Niran Abbass hasson : ماكنة خياطة - ذاكرة الابواب
#الحوار_المتمدن
#Niran_Abbass_hasson مرتبطة مفردة الجمهورية بماكنة الخياطة والشبابيك الزرق التي تعبر إلينا منها تفاصيل حياة هادئة، تدور عجلتها أرجل ناعمة لسيدة تحب الشاي المهيل بدون سكر هكذا افضله على الاقل ، وبكثير من الغناء ،الجمهورية وماكنة الخياطة تهب عقلي تصورا بأن الجمهوريات لا تقوم إلا بتنشيط العمل وأن اليد التي تصنع خير من اليد التي تشتري بالمال ما تريده ،ولما كانت معرفتي بالخياطة بسيطة جدا ، لكني شخص يستمتع بطقطقة المقص وبوخزات الابرة في كل غرزة خطأ ، ولا أنكر أني بجلوسي إلى ماكنة الخياطة أشعر بما يشعره العالم والمبتكر وحتى رئيس الجمهورية ، والجمهورية حيّ قديم مواجه لاعدادية الكوفة للبنات ، بيوته صغيرة ، وبنائها تقريبا متشابه، ومبني على طريقة اذا اشتكى عضو ، تداعت جميع البيوت من حوله، وبه حميمية الاحياء التقليدية في المسلسلات القديمة ، ابواب تنط من جوف الارض ، شبابيك غير مرتفعة، وبالوان جميلة اغلبها من مشتقات الاخضر الكالح بفعل عوامل الطقس ، وكنا في الايام المطيرة شتاءا والمشمسة صيفا نختصر طريق الاعدادية عبره ، فتحمينا سقيفات الشبابيك من اشعة الشمس الحارقة ومن المطر ايضا ، وفي يوم شديد المطر وكعادتنا ونحن نقصد الاعدادية قادمين من فلكة حبيب الرعاش ، حيث تضعنا سيارات النقل القادمة من قرانا ، اقطع شارع الجسر ، واختصره عبر حي الجمهورية الذي صار يعرف معظمنا ، نحن بنات الثانوية المجاورة ، جعلنا نقفز بين برك المياه المتجمعة في الطريق ، والتصق بجدران البيوت الصغيرة المتجمعة في الحي القديم ، مختصرة الطريق الى المدرسة ، باغتتني عاصفة مطرية ، صارت عبائتي تقطر بالماء ، فلذت بسقيفة شباك فيروزية اللون ، في انتقال إلى مشهد مواز ربما مع حياة تتقاطع تفاصيلها بطريق سلكته يوما ، واحسب ذاك الطريق كان منها ، خالط صوت المطر صوت أم كلثوم ووصفة صبرها وهي تصرح بأنها كلام يتقال ، وكان عطر شاي مهيل يخترق عطر الارض المبللة فيصعد من التراب سر الحياة الآمنة متناغما مع صوت ماكنة خياطة تقليدية ، تدور عجلتها اقدام متمرسة ، في صورة موجزة ألقت الطمئنينة مفتاحها إلي، تلك اللوحة السمعية البصرية المشمومة، جعلت من كل خياطة قصدتها فيما بعد ، أشبه بجنية أسطورية يجتمع فيها السحر والعطر والمطر ، وظل صوت ماكنة الخياطة التقليدية خير من يترجم لاذني فلسفة الحياة بشكل عميق ومبسط ، كأس شاي وأغنية وعمل تحبه ، وصبية في السابعة عشر تحتمي بشباكي وهي تحتضن بين كتبها، أيامها التي ستكون ذكرياتها القادمة، وربما كنت جزء منها ، كما ذاك الشباك الذي شكل جزء مهم من فلسفتي وطريقة عيشي. المقص مغر جدا ، للحد الذي جعلني اتوسل شقيقاتي الصغيرات ليطلقن ليدي العنان في قص شعورهن الجميلة ، وللاسف احتاجوا فيما بعد حلاقة ماهرة لتخفي فعلتي تلك ، وربما حقدن علي يومها بشدة ، غير أني اذكر حكاية عن أخي الاكبر الذي قص ضفائري مقنعا اياي بالذهاب الى كربلاء وان ضفائري تحجب حلقي الذهبي عن الرؤية ، وخرجت من تحت يده بدائرتين لحميتين في جمجمتي ، جعلت من أمي تغطي رأسي الصغير بشال لتستر فعلته تلك، تلك الفعلة التي جعلتني اشعر بالخجل حين ازاحت معلمة الروضة الغطاء عن رأسي لتنغمر بنوبة ضحك هستيري ، في حين كان صمتي يعني احتجاجا صاخبا على ردة فعلها، ومازلت املك ذات ردة الفعل ولكن مع لكمة قوية أن أستدعى الامر 🙂-;---- المرة التي غادرنا الاهل لمناسبة عائلية تقتضي تغيبهم عن البيت طوال النهار ، قفزت فرحا ، وفي لمحة من الوقت كانت ستائر البيت ومجموعة من الثياب قد نقص طولها ، بما فيهم الثوب الذي كنت ألبسه، وتكوم عند ماكنة الخياطة الكثير من المشاريع ال ......
#ماكنة
#خياطة
#ذاكرة
#الابواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688557
#الحوار_المتمدن
#Niran_Abbass_hasson مرتبطة مفردة الجمهورية بماكنة الخياطة والشبابيك الزرق التي تعبر إلينا منها تفاصيل حياة هادئة، تدور عجلتها أرجل ناعمة لسيدة تحب الشاي المهيل بدون سكر هكذا افضله على الاقل ، وبكثير من الغناء ،الجمهورية وماكنة الخياطة تهب عقلي تصورا بأن الجمهوريات لا تقوم إلا بتنشيط العمل وأن اليد التي تصنع خير من اليد التي تشتري بالمال ما تريده ،ولما كانت معرفتي بالخياطة بسيطة جدا ، لكني شخص يستمتع بطقطقة المقص وبوخزات الابرة في كل غرزة خطأ ، ولا أنكر أني بجلوسي إلى ماكنة الخياطة أشعر بما يشعره العالم والمبتكر وحتى رئيس الجمهورية ، والجمهورية حيّ قديم مواجه لاعدادية الكوفة للبنات ، بيوته صغيرة ، وبنائها تقريبا متشابه، ومبني على طريقة اذا اشتكى عضو ، تداعت جميع البيوت من حوله، وبه حميمية الاحياء التقليدية في المسلسلات القديمة ، ابواب تنط من جوف الارض ، شبابيك غير مرتفعة، وبالوان جميلة اغلبها من مشتقات الاخضر الكالح بفعل عوامل الطقس ، وكنا في الايام المطيرة شتاءا والمشمسة صيفا نختصر طريق الاعدادية عبره ، فتحمينا سقيفات الشبابيك من اشعة الشمس الحارقة ومن المطر ايضا ، وفي يوم شديد المطر وكعادتنا ونحن نقصد الاعدادية قادمين من فلكة حبيب الرعاش ، حيث تضعنا سيارات النقل القادمة من قرانا ، اقطع شارع الجسر ، واختصره عبر حي الجمهورية الذي صار يعرف معظمنا ، نحن بنات الثانوية المجاورة ، جعلنا نقفز بين برك المياه المتجمعة في الطريق ، والتصق بجدران البيوت الصغيرة المتجمعة في الحي القديم ، مختصرة الطريق الى المدرسة ، باغتتني عاصفة مطرية ، صارت عبائتي تقطر بالماء ، فلذت بسقيفة شباك فيروزية اللون ، في انتقال إلى مشهد مواز ربما مع حياة تتقاطع تفاصيلها بطريق سلكته يوما ، واحسب ذاك الطريق كان منها ، خالط صوت المطر صوت أم كلثوم ووصفة صبرها وهي تصرح بأنها كلام يتقال ، وكان عطر شاي مهيل يخترق عطر الارض المبللة فيصعد من التراب سر الحياة الآمنة متناغما مع صوت ماكنة خياطة تقليدية ، تدور عجلتها اقدام متمرسة ، في صورة موجزة ألقت الطمئنينة مفتاحها إلي، تلك اللوحة السمعية البصرية المشمومة، جعلت من كل خياطة قصدتها فيما بعد ، أشبه بجنية أسطورية يجتمع فيها السحر والعطر والمطر ، وظل صوت ماكنة الخياطة التقليدية خير من يترجم لاذني فلسفة الحياة بشكل عميق ومبسط ، كأس شاي وأغنية وعمل تحبه ، وصبية في السابعة عشر تحتمي بشباكي وهي تحتضن بين كتبها، أيامها التي ستكون ذكرياتها القادمة، وربما كنت جزء منها ، كما ذاك الشباك الذي شكل جزء مهم من فلسفتي وطريقة عيشي. المقص مغر جدا ، للحد الذي جعلني اتوسل شقيقاتي الصغيرات ليطلقن ليدي العنان في قص شعورهن الجميلة ، وللاسف احتاجوا فيما بعد حلاقة ماهرة لتخفي فعلتي تلك ، وربما حقدن علي يومها بشدة ، غير أني اذكر حكاية عن أخي الاكبر الذي قص ضفائري مقنعا اياي بالذهاب الى كربلاء وان ضفائري تحجب حلقي الذهبي عن الرؤية ، وخرجت من تحت يده بدائرتين لحميتين في جمجمتي ، جعلت من أمي تغطي رأسي الصغير بشال لتستر فعلته تلك، تلك الفعلة التي جعلتني اشعر بالخجل حين ازاحت معلمة الروضة الغطاء عن رأسي لتنغمر بنوبة ضحك هستيري ، في حين كان صمتي يعني احتجاجا صاخبا على ردة فعلها، ومازلت املك ذات ردة الفعل ولكن مع لكمة قوية أن أستدعى الامر 🙂-;---- المرة التي غادرنا الاهل لمناسبة عائلية تقتضي تغيبهم عن البيت طوال النهار ، قفزت فرحا ، وفي لمحة من الوقت كانت ستائر البيت ومجموعة من الثياب قد نقص طولها ، بما فيهم الثوب الذي كنت ألبسه، وتكوم عند ماكنة الخياطة الكثير من المشاريع ال ......
#ماكنة
#خياطة
#ذاكرة
#الابواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688557
الحوار المتمدن
Niran Abbass hasson - ماكنة خياطة - ذاكرة الابواب