الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دعاء حسن : شبح العوز المادي
#الحوار_المتمدن
#دعاء_حسن عندما نتحدث عن مصطلح العوز المادي يخطر ببالنا صورة الكائن البشري ،الوقع في قبضة براثن الجوع، والتشرد والمرض والهامشية الرثة؛ التي تجعله لايستطيع العيش بحرية وكرامة، محرومًا من الحد الادني من الضرورات التي تضمن استمرار وجوده على قيد الحياة . هذا هو العوز المهين الذي تُدهس فيه كل القيم الإنسانية والطبيعة الفطرية. نحن أمام ظاهرة معتلة ملازمة للاستغلال واللا مساواة والتهميش وأيضًا وسيلة لإذلال الفرد وقهره وحرمانه من التحكم في مقدرات حياته، وعجزه عن التأثير في المجتمع، تتنامى هذه الظاهرة وتتفشى في ظل وجود عمليات الهيمنة الرأسمالية المتواصلة بغية إنتاج واقع مؤلم بكل تجلياته الماثلة أمام اعيننا، هذه ديناميكية مشتركة فى جميع دول العالم بدرجات متفاوتة وبصور متنوعة. ولكنها تظهر بجلاء في المجتمعات الفقيرة والمعدمة، والتي تُسمى – على نحو مهذب – المجتمعات النامية. ظاهرة العوز المادي هي شكل من أشكال الاستبعاد الاجتماعي، يناضل الأفراد من أجل إشباع احتياجتهم الأساسية، وقد يعجزون عن تحقيق ذلك، مما يولد لـديهم شعور بالعجز واليأس والدونية، مما يجعل هذه الفئة من البشر تعيش في حالة من التهميش والانطواء علـى أنفسهم، ويصبحون في عزلة اجتماعية دائمة، وفي أحيان كثير يصبح قطاع كبير منهم إلى تربة خصبة لزراعة أفكار متطرفة، سواء من جماعات إرهابية أو عصابات إجرامية؛ ليس لمجرد لمجرد إشباع حاجتهم المادية فحسب، ولكن أيضًا بسبب ما يعتمل بداخلهم من حقد دفين تجاه المجتمع، وكراهيتهم له وفقدانهم الثقة فى مؤسساته. إن الشعور بالعوز المادي قد يدفع الفرد - في بعض الأحيان - إلي ارتكاب بعض الجرائم كالسرقة – مثلاً – من أجل إشباع حاجاته الأساسية، ويُعد هذا الشخص - فى نظر القانون - لصًا يستأهل العقاب. على الجانب الآخر، تتم السرقة على يد الأغنياء والأثرياء ورجالات الدولة والمسئولين الكبار؛ الذين بمتصون دم العمال والكادحين من فئات الدنيا للشعب، في مثل هذه الحالات يتم النظر إلى هؤلاء اللصوص الكبار، لا بوصفهم مجرمين؛ وإنما باعتبارهم الساهرين على مصلحة الوطن والمواطن!! وتزداد الطين بلة حين يسعى أولئك اللصوص لتجميل صورتهم - في نظر الناس والمجتمع – فيعلنون عن تبرعهم من أجل الوطن بمبلغ من المال يعادل جزءًا ضيلاً من واحدة من الصفقات التي يتربحون منها!! إن سياسة الصدقات والتبرعات والهبات التي تتم على شاشات التليفزيون، هى في حقيقة الأمر إمتهانً لكرامة الإنسان وإذلالٌ له. ومن أجمل ما قيل عن «العوز المادي» مقولة المناضل الثائر «تشي جيفارا» الذي قال: «إن الفقر ليس عيبًا ...» وكان على وشك أن يستطرد من أجل إكمال كلامه، إذ كان يريد أن يقول: ... بل هو جريمة»ولكن الأغنياء قاطعوه بالتصفيق الحاد!! لاشك إن الظلم وتبني السياسات الطبقية التي تعمل على إغناء الغني وإفقار الفقير؛ هي متلازمة الأنظمة الإستبدادية، التي تتصف بخصال من أهمها غياب العدل والافتقار إلى المساواة في توزيع الدخل القومي، والعمل على اتساع دائرة الحرمان المادي، التي تُعد أقصر الطرق وأسرعها لنشر العبودية والتبعية وتغييب الوعي، ولقد عبر كارل ماركس عن ذلك بوضوح شديد؛ في مقولته الشهيرة: «الفقر لا يصنع الثورة، إنما الوعي بالفقر هو الذي يصنع الثورة. أما الطاغية، فمهمته تكمن في أن يجعلك فقيراً، في حين أن مهمة رجل الدين المتحالف مع الطاغية هى تغييب وعيك». إذ يسعى الحاكم المستبد إلى السيطرة على شعبه وجعله عاجزاً خاضعاً لإرادته، يستمد قدرته على السيطرة من الحاجة المستمرة للطرف الآخر بدلاً من المواجهة، فالعبودية لكي ......
#العوز
#المادي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722606