الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سليمان جبران : الترادف: غنى أم ثرثرة؟
#الحوار_المتمدن
#سليمان_جبران سليمان جبران: الترادف: غنى أم ثرثرة؟من كتاب " على هامش التجديد والتقليد في اللغة العربية المعاصرة" ص. 79 – 87.يفخر كثيرون منّا بغنى اللغة العربيّة، مشيرين إلى عشرات الأسماء في اللغة للمسمّى الواحد، كأسماء السيف والرمح والفرس والناقة وغيرها. فهل الترادف المذكور يُثري اللغة ويرتقي بها فعلا، أم هو انتفاخ وترهّل يثقلان كاهلها، ويعيقان حركتها في هذا العصر العاصف؟لا بدّ أوّلا من السؤال: هل يمكن أنْ يكون الترادف، بمعنى قيام أكثر من لفظة لدلالة واحدة، من سِمات اللغة في منشئها الأوّل؟ هل يُعقل أنْ تكون اللغة في مراحلها البدئية ابتكرتْ أكثر من كلمة لتؤدّي جميعها معنى واحدا، أمْ هو ظاهرة لغويّة متأخّرة، نشأتْ خلال قرون طويلة من تداول اللغة وتسخيرها في تلبية حاجات أسلوبيّة وبلاغيّة طارئة؟ في اللغة العربية بالذات، يذكر علماء اللغة أنّ الترادف ربّـما نشأ بعضه عن وضع القبائل المختلفة أكثر من لفظ للدلالة الواحدة. إلّا أنّ معظم المترادفات في العربية نشأتْ، في رأينا، بعد استقرار اللغة، خلال تداولها في الحياة وفي الأدب، على مرّ السنين، وهذا ما يعنينا هنا بالذات.في استطراد بديع للشدياق، كما يسمّي هو استطراداته، يرى "جبّار القرن التاسع عشر" بحقّ أنّ الترادف ليس أصيلا في اللغة، ولكنها ألفاظ كانتْ متقاربة الدلالة ذهب تداولها على مرّ العصور بالفوارق الدقيقة بينها، فبدتْ لنا نحن المتأخّرين مترادفة: "على أنّي لا أذهب إلى أنّ الألفاظ المترادفة هي بمعنى واحد وإلا لسمّوها المتساوية، وإنـّما هي مترادفة بمعنى أنّ بعضها قد يقوم مقام بعض [...] فخصّت العرب كلّ نوع منها باسم، ولبعد عهدهم عنّا تظنّيناها بمعنى واحد".من هذا الباب، مثلا، النسَب والحسَب. نستخدم اليوم هذين اللفظين بدلالة واحدة، كما لو كانا مترادفين، ونعني بكليهما: الآباء والأجداد الذين ينتسب إليهم المرء، وفي الغالب بالدلالة الإيجابية، أي كرم الأصل والمحتد. وفي لغتنا المحكية أيضا نقول: ابن الحسب والنسب، بالدلالة الإيجابية ذاتـها. إلا أنّ هذين اللفظين، في معناهما الأوّلي، يحملان دلالتين مختلفتين، وإنْ كانتا متقاربتين. فالنسب، والجمع أنساب، هو مصدر الفعل نسب، ويعني طبعا من تنتسب أو تنتمي إليه، أو الأصل. أمّا الحسب، والجمع أحساب أيضا، فهو مصدر الفعل حسب، ومعناه الأصلي العدد والقدر، وفي السياق هنا الفعال الصالح (لسان العرب). بكلمة أخرى: النسب شرف الأصل، والحسب هو المكانة التي يحقّقها المرء بنفسه لا بآبائه وأجداده. إلا أنّ تداول هذين اللفظين، مقترنين عادة، على مرّ العصور، ذهب بالاختلاف بينهما، كما ذكرنا، فصارا مترادفين، بدلالة واحدة هي شرف الأصل. تماما كما تتشابه حجارة الوادي بعد أن يجرفها السيل مسافة طويلة في "احتكاك" متواصل. هذا هو التطوّر الدلالي المؤدّي إلى الترادف الذي أشار إليه الشدياق، بأسلوبه هو. ومثل النسب والحسب: الأصل والفصل، والحزم والعزم؛ نفس التطوّر الدلالي ونفس الترادف.يتشكّل الترادف أيضا، في أحيان كثيرة، بتحوّل صفة اسم الذات إلى اسم ذات، فيغدو بذلك في المعاجم والاستعمال مرادفا لاسم الذات الأصلي. فالماضي، تعني القاطع طبعا، وهي صفة للسيف أيضا، ولذلك صارتْ تعني السيف ذاته، وتجمع على مواضٍ. ومثل الماضي، صفة تذوّتت أو تحوّلت إلى اسم ذات، مئات بل آلاف من مترادفات السيف والفرس والناقة والصحراء إلى غير ذلك. من هذا الباب أيضا يمكن اعتبار تسمية الكلّ بالجزء. فالقناة، وجمعها قنا، تعني عود أو عصا الرمح، والسنان، وجمعها أسنّة، تعني نصل أو رأس الرمح. إلا أنّ اللفظين كليهما تحوّلت دلالتهما فغدتْ ب ......
#الترادف:
#ثرثرة؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712694