عبدالله عطية شناوة : لنتحرر من الحنين الرومانسي الى الزمن الجميل
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_عطية_شناوة بؤس واقع مجتمعنا العراقي، في مرحلة إنحطاطه الراهن، يحمل كثير منا على خلق صورة زاهية، مشبعة بالحنين الى الماضي القريب، تعتم على ما كان فيه من بؤس واضطهاد وظلم. ولا تذكر منه سوى حالة الاستقرار - الركود - ومظاهر التحضر الجنينية، والحرية النسبية التي تتمتع بها بعض شرائح الشبيبة في مناطق محدودة من العاصمة، فيما يتعلق باختيار الملبس والمأكل والمشرب وارتياد فضاءات ترفيه، دور سينما ومسرح، وخدمات عامة بمستويات متواضعة. وينشر أصحاب هذا الميل صورا من أرشيف تلك الأيام لساحة أو شارع نظيفين، ومتنزة انيق ليس له ما يماثله في طول البلاد وعرضها، وفتيات جميلات غير مسربلات بالجبب والحجاب والنقاب، ويوهمون أنفسهم ويحاولون إيهام من يتوجهون إليه بذلك الخطاب أن ذلك هو شكل الحياة في الفترة التي يحنون إليها.في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان سكان الأحياء الشعبية التي يسكنها الملايين من المعدمين، مثل الثورة والشعلة، ينبهرون أيما انبهار بمظاهر الرفاه والانفتاح البسيطة التي يفاجأون بها حين يجدون أنفسهم في مناطق مثل المنصور والمسبح، ويتوهمون انهم قد انتقلوا الى أوربا، ويتهيبون ارتياد بعض الأماكن فيها.وحتى في تلك الجزر المرفهة وسط بحور البؤس المحيطة بها، كانت تشن، بين آونة وأخرى، حملات بوليسية، ضد الشبيبة الذين يتمتعون بحرية نسبية فيما يتعلق بمظهرهم وملبسهم، فتقوم الشرطة المزودة بالمقصات وعلب البويا، بقص شعر الفتيان، الذين اختاروا ان يطيلوا شعرهم، ويطلوا بالبويا سيقان الفتيات اللواتي تجاسرن على ارتداء فستان ترى الشرطة انه أقصر مما ينبغي. وللجواهري قصيدة شعر موجهة الى وزير الداخلية آنذاك صالح مهدي عماش يعاتبه فيها على هذا الأنتهاك للحرية الفردية جاء فيها:نُبئتُ انكَ توسعُ الأزياء عتاً واعتسافاوتقيس بالافتار أردية بحجة أن تنافىماذا تنافي، بل وماذا ثمَّ من أمر ٍ يُنافىأترى العفافَ مقاسَ أردية ٍ، ظلمتَ أذاً عفافاهو في الضمائر ِ لا تخاط ُ ولا تقصُّ ولا تكافىمن لم يخفْ عقبى الضمير ِ ، فمنْ سواهُ لن يخافاليس المقصود من التذكير بهذه الحقائق تجميل الحاضر الأكثر قتامة، والمضمخ بالكوارث، بل التعامل مع الماضي، كما الحاضر، تعاملا موضوعيا ينأى به عن التجميل وكذلك عن التشوية. فالحاضر، سواء إعترفنا بذلك أو لم نعترف، هو أبن الماضي بشكل من الأشكال، وإن لم يكن نسخة منه، ولولا أخطاء الماضي، مساوئة ما كان للحاضر أن ينحدر هذا الإنحدار. إن تطلعنا الى مستقبل أفضل ينبغي أن يقترن بتحررنا من أغلال الماضي. ومن أيه تخيلات زائفة عنه. ......
#لنتحرر
#الحنين
#الرومانسي
#الزمن
#الجميل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711616
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_عطية_شناوة بؤس واقع مجتمعنا العراقي، في مرحلة إنحطاطه الراهن، يحمل كثير منا على خلق صورة زاهية، مشبعة بالحنين الى الماضي القريب، تعتم على ما كان فيه من بؤس واضطهاد وظلم. ولا تذكر منه سوى حالة الاستقرار - الركود - ومظاهر التحضر الجنينية، والحرية النسبية التي تتمتع بها بعض شرائح الشبيبة في مناطق محدودة من العاصمة، فيما يتعلق باختيار الملبس والمأكل والمشرب وارتياد فضاءات ترفيه، دور سينما ومسرح، وخدمات عامة بمستويات متواضعة. وينشر أصحاب هذا الميل صورا من أرشيف تلك الأيام لساحة أو شارع نظيفين، ومتنزة انيق ليس له ما يماثله في طول البلاد وعرضها، وفتيات جميلات غير مسربلات بالجبب والحجاب والنقاب، ويوهمون أنفسهم ويحاولون إيهام من يتوجهون إليه بذلك الخطاب أن ذلك هو شكل الحياة في الفترة التي يحنون إليها.في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان سكان الأحياء الشعبية التي يسكنها الملايين من المعدمين، مثل الثورة والشعلة، ينبهرون أيما انبهار بمظاهر الرفاه والانفتاح البسيطة التي يفاجأون بها حين يجدون أنفسهم في مناطق مثل المنصور والمسبح، ويتوهمون انهم قد انتقلوا الى أوربا، ويتهيبون ارتياد بعض الأماكن فيها.وحتى في تلك الجزر المرفهة وسط بحور البؤس المحيطة بها، كانت تشن، بين آونة وأخرى، حملات بوليسية، ضد الشبيبة الذين يتمتعون بحرية نسبية فيما يتعلق بمظهرهم وملبسهم، فتقوم الشرطة المزودة بالمقصات وعلب البويا، بقص شعر الفتيان، الذين اختاروا ان يطيلوا شعرهم، ويطلوا بالبويا سيقان الفتيات اللواتي تجاسرن على ارتداء فستان ترى الشرطة انه أقصر مما ينبغي. وللجواهري قصيدة شعر موجهة الى وزير الداخلية آنذاك صالح مهدي عماش يعاتبه فيها على هذا الأنتهاك للحرية الفردية جاء فيها:نُبئتُ انكَ توسعُ الأزياء عتاً واعتسافاوتقيس بالافتار أردية بحجة أن تنافىماذا تنافي، بل وماذا ثمَّ من أمر ٍ يُنافىأترى العفافَ مقاسَ أردية ٍ، ظلمتَ أذاً عفافاهو في الضمائر ِ لا تخاط ُ ولا تقصُّ ولا تكافىمن لم يخفْ عقبى الضمير ِ ، فمنْ سواهُ لن يخافاليس المقصود من التذكير بهذه الحقائق تجميل الحاضر الأكثر قتامة، والمضمخ بالكوارث، بل التعامل مع الماضي، كما الحاضر، تعاملا موضوعيا ينأى به عن التجميل وكذلك عن التشوية. فالحاضر، سواء إعترفنا بذلك أو لم نعترف، هو أبن الماضي بشكل من الأشكال، وإن لم يكن نسخة منه، ولولا أخطاء الماضي، مساوئة ما كان للحاضر أن ينحدر هذا الإنحدار. إن تطلعنا الى مستقبل أفضل ينبغي أن يقترن بتحررنا من أغلال الماضي. ومن أيه تخيلات زائفة عنه. ......
#لنتحرر
#الحنين
#الرومانسي
#الزمن
#الجميل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711616
الحوار المتمدن
عبدالله عطية شناوة - لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
ضيا اسكندر : الرومانسي الأخير
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر بعد إلحاحٍ مرير ومشقّة عظيمة، وافقتْ أخيراً على تناول وجبة الغداء معه في المطعم. فهي روائية معروفة في الوسط الثقافي، وتتمتع بقسطٍ وافرٍ من الجمال، والكثير من أنصارها ومعارفها معجبون بها ويتلهفون لحضورها ومجالستها. مئات البروفات أجراها على سيناريو اللقاء المرتقب؛ ما هي الثياب التي ينبغي عليه ارتداءها؟ كيف سيرحّب بها؟ ما هي أحلى عبارات الحفاوة التي يمكن أن يتفوّه بها؟ كيف سيحتفل بقدومها؟ هل يؤدي حركات راقصة كبعض ذكور الطيور لحظة اقترابه من أنثاه؟ أم يلقي على مسمعها أجمل ما دوّنته في أعمالها الروائية من فقرات والتي حفظ مقاطع منها عن ظهر قلب؟ تُرى، هل سيكون هذا اللقاء فاتحة لقاءاتٍ أخرى بعد أن لمست شغفه الجنوني بها؟.. وغيرها من الأسئلة التي طيّرت النوم من مقلتيه يومين متتاليين.قُبَيل الموعد المُسمّى بساعة، جلس متوتراً على كرسيّه في المطعم منتظراً، يفتح قارورة مياه «دريكيش» ويزدرد جرعة جديدة، بين الحين والآخر. آملاً أن يكون لذلك تأثيرات مهدّئة. دون أن يزيح عينيه عن باب المطعم مترصّداً طلّتها. خشية أن يفوته مشهد مجيئها وهي في أبهى حلّة على جري عادتها لدى حضورها الفعاليات الثقافية في المحافظة. وأخيراً وصلت متأخرةً عن الموعد خمس دقائق. خالها خمسين سنة. وما كاد يلمحها حتى دَهَمَه شعورٌ عارمٌ بالغبطة والمسرّة. واشتعل في داخله لهيب الاضطراب لحظة دخولها، لدرجة شعر بتخلخل الفراغ، وجعل يبلع ريقه في حيرةٍ وارتباك؛ وقف مرتعداً متلعثماً وصافحها بنظرةٍ جائعة. فهو ما زال غير مصدّق بأن الحبيبة تجلس قبالته على بعد مترٍ واحدٍ. بعد أن استبسل لأشهرٍ بإجراء عشرات المكالمات الهاتفية معها، وفرش عواطفه الصادقة راجياً متوسّلاً أن تتقبّل مشاعره ولو أنها من طرفٍ واحد. حتى ظفر بلقائها. لم يستطع تذوّق لقمة واحدة وهو يرنو إليها؛ يتأمّل وجهها، عينيها، حركة شفاهها. يترقّب كل كلمة منها بخشوع المتديّنين. وقد طار من دماغه جميع ما أعدّه من قول. فهي محدِّثة بارعة تستولي على الأسماع. لم تترك له مجالاً حتى للتعقيب المقتضب. ولدى فراغها من وجبتها حانت منها التفاتة متحرّية على طبقه، وجدته على حاله. دعكت ذقنها، هرشت شعرها، هزّت رأسها، تطلّعت إليه بابتسامة معاتبة، ضحكت.. ضربته برفق على يده اليسرى، وأسرعت إلى غرز شوكتها في آخر قطعة لحمٍ من صحنها وقدّمتها له. تلألأت عيناه ببريق البهجة وسارع إلى تلقّفها. وبعد أن أودعها في فمه، تذكّر أن الشوكة سبق ولامست شفتَيّ محبوبته. توقّف عن مضغ لقمته لحظات وعلى فمه طيف ابتسامة هنيئة، وبمهارة لصّ محترف أخفى الشوكة في جيبه خلسةً، ليقبّلها في خلوته كلما لاح في سماء مخيّلته ذكرى هذا اللقاء.لدى ذهابها إلى الحمّام لتغسل يديها، تفرّس بالمنديل الورقي على الطاولة الذي سبق واستخدمته، وسرعان ما التقطه ودسَّه في جيبه ليشمَّ عبيرها ويعانق رائحتها الأنثوية الأخّاذة قبل النوم ويهنأ بالأحلام السعيدة. عند المساء، بادرت بالاتصال به خلافاً للمألوف. فقد جرت العادة أن يكون هو المبادر دائماً. كان الموبايل على مقربة منه وهو يقوم بغسل بعض الأواني في المطبخ. لمح اسمها على الشاشة فأشرق وجهه بنورٍ طافحٍ بالشوق، ووثب كالملسوع بانتباهٍ حادّ وقد انتابته نوبات من الوجد المشبوب، واندفع باتجاه الموبايل محفّزاً جميع حواسه لسماع صوتها. معتبراً مبادرتها بالاتصال إشارة إلى منعطفٍ جديد في علاقتها معه وردَّ ملهوفاً: - ألو! أهلا حياتي..سألته ونظرة دلال تمرح في عينيها:- ماذا تعمل؟أجاب بصوت كاد أن يخنقه التهدّج:- دعيني أولاً أتوهّم أنكِ اشتقتِ إليّ!- ل ......
#الرومانسي
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740060
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر بعد إلحاحٍ مرير ومشقّة عظيمة، وافقتْ أخيراً على تناول وجبة الغداء معه في المطعم. فهي روائية معروفة في الوسط الثقافي، وتتمتع بقسطٍ وافرٍ من الجمال، والكثير من أنصارها ومعارفها معجبون بها ويتلهفون لحضورها ومجالستها. مئات البروفات أجراها على سيناريو اللقاء المرتقب؛ ما هي الثياب التي ينبغي عليه ارتداءها؟ كيف سيرحّب بها؟ ما هي أحلى عبارات الحفاوة التي يمكن أن يتفوّه بها؟ كيف سيحتفل بقدومها؟ هل يؤدي حركات راقصة كبعض ذكور الطيور لحظة اقترابه من أنثاه؟ أم يلقي على مسمعها أجمل ما دوّنته في أعمالها الروائية من فقرات والتي حفظ مقاطع منها عن ظهر قلب؟ تُرى، هل سيكون هذا اللقاء فاتحة لقاءاتٍ أخرى بعد أن لمست شغفه الجنوني بها؟.. وغيرها من الأسئلة التي طيّرت النوم من مقلتيه يومين متتاليين.قُبَيل الموعد المُسمّى بساعة، جلس متوتراً على كرسيّه في المطعم منتظراً، يفتح قارورة مياه «دريكيش» ويزدرد جرعة جديدة، بين الحين والآخر. آملاً أن يكون لذلك تأثيرات مهدّئة. دون أن يزيح عينيه عن باب المطعم مترصّداً طلّتها. خشية أن يفوته مشهد مجيئها وهي في أبهى حلّة على جري عادتها لدى حضورها الفعاليات الثقافية في المحافظة. وأخيراً وصلت متأخرةً عن الموعد خمس دقائق. خالها خمسين سنة. وما كاد يلمحها حتى دَهَمَه شعورٌ عارمٌ بالغبطة والمسرّة. واشتعل في داخله لهيب الاضطراب لحظة دخولها، لدرجة شعر بتخلخل الفراغ، وجعل يبلع ريقه في حيرةٍ وارتباك؛ وقف مرتعداً متلعثماً وصافحها بنظرةٍ جائعة. فهو ما زال غير مصدّق بأن الحبيبة تجلس قبالته على بعد مترٍ واحدٍ. بعد أن استبسل لأشهرٍ بإجراء عشرات المكالمات الهاتفية معها، وفرش عواطفه الصادقة راجياً متوسّلاً أن تتقبّل مشاعره ولو أنها من طرفٍ واحد. حتى ظفر بلقائها. لم يستطع تذوّق لقمة واحدة وهو يرنو إليها؛ يتأمّل وجهها، عينيها، حركة شفاهها. يترقّب كل كلمة منها بخشوع المتديّنين. وقد طار من دماغه جميع ما أعدّه من قول. فهي محدِّثة بارعة تستولي على الأسماع. لم تترك له مجالاً حتى للتعقيب المقتضب. ولدى فراغها من وجبتها حانت منها التفاتة متحرّية على طبقه، وجدته على حاله. دعكت ذقنها، هرشت شعرها، هزّت رأسها، تطلّعت إليه بابتسامة معاتبة، ضحكت.. ضربته برفق على يده اليسرى، وأسرعت إلى غرز شوكتها في آخر قطعة لحمٍ من صحنها وقدّمتها له. تلألأت عيناه ببريق البهجة وسارع إلى تلقّفها. وبعد أن أودعها في فمه، تذكّر أن الشوكة سبق ولامست شفتَيّ محبوبته. توقّف عن مضغ لقمته لحظات وعلى فمه طيف ابتسامة هنيئة، وبمهارة لصّ محترف أخفى الشوكة في جيبه خلسةً، ليقبّلها في خلوته كلما لاح في سماء مخيّلته ذكرى هذا اللقاء.لدى ذهابها إلى الحمّام لتغسل يديها، تفرّس بالمنديل الورقي على الطاولة الذي سبق واستخدمته، وسرعان ما التقطه ودسَّه في جيبه ليشمَّ عبيرها ويعانق رائحتها الأنثوية الأخّاذة قبل النوم ويهنأ بالأحلام السعيدة. عند المساء، بادرت بالاتصال به خلافاً للمألوف. فقد جرت العادة أن يكون هو المبادر دائماً. كان الموبايل على مقربة منه وهو يقوم بغسل بعض الأواني في المطبخ. لمح اسمها على الشاشة فأشرق وجهه بنورٍ طافحٍ بالشوق، ووثب كالملسوع بانتباهٍ حادّ وقد انتابته نوبات من الوجد المشبوب، واندفع باتجاه الموبايل محفّزاً جميع حواسه لسماع صوتها. معتبراً مبادرتها بالاتصال إشارة إلى منعطفٍ جديد في علاقتها معه وردَّ ملهوفاً: - ألو! أهلا حياتي..سألته ونظرة دلال تمرح في عينيها:- ماذا تعمل؟أجاب بصوت كاد أن يخنقه التهدّج:- دعيني أولاً أتوهّم أنكِ اشتقتِ إليّ!- ل ......
#الرومانسي
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740060
الحوار المتمدن
ضيا اسكندر - الرومانسي الأخير