نزار غالب فليحان : -سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...
#الحوار_المتمدن
#نزار_غالب_فليحان "هذه هي لغتي تعصمني من العاطفية الهزيلة، من الثرثرة، من الابتذال، من القبح." هكذا تقدم سلوى النعيمي لمجموعتها القصصية (كتاب الأسرار) تنسج من خلالها شخصيات وأحداث وأفكار حكاياتها على منوال بيئة واضحة المعالم زماناً ومكاناً في قالب قصصي متداخل حدَّ الغرائبية أحياناً ، واضح كزهر اللوز أحياناً أخرى، وصريح شفاف حدَّ المباشرة في أحايين كثيرة.تكسر الكلمة عند سلوى النعيمي كل قيودها، وتتعرى من كل ما يمنع عنها التنفس ويضيق عليها مساحة الحركة، فضاء كلمتها متسع لكل جموح حاضن لكل دفء محرض لكل جمال.بدءاً من المقدمة تؤكد الكاتبة موقفها من الكبت الذي يطارد الإبداع ومن الرقيب المنفصم في داخله المنفصل عن الواقع، الرقيب الذي يمنح فرصة لنشر قصة إيروتيكية لكاتب رجل ويمنع نشر قصتها (القيلولة) بحجة أنها على حد زعمه (تعريصٌ)، الرقيب الذي غالباً ما يسكننا ويصبح جزءاً من كياناتنا إلا إذا فعلنا فعل سلوى النعيمي في مقاومته بالبوح بكل ما أوتينا من حرية وانعتاق.(البطن) حيث تتشكل قصتها الأولى، ثمرة عشق نمت في أحشاء البطلة صارت حكايتها التي ماتت في مجاري المدينة، لكنها ستحيا معها وستموت معها.في (الملائكة) تطرح سلوى النعيمي تساؤلاً ربما كان حاضراً لدى كل من تزوج: ماذا يبقى بعد سنوات من الزواج؟ وتجيب مباشرةً ودون مواربة: ربما نوم العانس. ثم تراود فكرةَ إعادة حرارة الدم في عروقها وتراودها الفكرةُ، في مونولوج داخلي تثير الكاتبة على لسان بطلة القصة من خلاله الكثير من الأسئلة وتجيب عليها، وتخلص إلى أن الأزواج ملائكة لا جنس لهم. لكنها تزعم في النهاية أنها خرجت من سطوة الملائكية تلك نحو شمس أكثر إشراقاً.ثم تميل سلوى النعيمي إلى (القيلولة) ذلك المصطلح الذي يستبد فيه الشبق ويلتهب الجسد، فتمرر كل أفكارها المليئة بعطر الروح وبهاء الشهوة عبر مشهد واحد ترسمه بلغة تكاد تكون بصرية لشدة عمقها وقوة تجسيدها ورشاقة حركتها في آن. بطلة القصة تكسر بممارسة رغباتها كل طوق ضربه الدين والمجتمع والقانون حولها وحول كل النساء في محيطها.(مَن لم يمت) حكاية السفر سعياً وراء العيش حيث يصبح قرار العودة عصيّاً في الغالب متردداً أحياناً إلى أن يفتك سرطان الغربة بالمغترب فيصبح أمر العودة قسرياً لا راد له، ثم يحضر سرطان الطمع في هيمنة الأب على ميراث الابن بعد إقصاء الأخوة والأخوات والأم منه فهو المُسْلم الذي يحق له أن يرث ابنه، أما الأم المسيحية والأولاد فلا، سرطان يتلوه سرطان، وقهر يعلو فوقه قهر، تماماً كما تعلو جثةٌ هرمة بعد مضي ست سنوات على دفنها جثة هرمة أخرى في ذات القبر من المقبرة الفرنسية التي تلتهم الجثث كالطوفان دون علم منها ولا اكتراث بسبب الموت.ثمة أم بقيت مع طفلها (بين عشرة جدران) لتحكي لنا كيف تبخر الحب بعد الزواج كما تبخرت سخونة الشاي في فنجانها الذي آنس وحدتها في المقهى وهي تنظر العابرين خارجه كأنها تفكر بيننا بصوت مرتفع لتعكس ما يعتمل في داخلها من صراع بين بقائها زوجة كُرمى لولد أنجبه الحب الذي كان كما تعكس مرايا المقهى وجوه مرتاديه عبر سلسلة من الوجوه يحمل كل منها حكاية مختلفة.يتحطم (الزجاج) بحجر الدهشة لحظة اللقاء بالحبيب، ويذوب جبل الحذر الجليدي الذي طغى على سلوكها مرة واحدة، ويسود العناق وتستعر القبلات، لقطة لا تصلح إلا لحلم، لكنه تحقق ذات دهشة.(كنت أشبهكِ) ظلت ترددها لشدة يقينها بأنها تشبه أمها وأنها امتدادها الذي أرادت أن تضع له حداً فإذا بها تَشُمُّهُ في رائحة ابنتها.تختم (أحابيل) المجموعة القصصية، وفيها تكرس سلوى النعيمي فكرة أن الكتابة خلاص ......
#-سلوى
#النعيمي-
#ذاتَ
#بَوْحٍ
#-كتاب
#الأسرار-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707836
#الحوار_المتمدن
#نزار_غالب_فليحان "هذه هي لغتي تعصمني من العاطفية الهزيلة، من الثرثرة، من الابتذال، من القبح." هكذا تقدم سلوى النعيمي لمجموعتها القصصية (كتاب الأسرار) تنسج من خلالها شخصيات وأحداث وأفكار حكاياتها على منوال بيئة واضحة المعالم زماناً ومكاناً في قالب قصصي متداخل حدَّ الغرائبية أحياناً ، واضح كزهر اللوز أحياناً أخرى، وصريح شفاف حدَّ المباشرة في أحايين كثيرة.تكسر الكلمة عند سلوى النعيمي كل قيودها، وتتعرى من كل ما يمنع عنها التنفس ويضيق عليها مساحة الحركة، فضاء كلمتها متسع لكل جموح حاضن لكل دفء محرض لكل جمال.بدءاً من المقدمة تؤكد الكاتبة موقفها من الكبت الذي يطارد الإبداع ومن الرقيب المنفصم في داخله المنفصل عن الواقع، الرقيب الذي يمنح فرصة لنشر قصة إيروتيكية لكاتب رجل ويمنع نشر قصتها (القيلولة) بحجة أنها على حد زعمه (تعريصٌ)، الرقيب الذي غالباً ما يسكننا ويصبح جزءاً من كياناتنا إلا إذا فعلنا فعل سلوى النعيمي في مقاومته بالبوح بكل ما أوتينا من حرية وانعتاق.(البطن) حيث تتشكل قصتها الأولى، ثمرة عشق نمت في أحشاء البطلة صارت حكايتها التي ماتت في مجاري المدينة، لكنها ستحيا معها وستموت معها.في (الملائكة) تطرح سلوى النعيمي تساؤلاً ربما كان حاضراً لدى كل من تزوج: ماذا يبقى بعد سنوات من الزواج؟ وتجيب مباشرةً ودون مواربة: ربما نوم العانس. ثم تراود فكرةَ إعادة حرارة الدم في عروقها وتراودها الفكرةُ، في مونولوج داخلي تثير الكاتبة على لسان بطلة القصة من خلاله الكثير من الأسئلة وتجيب عليها، وتخلص إلى أن الأزواج ملائكة لا جنس لهم. لكنها تزعم في النهاية أنها خرجت من سطوة الملائكية تلك نحو شمس أكثر إشراقاً.ثم تميل سلوى النعيمي إلى (القيلولة) ذلك المصطلح الذي يستبد فيه الشبق ويلتهب الجسد، فتمرر كل أفكارها المليئة بعطر الروح وبهاء الشهوة عبر مشهد واحد ترسمه بلغة تكاد تكون بصرية لشدة عمقها وقوة تجسيدها ورشاقة حركتها في آن. بطلة القصة تكسر بممارسة رغباتها كل طوق ضربه الدين والمجتمع والقانون حولها وحول كل النساء في محيطها.(مَن لم يمت) حكاية السفر سعياً وراء العيش حيث يصبح قرار العودة عصيّاً في الغالب متردداً أحياناً إلى أن يفتك سرطان الغربة بالمغترب فيصبح أمر العودة قسرياً لا راد له، ثم يحضر سرطان الطمع في هيمنة الأب على ميراث الابن بعد إقصاء الأخوة والأخوات والأم منه فهو المُسْلم الذي يحق له أن يرث ابنه، أما الأم المسيحية والأولاد فلا، سرطان يتلوه سرطان، وقهر يعلو فوقه قهر، تماماً كما تعلو جثةٌ هرمة بعد مضي ست سنوات على دفنها جثة هرمة أخرى في ذات القبر من المقبرة الفرنسية التي تلتهم الجثث كالطوفان دون علم منها ولا اكتراث بسبب الموت.ثمة أم بقيت مع طفلها (بين عشرة جدران) لتحكي لنا كيف تبخر الحب بعد الزواج كما تبخرت سخونة الشاي في فنجانها الذي آنس وحدتها في المقهى وهي تنظر العابرين خارجه كأنها تفكر بيننا بصوت مرتفع لتعكس ما يعتمل في داخلها من صراع بين بقائها زوجة كُرمى لولد أنجبه الحب الذي كان كما تعكس مرايا المقهى وجوه مرتاديه عبر سلسلة من الوجوه يحمل كل منها حكاية مختلفة.يتحطم (الزجاج) بحجر الدهشة لحظة اللقاء بالحبيب، ويذوب جبل الحذر الجليدي الذي طغى على سلوكها مرة واحدة، ويسود العناق وتستعر القبلات، لقطة لا تصلح إلا لحلم، لكنه تحقق ذات دهشة.(كنت أشبهكِ) ظلت ترددها لشدة يقينها بأنها تشبه أمها وأنها امتدادها الذي أرادت أن تضع له حداً فإذا بها تَشُمُّهُ في رائحة ابنتها.تختم (أحابيل) المجموعة القصصية، وفيها تكرس سلوى النعيمي فكرة أن الكتابة خلاص ......
#-سلوى
#النعيمي-
#ذاتَ
#بَوْحٍ
#-كتاب
#الأسرار-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707836
الحوار المتمدن
نزار غالب فليحان - -سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...
نزار غالب فليحان : -وحُبَّ الفقيرِ الرَّغيف- حين يزوغ المجاز ...
#الحوار_المتمدن
#نزار_غالب_فليحان الرغيف رفيق الدرب منذ اللقمة الأولى، أول ما تهفو إليه قلوبنا قبل أن تقلبه أكفنا لتشرع أصابعنا في تقطيعه برفق لا يسمح بهدر قطعة صغيرة منه، نجعل في حافة “البلكوم” انخماصاً كخاصرة نجمع طرفيها كي نتمكن من ملء التجويف المتشكل بالمادة التي سنأكلها، وقد نقطع الرغيف قطعاً صغيرة فوق حساء كي نتناوله بالملاعق، وكثرما كان الرغيف القوام الرئيسي في زادنا إلى العمل في الحقول أو البيادر أو المصانع والورشات الصغيرة، ولعل صحبة الرغيف إلى مدارسنا أجمل صحبة، كنا نبلله بقليل من الزيت ثم نرش عليه الزعتر ونلفه في ورقة دفتر لنحشره بين الدفاتر والكتب في حقائبنا، وربما كان اللبن أو "المكدوس" بديلاً للزعتر تبعاً لتوفر هذه المادة أو تلك في "قطرميزات" أمهاتنا، وكثرما كانت كتبنا ودفاترنا تعبق برائحة تلك المكونات، وقد تعثر على بقعة زيت أو بقايا زعتر في صفحات دفتر أو كتاب أو في زاوايا الحقيبة، ويحصل أن تقعَ على نصف "عروس" زعتر يابسة كنتَ قد خبأتَها لمن أوقعتك عيناها في شباكها فظننت أنها تحب الزعتر، وإذ بها من هواة "القشقوان"، فتتركها شاهداً على فارق طبقي بغيض.على موائدنا كان الرغيف يحضر بكامل هيبته، مستديراً مقمراً واثقاً أَنْ لا شروع في الطعام دون المرور بوجنتيه، تماماً كما كانت البسملة، مدركاً أَنْ لا اكتمال لنكهة أو شبع إذا لم نشركه كل لقيمة، وكان قدر ما هو مصدر قوة واكتفاء قدر ما هو نقطة ضعف تلاعب بها الطغاة، كان أضغف الإيمان حين يعز الطعام ويستفحل الإفقار، حتى غدا يدنا التي تؤلمنا والتي لطالما ضربت عليها الطغم الحاكمة كي تركعنا، حتى حُرِقَتْ كل آمالنا وقُزِّمَتْ كل تطلعاتنا إلى رغيف يبقينا على قيد الوجود نحيا بقدر ما يوفرونه، ويوفرونه بشروطهم إلى الحد الذي يبقيه بين الحلم والحقيقة كي لا يجمح بنا الخيال إلى ما يتجاوزه.كل ذلك جعل من الرغيف مجازاً للوجود، نكون حين يكون ونفنى حين يعز، لم تكن علاقتنا به علاقة حبيب بحبيبته، ولا علاقة عاشق بمعشوقته، كانت علاقة محتاج بحاجة، حتى جاءت قصيدة محمود درويش "أجمل حب" ليقلب تلك الموازين حين اتخذ من علاقتنا كفقراء بالرغيف كمنقذ من العدم مجازاً لشدة الحب، الأمر الذي أعطى هذه العلاقة معنى من معاني الرفاه:"أحبك حب القوافل واحة عشب و ماءو حب الفقير الرغيف"يستطاب للقوافل أن لا تمل الطريق فتكحل عيونها ببساط عشبي أخضر وبِرَكِ ماء وواحات، لكنها ستكمل الطريق دون أدنى شك إذا لم تقع عيونها على ذلك الجمال، لكن الرغيف كان للفقير ملاذاً من الجوع و خلاصاً من الموت، وكان الرغيف للطغاة عصىً يلوح بها كلما تجاوز الحلمُ الرغيفَ، ويعلم محمود درويش أن ثورات خبز نشبت في مئات ساحات الفقر عبر التاريخ، وأن الرغيف لطالما تصدر المشهد في تظاهرات الحرية التي كانت تطالب بأضعف الإيمان "خبز الكفاف".ويعلم محمود درويش أن لا وقت للحب لدى فقير يبحث عن رغيف، فكيف سرق منه لحظة جوع وأحالها إلى لحظة حب، كان ثمة جوع للرغيف، جوع كثرما جعلنا نكره الرغيف لأنه مصدر إذلال وهيمنة، ويعرف محمود درويش أن لعاب أطفال الفقر يجف على شفاههم بانتظار كسرة خبز، ولم تكن كسرة الرغيف تأتي حَدَّ القول: "لو كان الرغيف رجلاً لقتلناه"، فمن أين أتى كل هذا الحب؟ وكيف وقع محمود درويش في حبائل مخيلة زائفة؟ ترى، لو لم يكن ثمة إفقار وإذلال ولم تكن ثمة هيمنة بحد رغيف أمضى من هيمنة بحد سيف، هل توجب أن يكون لهاث الفقير محموماً إلى هذا الحد؟ ولما كان هذا اللهاث جلياً في أربع جهات الأرض، هل يصح سوقه مجازاً لشدة الحب لـ "نبقى رفيقين دوماً"؟ ......
#-وحُبَّ
#الفقيرِ
#الرَّغيف-
#يزوغ
#المجاز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726438
#الحوار_المتمدن
#نزار_غالب_فليحان الرغيف رفيق الدرب منذ اللقمة الأولى، أول ما تهفو إليه قلوبنا قبل أن تقلبه أكفنا لتشرع أصابعنا في تقطيعه برفق لا يسمح بهدر قطعة صغيرة منه، نجعل في حافة “البلكوم” انخماصاً كخاصرة نجمع طرفيها كي نتمكن من ملء التجويف المتشكل بالمادة التي سنأكلها، وقد نقطع الرغيف قطعاً صغيرة فوق حساء كي نتناوله بالملاعق، وكثرما كان الرغيف القوام الرئيسي في زادنا إلى العمل في الحقول أو البيادر أو المصانع والورشات الصغيرة، ولعل صحبة الرغيف إلى مدارسنا أجمل صحبة، كنا نبلله بقليل من الزيت ثم نرش عليه الزعتر ونلفه في ورقة دفتر لنحشره بين الدفاتر والكتب في حقائبنا، وربما كان اللبن أو "المكدوس" بديلاً للزعتر تبعاً لتوفر هذه المادة أو تلك في "قطرميزات" أمهاتنا، وكثرما كانت كتبنا ودفاترنا تعبق برائحة تلك المكونات، وقد تعثر على بقعة زيت أو بقايا زعتر في صفحات دفتر أو كتاب أو في زاوايا الحقيبة، ويحصل أن تقعَ على نصف "عروس" زعتر يابسة كنتَ قد خبأتَها لمن أوقعتك عيناها في شباكها فظننت أنها تحب الزعتر، وإذ بها من هواة "القشقوان"، فتتركها شاهداً على فارق طبقي بغيض.على موائدنا كان الرغيف يحضر بكامل هيبته، مستديراً مقمراً واثقاً أَنْ لا شروع في الطعام دون المرور بوجنتيه، تماماً كما كانت البسملة، مدركاً أَنْ لا اكتمال لنكهة أو شبع إذا لم نشركه كل لقيمة، وكان قدر ما هو مصدر قوة واكتفاء قدر ما هو نقطة ضعف تلاعب بها الطغاة، كان أضغف الإيمان حين يعز الطعام ويستفحل الإفقار، حتى غدا يدنا التي تؤلمنا والتي لطالما ضربت عليها الطغم الحاكمة كي تركعنا، حتى حُرِقَتْ كل آمالنا وقُزِّمَتْ كل تطلعاتنا إلى رغيف يبقينا على قيد الوجود نحيا بقدر ما يوفرونه، ويوفرونه بشروطهم إلى الحد الذي يبقيه بين الحلم والحقيقة كي لا يجمح بنا الخيال إلى ما يتجاوزه.كل ذلك جعل من الرغيف مجازاً للوجود، نكون حين يكون ونفنى حين يعز، لم تكن علاقتنا به علاقة حبيب بحبيبته، ولا علاقة عاشق بمعشوقته، كانت علاقة محتاج بحاجة، حتى جاءت قصيدة محمود درويش "أجمل حب" ليقلب تلك الموازين حين اتخذ من علاقتنا كفقراء بالرغيف كمنقذ من العدم مجازاً لشدة الحب، الأمر الذي أعطى هذه العلاقة معنى من معاني الرفاه:"أحبك حب القوافل واحة عشب و ماءو حب الفقير الرغيف"يستطاب للقوافل أن لا تمل الطريق فتكحل عيونها ببساط عشبي أخضر وبِرَكِ ماء وواحات، لكنها ستكمل الطريق دون أدنى شك إذا لم تقع عيونها على ذلك الجمال، لكن الرغيف كان للفقير ملاذاً من الجوع و خلاصاً من الموت، وكان الرغيف للطغاة عصىً يلوح بها كلما تجاوز الحلمُ الرغيفَ، ويعلم محمود درويش أن ثورات خبز نشبت في مئات ساحات الفقر عبر التاريخ، وأن الرغيف لطالما تصدر المشهد في تظاهرات الحرية التي كانت تطالب بأضعف الإيمان "خبز الكفاف".ويعلم محمود درويش أن لا وقت للحب لدى فقير يبحث عن رغيف، فكيف سرق منه لحظة جوع وأحالها إلى لحظة حب، كان ثمة جوع للرغيف، جوع كثرما جعلنا نكره الرغيف لأنه مصدر إذلال وهيمنة، ويعرف محمود درويش أن لعاب أطفال الفقر يجف على شفاههم بانتظار كسرة خبز، ولم تكن كسرة الرغيف تأتي حَدَّ القول: "لو كان الرغيف رجلاً لقتلناه"، فمن أين أتى كل هذا الحب؟ وكيف وقع محمود درويش في حبائل مخيلة زائفة؟ ترى، لو لم يكن ثمة إفقار وإذلال ولم تكن ثمة هيمنة بحد رغيف أمضى من هيمنة بحد سيف، هل توجب أن يكون لهاث الفقير محموماً إلى هذا الحد؟ ولما كان هذا اللهاث جلياً في أربع جهات الأرض، هل يصح سوقه مجازاً لشدة الحب لـ "نبقى رفيقين دوماً"؟ ......
#-وحُبَّ
#الفقيرِ
#الرَّغيف-
#يزوغ
#المجاز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726438
الحوار المتمدن
نزار غالب فليحان - -وحُبَّ الفقيرِ الرَّغيف- حين يزوغ المجاز ...