ميثم الجنابي : -الصحوة السلفية الجهادية- العراقية نموذج للانحطاط المادي والمعنوي
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن تاريخ الإسلام لا يخلو من تطرف وغلو. لكنه كان يجري عموما بمعايير الرؤية الفكرية والاجتهاد العملي. ذلك يعني انه كان يسير في اتجاه مناهضة ما يراه خروجا على منطق الحق والعدل والإخلاص. فالتطرف والغلو في الثقافات الكبرى والأصيلة هو الخميرة الوجدانية التي تميز نشاط القوى الاجتماعية والسياسية التي لا تستطيع لسبب ما من الأسباب تجسيد نفسها بمشروع عملي عقلاني. من هنا دورها الإيجابي والفعال في رفد تيار الاعتدال العلمي والعملي بعناصر الشحنة الدائمة للاجتهاد. لكن الأمر يختلف عندما يصبح الغلو والتطرف الوجه الآخر للتخلف والانحطاط كما هو الحال في العراق. ففي هذه الحالة تصبح القوى التقليدية والمتخلفة حاملة لواء التحدي والتصدي والبدائل. بينما في مجموعها ليست إلا «الفناء» في كمية الأفعال اللاعقلانية و«البقاء» بمعاييرها. أما النتيجة الحتمية لذلك فهو استفحال نفسية التقليد والجمود والعقائدية، ومن ثم التطرف والمغالاة في محاربة كل ما لا يستجيب لها.وهي حالة تميز مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية في العراق. فالحركات الدينية السياسية عموما، شأن اغلب الحركات السياسية الأخرى، تعاني من فقر هائل في ما يتعلق بإدراك وتحقيق المضمون الاجتماعي للسياسة، مع غياب شبه كامل للرؤية العقلانية، وافتقاد فاضح للأبعاد الوطنية في الموقف من الإشكاليات والمشاكل الكبرى التي يعاني منها العراق حاليا. مما يدفع بها بالضرورة إلى التوجه صوب الانعزال المذهبي والطائفي. وهو توجه يشكل التدين المفتعل ذروته العملية. ولا يعني ذلك في الواقع سوى العمل بمعايير الرؤية التقليدية ومحاربة كل ما يمكنه أن يكون رصيدا للإسلام الثقافي. بمعنى انتشار وتوسع وتعمق الإسلام المذهبي، أي الإسلام غير الثقافي. وهي عملية لا تؤدي في النهاية إلا إلى إعادة إنتاج الراديكالية السياسية، التي مثلت التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية نموذجها الدنيوي (العلماني). بمعنى تأديتها بالضرورة إلى تصنيع نفسية التطرف والغلو. ولا تفعل هذه النفسية إلا على شحن الراديكالية الدينية العراقية بعناصر متزايدة من اللاعقلانية. مما يدفع بها بالضرورة إلى أن تتمثل أيديولوجيا الانغلاق والطريق المسدود. والنتيجة هي الخراب والتخريب الذاتي والدمار والاندثار. ولعل نموذج الحركات والتيارات «السلفية الجهادية» في ظروف العراق الحالية هي صورة نموذجية لهذه الحالة. ومن الممكن أن نتخذ من «رابطة أهل السنة والجماعة» نموذجا لهذه الظاهرة. فاسمها العام يكشف عن طبيعة التوليف بين ادعائها امتلاك الحقيقة النهائية والحكم بموجبها. ففي اسمها العام نعثر على وحدة الادعاء بتمثيل الإسلام ونمطه «السنّي» وحق الدعوة والإفتاء!! فهي (رابطة أهل السنّة والجماعة) للدعوة والإفتاء بالعراق! إذ تعيد هذه التسمية إلى الذاكرة أحد اشد الأشكال والنماذج تخلفا لفكرة «أهل السنّة والجماعة». بمعنى إعادتها لتقاليد الحنبلية المتخلفة والمعزولة بصحراء الجفاف الثقافي. بعبارة أخرى، أنها تخلو من كل تقاليد «أهل السنّة والجماعة» كما بلورتها تقاليد علم الكلام والفرق الإسلامية الكبرى. وبالتالي لم يبق فيها من حيث الجوهر أكثر من غطاء التسنن المثقوب بدعاوي التمثيل المطلق لإسلام «النبوة والصحابة والتابعين»، أي لإسلام الكلمة المبتورة عن روحها التاريخية والثقافية. وليس غريبا أن تضع هذه «الرابطة» في صلب تصورتها في موقفها من «كفرية» السلطة الصدامية في كونها كانت تحارب «التيار السلفي الجهادي»، كل من منع أتباعه من «إطلاق اللحى، ولبس الملابس القصيرة» وأمثالها من «مظاهر إسلام النبوة والصحابة»!! وهي مآخذ تبدو طفولية مقارنة بطبيعة الر ......
#-الصحوة
#السلفية
#الجهادية-
#العراقية
#نموذج
#للانحطاط
#المادي
#والمعنوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674682
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن تاريخ الإسلام لا يخلو من تطرف وغلو. لكنه كان يجري عموما بمعايير الرؤية الفكرية والاجتهاد العملي. ذلك يعني انه كان يسير في اتجاه مناهضة ما يراه خروجا على منطق الحق والعدل والإخلاص. فالتطرف والغلو في الثقافات الكبرى والأصيلة هو الخميرة الوجدانية التي تميز نشاط القوى الاجتماعية والسياسية التي لا تستطيع لسبب ما من الأسباب تجسيد نفسها بمشروع عملي عقلاني. من هنا دورها الإيجابي والفعال في رفد تيار الاعتدال العلمي والعملي بعناصر الشحنة الدائمة للاجتهاد. لكن الأمر يختلف عندما يصبح الغلو والتطرف الوجه الآخر للتخلف والانحطاط كما هو الحال في العراق. ففي هذه الحالة تصبح القوى التقليدية والمتخلفة حاملة لواء التحدي والتصدي والبدائل. بينما في مجموعها ليست إلا «الفناء» في كمية الأفعال اللاعقلانية و«البقاء» بمعاييرها. أما النتيجة الحتمية لذلك فهو استفحال نفسية التقليد والجمود والعقائدية، ومن ثم التطرف والمغالاة في محاربة كل ما لا يستجيب لها.وهي حالة تميز مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية في العراق. فالحركات الدينية السياسية عموما، شأن اغلب الحركات السياسية الأخرى، تعاني من فقر هائل في ما يتعلق بإدراك وتحقيق المضمون الاجتماعي للسياسة، مع غياب شبه كامل للرؤية العقلانية، وافتقاد فاضح للأبعاد الوطنية في الموقف من الإشكاليات والمشاكل الكبرى التي يعاني منها العراق حاليا. مما يدفع بها بالضرورة إلى التوجه صوب الانعزال المذهبي والطائفي. وهو توجه يشكل التدين المفتعل ذروته العملية. ولا يعني ذلك في الواقع سوى العمل بمعايير الرؤية التقليدية ومحاربة كل ما يمكنه أن يكون رصيدا للإسلام الثقافي. بمعنى انتشار وتوسع وتعمق الإسلام المذهبي، أي الإسلام غير الثقافي. وهي عملية لا تؤدي في النهاية إلا إلى إعادة إنتاج الراديكالية السياسية، التي مثلت التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية نموذجها الدنيوي (العلماني). بمعنى تأديتها بالضرورة إلى تصنيع نفسية التطرف والغلو. ولا تفعل هذه النفسية إلا على شحن الراديكالية الدينية العراقية بعناصر متزايدة من اللاعقلانية. مما يدفع بها بالضرورة إلى أن تتمثل أيديولوجيا الانغلاق والطريق المسدود. والنتيجة هي الخراب والتخريب الذاتي والدمار والاندثار. ولعل نموذج الحركات والتيارات «السلفية الجهادية» في ظروف العراق الحالية هي صورة نموذجية لهذه الحالة. ومن الممكن أن نتخذ من «رابطة أهل السنة والجماعة» نموذجا لهذه الظاهرة. فاسمها العام يكشف عن طبيعة التوليف بين ادعائها امتلاك الحقيقة النهائية والحكم بموجبها. ففي اسمها العام نعثر على وحدة الادعاء بتمثيل الإسلام ونمطه «السنّي» وحق الدعوة والإفتاء!! فهي (رابطة أهل السنّة والجماعة) للدعوة والإفتاء بالعراق! إذ تعيد هذه التسمية إلى الذاكرة أحد اشد الأشكال والنماذج تخلفا لفكرة «أهل السنّة والجماعة». بمعنى إعادتها لتقاليد الحنبلية المتخلفة والمعزولة بصحراء الجفاف الثقافي. بعبارة أخرى، أنها تخلو من كل تقاليد «أهل السنّة والجماعة» كما بلورتها تقاليد علم الكلام والفرق الإسلامية الكبرى. وبالتالي لم يبق فيها من حيث الجوهر أكثر من غطاء التسنن المثقوب بدعاوي التمثيل المطلق لإسلام «النبوة والصحابة والتابعين»، أي لإسلام الكلمة المبتورة عن روحها التاريخية والثقافية. وليس غريبا أن تضع هذه «الرابطة» في صلب تصورتها في موقفها من «كفرية» السلطة الصدامية في كونها كانت تحارب «التيار السلفي الجهادي»، كل من منع أتباعه من «إطلاق اللحى، ولبس الملابس القصيرة» وأمثالها من «مظاهر إسلام النبوة والصحابة»!! وهي مآخذ تبدو طفولية مقارنة بطبيعة الر ......
#-الصحوة
#السلفية
#الجهادية-
#العراقية
#نموذج
#للانحطاط
#المادي
#والمعنوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674682
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - -الصحوة السلفية الجهادية- العراقية نموذج للانحطاط المادي والمعنوي