة، وحمل (ألفونس دوده) على هجو ذلك المجمع في رواية سماها «الخالد»، فقد نشر هذا المجمع مئات من الرسائل التي نسبها أحد المزورين قصيري الباع في الأدب إلى (باسكال) و(غليله) و(كاسيني) وغيرهم، وحازت القبول مع ما فيها من الأغلاط الكثيرة والسقطات الكبيرة؛ نظرًا لنفوذ المؤلفين المنسوبة إليهم، ونفوذ المهندس العالم الذي عرضت بواسطته، ولم يشك أعضاء المجمع حتى سكرتيره في صحتها، وظلوا على ذلك حتى اعترف لهم المزوِّر بأنه هو ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732081
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان مقدمة لا يخفى على المُطلع على ما قدّم، جوستاف لوبون، من منجز ابداعي في مجال السياسة وعلم النفس الجماهير والتاريخ، ولعل من اهم ذلك هو كتابه "سيكولوجية الجماهير" فضلا عن غيره من مؤلفاته الاخرى، والتي سنذكرها في هذا المبحث. ثمة الكثير من تبنى افكار لوبون، سواء السيكولوجية أو السياسية، واعد تلك الافكار نضوج فكري وابداعي تصب في اروقة المجتمعات، سواء كانت تلك المجتمعات التي عاش في كنفها لوبون أو حتى في واقعنا المعاش اليوم؛ كما أن له اعداء، ومما لا شك أن العالم والفيلسوف والكاتب الناجح، بل وحتى الذي يتصدى للسياسة، سيخلق له اعداء، بغض النظر عن طبيعة هذا "العداء" وهو ما يسميه البعض بـ "ضريبة النجاح". فلوبون قد اتُهم بأنه كان فاشيا او يروّج للفاشية، وغير ذلك، وهناك من دافع عن الرجل، وتصدى لتلك الآراء والاقوال التي تعرضت له بالقدح.نعم، لوبون كغيره من المفكرين الكبار تعرض الى النقد والانتقاد، لكن مع ذلك فقد ظلت افكاره ونظرياته التي طرحها مرجع لتبني تلك الافكار، وللاقتباس والطرح والمناقشة الجادة في معظم الاطر التي خاض فيها لوبون. فمن المآخذ التي أخُذت على لوبون، هي أنه مال الى العرب، من خلال بعض كتاباته، ومنها كتابه "حضارة العرب" حيث اقر لوبون بأن للعرب حضارة لها تاريخ عريق، وانهم قدموا ما قدمو للفكر الانساني، والذين يميلون لغير هذا الرأي لا يقرون بذلك أو بمعنى آخر يشكون في ذلك؛ وبالتالي فالعرب اعدوا لوبون بأنه كاتب ومفكر منصف لا يميل ولا يزيغ عن جادة الحق، فضلا عن كونه مطلع على العديد من الحضارات والفلسفات الاخرى، اطلاع مدقق محقق، ومنها (تلك الحضارات) حضارة الهند وحضارة اليهود وحضارة اليونان، حيث كتب في هذا الخصوص كما كتب للعرب ولغيرهم. وفي هذا البحث نحاول أن نسلط الضوء على شيء من فكر لوبون.1: هل ثمة اوهام علمية؟ يرى لوبون وهو يعالج قضية ما اسماها بـ "الاوهام العلمية" أنه يتعذر تكرير جميع التجارب، ولذلك يبقى مبدأ نفوذ العالم وتأثيره مرشدنا الأساسي؛ فالناس يؤمنون بالعالِم الذي اكتسب من مقامه العلمي نفوذًا كبيرًا، فيظنون أنه لا يأتي بمزاعم مختلَّة يتعرض فيها للتكذيب. والمقصود ليس جميع الناس من يؤمن بذلك، لأنه الناس متفاوتين في الثقافة والمعرفة. ويوضح لوبون السبب إن العالم لا يخبر بشيء يراه غير صحيح، غير أن الوهم قد يتطرّق إليه بتأثير التلقين، فيظن الأضاليل التي أملتها عليه مخيلته حقائق، وأكبر دليل على ذلك حكاية أشعة (N) التي كان أشهر علماء الطبيعة يقيسون انحرافها، مع أنه ثبت بعد ذلك أنه لا أساس لتلك الأشعة. وعليه يفسر لنا لوبون السهولة التي تستحوذ بها الأوهام على النفوس إزاء حوادث لا تنالها يد التحقيق إلا قليلًا، ثم يختار أمثلة تشاهَد في العلماء وحدهم؛ لأثبت أنه بتأثير النفوذ والتلقين والعدوى يحدث في جميع الناس، ومنهم أولو المدارك السامية، معتقدات وآراء مختلة. ومن هذه الامثلة التي يؤكد عليها لوبون في كتابه "الآراء والمعتقدات" يقول والأمثلة المؤثرة الضلالُ الذي وقع فيه أعضاء المجمع العلمي منذ أربعين سنة، وحمل (ألفونس دوده) على هجو ذلك المجمع في رواية سماها «الخالد»، فقد نشر هذا المجمع مئات من الرسائل التي نسبها أحد المزورين قصيري الباع في الأدب إلى (باسكال) و(غليله) و(كاسيني) وغيرهم، وحازت القبول مع ما فيها من الأغلاط الكثيرة والسقطات الكبيرة؛ نظرًا لنفوذ المؤلفين المنسوبة إليهم، ونفوذ المهندس العالم الذي عرضت بواسطته، ولم يشك أعضاء المجمع حتى سكرتيره في صحتها، وظلوا على ذلك حتى اعترف لهم المزوِّر بأنه هو ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732081
الحوار المتمدن
داود السلمان - قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 1/ 4
داود السلمان : قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 2 4
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (2) المعتقدات الدينية في خضم تطور الحضارات آمن الانسان، منذ فجر التاريخ، بوجود مُدبّر خالق للكون، وهذا المُدبُر يجب طاعته والتقرّب اليه بالعبادة والصلوات وبغير ذلك، ومنها انطلقت الاديان وتعددت الآلهة والمعتقدات، ثم تطورت هذه الاديان رويدًا رويدًا، حتى استحقت أن تُدرس ويُنظر في تاريخها، فأنبثق - في اقل من قرن - علم جديد، قام به عدد من الاساتذة والاكاديميين الغربيين، فسمي هذا العلم بـ "علم الاديان". يقر جوستاف لوبون بأن تَكوَّن المعتقدات الدينية في كل وقت أهمُّ عنصر في حياة الأمم، ومن ثم في تاريخها، وكان ظهور الآلهة وموتها أعظم الحوادث التاريخية، وتُولد مع كل مبدأ ديني جديد حضارة جديدة، وما انفكت المسائل الدينية تكون من المسائل الأساسية في قديم الأجيال وحديثها، ولو حدث أن أضاعت البشرية آلهتها لكان مثل هذا الحادث في نتائجه أهم الحوادث التي تمت على وجه الأرض منذ فجر الحضارات الأولى. لوبون يرى أنّ جميع النُّظم السياسية والاجتماعية منذ بدء الأزمنة التاريخية قامت على معتقدات دينية، وأن الآلهة مَثَّلَت الدور الأول على مَسْرَحِ العالم في كل زمن، وإذا عَدَوْتَ الحب، الذي هو دين قوي أيضًا ولكنه شخصي موقت، وجدتَ المعتقدات الدينية وحدها تؤثر في الأخلاق تأثيرًا سريعًا، وممكن أن نتبين حال أمة نَوَّمَتْهَا أوهامُها من خلال ما يطلق عليه فتوح العرب والحروب الصليبية وإسبانيا في زمن محاكم التفتيش وإنكلترا في الدور الپيوريتاني وفرنسا في ملحمة سان بارتلمي وحروب الثورة الفرنسية. وللأوهام تأثير دائم يبلغ من الشدة ما يتحول به كل مزاج نفسي تحولًا عميقًا، ولا مِراء في أن الإنسان هو الذي يَخْلُق آلهته، ولكنه إذا ما خلقها استعبدته من فوره، وليست الآلهة وليدة الخوف كما زعم لوكريس، بل هي وليدة الأمل، ولذلك تبقى ذات نفوذ أبدي. وما توصل اليه لوبون من نتيجة (متأسفًا بذات الوقت) في كتابه "السنن النفسية لتطور الامم" أن تطور الحضارات يُحْدِثُ في الإنسان الحاضر طائفة من الاحتياجات من غير أن يَمُنُّ عليه بوسائل قضائها فيوجب بذلك سُخْطًا عامًّا في النفوس. فالتطور أصل التقدم، ولكنه أصل الاشتراكية والفوضى أيضًا؛ أي أصل ذينك التعبيرين المرهوبين اللذين يَنِمَّان على قنوط جماعات لا تستند إلى معتقد. قابِلوا بين الأوربي القلق الهائج الساخط على حظه والشرقي الراضي بمصيره، تروْا أنهما يختلفان في حالهما الروحية، والأمة تتحول إذا ما تحول طِراز تصورها ومن ثم تفكيرها وسَيْرها. وينبهنا لوبون أنه أول ما يجب أن يبحث عنه المجتمع هو إيجاد حال نفسية تجعل الإنسان سعيدًا، وإن لم يفعل المجتمع ذلك لم يُكتب له طويل بقاء، وقد استندت جميع المجتمعات التي قامت حتى الآن إلى مَثَلٍ عالٍ قادرٍ على إخضاع النفوس، وهذه المجتمعات قد اضمحلت بعد أن عاد ذلك المثل الأعلى لا يُخْضِعُها. يقول لوبون ومع ما تكون عليه المعتقدات من قدرة عظيمة تلوح الأخلاق القومية، دائمًا، من خلال النمط الذي تُنْتَحَل به هذه المعتقدات ومن خلال المظاهر التي تؤدي إليها، وانظروا إلى المعتقد الواحد في إنكلترا وإسبانيا وفرنسا تجدوا الفروق عظيمة جدًّا! وهل كان الإصلاح الديني ممكنًا في إسبانيا؟، وهل كانت إنكلترة تخضع لنير محاكم التفتيش الهائل؟ أفلا تُرَى بسهولة لدى الأمم التي انتحلت الإصلاح الديني أخلاقُ العروق الأساسية التي حافظت، بالرغم من تنويم المعتقدات، على صفات مزاجها النفسي الخاصة كالاستقلال والإقدام وعادة التعقل وعدم الخنوع لسيد؟. ويرى لوبون أنه أقل تغيُّر في معتقدات الأمة يؤدِّي إلى سلسلة من التطورات في ح ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732283
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (2) المعتقدات الدينية في خضم تطور الحضارات آمن الانسان، منذ فجر التاريخ، بوجود مُدبّر خالق للكون، وهذا المُدبُر يجب طاعته والتقرّب اليه بالعبادة والصلوات وبغير ذلك، ومنها انطلقت الاديان وتعددت الآلهة والمعتقدات، ثم تطورت هذه الاديان رويدًا رويدًا، حتى استحقت أن تُدرس ويُنظر في تاريخها، فأنبثق - في اقل من قرن - علم جديد، قام به عدد من الاساتذة والاكاديميين الغربيين، فسمي هذا العلم بـ "علم الاديان". يقر جوستاف لوبون بأن تَكوَّن المعتقدات الدينية في كل وقت أهمُّ عنصر في حياة الأمم، ومن ثم في تاريخها، وكان ظهور الآلهة وموتها أعظم الحوادث التاريخية، وتُولد مع كل مبدأ ديني جديد حضارة جديدة، وما انفكت المسائل الدينية تكون من المسائل الأساسية في قديم الأجيال وحديثها، ولو حدث أن أضاعت البشرية آلهتها لكان مثل هذا الحادث في نتائجه أهم الحوادث التي تمت على وجه الأرض منذ فجر الحضارات الأولى. لوبون يرى أنّ جميع النُّظم السياسية والاجتماعية منذ بدء الأزمنة التاريخية قامت على معتقدات دينية، وأن الآلهة مَثَّلَت الدور الأول على مَسْرَحِ العالم في كل زمن، وإذا عَدَوْتَ الحب، الذي هو دين قوي أيضًا ولكنه شخصي موقت، وجدتَ المعتقدات الدينية وحدها تؤثر في الأخلاق تأثيرًا سريعًا، وممكن أن نتبين حال أمة نَوَّمَتْهَا أوهامُها من خلال ما يطلق عليه فتوح العرب والحروب الصليبية وإسبانيا في زمن محاكم التفتيش وإنكلترا في الدور الپيوريتاني وفرنسا في ملحمة سان بارتلمي وحروب الثورة الفرنسية. وللأوهام تأثير دائم يبلغ من الشدة ما يتحول به كل مزاج نفسي تحولًا عميقًا، ولا مِراء في أن الإنسان هو الذي يَخْلُق آلهته، ولكنه إذا ما خلقها استعبدته من فوره، وليست الآلهة وليدة الخوف كما زعم لوكريس، بل هي وليدة الأمل، ولذلك تبقى ذات نفوذ أبدي. وما توصل اليه لوبون من نتيجة (متأسفًا بذات الوقت) في كتابه "السنن النفسية لتطور الامم" أن تطور الحضارات يُحْدِثُ في الإنسان الحاضر طائفة من الاحتياجات من غير أن يَمُنُّ عليه بوسائل قضائها فيوجب بذلك سُخْطًا عامًّا في النفوس. فالتطور أصل التقدم، ولكنه أصل الاشتراكية والفوضى أيضًا؛ أي أصل ذينك التعبيرين المرهوبين اللذين يَنِمَّان على قنوط جماعات لا تستند إلى معتقد. قابِلوا بين الأوربي القلق الهائج الساخط على حظه والشرقي الراضي بمصيره، تروْا أنهما يختلفان في حالهما الروحية، والأمة تتحول إذا ما تحول طِراز تصورها ومن ثم تفكيرها وسَيْرها. وينبهنا لوبون أنه أول ما يجب أن يبحث عنه المجتمع هو إيجاد حال نفسية تجعل الإنسان سعيدًا، وإن لم يفعل المجتمع ذلك لم يُكتب له طويل بقاء، وقد استندت جميع المجتمعات التي قامت حتى الآن إلى مَثَلٍ عالٍ قادرٍ على إخضاع النفوس، وهذه المجتمعات قد اضمحلت بعد أن عاد ذلك المثل الأعلى لا يُخْضِعُها. يقول لوبون ومع ما تكون عليه المعتقدات من قدرة عظيمة تلوح الأخلاق القومية، دائمًا، من خلال النمط الذي تُنْتَحَل به هذه المعتقدات ومن خلال المظاهر التي تؤدي إليها، وانظروا إلى المعتقد الواحد في إنكلترا وإسبانيا وفرنسا تجدوا الفروق عظيمة جدًّا! وهل كان الإصلاح الديني ممكنًا في إسبانيا؟، وهل كانت إنكلترة تخضع لنير محاكم التفتيش الهائل؟ أفلا تُرَى بسهولة لدى الأمم التي انتحلت الإصلاح الديني أخلاقُ العروق الأساسية التي حافظت، بالرغم من تنويم المعتقدات، على صفات مزاجها النفسي الخاصة كالاستقلال والإقدام وعادة التعقل وعدم الخنوع لسيد؟. ويرى لوبون أنه أقل تغيُّر في معتقدات الأمة يؤدِّي إلى سلسلة من التطورات في ح ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732283
الحوار المتمدن
داود السلمان - قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 2/ 4
داود السلمان : قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 3 4
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (3) فلسفة الاخلاق أهتم الفلاسفة اهتمامًا منقطع النظير في المبادئ الخُلقية، ابتداءً من فلاسفة اليونانية الى قتنا الحاضر، واعتبر جميع الفلاسفة أنَّ مبادئ الاخلاق هي من اعظم الاسس التي تُبنى عليها المجتمعات، علاوة على الفرد، وأنّ المجتمعات من دون اخلاق تُعد مجتمعات ميتة، ولا يمكن أن تقوم لها قائمة إن فقدت هذا المبدأ العظيم. لذلك أن جميع الاديان ركزت على الاخلاق، بل أنَّ الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت اعتبر الاخلاق أفضل من الدين، وعليه دعا الى دين جديد هو دين الاخلاق، فالأمم لا بدون أخلاق لا تصلح أن تعيش تعايش سلمي يُبنى على اسس التسامح ونكران الذات، إذ بالأخلاق يمكن أن نصلح كل شيء بل ونقضي على العادات السيئة، وبالتالي سنعيش متحابين لا تفرقنا الانانية ولا الاحقاد الاحُن. ومن هذا المنطلق يرى لوبون أنًّ الدِّيانةُ هي أهمُّ أُسُس الأخلاق المَعْزُوَّة، وكثيرٌ من الناس في الوقت الحاضر يَعُدُّون الدِّيانة النَّاظِمَ الرئيسَ للسلوك. يقول وقَلَّمَا كانت الديانات القديمة تُعْنَى بالتعاليم الخُلُقِيَّة، وكان سلوك الناس فيما بينهم يَدَعُ الآلهةَ غيرَ مكترثة، وكان أمرُ مصرَ شاذًّا من هذه الناحية مع ذلك، فأعمالُ الأحياء في مصر كانت تُوزَنُ بعد مماتهم بدِقَّة، فيُذَكِّرُنا حُكم أُوزِبرِس بيوم الفصل لدى النصارى. لوبون يعتبر من الخطأ بأنه لا تزال الصِّلَةُ بين الأخلاق والدِّيانة في النصرانية تَحْمِلُ كثيرًا من الناس على الاعتقاد بإمكان قيام الأخلاق على الدين فقط، ومصدرُ هذا الخطأ الذي لا يزال شائعًا هو الخَلْط بين الشعور الدينيِّ والشعور الخلقيِّ على العموم، مع أنهما مختلفان منشأً، وإن أَثَّرَ أحدُهما في الآخر، أي إن كلًّا منهما ملائمٌ لاحتياجاتٍ في النفس مخالفةٍ لاحتياجاتٍ أخرى فيها. ويعلل لوبون أنَّ الشعور الدينيَّ هو وجه من الروح الدينية في الإنسان، وأن الشعور الخُلُقيَّ هو ملاءمةٌ لمقتضيات البِيئة، والمنطقُ الدينيُّ هو الذي يهيمن على الدِّيانة، والمنطقُ العاطفيُّ هو الذي يهيمن على الأخلاق. وعليه، كان لوبون يطالب بعزل الدين عن الاخلاق، ويوعز ذلك الى إنَّ علماء الحقوق الجزائية أبصروا، منذ طويلِ زمنٍ، وجودَ جُنَاةٍ قُسَاة أتقياءَ معًا، فمزاجُ هؤلاء النفسيُّ مماثلٌ لنفسية أولئك اللصوص الإسبان – كنموذج - الذين يَشْحَذُون خناجرَهم وهم يستمعون إلى بعض الأدْعِيَة حول هيكل بعض القِدِّيسين طمعًا في نَيْل عَوْنهم، وأُتِيح للوبون أن يزور في نوڨ-;-ِي تارْغ الواقعةِ في جبال تَتْرَة كنيسةً صغيرة أقامها، على ما يُرْوَى، لصوصٌ لمريمَ العذراء شُكْرًا؛ وذلك لحمايتها إياهم في أثناء مغازيهم. ثم أنَّ لوبون يثبت على ما للدِّيانة والأخلاق من مصادرَ مختلفةٍ يمكن إحداهما أن تُؤَثِّر في الأخرى عندما يكون الإيمان قويًّا، ولكن هذا التأثير ظاهريٌّ أكثر من أن يكون حقيقيًّا. وبعد، وكلُّ ما يقال بِوثُوقٍ في أمر الأخلاق ذاتِ الأساس الدينيِّ هو أن لهذه الأخلاق قُوَّةَ العادات التقليدية التي يدوم عملها حتى عند عجز العقل عن الدفاع عنها، فللأمم، إذَنْ، كلُّ الحقِّ في المحافظة على آلهتها التي آلَتْ إليها من الأجداد. كما يقول لوبون في كتابه "حياة الحقائق". ومن ناحية أخرى يضعّف لوبون قيمة الأخلاق القائمة على العقل والعِلم، بمعنى أن لوبون لا يقرر بوجود صلة مباشرة او غير مباشرة بين العقل والعلم من جهة، وبين الاخلاق من جهة أخرى. ويزيد لوبون على أنَّ الفلاسفة تساءلوا عن إمكان إقامة أخلاق على أُسُس عقلية، وذلك عندما لاح أنه لا يمكن الدفاع عن الافتر ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732405
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (3) فلسفة الاخلاق أهتم الفلاسفة اهتمامًا منقطع النظير في المبادئ الخُلقية، ابتداءً من فلاسفة اليونانية الى قتنا الحاضر، واعتبر جميع الفلاسفة أنَّ مبادئ الاخلاق هي من اعظم الاسس التي تُبنى عليها المجتمعات، علاوة على الفرد، وأنّ المجتمعات من دون اخلاق تُعد مجتمعات ميتة، ولا يمكن أن تقوم لها قائمة إن فقدت هذا المبدأ العظيم. لذلك أن جميع الاديان ركزت على الاخلاق، بل أنَّ الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت اعتبر الاخلاق أفضل من الدين، وعليه دعا الى دين جديد هو دين الاخلاق، فالأمم لا بدون أخلاق لا تصلح أن تعيش تعايش سلمي يُبنى على اسس التسامح ونكران الذات، إذ بالأخلاق يمكن أن نصلح كل شيء بل ونقضي على العادات السيئة، وبالتالي سنعيش متحابين لا تفرقنا الانانية ولا الاحقاد الاحُن. ومن هذا المنطلق يرى لوبون أنًّ الدِّيانةُ هي أهمُّ أُسُس الأخلاق المَعْزُوَّة، وكثيرٌ من الناس في الوقت الحاضر يَعُدُّون الدِّيانة النَّاظِمَ الرئيسَ للسلوك. يقول وقَلَّمَا كانت الديانات القديمة تُعْنَى بالتعاليم الخُلُقِيَّة، وكان سلوك الناس فيما بينهم يَدَعُ الآلهةَ غيرَ مكترثة، وكان أمرُ مصرَ شاذًّا من هذه الناحية مع ذلك، فأعمالُ الأحياء في مصر كانت تُوزَنُ بعد مماتهم بدِقَّة، فيُذَكِّرُنا حُكم أُوزِبرِس بيوم الفصل لدى النصارى. لوبون يعتبر من الخطأ بأنه لا تزال الصِّلَةُ بين الأخلاق والدِّيانة في النصرانية تَحْمِلُ كثيرًا من الناس على الاعتقاد بإمكان قيام الأخلاق على الدين فقط، ومصدرُ هذا الخطأ الذي لا يزال شائعًا هو الخَلْط بين الشعور الدينيِّ والشعور الخلقيِّ على العموم، مع أنهما مختلفان منشأً، وإن أَثَّرَ أحدُهما في الآخر، أي إن كلًّا منهما ملائمٌ لاحتياجاتٍ في النفس مخالفةٍ لاحتياجاتٍ أخرى فيها. ويعلل لوبون أنَّ الشعور الدينيَّ هو وجه من الروح الدينية في الإنسان، وأن الشعور الخُلُقيَّ هو ملاءمةٌ لمقتضيات البِيئة، والمنطقُ الدينيُّ هو الذي يهيمن على الدِّيانة، والمنطقُ العاطفيُّ هو الذي يهيمن على الأخلاق. وعليه، كان لوبون يطالب بعزل الدين عن الاخلاق، ويوعز ذلك الى إنَّ علماء الحقوق الجزائية أبصروا، منذ طويلِ زمنٍ، وجودَ جُنَاةٍ قُسَاة أتقياءَ معًا، فمزاجُ هؤلاء النفسيُّ مماثلٌ لنفسية أولئك اللصوص الإسبان – كنموذج - الذين يَشْحَذُون خناجرَهم وهم يستمعون إلى بعض الأدْعِيَة حول هيكل بعض القِدِّيسين طمعًا في نَيْل عَوْنهم، وأُتِيح للوبون أن يزور في نوڨ-;-ِي تارْغ الواقعةِ في جبال تَتْرَة كنيسةً صغيرة أقامها، على ما يُرْوَى، لصوصٌ لمريمَ العذراء شُكْرًا؛ وذلك لحمايتها إياهم في أثناء مغازيهم. ثم أنَّ لوبون يثبت على ما للدِّيانة والأخلاق من مصادرَ مختلفةٍ يمكن إحداهما أن تُؤَثِّر في الأخرى عندما يكون الإيمان قويًّا، ولكن هذا التأثير ظاهريٌّ أكثر من أن يكون حقيقيًّا. وبعد، وكلُّ ما يقال بِوثُوقٍ في أمر الأخلاق ذاتِ الأساس الدينيِّ هو أن لهذه الأخلاق قُوَّةَ العادات التقليدية التي يدوم عملها حتى عند عجز العقل عن الدفاع عنها، فللأمم، إذَنْ، كلُّ الحقِّ في المحافظة على آلهتها التي آلَتْ إليها من الأجداد. كما يقول لوبون في كتابه "حياة الحقائق". ومن ناحية أخرى يضعّف لوبون قيمة الأخلاق القائمة على العقل والعِلم، بمعنى أن لوبون لا يقرر بوجود صلة مباشرة او غير مباشرة بين العقل والعلم من جهة، وبين الاخلاق من جهة أخرى. ويزيد لوبون على أنَّ الفلاسفة تساءلوا عن إمكان إقامة أخلاق على أُسُس عقلية، وذلك عندما لاح أنه لا يمكن الدفاع عن الافتر ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732405
الحوار المتمدن
داود السلمان - قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 3/ 4
داود السلمان : قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 4 4
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (4) روح الاجتماع في هذا الكتاب الذي اطلق عليه "حياة الاجتماع" يحدثنا لوبون عن الحالة النفسية للجماعات، ويشرح ذلك بالتفصيل. ويقول: تتكون روح كُل شعب من مجموع صفات وخلالٍ تتولد في أفراده بالتوارث، لكن إذا اجتمع عدد من أولئك الأفراد للقيام بعمل من الأعمال تولدت عن اجتماعهم هذا أحوال نفسية جديدة ترتكز على أحوال الشعب، وقد تختلف عنها في كثير من الأوقات اختلافًا كبيرًا. ولوبون في هذا الكتاب حاول التقصي والبحث في موضوع الجماعات على صعوبته بالوسائل العلمية المحضة، كما عبّر، يعني أنه يريد أن يتبع فيه نسقًا مؤسسًا على قواعد العلم غير ملتفت إلى الآراء والنظريات والمذاهب الجارية مجرى الأمور المسلَّم بها؛ كونه يرى أن ذلك هو الوسيلة الوحيدة لاقتناص بعض شوارد الحقيقة. كما يوضح في مقدمة كتابه هذا. ويقول، كما جاء في المقدمة إنّ الجماعات "تتجرد دائمًا عن الشعور بعملها، وقد يكون هذا هو السر في قوتها على أنا نشاهد في الطبيعة أن الذوات الخاضعة لمجرد الإلهام تأتي بأعمال دقيقة يحار الإنسان في معرفة جليل صنعها، ذلك أن العقل جديد في الوجود الإنساني وفيه نقص كبير، فلا قدرة لنا به على معرفة قوانين الأفعال اللاشعورية، فما بالك إن حاولنا وضع غيرها في مكانها أن نَصيب اللاشعور في جميع أعمال الإنسان عظيم وافر ونصيب العقل فيها صغير للغاية، والأول يعمل ويؤثر كقوة لا تزال معرفتها غائبة عنا". ففي فصل له من هذا الكتاب بعنون "أفكار الجماعات" يقسّم لوبون الأفكار إلى قسمين: الأول الأفكار العرضية الوقتية التي تولدها بعض الحوادث لساعتها كولوع بفرد من الأفراد أو مذهب من المذاهب، والثاني الأفكار الأساسية التي تكتسب من البيئة والوراثة والرأي ثباتًا. ويعطينا مثال ذلك العقائد الدينية في الماضي والأفكار الدمقراطية والاجتماعية في الزمن الحالي. ويقول إنّ الأفكار الأساسية أشبه بالماء الذي يجري الهوينا في النهر، والأفكار العرضية تشبه الأمواج الصغيرة المتغيرة على الدوام التي تضرب وجه ذلك الماء، وهي مع قلة أهميتها أظهر أمام العين من سير النهر نفسه. لوبون يرى أنّه كيفما كانت الأفكار التي تلقى في نفوس الجماعات، فإنها لا تسود ولا تتمكن إلا إذا وضعت في شكل قواعد مطلقة بسيطة لتبدو لها في هيئة صورة تحسنها، وهو الشرط اللازم لأن نحل من نفوسها محلًّا كبيرًا. وليس بين هذه الأفكار المصورة أقل رابطة عقلية من التشابه أو التلازم، فيجوز أن يحلَّ بعضها محل بعض، كالزجاجات السحرية التي يستخرجها العامل واحدة فواحدة من صندوقها، ذلك هو السبب في قيام الأفكار المتناقضة بجانب بعضها عند الجماعات. وعلى حسب الأحوال تكون الجماعة تحت تأثير أحد هذه الأفكار التي اجتمعت في مدركتها، فتأتي بأشد الأعمال تناقضًا وتضاربًا. ومع ذلك يرى لوبون أنه لا يمكن القول مطلقًا بأن الجماعات لا تتعقل ولا تتأثر بالمعقول، غير أن طبقة الأدلة التي تقيمها هي تأييدًا لأمر من الأمور أو التي تؤثر عليها منحطة جدًّا من الجهة المنطقية، فلا يصدق عليها اسم الدليل إلا من باب التشبيه. إذ غني عن البيان، كما يوضح لوبون، أن عدم قدرة الجماعات على التعقل الصحيح يذهب منها بملكة النقد، أي يجعلها غير قادرة على تمييز الخطأ من الصواب، وأن تحكم حكمًا صحيحًا في أمر ما. أما الأفكار التي تقبلها هي، فهي التي تلقى إليها لا التي يناقش فيها. والذين لا فرق بينهم وبين الجماعات في هذا الباب كثيرون، وسهولة انتشار بعض الأفكار وصيرورتها عامة آتية على الأخص من عدم قدرة السواد الأعظم على اكتساب الرأي من طريق النظر الذاتي. ومُلخّص ما توص ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732459
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (4) روح الاجتماع في هذا الكتاب الذي اطلق عليه "حياة الاجتماع" يحدثنا لوبون عن الحالة النفسية للجماعات، ويشرح ذلك بالتفصيل. ويقول: تتكون روح كُل شعب من مجموع صفات وخلالٍ تتولد في أفراده بالتوارث، لكن إذا اجتمع عدد من أولئك الأفراد للقيام بعمل من الأعمال تولدت عن اجتماعهم هذا أحوال نفسية جديدة ترتكز على أحوال الشعب، وقد تختلف عنها في كثير من الأوقات اختلافًا كبيرًا. ولوبون في هذا الكتاب حاول التقصي والبحث في موضوع الجماعات على صعوبته بالوسائل العلمية المحضة، كما عبّر، يعني أنه يريد أن يتبع فيه نسقًا مؤسسًا على قواعد العلم غير ملتفت إلى الآراء والنظريات والمذاهب الجارية مجرى الأمور المسلَّم بها؛ كونه يرى أن ذلك هو الوسيلة الوحيدة لاقتناص بعض شوارد الحقيقة. كما يوضح في مقدمة كتابه هذا. ويقول، كما جاء في المقدمة إنّ الجماعات "تتجرد دائمًا عن الشعور بعملها، وقد يكون هذا هو السر في قوتها على أنا نشاهد في الطبيعة أن الذوات الخاضعة لمجرد الإلهام تأتي بأعمال دقيقة يحار الإنسان في معرفة جليل صنعها، ذلك أن العقل جديد في الوجود الإنساني وفيه نقص كبير، فلا قدرة لنا به على معرفة قوانين الأفعال اللاشعورية، فما بالك إن حاولنا وضع غيرها في مكانها أن نَصيب اللاشعور في جميع أعمال الإنسان عظيم وافر ونصيب العقل فيها صغير للغاية، والأول يعمل ويؤثر كقوة لا تزال معرفتها غائبة عنا". ففي فصل له من هذا الكتاب بعنون "أفكار الجماعات" يقسّم لوبون الأفكار إلى قسمين: الأول الأفكار العرضية الوقتية التي تولدها بعض الحوادث لساعتها كولوع بفرد من الأفراد أو مذهب من المذاهب، والثاني الأفكار الأساسية التي تكتسب من البيئة والوراثة والرأي ثباتًا. ويعطينا مثال ذلك العقائد الدينية في الماضي والأفكار الدمقراطية والاجتماعية في الزمن الحالي. ويقول إنّ الأفكار الأساسية أشبه بالماء الذي يجري الهوينا في النهر، والأفكار العرضية تشبه الأمواج الصغيرة المتغيرة على الدوام التي تضرب وجه ذلك الماء، وهي مع قلة أهميتها أظهر أمام العين من سير النهر نفسه. لوبون يرى أنّه كيفما كانت الأفكار التي تلقى في نفوس الجماعات، فإنها لا تسود ولا تتمكن إلا إذا وضعت في شكل قواعد مطلقة بسيطة لتبدو لها في هيئة صورة تحسنها، وهو الشرط اللازم لأن نحل من نفوسها محلًّا كبيرًا. وليس بين هذه الأفكار المصورة أقل رابطة عقلية من التشابه أو التلازم، فيجوز أن يحلَّ بعضها محل بعض، كالزجاجات السحرية التي يستخرجها العامل واحدة فواحدة من صندوقها، ذلك هو السبب في قيام الأفكار المتناقضة بجانب بعضها عند الجماعات. وعلى حسب الأحوال تكون الجماعة تحت تأثير أحد هذه الأفكار التي اجتمعت في مدركتها، فتأتي بأشد الأعمال تناقضًا وتضاربًا. ومع ذلك يرى لوبون أنه لا يمكن القول مطلقًا بأن الجماعات لا تتعقل ولا تتأثر بالمعقول، غير أن طبقة الأدلة التي تقيمها هي تأييدًا لأمر من الأمور أو التي تؤثر عليها منحطة جدًّا من الجهة المنطقية، فلا يصدق عليها اسم الدليل إلا من باب التشبيه. إذ غني عن البيان، كما يوضح لوبون، أن عدم قدرة الجماعات على التعقل الصحيح يذهب منها بملكة النقد، أي يجعلها غير قادرة على تمييز الخطأ من الصواب، وأن تحكم حكمًا صحيحًا في أمر ما. أما الأفكار التي تقبلها هي، فهي التي تلقى إليها لا التي يناقش فيها. والذين لا فرق بينهم وبين الجماعات في هذا الباب كثيرون، وسهولة انتشار بعض الأفكار وصيرورتها عامة آتية على الأخص من عدم قدرة السواد الأعظم على اكتساب الرأي من طريق النظر الذاتي. ومُلخّص ما توص ......
#قراءة
#اولية
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732459
الحوار المتمدن
داود السلمان - قراءة اولية في فكر جوستاف لوبون 4/ 4
داود السلمان : مفهوم الدين لدى جوستاف لوبون 1
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان صاحب الدين الإنسان منذ وُجد هذا الإنسان على كوكب الأرض، ومنذ أن أدرك ما المصير الذي ينتظره بعد الموت؟، وكيف السبيل الى تصدي للمخاطر والمخاوف؟، التي باتت تغض مضجعه، فأوجد الدين كملاذ آمن يلوذ به من تلك المخاطر، وهكذا، ثُم لم يبق الدين على حاله حتى تطوَّر إلى أن وصل الينا بهذا الشكل، من تعدد للأديان، وكل هذه الأديان تقرّ بأن ثمة إلهً للكون يسيّر الوجود، لكن هذا الإله يختلف من دين إلى دين. يرى جوستاف لوبون في كتابه "الآراء والمعتقدات" إنّ ثمة عوامل خارجية مؤثر تقف وراء جميع المعتقدات، ولا تفتأ أن تنفك عنه، ومنها المعتقد الديني، والذي هو أقوى نزعة تسري في دم الإنسان، ويحصر لوبون هذه العوامل، بست عوامل رئيسة، وهي على التوالي:(1)التلقين: ويعرفه لوبون بأنه عبارة عن "كناية عن قوة الإقناع ليس بالأفكار وحدها، بل بأي عامل آخر؛ كالتوكيد والنفوذ، ولو نظرنا إلى الأفكار دون غيرها لرأيناها ذات تأثير ضعيف"؛ لكن ميزة التلقين تظل راسخة في مخيال الفرد.(2) الانطباعات الأولى: ويقول هي أول ما يشعر به المرء عند مصادفته أول مرّة ما جهله سابقًا من رجل، أو حادثة، أو شيء آخر، وحيث إن التدقيق في الأمر متعب شاق فإن الناس يكتفون على العموم بالانطباعات الأولى. وعليه يقتضي اعتبار الانطباعات الأولى دلائل مبهمة، وعلائم غير صحيحة يجب نقدها، والبحث عن حقيقتها على الدوام، وإلا فإن عدم تمحيصها، يؤدي إلى وقوع المرء في الضلال مدة حياته؛ ذلك لأنه ليس لها دعامة تستند إليها سوى العواطف والكراهة الغريزية التي لا يرشدها أي عقل، ولأن مبادئنا في العدل والظلم، والخير والشر، والصواب والخطأ، تقوم في أكثر الأحيان على هذه الأسس الواهية؛ ويعود ذلك أما لجهل الإنسان وأما لعدم مقدرة التمييز بين السليم والسقيم.(٣-;-) الاحتياج إلى التفسير: الاحتياج إلى التفسير كالاحتياج إلى الاعتقاد يلازم الإنسان من المهد إلى اللحد، وقد ساعد على تكوين الآلهة، ويساعد على ظهور عدد غير قليل من الآراء، ويسهل قضاؤه، فأبسط الأجوبة تكفيه، وهذه السهولة هي مصدر كثير من الأغلاط، فيقع ضحيتها الإنسان دون أن يعي ذلك.(٤-;-) الألفاظ والصيغ والصور: الألفاظ والصيغ يعُدهُا لوبون من أكثر العوامل توليدًا للآراء والمعتقدات، وهي لما فيها من قدرة رهيبة قد أوجبت هلاك أناس أكثر من الذين قتلتهم المدافع، وما في الألفاظ من قدرة فناشئ عن أنها توقظ في المرء مشاعر دالة عليها. (٥-;-) الأوهام: تكتنفنا الأوهام منذ عهد الطفولة حتى الموت، فنحن لا نعيش إلا بالأوهام، ولا نتبع سوى الأوهام، وبأوهام الحب والحقد والحرص والفخر نحافظ على قوة السير والحركة فينا غافلين عن قسوة المصير، فلو تأنينا قليلا لربما سنتحاشى الوهم، وسندرك إننا نسير في طريق غير لاحِب.(٦-;-) الضرورة: يوجد فوق أهواء المشترعين الذين لا يفتأون يسنُّون القوانين في سبيل إصلاح المجتمع سيد قاهر؛ يعني: الضرورة، فالضرورة تمثل القدر القديم الذي كانت الآلهة نفسها مكرهة على الخضوع له. ويشير لوبون، في مكان آخر من كتابه المذكور إلى إنّ الواقع يثبت أن المعتقد، سياسيًّا كان أم دينيًّا أم فنيًّا أم اجتماعيًّا لا يثبت منه سوى اسمه. وعلى هذا فإن المعتقدات تضطر إلى التحوّل لتلتئم بالتقلب الذي يطرأ على نفسية أتباعها والبيئات التي تتسرب فيها، والتحوّل المذكور يقع ببطء، ولكن متى تراكم هذا التحول بتعاقب الأزمنة بدا للعين أنه لا صلة بين نصوص الكتب أيام وضعها وبين تطبيقها على العمل عند تمام ذلك التراكم. يعني هناك فجوة وتباين بين النظريات، التي جاءت في تلك الكتب، وبين الو ......
#مفهوم
#الدين
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743295
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان صاحب الدين الإنسان منذ وُجد هذا الإنسان على كوكب الأرض، ومنذ أن أدرك ما المصير الذي ينتظره بعد الموت؟، وكيف السبيل الى تصدي للمخاطر والمخاوف؟، التي باتت تغض مضجعه، فأوجد الدين كملاذ آمن يلوذ به من تلك المخاطر، وهكذا، ثُم لم يبق الدين على حاله حتى تطوَّر إلى أن وصل الينا بهذا الشكل، من تعدد للأديان، وكل هذه الأديان تقرّ بأن ثمة إلهً للكون يسيّر الوجود، لكن هذا الإله يختلف من دين إلى دين. يرى جوستاف لوبون في كتابه "الآراء والمعتقدات" إنّ ثمة عوامل خارجية مؤثر تقف وراء جميع المعتقدات، ولا تفتأ أن تنفك عنه، ومنها المعتقد الديني، والذي هو أقوى نزعة تسري في دم الإنسان، ويحصر لوبون هذه العوامل، بست عوامل رئيسة، وهي على التوالي:(1)التلقين: ويعرفه لوبون بأنه عبارة عن "كناية عن قوة الإقناع ليس بالأفكار وحدها، بل بأي عامل آخر؛ كالتوكيد والنفوذ، ولو نظرنا إلى الأفكار دون غيرها لرأيناها ذات تأثير ضعيف"؛ لكن ميزة التلقين تظل راسخة في مخيال الفرد.(2) الانطباعات الأولى: ويقول هي أول ما يشعر به المرء عند مصادفته أول مرّة ما جهله سابقًا من رجل، أو حادثة، أو شيء آخر، وحيث إن التدقيق في الأمر متعب شاق فإن الناس يكتفون على العموم بالانطباعات الأولى. وعليه يقتضي اعتبار الانطباعات الأولى دلائل مبهمة، وعلائم غير صحيحة يجب نقدها، والبحث عن حقيقتها على الدوام، وإلا فإن عدم تمحيصها، يؤدي إلى وقوع المرء في الضلال مدة حياته؛ ذلك لأنه ليس لها دعامة تستند إليها سوى العواطف والكراهة الغريزية التي لا يرشدها أي عقل، ولأن مبادئنا في العدل والظلم، والخير والشر، والصواب والخطأ، تقوم في أكثر الأحيان على هذه الأسس الواهية؛ ويعود ذلك أما لجهل الإنسان وأما لعدم مقدرة التمييز بين السليم والسقيم.(٣-;-) الاحتياج إلى التفسير: الاحتياج إلى التفسير كالاحتياج إلى الاعتقاد يلازم الإنسان من المهد إلى اللحد، وقد ساعد على تكوين الآلهة، ويساعد على ظهور عدد غير قليل من الآراء، ويسهل قضاؤه، فأبسط الأجوبة تكفيه، وهذه السهولة هي مصدر كثير من الأغلاط، فيقع ضحيتها الإنسان دون أن يعي ذلك.(٤-;-) الألفاظ والصيغ والصور: الألفاظ والصيغ يعُدهُا لوبون من أكثر العوامل توليدًا للآراء والمعتقدات، وهي لما فيها من قدرة رهيبة قد أوجبت هلاك أناس أكثر من الذين قتلتهم المدافع، وما في الألفاظ من قدرة فناشئ عن أنها توقظ في المرء مشاعر دالة عليها. (٥-;-) الأوهام: تكتنفنا الأوهام منذ عهد الطفولة حتى الموت، فنحن لا نعيش إلا بالأوهام، ولا نتبع سوى الأوهام، وبأوهام الحب والحقد والحرص والفخر نحافظ على قوة السير والحركة فينا غافلين عن قسوة المصير، فلو تأنينا قليلا لربما سنتحاشى الوهم، وسندرك إننا نسير في طريق غير لاحِب.(٦-;-) الضرورة: يوجد فوق أهواء المشترعين الذين لا يفتأون يسنُّون القوانين في سبيل إصلاح المجتمع سيد قاهر؛ يعني: الضرورة، فالضرورة تمثل القدر القديم الذي كانت الآلهة نفسها مكرهة على الخضوع له. ويشير لوبون، في مكان آخر من كتابه المذكور إلى إنّ الواقع يثبت أن المعتقد، سياسيًّا كان أم دينيًّا أم فنيًّا أم اجتماعيًّا لا يثبت منه سوى اسمه. وعلى هذا فإن المعتقدات تضطر إلى التحوّل لتلتئم بالتقلب الذي يطرأ على نفسية أتباعها والبيئات التي تتسرب فيها، والتحوّل المذكور يقع ببطء، ولكن متى تراكم هذا التحول بتعاقب الأزمنة بدا للعين أنه لا صلة بين نصوص الكتب أيام وضعها وبين تطبيقها على العمل عند تمام ذلك التراكم. يعني هناك فجوة وتباين بين النظريات، التي جاءت في تلك الكتب، وبين الو ......
#مفهوم
#الدين
#جوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743295
الحوار المتمدن
داود السلمان - مفهوم الدين لدى جوستاف لوبون(1)
داود السلمان : مفهوم الدين لدى جوستاف لوُبون 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان الإيمان الديني بحسب لوبون، كما ذكرنا آنفا، يأتي تلقيني أو تقليدي، أي يقلد الأبن ابيه ويأخذ عنه معتقده. وبهذا يؤكد لوبون بأن الايمان لا يمكن أن يكون عقلي، لأن قضايا الدين لا تنسجم و العقل. لذلك يتساءل لوبون في كتابه "فلسفة التاريخ" يتساءل تساؤل نفي بقوله: هل يستطيع معتقدٌ دينيٌّ أوهنه الزمن أن يتحوَّل إلى معتقدٍ عقلي؟. يقول ولا يأتي التاريخ بغير مثالٍ على مثل هذا التحوُّل، وهذا هو الذي أتمَّته البروتستانيَّة عندما اتخذت الطور العقلي كما يُسمَّى، فقد رُفِضَ في تطوُّر النصرانية الأخير هذا مبدأ وجود إلهٍ يدع ابنه يهلك في الآلام تكفيرًا عن خطايا مخلوقاته، وقد أضاع يسوع أصله الإلهي وعاد لا يُعَدُّ غير معلِّمٍ بَشَّرَ بحقائق نافعة. والنصرانية بعد أن تحوَّلَتْ على هذا الوجه عادت لا تكون دينًا في الحقيقة، وصارت لا تلائم الرغائب الوجدية في النفوس التي تُقلقها الحاجة إلى الإيمان بعالمٍ قادمٍ أكثر صلاحًا. ومع ذلك كما يرى لوبون، فأنّ المعتقدات الدينية لا يمكن أن تهزها اكبر الزلازل والصواعق العنفية والاضطهادية، أن تزلزلها، بل على العكس من ذلك تمامًا، إنها ظلت شامخة تناطح جميع القوى التي وقفت ازاءها. ويضيف وما كان أشدُّ الاضطهادات ليزلزل المعتقدات، وما كانت الاضطهادات لتؤدي إلى غير تقويتها، وقد أتيتُ "أي لوبون" بأمثلةٍ بارزةٍ على أوائل الإصلاح الديني. ولو دُعِيَ الشيوعيُّون في بُقعةٍ ما من بقاع العالم إلى مكابدة العذاب الذي فرضه نِيرون على النصارى لاتَّسع نِطاق الإيمان الشيوعي بأسرع مما يتَّفق له اليوم لا ريب. ولوبون لا يدري أنّ الشيوعية اليوم منتشرة بكثير من بلدان العالم، منها كوريا الشمالية والصين وروسيا، على سبيل المثال. وقد لخصّ لنا لوبون المبادئ النفسية التي تُسيطر على نشوء المعتقدات، سواء أدينيةً كانت أم سياسية أم اجتماعية:(١-;-) إن الحاجة إلى معتقدٍ لتوجيه الأفكار والسَّيْر هو من التجبُّر والقوة، كالجوع والحب.(٢-;-) إن الإنسان وإن كان يُغيِّر اسم آلهته أحيانًا، يستمر على السيطرة عليه ما سيطر عليه دائمًا من العوامل الوجدية.(٣-;-) يميل الإنسان العصري إلى استبداله بالألوهيَّات الشخصية السابقة عقائد وصِيَغًا عُزِيَ إليها ما لهذه الألوهيَّات من قدرةٍ سحرية، وما تنطوي عليه هذه العقائد الجديدة من صحةٍ ليس أعظم مما تنطوي عليه المعتقدات القديمة على العموم.(٤-;-) لا تقوم المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية ذات الشكل الديني على العقل، ولا يمكن أن تزول بالعقل.(٥-;-) تقوم المعتقدات بالتلقين المشتق من النفوذ والتوكيد والتكرار، وتُعَدُّ العدوى النفسية أهمَّ وسيلةٍ لانتشارها. ويختم بقوله: ويمكن أن يُقال كنتيجةٍ إن نفوذ الأشباح الإلهية التي عَمَرَت السماء، وإن نفوذ الأوهام التي تميل اليوم إلى القيام مقامها، مما يدلُّ على كَون غير الحقيقي يُمثِّل في التاريخ دورًا له من الأهمية ما للحقيقي، فبتأثير غير الحقيقي ظهرت حضاراتٌ عظيمة من العدم وآلت أخرى إلى العدم، فغير الحقيقي أنعم على الإنسان بوهمٍ في السعادة الأبدية التي لا تمنحه الطبيعة القاسية إيَّاها، ولولا قدرته لظلَّت البشرية غائصة في وحشيةٍ خالدة. ......
#مفهوم
#الدين
#جوستاف
#لوُبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743350
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان الإيمان الديني بحسب لوبون، كما ذكرنا آنفا، يأتي تلقيني أو تقليدي، أي يقلد الأبن ابيه ويأخذ عنه معتقده. وبهذا يؤكد لوبون بأن الايمان لا يمكن أن يكون عقلي، لأن قضايا الدين لا تنسجم و العقل. لذلك يتساءل لوبون في كتابه "فلسفة التاريخ" يتساءل تساؤل نفي بقوله: هل يستطيع معتقدٌ دينيٌّ أوهنه الزمن أن يتحوَّل إلى معتقدٍ عقلي؟. يقول ولا يأتي التاريخ بغير مثالٍ على مثل هذا التحوُّل، وهذا هو الذي أتمَّته البروتستانيَّة عندما اتخذت الطور العقلي كما يُسمَّى، فقد رُفِضَ في تطوُّر النصرانية الأخير هذا مبدأ وجود إلهٍ يدع ابنه يهلك في الآلام تكفيرًا عن خطايا مخلوقاته، وقد أضاع يسوع أصله الإلهي وعاد لا يُعَدُّ غير معلِّمٍ بَشَّرَ بحقائق نافعة. والنصرانية بعد أن تحوَّلَتْ على هذا الوجه عادت لا تكون دينًا في الحقيقة، وصارت لا تلائم الرغائب الوجدية في النفوس التي تُقلقها الحاجة إلى الإيمان بعالمٍ قادمٍ أكثر صلاحًا. ومع ذلك كما يرى لوبون، فأنّ المعتقدات الدينية لا يمكن أن تهزها اكبر الزلازل والصواعق العنفية والاضطهادية، أن تزلزلها، بل على العكس من ذلك تمامًا، إنها ظلت شامخة تناطح جميع القوى التي وقفت ازاءها. ويضيف وما كان أشدُّ الاضطهادات ليزلزل المعتقدات، وما كانت الاضطهادات لتؤدي إلى غير تقويتها، وقد أتيتُ "أي لوبون" بأمثلةٍ بارزةٍ على أوائل الإصلاح الديني. ولو دُعِيَ الشيوعيُّون في بُقعةٍ ما من بقاع العالم إلى مكابدة العذاب الذي فرضه نِيرون على النصارى لاتَّسع نِطاق الإيمان الشيوعي بأسرع مما يتَّفق له اليوم لا ريب. ولوبون لا يدري أنّ الشيوعية اليوم منتشرة بكثير من بلدان العالم، منها كوريا الشمالية والصين وروسيا، على سبيل المثال. وقد لخصّ لنا لوبون المبادئ النفسية التي تُسيطر على نشوء المعتقدات، سواء أدينيةً كانت أم سياسية أم اجتماعية:(١-;-) إن الحاجة إلى معتقدٍ لتوجيه الأفكار والسَّيْر هو من التجبُّر والقوة، كالجوع والحب.(٢-;-) إن الإنسان وإن كان يُغيِّر اسم آلهته أحيانًا، يستمر على السيطرة عليه ما سيطر عليه دائمًا من العوامل الوجدية.(٣-;-) يميل الإنسان العصري إلى استبداله بالألوهيَّات الشخصية السابقة عقائد وصِيَغًا عُزِيَ إليها ما لهذه الألوهيَّات من قدرةٍ سحرية، وما تنطوي عليه هذه العقائد الجديدة من صحةٍ ليس أعظم مما تنطوي عليه المعتقدات القديمة على العموم.(٤-;-) لا تقوم المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية ذات الشكل الديني على العقل، ولا يمكن أن تزول بالعقل.(٥-;-) تقوم المعتقدات بالتلقين المشتق من النفوذ والتوكيد والتكرار، وتُعَدُّ العدوى النفسية أهمَّ وسيلةٍ لانتشارها. ويختم بقوله: ويمكن أن يُقال كنتيجةٍ إن نفوذ الأشباح الإلهية التي عَمَرَت السماء، وإن نفوذ الأوهام التي تميل اليوم إلى القيام مقامها، مما يدلُّ على كَون غير الحقيقي يُمثِّل في التاريخ دورًا له من الأهمية ما للحقيقي، فبتأثير غير الحقيقي ظهرت حضاراتٌ عظيمة من العدم وآلت أخرى إلى العدم، فغير الحقيقي أنعم على الإنسان بوهمٍ في السعادة الأبدية التي لا تمنحه الطبيعة القاسية إيَّاها، ولولا قدرته لظلَّت البشرية غائصة في وحشيةٍ خالدة. ......
#مفهوم
#الدين
#جوستاف
#لوُبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743350
الحوار المتمدن
داود السلمان - مفهوم الدين لدى جوستاف لوُبون(2)
داود السلمان : الثورة الفرنسية كما يراها غوستاف لوبون
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان غوستاف لوبون لا يريد أن يكون تقليديًا، وهو يكتب عن الثورة الفرنسيّة، بل الصحيح هو لم يتناولها سردًا تاريخيًا، كما فعل غيره ممن تناولها من المؤرخين، بل حللها لوبون من الناحيّة النفسيّة، وسلط الضوء على هذا الجانب، على اعتبار لوبون عالم نفس، أضافة إلى محلل وعالم اجتماع. لوبون يُعدَّ أفضل من كتب عن الثورة الفرنسية: تحليلا سيكولوجيا أطّره باطار تاريخي. فكتابه "تاريخ الثورات والثورة الفرنسية" هو كتاب بحث فيه لوبون النواحي النفسيّة لتلك الثورة، التي اصبحت فيما بعد ثورة مثاليّة حذت حذوها معظم أوروبا، فنجحت ثوراتهم تلك، وتخلصوا من الطواغيت الذين كانوا جاثمين على صدور شعوبهم، حيث التجويع والاضطهاد والتخلف، ونشر الفساد بكافة أشكاله. وبنجاح الثورات تلك، اشاعت ثقافة العمل والانتاج العلمي والادبي والثقافي والاجتماعي، فضلا عن التطور الذي شدته أوروبا ونهضت في الجانب الاقتصادي، الذي هو ديمومة الشعوب ومصدر نهوضها وتقدمها. بعد أن كانت اوروبا، قبل الثورات، تعيش عصور التخلف والظلام، وانعدام الحرية الفكرية، وغير ذلك. يقول لوبون، وهو بصدد تحليلها تاريخيًا: إنّ الثورة الفرنسية من الوقائع التي كان يظهر أن درسها تمَّ، فهي بعد أن بحث فيها كثير من المؤلفين، وعمَّ القول بأنها أوضحت إيضاحًا كاملًا، وأنه لم يبقَ سوى تعديل بعض تفاصلها، أخذ يتردد أشد المدافعين عنها في أحكامهم فيها، وهكذا أصبح كثير من الحقائق القديمة موضعًا للأخذ والرد، وصار الإيمان بعدد كبير من المذاهب المقدسة مزعزعًا، وما كُتب أخيرًا عن الثورة الفرنسية قد كشف القناع عن تلك الشكوك، والرِّيَب. ويرى لوبون هنالك أسباب كثيرة أوجبت إعادة النظر في ذلك التاريخ المحزن، ومنها أن الزمان سكَّن ثوران النفوس، وأن كثيرًا من الوثائق أخذ يخرج من الخزائن، وأن الناس صاروا يعلمون كيف يشرحونها بحرية تامة. يقول ولعلَّ علم النفس الحديث هو الذي سيؤثر أكثر من كل شيء في أفكارنا، معينًا إيانا على العلم بروح الرجال وعوامل سيرهم، ونخص بالذكر من اكتشافاته، التي يمكن أن يستعين بها التاريخ، المؤثرات الإرثية، والسُّنن المسيرة للجماعات، والعدوَى النفسية، وكيفية نشوء المعتقدات نشوءًا غير شعوري وتمييز أنواع المنطق المختلفة. كي نحصل على نتائج موائمة تخص هذه الثورة، ونخرج بحصيلة هي ثمار تلك الجهود، التي من المؤمل أن نتخذها كمعيار. ويعد لوبون أنّه من الحقُّ أن هذه التطبيقات العلمية التي اتخذناها في هذا المؤلَّف لم يُنتفع بها حتى الآن، فلا يزال المؤرخون مكتفين بدرس الوثائق، على أن ما ذكرناه يكفي لإلقاء ما أشرتُ إليه من الشكوك والشُّبُهات في نفوسهم. لهذا يرى لوبون أنّ ثمة مآخذ على الثورة الفرنسية، تناول هذه المآخذ بعض ممن كتب بشأن هذه الثورة. فبعض من هؤلاء من قلل من شأن الثورة، واعتبروها ثورة لم تنهض بحق الإنسان كإنسان، وإنما هي ثورة لأجل الثورة، وقال آخر عنها أنها ثورة ضد المعتقدات، وضد الدين، ووصفها ثالث بأنها ثورة الهدف منها اشاعة روح الفوضى في المجتمع الفرنسي. ويذكر لوبون أنصارُ الثورة الفرنسية وأعداؤُها يرون في الغالب أن الحوادث الثورية تقعُ قضاءً وقدرًا، قال إميل أوليڤ-;-يه في كتاب «الثورة الفرنسية»: «لا يقدر أحدٌ أن يقاوم الثورات، فالإنسان عاجز عن تبديل العناصر ومنع وقوع الحوادث الناشئة عن طبيعة الأحوال»، وقال تاين: «كان سَيْرُ الأفكار والحوادث عند افتتاح مجلس النواب - أي في بدء الثورة الفرنسية - أمرًا مقدرًا، فكل إنسان يحمل مستقبله وتاريخه من غير أن يَعْلَم»، وقال مسيو سُوريل: «إن ......
#الثورة
#الفرنسية
#يراها
#غوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750390
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان غوستاف لوبون لا يريد أن يكون تقليديًا، وهو يكتب عن الثورة الفرنسيّة، بل الصحيح هو لم يتناولها سردًا تاريخيًا، كما فعل غيره ممن تناولها من المؤرخين، بل حللها لوبون من الناحيّة النفسيّة، وسلط الضوء على هذا الجانب، على اعتبار لوبون عالم نفس، أضافة إلى محلل وعالم اجتماع. لوبون يُعدَّ أفضل من كتب عن الثورة الفرنسية: تحليلا سيكولوجيا أطّره باطار تاريخي. فكتابه "تاريخ الثورات والثورة الفرنسية" هو كتاب بحث فيه لوبون النواحي النفسيّة لتلك الثورة، التي اصبحت فيما بعد ثورة مثاليّة حذت حذوها معظم أوروبا، فنجحت ثوراتهم تلك، وتخلصوا من الطواغيت الذين كانوا جاثمين على صدور شعوبهم، حيث التجويع والاضطهاد والتخلف، ونشر الفساد بكافة أشكاله. وبنجاح الثورات تلك، اشاعت ثقافة العمل والانتاج العلمي والادبي والثقافي والاجتماعي، فضلا عن التطور الذي شدته أوروبا ونهضت في الجانب الاقتصادي، الذي هو ديمومة الشعوب ومصدر نهوضها وتقدمها. بعد أن كانت اوروبا، قبل الثورات، تعيش عصور التخلف والظلام، وانعدام الحرية الفكرية، وغير ذلك. يقول لوبون، وهو بصدد تحليلها تاريخيًا: إنّ الثورة الفرنسية من الوقائع التي كان يظهر أن درسها تمَّ، فهي بعد أن بحث فيها كثير من المؤلفين، وعمَّ القول بأنها أوضحت إيضاحًا كاملًا، وأنه لم يبقَ سوى تعديل بعض تفاصلها، أخذ يتردد أشد المدافعين عنها في أحكامهم فيها، وهكذا أصبح كثير من الحقائق القديمة موضعًا للأخذ والرد، وصار الإيمان بعدد كبير من المذاهب المقدسة مزعزعًا، وما كُتب أخيرًا عن الثورة الفرنسية قد كشف القناع عن تلك الشكوك، والرِّيَب. ويرى لوبون هنالك أسباب كثيرة أوجبت إعادة النظر في ذلك التاريخ المحزن، ومنها أن الزمان سكَّن ثوران النفوس، وأن كثيرًا من الوثائق أخذ يخرج من الخزائن، وأن الناس صاروا يعلمون كيف يشرحونها بحرية تامة. يقول ولعلَّ علم النفس الحديث هو الذي سيؤثر أكثر من كل شيء في أفكارنا، معينًا إيانا على العلم بروح الرجال وعوامل سيرهم، ونخص بالذكر من اكتشافاته، التي يمكن أن يستعين بها التاريخ، المؤثرات الإرثية، والسُّنن المسيرة للجماعات، والعدوَى النفسية، وكيفية نشوء المعتقدات نشوءًا غير شعوري وتمييز أنواع المنطق المختلفة. كي نحصل على نتائج موائمة تخص هذه الثورة، ونخرج بحصيلة هي ثمار تلك الجهود، التي من المؤمل أن نتخذها كمعيار. ويعد لوبون أنّه من الحقُّ أن هذه التطبيقات العلمية التي اتخذناها في هذا المؤلَّف لم يُنتفع بها حتى الآن، فلا يزال المؤرخون مكتفين بدرس الوثائق، على أن ما ذكرناه يكفي لإلقاء ما أشرتُ إليه من الشكوك والشُّبُهات في نفوسهم. لهذا يرى لوبون أنّ ثمة مآخذ على الثورة الفرنسية، تناول هذه المآخذ بعض ممن كتب بشأن هذه الثورة. فبعض من هؤلاء من قلل من شأن الثورة، واعتبروها ثورة لم تنهض بحق الإنسان كإنسان، وإنما هي ثورة لأجل الثورة، وقال آخر عنها أنها ثورة ضد المعتقدات، وضد الدين، ووصفها ثالث بأنها ثورة الهدف منها اشاعة روح الفوضى في المجتمع الفرنسي. ويذكر لوبون أنصارُ الثورة الفرنسية وأعداؤُها يرون في الغالب أن الحوادث الثورية تقعُ قضاءً وقدرًا، قال إميل أوليڤ-;-يه في كتاب «الثورة الفرنسية»: «لا يقدر أحدٌ أن يقاوم الثورات، فالإنسان عاجز عن تبديل العناصر ومنع وقوع الحوادث الناشئة عن طبيعة الأحوال»، وقال تاين: «كان سَيْرُ الأفكار والحوادث عند افتتاح مجلس النواب - أي في بدء الثورة الفرنسية - أمرًا مقدرًا، فكل إنسان يحمل مستقبله وتاريخه من غير أن يَعْلَم»، وقال مسيو سُوريل: «إن ......
#الثورة
#الفرنسية
#يراها
#غوستاف
#لوبون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750390
الحوار المتمدن
داود السلمان - الثورة الفرنسية كما يراها غوستاف لوبون
داود السلمان : غوُستاف لوبون: الدعائم النفسيّة للتعليم
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان يؤكد لوبون، في كتابه "روح التربية" التي نشرته "مؤسسة أُقرأ" وبترجمة عميد الأدب العربي طه حسين، يؤكد بأنّ ثمة دعائم نفسية للتعليم، إذا طبقنا هذه التعاليم وسرنا على نهجها، فسيصبح لدينا تعليم ناجح، ومؤسسات تربية قدوة يمكن أن نحتذى بها، ويوضّح ذلك بالنقاط التالية:(1)النظرية النفسية للتربية والتعليم: تحويل الشعوري إلى لاشعوري يختصر لوبون القواعد الأساسية النفسية للتربية والتعليم في صيغة واحدة كما يقول، وهي أن التربية هي الفنّ الذي يعين على تحويل الشعوري إلى لا شعوري. ويؤكد إذا استحال الشعوري إلى لاشعوري بعث في النفس حركة لاإرادية متصلة، وإنما السبيل إلى هذه الغاية - وهي تحويل الشعوري إلى لاشعوري - هو قانون تنادي الخواطر، فيجب على المربي أن يحدث في نفس الطفل خواطر ينادي بعضها بعضًا يشعر بها الطفل في أول الأمر ثم تصبح جزءًا لا شعوريًّا من نفسه، ومهما يكن الشيء الذي تريد أن تعلمه للطفل سواء أكان لغة أو فن اصطناع الدراجة أو ركوب الخيل أو التوقيع على البيانو، فالحركة الآلية واحدة، وهي تحويل الشعوري إلى لاشعوري بواسطة تنادي الخواطر الذي يخلق الحركة اللاإرادية. ويضيف وإنما ينمى هذا اللاشعوري بإيجاد الحركة اللاإرادية، وهذه الحركة إذا تكررت أصبحت عادة؛ فإذا تكررت في أجيالٍ مختلفة أصبحت خلقًا مكونًا للجنس، وعمل المُربي هو التأثير في هذه الحركة اللاإرادية، بحيث يقويها إن كانت نافعة ويضعفها أو يزيلها إن كانت سيئة، فنحن إذن نكاد نكون المؤثر اللاشعوري في حياتنا، ولكننا متى كوناه عجزنا عن التأثير فيه فأصبح مسيطرًا على حياتنا، وإنما توجد هذه الحركة اللاإرادية بواسطة خواطر متكلفة يدعو بعضها بعضًا، ذلك شأن الطفل حين يتعلم المشي، وشأن الشاب إذا تعلم التوقيع على البيانو أو أي فن يدوي آخر. وليس من شك، كما يرى، في أن الحركة اللاإرادية التي تخلقها التربية ليست من القوة بمكان الحركة اللاإرادية التي بعُد بها العهد. ومن هنا كان أثر التربية ضعيفًا في تغيير الأخلاق والعادات التي توارثتها الجماعات والأجناس، فإذا لم تتكرر هذه الحركات اللاإرادية التي خلقتها التربية ضعفت ثم انمحت؛ لأنها أثر من آثار العادة، فإذا ذهبت العادة ذهبت معها. ومن هنا نجد الفارس والموسيقي كليهما معني بفنه يمرن نفسه فيه من وقتٍ إلى آخر؛ حتى لا ينساه ولا يجهله. ومن الظاهر أن بعض الحركات اللاإرادية قد يمانع بعضها الآخر، وأن إرادة قوية قد تستطيع ضبط هذه الحركات، فإذا أدنى إنسانٌ يده من عين إنسان آخر أغمضت هذه العين بحكم حركة لاإرادية، ولكن شيئًا من التمرين الإرادي يمكِّن الإنسان من أن يُبقي عينه مفتوحة دون أن يغمضها. ويوضّح والغاية العظمى التي ترمي إليها التربية إنما هي تنظيم الحركات اللاإرادية الموروثة. فكثير من الناس لا يزالون كما كانت آباؤهم في العصور الأولى خاضعين لهذه الحركات اللاإرادية يستجيبون لها دون نظام ولا تفكير، فهم كالسوداني الذي يبيع غطاءه صباحًا بكأس من الخمر ليشتريه إذا أقبل الليل وأقبل معه البرد. فلا بد إذن من تنظيم هذه الحركات تنظيمًا داخليًّا نفسيًّا، وقد وصل إلى هذا التنظيم ناس قليلون ولكن الكثرة المطلقة من النوع الإنساني لا تزال بعيدة عنه، فأما هؤلاء الذين يستطيعون تنظيم حركاتهم اللاإرادية فهم يكتفون بما لهم من بُعد النظر وحسن التدبر عن القوانين التي تنظم هذه الحركات تنظيمًا خارجيًّا، هم يضبطون أنفسهم بأنفسهم بينما غيرهم لا يضبطه إلا القانون، وظاهر أن الجماعات التي تقوم على خوف الشرطة لا قيمة لها.(2) أثر قانون تنادي الخواطر في تكوين بعض الغرائز وخصال الشع ......
#غوُستاف
#لوبون:
#الدعائم
#النفسيّة
#للتعليم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750471
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان يؤكد لوبون، في كتابه "روح التربية" التي نشرته "مؤسسة أُقرأ" وبترجمة عميد الأدب العربي طه حسين، يؤكد بأنّ ثمة دعائم نفسية للتعليم، إذا طبقنا هذه التعاليم وسرنا على نهجها، فسيصبح لدينا تعليم ناجح، ومؤسسات تربية قدوة يمكن أن نحتذى بها، ويوضّح ذلك بالنقاط التالية:(1)النظرية النفسية للتربية والتعليم: تحويل الشعوري إلى لاشعوري يختصر لوبون القواعد الأساسية النفسية للتربية والتعليم في صيغة واحدة كما يقول، وهي أن التربية هي الفنّ الذي يعين على تحويل الشعوري إلى لا شعوري. ويؤكد إذا استحال الشعوري إلى لاشعوري بعث في النفس حركة لاإرادية متصلة، وإنما السبيل إلى هذه الغاية - وهي تحويل الشعوري إلى لاشعوري - هو قانون تنادي الخواطر، فيجب على المربي أن يحدث في نفس الطفل خواطر ينادي بعضها بعضًا يشعر بها الطفل في أول الأمر ثم تصبح جزءًا لا شعوريًّا من نفسه، ومهما يكن الشيء الذي تريد أن تعلمه للطفل سواء أكان لغة أو فن اصطناع الدراجة أو ركوب الخيل أو التوقيع على البيانو، فالحركة الآلية واحدة، وهي تحويل الشعوري إلى لاشعوري بواسطة تنادي الخواطر الذي يخلق الحركة اللاإرادية. ويضيف وإنما ينمى هذا اللاشعوري بإيجاد الحركة اللاإرادية، وهذه الحركة إذا تكررت أصبحت عادة؛ فإذا تكررت في أجيالٍ مختلفة أصبحت خلقًا مكونًا للجنس، وعمل المُربي هو التأثير في هذه الحركة اللاإرادية، بحيث يقويها إن كانت نافعة ويضعفها أو يزيلها إن كانت سيئة، فنحن إذن نكاد نكون المؤثر اللاشعوري في حياتنا، ولكننا متى كوناه عجزنا عن التأثير فيه فأصبح مسيطرًا على حياتنا، وإنما توجد هذه الحركة اللاإرادية بواسطة خواطر متكلفة يدعو بعضها بعضًا، ذلك شأن الطفل حين يتعلم المشي، وشأن الشاب إذا تعلم التوقيع على البيانو أو أي فن يدوي آخر. وليس من شك، كما يرى، في أن الحركة اللاإرادية التي تخلقها التربية ليست من القوة بمكان الحركة اللاإرادية التي بعُد بها العهد. ومن هنا كان أثر التربية ضعيفًا في تغيير الأخلاق والعادات التي توارثتها الجماعات والأجناس، فإذا لم تتكرر هذه الحركات اللاإرادية التي خلقتها التربية ضعفت ثم انمحت؛ لأنها أثر من آثار العادة، فإذا ذهبت العادة ذهبت معها. ومن هنا نجد الفارس والموسيقي كليهما معني بفنه يمرن نفسه فيه من وقتٍ إلى آخر؛ حتى لا ينساه ولا يجهله. ومن الظاهر أن بعض الحركات اللاإرادية قد يمانع بعضها الآخر، وأن إرادة قوية قد تستطيع ضبط هذه الحركات، فإذا أدنى إنسانٌ يده من عين إنسان آخر أغمضت هذه العين بحكم حركة لاإرادية، ولكن شيئًا من التمرين الإرادي يمكِّن الإنسان من أن يُبقي عينه مفتوحة دون أن يغمضها. ويوضّح والغاية العظمى التي ترمي إليها التربية إنما هي تنظيم الحركات اللاإرادية الموروثة. فكثير من الناس لا يزالون كما كانت آباؤهم في العصور الأولى خاضعين لهذه الحركات اللاإرادية يستجيبون لها دون نظام ولا تفكير، فهم كالسوداني الذي يبيع غطاءه صباحًا بكأس من الخمر ليشتريه إذا أقبل الليل وأقبل معه البرد. فلا بد إذن من تنظيم هذه الحركات تنظيمًا داخليًّا نفسيًّا، وقد وصل إلى هذا التنظيم ناس قليلون ولكن الكثرة المطلقة من النوع الإنساني لا تزال بعيدة عنه، فأما هؤلاء الذين يستطيعون تنظيم حركاتهم اللاإرادية فهم يكتفون بما لهم من بُعد النظر وحسن التدبر عن القوانين التي تنظم هذه الحركات تنظيمًا خارجيًّا، هم يضبطون أنفسهم بأنفسهم بينما غيرهم لا يضبطه إلا القانون، وظاهر أن الجماعات التي تقوم على خوف الشرطة لا قيمة لها.(2) أثر قانون تنادي الخواطر في تكوين بعض الغرائز وخصال الشع ......
#غوُستاف
#لوبون:
#الدعائم
#النفسيّة
#للتعليم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750471
الحوار المتمدن
داود السلمان - غوُستاف لوبون: الدعائم النفسيّة للتعليم
داود السلمان : غوستاف لوبون: تفاسير التاريخ المختلفة
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (1) مبادئ التاريخ الروائية واللاهوتية والفلسفية يقول لوبون كان قدماء المؤرخين كهيرودُوتس قليلي الاكتراث لصحة الحوادث، وكان شأنهم مقتصرًا على استنساخ ما يسمعون من أقاصيص، وكانت هذه الأقاصيص تتألَّف حصرًا من ذكرياتٍ باقيةٍ في ذاكرة الناس والتاريخ إلى وقتٍ حديث، تألَّف من شهادة المعاصرين فقط. ولوبون هنا يتحدث عن تاريخ الغرب، وأما تاريخ العرب والمسلمين فهو يشبه ذلك إلى حدٍ ما، بل الصحيح أنّ تاريخ المسلمين كُتب بحوالي قرنين بعد وفاة النبي، وهو ما اطلقوا عليه بعصر التدوين، لذلك فقد انتاب هذا التاريخ شوائب كثيرة، ونقد لاذع من الدارسين لهذا التاريخ، فعدَّ بعضهم أنّه لا يعوّل عليه، وهنا لا نريد أن نتطرق إلى هذا الموضوع، فقد يأتي في زمانه ومكانه في بحوث لاحقة. وإذا كان التاريخ، كما يرى لوبون، مملوءًا إبهامًا وتفاسيرَ وهمية فلأنه ليس في الحقيقة غير تعبيرٍ باطنيٍّ عن بعض الحوادث الوجدية التي تتألَّف الحياة من مجموعها، فدراسة الحياة أمرٌ ضروريٌّ لفهم التاريخ؛ ولذلك رأينا أن نتكلم في هذا الكتاب عن السنن التي تسيطر عليه، والكلام للمؤلف. ويُعرّف التاريخ بأنّه قصص لبعض مظاهر الحياة يصدر عن منطقةٍ حافلةٍ بالأسرار دائمًا، وذلك لأن جميع الحادثات المترجِّحة بين تكوين خليةٍ بسيطةٍ ونمو الفكر الدماغي تظلُّ غير مدركةٍ من هذه الناحية، فيتعذر صوغ فرضيةٍ لتفسيرها، ويفوق إدراك حياة أحقر عضوٍ وسائل الذكاء كثيرًا. "ودراسة مثل هذا التطور تحتمل مرحلتين مختلفتين، ففي الأولى تُحَقَّق الحوادث فقط، وهي تُدْرَك في الثانية، ودرجات المعرفة المختلفة هذه تُلاحَظ بسهولةٍ في سواء الفكر الحديث، ولا بد له من القول ببعض الإيضاحات التي لا يمكنه إدراكها بعدُ، ومن ذلك مثلًا: انتشار فكرة كون دائم التحوُّل، فلا يوجد له أولٌ ولا حد ولا آخر، وتُضاف إلى الأبدية القائمة أمامنا، والسهل إدراكها نسبيًّا، أبديةٌ قائمةٌ وراءنا فيلوح أن النفس ملزمةٌ بقبولها، ولكن من غير أن تتمثَّلها، وتقوم الهندسة نفسها على تعريفاتٍ أُلزم العقل بقبولها من غير أن يُدركها، كما أثبت ذلك منذ زمنٍ طويل". فتثبت هناك تشويهات حماسية في جُل الحوادث، فيعتقد لوبون وبالتشويهات الحماسية والمسرحية ننال وهم حقيقةٍ يعرف المؤرخ الفيلسوف جيدًا أنه لا يستطيع بلوغها. وعليه، لوبون يرى إنّ من الواضح أن المؤرخ كلما كان متفنِّنًا قلَّ تدقيقه، فالواقع أن عيانه الشخصي البالغ الشدة يقوم مقام الحقائق، ويكفي عددٌ قليلٌ من المبادئ غير الثابتة لتزويد خياله. ويدل هذا الدور الخصيب الذي يمارسه الخيال في الأقاصيص التاريخية على السبب في كون إدراك الحادث عينه يختلف باختلاف المؤرخين تبعًا لمبادئ كل زمن. لذلك، بحسب المؤلف، تدل الكتب التاريخية التي أُلِّفَتْ في ذلك الزمن الطويل على درجة ما يمكن العوامل الدينية أن تؤثر به في أفكار الناس، وعلى مقدار بساطة المبدأ العامِّ عن الكون في ذلك الحين. إذ، وإلى وقتٍ قريب نسبيًّا، بحسب لوبون، كان على هذا الاعتقاد الصبياني فلاسفة فُضلاء. وقد ساق هذا الاعتقاد لبْنِتْز إلى أفكارٍ كثيرة التفاؤل، فكان يقول إن العالم بالغ الصلاح بحكم الضرورة؛ وذلك لأنه لا حدَّ لحكمة الرب وكرمه. ولهذا لم تأخذ مبادئ التاريخ اللاهوتية في الزوال إلا بعد أن أثبت تقدُّم العلم كون جميع حوادث العالم خاضعةً لسُننٍ وثيقة لا تعرف الهوى. وبالتالي يقول لوبون يَظهر أمرًا حقيقيًّا إذن كونُ التاريخ ينطوي على علل عامة، ثم على ما لا يُحصيه عدٌّ من العلل الصغيرة الاستثنائية التي يمكن أن تُشتقَّ من الأو ......
#غوستاف
#لوبون:
#تفاسير
#التاريخ
#المختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751166
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان (1) مبادئ التاريخ الروائية واللاهوتية والفلسفية يقول لوبون كان قدماء المؤرخين كهيرودُوتس قليلي الاكتراث لصحة الحوادث، وكان شأنهم مقتصرًا على استنساخ ما يسمعون من أقاصيص، وكانت هذه الأقاصيص تتألَّف حصرًا من ذكرياتٍ باقيةٍ في ذاكرة الناس والتاريخ إلى وقتٍ حديث، تألَّف من شهادة المعاصرين فقط. ولوبون هنا يتحدث عن تاريخ الغرب، وأما تاريخ العرب والمسلمين فهو يشبه ذلك إلى حدٍ ما، بل الصحيح أنّ تاريخ المسلمين كُتب بحوالي قرنين بعد وفاة النبي، وهو ما اطلقوا عليه بعصر التدوين، لذلك فقد انتاب هذا التاريخ شوائب كثيرة، ونقد لاذع من الدارسين لهذا التاريخ، فعدَّ بعضهم أنّه لا يعوّل عليه، وهنا لا نريد أن نتطرق إلى هذا الموضوع، فقد يأتي في زمانه ومكانه في بحوث لاحقة. وإذا كان التاريخ، كما يرى لوبون، مملوءًا إبهامًا وتفاسيرَ وهمية فلأنه ليس في الحقيقة غير تعبيرٍ باطنيٍّ عن بعض الحوادث الوجدية التي تتألَّف الحياة من مجموعها، فدراسة الحياة أمرٌ ضروريٌّ لفهم التاريخ؛ ولذلك رأينا أن نتكلم في هذا الكتاب عن السنن التي تسيطر عليه، والكلام للمؤلف. ويُعرّف التاريخ بأنّه قصص لبعض مظاهر الحياة يصدر عن منطقةٍ حافلةٍ بالأسرار دائمًا، وذلك لأن جميع الحادثات المترجِّحة بين تكوين خليةٍ بسيطةٍ ونمو الفكر الدماغي تظلُّ غير مدركةٍ من هذه الناحية، فيتعذر صوغ فرضيةٍ لتفسيرها، ويفوق إدراك حياة أحقر عضوٍ وسائل الذكاء كثيرًا. "ودراسة مثل هذا التطور تحتمل مرحلتين مختلفتين، ففي الأولى تُحَقَّق الحوادث فقط، وهي تُدْرَك في الثانية، ودرجات المعرفة المختلفة هذه تُلاحَظ بسهولةٍ في سواء الفكر الحديث، ولا بد له من القول ببعض الإيضاحات التي لا يمكنه إدراكها بعدُ، ومن ذلك مثلًا: انتشار فكرة كون دائم التحوُّل، فلا يوجد له أولٌ ولا حد ولا آخر، وتُضاف إلى الأبدية القائمة أمامنا، والسهل إدراكها نسبيًّا، أبديةٌ قائمةٌ وراءنا فيلوح أن النفس ملزمةٌ بقبولها، ولكن من غير أن تتمثَّلها، وتقوم الهندسة نفسها على تعريفاتٍ أُلزم العقل بقبولها من غير أن يُدركها، كما أثبت ذلك منذ زمنٍ طويل". فتثبت هناك تشويهات حماسية في جُل الحوادث، فيعتقد لوبون وبالتشويهات الحماسية والمسرحية ننال وهم حقيقةٍ يعرف المؤرخ الفيلسوف جيدًا أنه لا يستطيع بلوغها. وعليه، لوبون يرى إنّ من الواضح أن المؤرخ كلما كان متفنِّنًا قلَّ تدقيقه، فالواقع أن عيانه الشخصي البالغ الشدة يقوم مقام الحقائق، ويكفي عددٌ قليلٌ من المبادئ غير الثابتة لتزويد خياله. ويدل هذا الدور الخصيب الذي يمارسه الخيال في الأقاصيص التاريخية على السبب في كون إدراك الحادث عينه يختلف باختلاف المؤرخين تبعًا لمبادئ كل زمن. لذلك، بحسب المؤلف، تدل الكتب التاريخية التي أُلِّفَتْ في ذلك الزمن الطويل على درجة ما يمكن العوامل الدينية أن تؤثر به في أفكار الناس، وعلى مقدار بساطة المبدأ العامِّ عن الكون في ذلك الحين. إذ، وإلى وقتٍ قريب نسبيًّا، بحسب لوبون، كان على هذا الاعتقاد الصبياني فلاسفة فُضلاء. وقد ساق هذا الاعتقاد لبْنِتْز إلى أفكارٍ كثيرة التفاؤل، فكان يقول إن العالم بالغ الصلاح بحكم الضرورة؛ وذلك لأنه لا حدَّ لحكمة الرب وكرمه. ولهذا لم تأخذ مبادئ التاريخ اللاهوتية في الزوال إلا بعد أن أثبت تقدُّم العلم كون جميع حوادث العالم خاضعةً لسُننٍ وثيقة لا تعرف الهوى. وبالتالي يقول لوبون يَظهر أمرًا حقيقيًّا إذن كونُ التاريخ ينطوي على علل عامة، ثم على ما لا يُحصيه عدٌّ من العلل الصغيرة الاستثنائية التي يمكن أن تُشتقَّ من الأو ......
#غوستاف
#لوبون:
#تفاسير
#التاريخ
#المختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751166
الحوار المتمدن
داود السلمان - غوستاف لوبون: تفاسير التاريخ المختلفة