حسين عيسى : محطات أبدية
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى ثمة أمور في حياة المرء لايسعه إلقائها خلف ظهره وهذا الشيء صحيح بالنسبة لي أنا على الأقل ، انا الذي أدركتني الشيخوخة قبل الاوان ؛ أذ انطوت حياتي على ومضات لن أبارحه أبداً ، لمحات من أيام حياتي الغابرة ، لمحات تجذرت في قرارة نفسي ، وترسخت في أعماق روحي لأنها مفعمة بمعنى ما ، معنى لا أستطيع تحديده ، معنى بلامعنى لانه قد لايعني شيئاً للأخرين .. والآن وأنا أحث الخطى على طريق النهاية مثقلاً بعنائي وذكرياتي ستموت معي هذه الومضات وقد لاتكون الخسارة فادحة الى هذه الدرجة ، لان ومضاتي هذه كانت قد اختفت فعلاً منذ زمن بعيد ، زمن ضم بين حناياه حيزاً أعتدت على رؤيتِك فيه وانت تمارسين شيئاً من طقوس حياتك اليومية لكن كل ذلك أنتهى الآن ، أنتهى ذلك الزمان وأنتهيت أنتِ أيضاً وبعد قليل سأكون أنا نفسي قد أنتهيت ؛هذه هي الحقيقة لكني في هذه اللحظة أراك وكأني أراك لأول مرة عندما كنت تخطرين عبر فناء المدرسة تسيرين بنفس إيقاع خطاك الذي لم يغادر دمّي الى الآن ، لقد شدني شيء ما في مشيتك وفي ميلان جذعك الى الأمام قليلاً ، بكبرياء وحياء ، وكأنكِ تحاولين إخفاء شيءٍ ما ، كنت أراك تخطرين عبر فناء المدرسة ومن مشيتك كان ينبعث زهو غامض ، شيء ما أصابني وقتذاك ، شيء بلا معنى ، شيء عميق الغور ، لكن لايهم ذلك الآن بيد أن تلك اللمحات المضيئة لا تزال تذكّرني بك ، تذكرني بمشيتك في ذلك اليوم ، عندما رحت تتنقّلِين خطاك عبر فناء المدرسة ، تلك المدرسة بالذات ، تلك السنة بالذات ، ذلك الصباح بالذات ، في وقت ما من أواسط ذلك الخريف ، لقد أسرّت لي حركات جسدك بشيء ما في تلك اللحظة وذلك المكان ، شيء كان يلوح في تعطفات جسدك ، شيء تجذر في نفسي وفي ذاكرتي .. لكِ أن تضحكي ، نعم أضحكي لأن الأمر بلامعنى ، لكن ذلك الشيء ا ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673235
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى ثمة أمور في حياة المرء لايسعه إلقائها خلف ظهره وهذا الشيء صحيح بالنسبة لي أنا على الأقل ، انا الذي أدركتني الشيخوخة قبل الاوان ؛ أذ انطوت حياتي على ومضات لن أبارحه أبداً ، لمحات من أيام حياتي الغابرة ، لمحات تجذرت في قرارة نفسي ، وترسخت في أعماق روحي لأنها مفعمة بمعنى ما ، معنى لا أستطيع تحديده ، معنى بلامعنى لانه قد لايعني شيئاً للأخرين .. والآن وأنا أحث الخطى على طريق النهاية مثقلاً بعنائي وذكرياتي ستموت معي هذه الومضات وقد لاتكون الخسارة فادحة الى هذه الدرجة ، لان ومضاتي هذه كانت قد اختفت فعلاً منذ زمن بعيد ، زمن ضم بين حناياه حيزاً أعتدت على رؤيتِك فيه وانت تمارسين شيئاً من طقوس حياتك اليومية لكن كل ذلك أنتهى الآن ، أنتهى ذلك الزمان وأنتهيت أنتِ أيضاً وبعد قليل سأكون أنا نفسي قد أنتهيت ؛هذه هي الحقيقة لكني في هذه اللحظة أراك وكأني أراك لأول مرة عندما كنت تخطرين عبر فناء المدرسة تسيرين بنفس إيقاع خطاك الذي لم يغادر دمّي الى الآن ، لقد شدني شيء ما في مشيتك وفي ميلان جذعك الى الأمام قليلاً ، بكبرياء وحياء ، وكأنكِ تحاولين إخفاء شيءٍ ما ، كنت أراك تخطرين عبر فناء المدرسة ومن مشيتك كان ينبعث زهو غامض ، شيء ما أصابني وقتذاك ، شيء بلا معنى ، شيء عميق الغور ، لكن لايهم ذلك الآن بيد أن تلك اللمحات المضيئة لا تزال تذكّرني بك ، تذكرني بمشيتك في ذلك اليوم ، عندما رحت تتنقّلِين خطاك عبر فناء المدرسة ، تلك المدرسة بالذات ، تلك السنة بالذات ، ذلك الصباح بالذات ، في وقت ما من أواسط ذلك الخريف ، لقد أسرّت لي حركات جسدك بشيء ما في تلك اللحظة وذلك المكان ، شيء كان يلوح في تعطفات جسدك ، شيء تجذر في نفسي وفي ذاكرتي .. لكِ أن تضحكي ، نعم أضحكي لأن الأمر بلامعنى ، لكن ذلك الشيء ا ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673235
الحوار المتمدن
حسين عيسى - محطات أبدية
حسين عيسى : ذات ليلة في يناير
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى في اللحظة التي قررت فيها الإيواء الى السرير ، رنّ التلفون، كنت قد رتبت البيت وأطفأت الأضوية في الغرفة وتركت فقط التلفزيون مفتوحاً ليغسل الغرفة بوهجٍ أزرق، التقطت التلفون بعد الرنة الأولى ، لم أسمع صوتاً من الجانب الآخر ، سوى خشخشة التلفون وحفيف الريح الناعم قلت : نعم .. من يتكلم ؟لاجواب فخطر لي أنه ربما صديقاً اتصل ليُهنأني بعد سَفرتي هذهِسألت من هذا ؟لكن لاجواب هذه المرة أيضاً ، أخفضت صوت التلفزيون وخيل لي أني سمعت صوت أنفاسٍ كانت أنفاساً خافته تصدر من فمٍ قريب جداٌ من سماعة التلفون في الجانب الآخر ؛ لكني كنت في شك من أمرها حقيقة هي أم خيال أم مجرد خشخشة في الخط ..قلت سأقفل الخط الآن ولبثت واقفاً في مكاني أنتظرتُ وأذني مُتحفز لسماع أقل نأمة ، كان التلفزيون يعرض فيلماً إعلانيّاً يصور نحلة تحط على زهرة ، ثم سيارة تسير عبر أحد الصحارى و عارضة أزياء بشعر طويل أشقر تسير على منصة لعرض الأزياء ، كانت جميع اللقطات تتحرك ببطء مع قطعات سريعة بدت لي مشاهدة الإعلان التلفزيوني دون صوت، شيء يبعث على الأستغراب! خُيّل لي اني رأيت هذا الإعلان آلاف المرات وأعرف بالضبط ماذا سيقولون أويفعلون ، كنت أستطيع قراءة الكلمات على شفاههم رغم غياب الصوت قلت سأغلق الخط الآن..لكني عندما هممت بغلق الخط فعلاً سمعت صوتاً مألوفاً تقول هذا أنا...قلت ياآلهي لقد أخفتنيسألتني هل تستطيع الكلام ؟قلت بلى أستطيع لا زلت مستيقظاَ كنت أشاهد فيلماً في التلفزيون سألتني كيف حالك ؟كانت تتحدث بصوت خفيض يشُوبهُ الغموض وكأنها تنبعث من مكان سحيق قلت لاأدري كالعادة ، وأنتِ؟قالت لاأدري كالعادة وضحكنا ..سألتني كيف كانت السفرة ؟قلت جيدة جيدة جداً حلّ بيننا صمت لم يبدده أيُّ منا لكني كنت أسمع حفيف الريح وأتخيّل نبضات الهاتف وهي تسري في الأسلاك عبر المسافات الممتدة من... الى هنا .سألتني أين تسكن ؟في فندق يُدعى قراند إبيزهل تطل نافذتك على منظر ؟نعم قل لي ماذا ترى الآن ؟أوه ... إنها باريس القذرة العجوزة أمامي نهر السين ، وكذلك رصيف السفن ومحطة جيفال ، وثمة عاشقان تحت مظلة.. إنها تمطر تمطر كما هو شأن سماء باريس دائماً قالت: أنا أحب الفنادق إنها عامرة بالحياة قلت لقد اشتقت إليكِ حقاً لم تُجب !ظلّت صامتهأردت أن أقول شيئاً... أيّ شيء لكني لم أجد ما أقول قالت : أفتقدتك أريدك أن تعود قلت لن أعود لا أستطيع كيف ذلك ؟لقد فات الأوان حدقت بالتلفزيون ورحت أبدل القنوات بالريموت كمن في غيبوبة وعلى الشاشة رجل يقبّل إمرأة ثم يطوق أحدهما الآخر ويختفيان في شارع ماطر كثيفالضباب سمعت من الطرف الآخر لخط التلفون ليلة سعيدة قلت ليلة سعيدة ..لكن لم يجرؤ أي منا على غلق الخط ومكثنا كل في مكانه مُصغين لصفير الخط ، مصغين لصمتينا قلت لاتقطعي ثم أنقطع الإتصال. ......
#ليلة
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680191
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى في اللحظة التي قررت فيها الإيواء الى السرير ، رنّ التلفون، كنت قد رتبت البيت وأطفأت الأضوية في الغرفة وتركت فقط التلفزيون مفتوحاً ليغسل الغرفة بوهجٍ أزرق، التقطت التلفون بعد الرنة الأولى ، لم أسمع صوتاً من الجانب الآخر ، سوى خشخشة التلفون وحفيف الريح الناعم قلت : نعم .. من يتكلم ؟لاجواب فخطر لي أنه ربما صديقاً اتصل ليُهنأني بعد سَفرتي هذهِسألت من هذا ؟لكن لاجواب هذه المرة أيضاً ، أخفضت صوت التلفزيون وخيل لي أني سمعت صوت أنفاسٍ كانت أنفاساً خافته تصدر من فمٍ قريب جداٌ من سماعة التلفون في الجانب الآخر ؛ لكني كنت في شك من أمرها حقيقة هي أم خيال أم مجرد خشخشة في الخط ..قلت سأقفل الخط الآن ولبثت واقفاً في مكاني أنتظرتُ وأذني مُتحفز لسماع أقل نأمة ، كان التلفزيون يعرض فيلماً إعلانيّاً يصور نحلة تحط على زهرة ، ثم سيارة تسير عبر أحد الصحارى و عارضة أزياء بشعر طويل أشقر تسير على منصة لعرض الأزياء ، كانت جميع اللقطات تتحرك ببطء مع قطعات سريعة بدت لي مشاهدة الإعلان التلفزيوني دون صوت، شيء يبعث على الأستغراب! خُيّل لي اني رأيت هذا الإعلان آلاف المرات وأعرف بالضبط ماذا سيقولون أويفعلون ، كنت أستطيع قراءة الكلمات على شفاههم رغم غياب الصوت قلت سأغلق الخط الآن..لكني عندما هممت بغلق الخط فعلاً سمعت صوتاً مألوفاً تقول هذا أنا...قلت ياآلهي لقد أخفتنيسألتني هل تستطيع الكلام ؟قلت بلى أستطيع لا زلت مستيقظاَ كنت أشاهد فيلماً في التلفزيون سألتني كيف حالك ؟كانت تتحدث بصوت خفيض يشُوبهُ الغموض وكأنها تنبعث من مكان سحيق قلت لاأدري كالعادة ، وأنتِ؟قالت لاأدري كالعادة وضحكنا ..سألتني كيف كانت السفرة ؟قلت جيدة جيدة جداً حلّ بيننا صمت لم يبدده أيُّ منا لكني كنت أسمع حفيف الريح وأتخيّل نبضات الهاتف وهي تسري في الأسلاك عبر المسافات الممتدة من... الى هنا .سألتني أين تسكن ؟في فندق يُدعى قراند إبيزهل تطل نافذتك على منظر ؟نعم قل لي ماذا ترى الآن ؟أوه ... إنها باريس القذرة العجوزة أمامي نهر السين ، وكذلك رصيف السفن ومحطة جيفال ، وثمة عاشقان تحت مظلة.. إنها تمطر تمطر كما هو شأن سماء باريس دائماً قالت: أنا أحب الفنادق إنها عامرة بالحياة قلت لقد اشتقت إليكِ حقاً لم تُجب !ظلّت صامتهأردت أن أقول شيئاً... أيّ شيء لكني لم أجد ما أقول قالت : أفتقدتك أريدك أن تعود قلت لن أعود لا أستطيع كيف ذلك ؟لقد فات الأوان حدقت بالتلفزيون ورحت أبدل القنوات بالريموت كمن في غيبوبة وعلى الشاشة رجل يقبّل إمرأة ثم يطوق أحدهما الآخر ويختفيان في شارع ماطر كثيفالضباب سمعت من الطرف الآخر لخط التلفون ليلة سعيدة قلت ليلة سعيدة ..لكن لم يجرؤ أي منا على غلق الخط ومكثنا كل في مكانه مُصغين لصفير الخط ، مصغين لصمتينا قلت لاتقطعي ثم أنقطع الإتصال. ......
#ليلة
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680191
الحوار المتمدن
حسين عيسى - ذات ليلة في يناير
حسين عيسى : في غياهب الغربة
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى بعد ان التهمت شريحة سمك دافئ وضعت رأسي مرة أخري علي الارض الرطبة نوعاً ما ونزعت بألم خوذتي من علي رأسي ، أغلقت عينيّ وسمحت لعقلي بإفراغ تلك المحتويات المثقوبة ، تماماً كما يفرغ الفودكا بمجرّد فتحها ، نمت علي الفور تقريباً ..عند إستيغاظي وجدت الساعة قد شارفت على التاسعة ، لم أبالي لا شيء يستحق المبالاة اصلاً سوي برودة طقس هذه البلادنهضت وسحبت نفساً عميقاً تاركاً تلك الافكار الخاوية تعود ببطء حيث كانت ، تلك الافكار التي يجعل المرء يشعر بالإمتنان والتي لا يمكن نسيانها بأي شكل كان كما لم أنسي ذلك الصباح قط ؛ نعم ذلك الصباح بالذات..فقد شعرت بنوع من الضجر عندما وجدت نفسي واقفاً في طابور طويل للّاجئين انتظر دوري لتناول وجبة، لم يكن الأمر سهلاً في البداية لكن ما كان يقابلني من الاحترام والحس الانساني هنالك يجعلني متسامحاً وطيب الخاطر ، إذ ما كان علينا سوي اطاعة نظام صارم.. هكذا كانت البداية وما كان لي إلا ان اقنع نفسي وأستسلم لمشيئة قدري وأتأقلم مع مَن حوليفي ذلك الصباح كانت تقف أمامي امرأة آسيوية مشدوهة في الصف الطويل تحمل رضيعاً بيدها وآخر في ظهرها ناهيك عن اثنان يلتفّان حولها لم يتعدي اكبرهم عشر عاما !انتابني دهشة متسائلاً ؛ كيف وصلو الي هنا ؟ لا زلت اتساءل !لكن اخيراً حصلت علي وجبتي كوب شوربة لذيذة كانت كافية لإشباع خاملٍ علي شاكلتي ، فلم يكن لدي احد منا همٌّ سوي الاكل والنوم ومن بعده ثرثرة عنيفة عن تلك الرحلة الأسطورية التي لا تخلو من المتعة مثلما لا تخلو من التهوّر بالتأكيد ، أحاديث مبتورة كلّ بلغته والكل يفهم ما يقال رغم تنوعنا العرقي والثقافي والديني.. هذه لحظات من حكاية طويلة زاخرة بالأحداث ..صحاري وطرقات ، بحار وأمواج ، سواحل وموانئ ، مدن و مخيّمات ، ازقّة ومحطات ، معارف ورفاقِ الدروب ..أفكار وأوجاع ؛ هموم وذكرياتهي مجرد لحظات عابرة في هذه الحياة ، في مكان ما من هذا الارض أردت تدوينها فلم اجد مكاناً شاغراً يحتويها ربما لقساوة احرفها ؛ لا أعرف !لكن هذه الشاشة البيضاء قد تحتمل بؤس هذه الكلمات.باليرمو - إيطاليامن اليوميات ......
#غياهب
#الغربة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680550
#الحوار_المتمدن
#حسين_عيسى بعد ان التهمت شريحة سمك دافئ وضعت رأسي مرة أخري علي الارض الرطبة نوعاً ما ونزعت بألم خوذتي من علي رأسي ، أغلقت عينيّ وسمحت لعقلي بإفراغ تلك المحتويات المثقوبة ، تماماً كما يفرغ الفودكا بمجرّد فتحها ، نمت علي الفور تقريباً ..عند إستيغاظي وجدت الساعة قد شارفت على التاسعة ، لم أبالي لا شيء يستحق المبالاة اصلاً سوي برودة طقس هذه البلادنهضت وسحبت نفساً عميقاً تاركاً تلك الافكار الخاوية تعود ببطء حيث كانت ، تلك الافكار التي يجعل المرء يشعر بالإمتنان والتي لا يمكن نسيانها بأي شكل كان كما لم أنسي ذلك الصباح قط ؛ نعم ذلك الصباح بالذات..فقد شعرت بنوع من الضجر عندما وجدت نفسي واقفاً في طابور طويل للّاجئين انتظر دوري لتناول وجبة، لم يكن الأمر سهلاً في البداية لكن ما كان يقابلني من الاحترام والحس الانساني هنالك يجعلني متسامحاً وطيب الخاطر ، إذ ما كان علينا سوي اطاعة نظام صارم.. هكذا كانت البداية وما كان لي إلا ان اقنع نفسي وأستسلم لمشيئة قدري وأتأقلم مع مَن حوليفي ذلك الصباح كانت تقف أمامي امرأة آسيوية مشدوهة في الصف الطويل تحمل رضيعاً بيدها وآخر في ظهرها ناهيك عن اثنان يلتفّان حولها لم يتعدي اكبرهم عشر عاما !انتابني دهشة متسائلاً ؛ كيف وصلو الي هنا ؟ لا زلت اتساءل !لكن اخيراً حصلت علي وجبتي كوب شوربة لذيذة كانت كافية لإشباع خاملٍ علي شاكلتي ، فلم يكن لدي احد منا همٌّ سوي الاكل والنوم ومن بعده ثرثرة عنيفة عن تلك الرحلة الأسطورية التي لا تخلو من المتعة مثلما لا تخلو من التهوّر بالتأكيد ، أحاديث مبتورة كلّ بلغته والكل يفهم ما يقال رغم تنوعنا العرقي والثقافي والديني.. هذه لحظات من حكاية طويلة زاخرة بالأحداث ..صحاري وطرقات ، بحار وأمواج ، سواحل وموانئ ، مدن و مخيّمات ، ازقّة ومحطات ، معارف ورفاقِ الدروب ..أفكار وأوجاع ؛ هموم وذكرياتهي مجرد لحظات عابرة في هذه الحياة ، في مكان ما من هذا الارض أردت تدوينها فلم اجد مكاناً شاغراً يحتويها ربما لقساوة احرفها ؛ لا أعرف !لكن هذه الشاشة البيضاء قد تحتمل بؤس هذه الكلمات.باليرمو - إيطاليامن اليوميات ......
#غياهب
#الغربة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680550
الحوار المتمدن
حسين عيسى - في غياهب الغربة