محمد عبد الشفيع عيسى : من الفوضى العارمة إلى شيء من النظام.. العلاقات الدولية في مفترق الطرق
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الشفيع_عيسى لقد كانت "مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية" حقبة زاهية حقّاً فى التاريخ الإنساني. تلك المرحلة كانت شهدت تدشين ما ظلت البشرية المعذّبة تحلم به منذ ظهر "الإنسان العاقل" على سطح الكرة الأرضية قبل خمسين ألف عام تقريباً. إنه "القانون الدولى العام والشامل" و "التنظيم الدولى على المستويين العالمى والإقليمي" ، اللذين شرعا في التشكل على مهل خلال العصر الحديث، اعتباراً من القرن السادس عشر .. قبل ذلك كان قد ساد "العنف الاعتباطى" المتقطع زماناً ومكاناً فى مسار العلاقات بين الجماعات البشرية خلال " ما قبل التاريخ" ثم خلال "التاريخ " فى العصور القديمة قبل وبعد ميلاد المسيح، و في العصور الوسطى، متأرجحاً بين الالتزام النسبي بشرائع الدين والعرف والفطرة لدى البعض حيناً، وبين ممارسة العنف " الظالم" لدى بعض آخر حيناً ثانياً. ومن أسف أن العصر الحديث (بدءً من القرن السادس عشر) الذى شهد ظهور بشائر القانون والنظام ، كان هو الذى شهد ظاهرة "الاستعمار" من جانب أوربا تجاه سائر العالم "ما وراء البحار" ، فكان ظهور القانون والنظام ظهوراً جزئياً ومتقطعاً ، وظلّ طيف العنف والحرب مهيمناً على العلاقات بين الجماعات البشرية ليبلغ ذلك أوْجَهُ فى القرن العشرين ، عبْر حربين عالميتين طاحنتين. و بعد الحرب العالمية الثانية بدا وكأن السّنن الحاكمة لتطور "العلاقات الدولية" خلال الخمسين ألف عام، قد بدأت فى التغير جذرياً ، لتبرز منظومة القانون الدولى من جهة أولى (بالمعاهدات الشارعة فى كل مجال) والتنظيم الدولى من جهة ثانية (الأمم المتحدة والتنظيمات الإقليمية) .مُذْ ذاك ، سيطر علينا "الوهم اللذيذ" وظننّا أن تلك هى القاعدة الحاكمة لتطور علاقات الشعوب منذ الأزل و إلى الأبد . وكان لدينا ما يغذّى الوهم بحقائق قوية فى واقع العالم فعلاً. فبرغم ظهور الأسلحة النووية وعموم أسلحة الدمار الشامل منذ 1945، إلا أن ذلك جرى التحكم فيه إلى حد كبير، وأخذ "ميثاق الأمم المتحدة" يجد طريقة إلى التطبيق -و لو الجزئي- وكأن سلطة عالمية قد أخذت فى التشكل تقريباً .و كانت الحقائق القوية التى غذّت الوهم فى "عالم ما بعد الحرب" قائمة من ناحيتين :أ – تطور وتبلور القانون والنظام على المستوى العالمى العام ، إلى حد غير مسبوق.ب- التعادل الثنائى المميّز للنظام الدولى بين قوتين متنافستين سلمياً هما الغرب بقيادة الولايات المتحدة و "الشرق" بقيادة الاتحاد السوفيتى وبينهما مجموعة دولية عظيمة في القارات الثلاثة لآسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية : مجموعة العالم الثالث على الصعيد الاقتصادي و حركة عدم الانحياز على الصعيد السياسي، بدفع في الحالتيْن من حركة التحرر الوطني العالمية. وقد بلغ الزهو بالعالم في مطلع السبعينات أن دعت الأمم المتحدة -بقيادة أخلاقية و سياسية من حركة العالم الثالث و عدم الانحياز والتحرر الوطني- من خلال الجمعية العامة في 1974 إلى التحرك من أجل إقامة "نظام اقتصادي عالمي جديد". و ما هو إلا عام واحد، حتى أصدرت "الجمعية العامة" في دورتها الخاصة السادسة عام 1975 ما سُمّي بالإعلان و برنامج العمل من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد, وما لبثت أن أصدرت في دورتها الخاصة السابعة عام 1976 إلى إصدار قرار متكامل وملزم سياسيا بهذا الشأن. و دارت "ماكينة النظام العالمي" في كل الاتجاهات موسعة من دائرة اهتمامها الأثير فبرزت الدعوة أيضا إلى "نظام إعلامي عالمي جديد" بقيادة من "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" –يونسكو. ورافق ذك عمل دائب في السبعينات والثمانينات من أجل تجديد نماذج التنمي ......
#الفوضى
#العارمة
#النظام..
#العلاقات
#الدولية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714626
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الشفيع_عيسى لقد كانت "مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية" حقبة زاهية حقّاً فى التاريخ الإنساني. تلك المرحلة كانت شهدت تدشين ما ظلت البشرية المعذّبة تحلم به منذ ظهر "الإنسان العاقل" على سطح الكرة الأرضية قبل خمسين ألف عام تقريباً. إنه "القانون الدولى العام والشامل" و "التنظيم الدولى على المستويين العالمى والإقليمي" ، اللذين شرعا في التشكل على مهل خلال العصر الحديث، اعتباراً من القرن السادس عشر .. قبل ذلك كان قد ساد "العنف الاعتباطى" المتقطع زماناً ومكاناً فى مسار العلاقات بين الجماعات البشرية خلال " ما قبل التاريخ" ثم خلال "التاريخ " فى العصور القديمة قبل وبعد ميلاد المسيح، و في العصور الوسطى، متأرجحاً بين الالتزام النسبي بشرائع الدين والعرف والفطرة لدى البعض حيناً، وبين ممارسة العنف " الظالم" لدى بعض آخر حيناً ثانياً. ومن أسف أن العصر الحديث (بدءً من القرن السادس عشر) الذى شهد ظهور بشائر القانون والنظام ، كان هو الذى شهد ظاهرة "الاستعمار" من جانب أوربا تجاه سائر العالم "ما وراء البحار" ، فكان ظهور القانون والنظام ظهوراً جزئياً ومتقطعاً ، وظلّ طيف العنف والحرب مهيمناً على العلاقات بين الجماعات البشرية ليبلغ ذلك أوْجَهُ فى القرن العشرين ، عبْر حربين عالميتين طاحنتين. و بعد الحرب العالمية الثانية بدا وكأن السّنن الحاكمة لتطور "العلاقات الدولية" خلال الخمسين ألف عام، قد بدأت فى التغير جذرياً ، لتبرز منظومة القانون الدولى من جهة أولى (بالمعاهدات الشارعة فى كل مجال) والتنظيم الدولى من جهة ثانية (الأمم المتحدة والتنظيمات الإقليمية) .مُذْ ذاك ، سيطر علينا "الوهم اللذيذ" وظننّا أن تلك هى القاعدة الحاكمة لتطور علاقات الشعوب منذ الأزل و إلى الأبد . وكان لدينا ما يغذّى الوهم بحقائق قوية فى واقع العالم فعلاً. فبرغم ظهور الأسلحة النووية وعموم أسلحة الدمار الشامل منذ 1945، إلا أن ذلك جرى التحكم فيه إلى حد كبير، وأخذ "ميثاق الأمم المتحدة" يجد طريقة إلى التطبيق -و لو الجزئي- وكأن سلطة عالمية قد أخذت فى التشكل تقريباً .و كانت الحقائق القوية التى غذّت الوهم فى "عالم ما بعد الحرب" قائمة من ناحيتين :أ – تطور وتبلور القانون والنظام على المستوى العالمى العام ، إلى حد غير مسبوق.ب- التعادل الثنائى المميّز للنظام الدولى بين قوتين متنافستين سلمياً هما الغرب بقيادة الولايات المتحدة و "الشرق" بقيادة الاتحاد السوفيتى وبينهما مجموعة دولية عظيمة في القارات الثلاثة لآسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية : مجموعة العالم الثالث على الصعيد الاقتصادي و حركة عدم الانحياز على الصعيد السياسي، بدفع في الحالتيْن من حركة التحرر الوطني العالمية. وقد بلغ الزهو بالعالم في مطلع السبعينات أن دعت الأمم المتحدة -بقيادة أخلاقية و سياسية من حركة العالم الثالث و عدم الانحياز والتحرر الوطني- من خلال الجمعية العامة في 1974 إلى التحرك من أجل إقامة "نظام اقتصادي عالمي جديد". و ما هو إلا عام واحد، حتى أصدرت "الجمعية العامة" في دورتها الخاصة السادسة عام 1975 ما سُمّي بالإعلان و برنامج العمل من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد, وما لبثت أن أصدرت في دورتها الخاصة السابعة عام 1976 إلى إصدار قرار متكامل وملزم سياسيا بهذا الشأن. و دارت "ماكينة النظام العالمي" في كل الاتجاهات موسعة من دائرة اهتمامها الأثير فبرزت الدعوة أيضا إلى "نظام إعلامي عالمي جديد" بقيادة من "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" –يونسكو. ورافق ذك عمل دائب في السبعينات والثمانينات من أجل تجديد نماذج التنمي ......
#الفوضى
#العارمة
#النظام..
#العلاقات
#الدولية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714626
الحوار المتمدن
محمد عبد الشفيع عيسى - من الفوضى العارمة إلى شيء من النظام..! العلاقات الدولية في مفترق الطرق