الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رياض سعد : ظاهرة الكلام الجارح في مجتمعنا
#الحوار_المتمدن
#رياض_سعد الكلام وسيلة للتعبير عما يجيش في صدر الإنسان من جهة , وللارتباط مع الآخرين والتواصل الاجتماعي معهم من جهة أخرى .ومن الطبيعي أن التعبير عن المشاعر والاحاسيس والافكار وسماع آراء الآخرين يفتح الأبواب الكثيرة أمام المتحاورين لإيجاد وتكوين علاقات متنوعة في ما بينهم .وعندما يُوظف اللسان للتعبير عن المشاعر الطيبة والحقائق بشكل مهذب وصحيح ؛ تُبنى العلاقات الاجتماعية عند ذاك على الإخلاص والصدق والتعاون والمحبة والالفة , أما إذا اتُخذ اللسان وسيلة للقيل والقال والنميمة والهمز واللمز واغتياب الناس والانتقاص منهم والاستهزاء بهم ؛ فمن الواضح عندها صيرورة العلاقات الاجتماعية إلى بؤرة من التوتر وحالة من الصراع والتنافر , اذ تسود الخلافات والخصومات وسوء الظن بين أفراد المجتمع الواحد .فهذا اللسان إذا استخدم بصورة حضارية حقق المكاسب العظيمة , ولكن إذا كانت مطيته الألفاظ الجارحة والكلمات القاسية والعبارات المقززة أردى الإنسان في المشاكل والمهالك , وخرب العلاقات العامة , ودمر الوشائج الاجتماعية .فما ينطق به اللسان يكشف عن مستوى ثقافة الإنسان , وأن شخصية كل فرد تكمن في قوله وسلوكه , وأن ما يجري على اللسان إنما هو انعكاس لما في القلب والعقل ؛ اذ يمكن قياس مدى رجاحة عقل أي شخص من خلال ما ينطق به من الكلام , لذا ورد عن حكيم العراق الإمام علي (ع) ما يؤكد ذلك : (( كلام الرجل ميزان عقله )) ؛ فالمتكلم العاقل يضع الكلام المناسب في المكان المناسب , ويفكر في الموضوع أولا ثم يتفوه باللفظ لاحقا .وقد حذرت كافة الشرائع السماوية والفلسفات البشرية من الاستخفاف بأهمية الكلام وبينت الآثار التي تترتب عليه , فها هي الآيات القرآنية تؤكد على ان الأقوال تسجل في صحيفة الإنسان مثلما تسجل الأعمال , ولابد يوما من أن يُسأل عنها الإنسان : ((** ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ** )) كما حث القران اتباعه في آيات كثيرة على حسن الكلام مع الناس واجتناب الكلام الجارح والكلمات اللاذعة والمؤلمة ؛ لأن هذه الأساليب عتيقة وهمجية ومن حيل الشيطان التي يتبعها لإثارة البغضاء والعداوة بين الناس , وتكدير صفو المحبة والاخاء والتعايش السلمي بين بني البشر .. .وأيضا حث الاسلام بصورته الحضارية ونسخته العراقية على هذا الخلق الرفيع ؛ فقد جاء في التراث : (( الكلمة الطيبة صدقة )) , واعتبر الإمام علي لين الكلام ضربا من العبادة حيث قال : (( ان من العبادة لين الكلام ... )) .ومع كل هذا التراث المجيد الزاخر بالحكم والمقولات الراقية التي توصي الناس بصون اللسان عن الخطل والخطأ والفحش والسباب , واحترام الكلمة ؛ انتشرت هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا بسبب سيادة ثقافة الخط المنكوس ؛ فأينما تتوجه وحيثما تذهب ؛ تسمع الكلمات الجارحة , كأنك تعيش وسط قبائل وحشية من القرون المنصرمة , الموظف , المسؤول , العامل , العاطل , الكاسب , المثقف , الرجل , المرأة , الطفل , الشاب , الشيخ , رجل الدين... !! كلهم يتفوهون بالكلام الجارح واللاذع .. تعددت الأسباب والكلام الجارح هو السائد فيما بيننا .فالمتكلم السيئ يذكر الإنسان بما يغمه ويحزنه , اذ يتفوه بما يستنقص منه , او يقوم بتوبيخه , اويذكر أمورا لا تروق للسامع حتى يكدر الاجواء ويوتر العلاقات .. .الكلام الجارح والبذيء من المؤشرات التي تدل على ما يعانيه المتكلم السيئ من مرض واضطراب نفسي ؛ فالشخص البذيء الذي يقرع بكلامه الآخرين ويؤذيهم انما يشعر بنقصه ويريد تداركه بهذه التصرفات الشاذة .وبطبيعة الحال أن الكلام الجارح والمؤذي لا يصدر من جميع ......
#ظاهرة
#الكلام
#الجارح
#مجتمعنا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718075