اسكندر أمبروز : هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟
#الحوار_المتمدن
#اسكندر_أمبروز في عام 221 قبل الميلاد , ومع دخول حنبعل الى إيطاليا ومسح الأرض بالجيوش الرومانيّة وتهديده المباشر لروما نفسها واقتراب سقوط الدولة , حرّك السياسيون الرومان قانون الدكتاتور المعروف لديهم آنذاك , وهو المنصب الذي كان يمنح لقاضٍ للجمهورية الرومانية , حيث يُعَهد إليه بالسلطة الكاملة للدولة للتعامل مع حالة الطوارئ العسكرية أو لأداء واجب مهم معيّن.حيث عيّنوا كوينتوس فابيوس ماكسيموس كدكتاتور مؤقّت للبلاد للتصرّف بحزم وقوّة مع الجيش القرطاجي الغازي , ورصّ الصفوف والبت في المسائل التي كانت مستعصية على قاعات البرلمان الروماني والديمقراطية الرومانيّة.ونتائج هذا الفعل ألا وهي تعيين دكتاتور مؤقّت في وقت الأزمات , كان الحل الأمثل للتعامل مع الوضع السياسي والعسكري المزري لروما والجمهورية الرومانيّة في ذلك الوقت. وهو ما يدفعنا اليوم لطرح سؤال مهم , ألا وهو هل الدكتاتوريّات عبر التاريخ والى اليوم سلبيّة بالمطلق ؟ أم هل هناك استثنائات حميدة لها ؟وللإجابة على هذا السؤال علينا أولاً أن نعي أن الحكم الدكتاتوري هو سلاح ذو حدّين , فمن جانب يوفّر الاستقرار والحصانة لأي دولة وكيان سياسي , ولكنّه من الجانب الآخر كثيراً وغالباً ما ينسف حرّيات الأفراد وإرادتهم السياسيّة وغالباً أيضاً ما يتحوّل الحكم الدكتاتوري الى حكم بوليسي قمعي قذر لا يأتي سوى بالخراب والفساد , ولو كان الدكتاتور فاشلاً وأحمق ومسيّر بالأيديولوجيا الباطلة كالدين الميتافيزيقي كالمسيحية أو الاسلام أو الدين المادي كالشيوعية والفاشية...الخ , فستنحدر الدولة نحو الخراب لا محالة , وحتى الأمن والاستقرار الذي قد تأتي به الدكتاتورية سيتلاشى مع الحكام المسيّرين بالخرافة والأيديولوجيا كما ذكرنا.فالدكتاتورية تغلب عليها طبائع الاستبداد والفساد , والطبقية والعنصرية , والقمع والظلم...الخ من الأمور الفاسدة والمفسدة لأي مجتمع كان , وهذه هي القاعدة العامّة للدكتاتوريّة.ولكن نعلم جميعاً أنه هنالك استثنائات لبعض القواعد السياسية والفلسفية , فقاعدة الدكتاتورية العامّة المذكورى آنفاً , لها استثنائاتها في التاريخ الانساني , حيث تم استعمال جوانبها الحميدة تماماً كما استعملها الرومان مع حنبعل وغيره من الأخطار المحدقة بدولتهم العريقة , ولفهم جوانب الدكتاتورية الحميدة وكيف يمكن استعمالها خير استعمال والاستفادة منها مع تفادي السلبيّات التي قد تنزلق اليها الدولة إن حلّت فيها الدكتاتورية , علينا أن ننظر الى بعض الأمثلة من التاريخ المعاصر والتي نذكر منها...⚫-;- مصطفى كمال أتاتُرك.أثناء قيادته لحرب الاستقلال التركية من عام 1919 إلى عام 1923 ورئاسته من عام 1923 إلى عام 1938 , أنجز مصطفى كمال أتاتورك إنجازات عظيمة لم يأت بمثلها سوى قلّة قليلة من البشر على مرّ التاريخ.ومنها إزالة النفوذ الأجنبي من الأراضي التركية , وتأسيس تركيا الحديثة على شكل جمهورية. وترأس سلسلة من الإصلاحات مثل السماح للمرأة بالتصويت , وإصلاح الأراضي الزراعية , وإزالة الإسلام كدين للدولة , وتأسيس العلمانية , وتحديث اللغة والتعليم , واعتماد قانون غربي بدلاً من الشريعة الداعشية , والحفاظ على وحدة الأراضي التركية أثناء حرب الاستقلال التي كانت قد تم تقسيمها بين قوى استعمارية عديدة , وتأسيسه للحكم الديمقراطي التعددي المحكوم بانتخابات حرّة نزيهة , وحكم الشعب من بعده في الدولة حديثة العهد.⚫-;- جوزيف بروز تيتو.حافظ في سياساته الداخلية على التعايش السلمي بين دول الاتحاد اليوغوسلافي , ومرّ اقتصاد بلا ......
#الحكم
#الدكتاتوري
#بالمطلق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728131
#الحوار_المتمدن
#اسكندر_أمبروز في عام 221 قبل الميلاد , ومع دخول حنبعل الى إيطاليا ومسح الأرض بالجيوش الرومانيّة وتهديده المباشر لروما نفسها واقتراب سقوط الدولة , حرّك السياسيون الرومان قانون الدكتاتور المعروف لديهم آنذاك , وهو المنصب الذي كان يمنح لقاضٍ للجمهورية الرومانية , حيث يُعَهد إليه بالسلطة الكاملة للدولة للتعامل مع حالة الطوارئ العسكرية أو لأداء واجب مهم معيّن.حيث عيّنوا كوينتوس فابيوس ماكسيموس كدكتاتور مؤقّت للبلاد للتصرّف بحزم وقوّة مع الجيش القرطاجي الغازي , ورصّ الصفوف والبت في المسائل التي كانت مستعصية على قاعات البرلمان الروماني والديمقراطية الرومانيّة.ونتائج هذا الفعل ألا وهي تعيين دكتاتور مؤقّت في وقت الأزمات , كان الحل الأمثل للتعامل مع الوضع السياسي والعسكري المزري لروما والجمهورية الرومانيّة في ذلك الوقت. وهو ما يدفعنا اليوم لطرح سؤال مهم , ألا وهو هل الدكتاتوريّات عبر التاريخ والى اليوم سلبيّة بالمطلق ؟ أم هل هناك استثنائات حميدة لها ؟وللإجابة على هذا السؤال علينا أولاً أن نعي أن الحكم الدكتاتوري هو سلاح ذو حدّين , فمن جانب يوفّر الاستقرار والحصانة لأي دولة وكيان سياسي , ولكنّه من الجانب الآخر كثيراً وغالباً ما ينسف حرّيات الأفراد وإرادتهم السياسيّة وغالباً أيضاً ما يتحوّل الحكم الدكتاتوري الى حكم بوليسي قمعي قذر لا يأتي سوى بالخراب والفساد , ولو كان الدكتاتور فاشلاً وأحمق ومسيّر بالأيديولوجيا الباطلة كالدين الميتافيزيقي كالمسيحية أو الاسلام أو الدين المادي كالشيوعية والفاشية...الخ , فستنحدر الدولة نحو الخراب لا محالة , وحتى الأمن والاستقرار الذي قد تأتي به الدكتاتورية سيتلاشى مع الحكام المسيّرين بالخرافة والأيديولوجيا كما ذكرنا.فالدكتاتورية تغلب عليها طبائع الاستبداد والفساد , والطبقية والعنصرية , والقمع والظلم...الخ من الأمور الفاسدة والمفسدة لأي مجتمع كان , وهذه هي القاعدة العامّة للدكتاتوريّة.ولكن نعلم جميعاً أنه هنالك استثنائات لبعض القواعد السياسية والفلسفية , فقاعدة الدكتاتورية العامّة المذكورى آنفاً , لها استثنائاتها في التاريخ الانساني , حيث تم استعمال جوانبها الحميدة تماماً كما استعملها الرومان مع حنبعل وغيره من الأخطار المحدقة بدولتهم العريقة , ولفهم جوانب الدكتاتورية الحميدة وكيف يمكن استعمالها خير استعمال والاستفادة منها مع تفادي السلبيّات التي قد تنزلق اليها الدولة إن حلّت فيها الدكتاتورية , علينا أن ننظر الى بعض الأمثلة من التاريخ المعاصر والتي نذكر منها...⚫-;- مصطفى كمال أتاتُرك.أثناء قيادته لحرب الاستقلال التركية من عام 1919 إلى عام 1923 ورئاسته من عام 1923 إلى عام 1938 , أنجز مصطفى كمال أتاتورك إنجازات عظيمة لم يأت بمثلها سوى قلّة قليلة من البشر على مرّ التاريخ.ومنها إزالة النفوذ الأجنبي من الأراضي التركية , وتأسيس تركيا الحديثة على شكل جمهورية. وترأس سلسلة من الإصلاحات مثل السماح للمرأة بالتصويت , وإصلاح الأراضي الزراعية , وإزالة الإسلام كدين للدولة , وتأسيس العلمانية , وتحديث اللغة والتعليم , واعتماد قانون غربي بدلاً من الشريعة الداعشية , والحفاظ على وحدة الأراضي التركية أثناء حرب الاستقلال التي كانت قد تم تقسيمها بين قوى استعمارية عديدة , وتأسيسه للحكم الديمقراطي التعددي المحكوم بانتخابات حرّة نزيهة , وحكم الشعب من بعده في الدولة حديثة العهد.⚫-;- جوزيف بروز تيتو.حافظ في سياساته الداخلية على التعايش السلمي بين دول الاتحاد اليوغوسلافي , ومرّ اقتصاد بلا ......
#الحكم
#الدكتاتوري
#بالمطلق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728131
الحوار المتمدن
اسكندر أمبروز - هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟