الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
الحسان عشاق : موعد مع الموت البطيئ
#الحوار_المتمدن
#الحسان_عشاق تسعل بقوة، غثيان وتقيؤ، عيناها تحمر، جمرات ملتهبة، تتسلق الهيكل الرعشات، زحف الذبول على الجسد البض مند شهور، يتيه الخيال في الم اللحظة وقسوة المرض وعناده، أنت مصابة بالفشل الكلوي قال الطبيب، الكلية متعفنة لم تعد قادرة على تصفية الدم، تحتاجين عملية زرع، لابد من متبرع، تصاب بالصدمة، مطر الموت يطاردها برعونة يقتل الأحلام الوردية والمؤجلة، يذبح ببطئ عروش الحياة بسيف مسلول يخترق في صمت الحبل السري، يزحف متبخترا يخنق بعنف شهادة الميلاد، ينهش قامة العمر المنكسرة على أعتاب سبعة عشرة ربيعا،العلاج متوفر لكنه مكلف، الجيوب مثقوبة تعزف أشجان الفقر،صاحب الوزرة البيضاء يتكرم، يضعها في لائحة الانتظار للتصفية الاصطناعية، جميع الأسرة في المشفى محجوزة، عليها أن تدفع وتنتظر، أن يموت مريض آخر، نجاتها المؤقتة في موت مريض، ما أقسى المعادلة، وما أقسى الانتظار، ترجع إلى البيت مهزومة يعتليها الشحوب والتعب، يوم أمس هجرها النوم ظلت تحرس النجوم، البطن فارغة،لا تحس بالجوع، الشهية مسدودة، الطائر الأسود ينعق فوق المخيلة،تحاول جمع أشتات الدهشة، تنفخ في الروح نبعا من العزيمة، عليها أن تقاوم، أيوب النبي نهشه المرض وتضرع إلى الله، شرب من النبع فشفي، لكن أين النبع الصافي، الجسد المنهك مسنود على الحائط، لا تريد أن تتمدد، تخاف عدم النهوض، تخاف إغماض العيون، في الظلام يتربص الموت، تتنفس بصعوبة، تتنهد، لا تدري كيف تسلل المرض إلى الجسم، انغرس في جميع الأشلاء بدون استئذان، توقف قطارها دفعة واحدة، تشتت من حولها الأهل و أصدقاء الدراسة، لم يبق في المحنة سوى الوالدين. الأم تكتم قلقها وخوفها، تتحدث عن العين التي أصابت الصغيرة، عاجزة عن دفع الأذى، مكبلة بأغلال الفقر والفاقة وقلة الحيلة، لم تعد تنفع التعويذات، حرق البخور، وقراءة الفقيه لكلام الله في الكتب المقدسة. ينفطر السؤال، ينتحر في الحنجرة، تكبر الحرقة، تغرق في الصمت الذليل، تنساب الدموع، تتوالد الصور القاسية، كلما أمعنت النظر في الجسد المسجي، جسد كان بالأمس القريب ينبض بالحياة والعذوبة والشقاوة، بالرقة والحنان.- دابا ديري لباس وترجعي كيف ما كنتي- إنشاء الله- راه دقينا أبواب باش نلقاو ليك سرير- امتا- قريب إن شاء اللهترمق بعينين ذابلتين الكتب والكراسات،غادرت المدرسة حين أنشب المرض أظافره، قيل أن جني سكن البدن، سقطت وسط الزقاق، تجمهر الناس، نقلت إلى المشفى، تحاليل وأدوية، تلبس الشحوب بين عشية وضحاها، تمشي في الظلال مربوطة قهرا إلى رسن الوباء، يرفرف الملاك الحزين بالذات، تدعو الله في السر والعلن حين يداهمها الوجع، لتهرب من الأسر، تمنح البركات لتعود الفتاة الرشيقة، ترافق أشجار الليمون والرمان والسرو، تغني أغنيات الحب وتخطف الضوء من أشعة الشمس، تكتب خواطر في الكراسة، سيرة حياة، لتقراها في الغد لأطفالها وأحفادها، تحس بالغثيان وحكة في الجسد، المرض يحوم بمعطفه الأسود، يأتي بأسئلة قاسية إن اقترب الرحيل، ويرتاح الظل المهجور من الوصفات ووخز الإبر والعقاقير، تسافر الروح إلى السموات السبع، تبحر في الأفاق البعيدة، تحمل كفراشة إلى زمن آخر، بحثا عن الحرية والخلاص المشتهى و الوداع الأكيد، الحضور الواجم افقدها طريق العودة، عليها التحضير لبداية التلاشي، العويل المظلم الشرس، يصعد من جسم ممزق، يمطر الموت بداخلها، تصفر البذرة، تصغر، تضمحل، تتضاءل، تغزل الرجفة كفنا من الغبار، تثمل بالقسوة وعنف الوباء، تدمن الغياب الطويل، حين تعود من سفر المراثي وتقطير الجسد، تهجر الفراش، تفرغ الخزائن، تكنس الغرفة، من رائحة الدواء وف ......
#موعد
#الموت
#البطيئ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692098