ابتسام الحاج زكي : ولذاكرتي حنينها
#الحوار_المتمدن
#ابتسام_الحاج_زكي لكل منّا ذكرياته بعضها نذهب إليها طواعية وشوقا، وبعضها تأتينا بغتة لتجثم على صدورنا ولا فكاك منها إلّا وقد أنهكتنا أسى ولوعة، وأخرى نقشت بصمتها في خريطة للتوِّ يُراد رسمها، وهنا تقودني الذكرى إلى مرحلة دراستي الابتدائية، ومواقف لا تنسى فماذا لو جمعتني الأيام بهن ؟! اللواتي تركن أثرا نفسيا وتربويا وسواء كان ذلك التأثير بالإيجاب أم السلب ما انعكس لاحقا على تشكيل شخصيتي المهنية والإنسانية وسأبدأ:الست سهام أجواء الشتاء أعادتني إلى تلك المرحلة القصّية من ذاكرتي، إذ ما كنّا لنتأخر قليلا حتى يأخذنا الخوف والرهبة من العقوبة، فهيأة المديرة وهي تمسك العصا وصيحات التهديد والترهيب كانت كفيلة أن تجعلنا نرتجف هلعا، ولسوء حظي كنت ذات مرة إحدى بطلات هذا المشهد المتكرر في صباحات الشتاء القارسة وكنت ارتعد بردا وخوفا واجهش بكاءً، لكنها اللحظة الإنسانية التي لا ولن تجحدها ذاكرتي المنهكة حين نادت عليّ مشفقة الست سهام وسحبتني من بين مجموعة من التلاميذ وكنّا ننتظر عقوبة الضرب والتوبيخ، كانت معلمتي للصف الثاني الابتدائي وكانت تعدني من التلاميذ المتفوقين. الست ياسمين لا يمكن بأي حال نكران عطفها وإنسانيتها في تعاملها معنا، ولا يمكن نسيان وصاياها لنا وتوجيهاتها حتى أن من بين وصاياها التي لا زلت أواظب عليها بين الحين والآخر هي ضرورة غسل أسناننا وتنظيفها بملح الطعام للحفاظ عليها من التسوس والتلف، ولنحظى فيما بعد بأسنان بيضاء جميلة، إضافة إلى أسلوبها الساحر وهي تسرد لنا الحكايات والقصص الجميلة في أوقات فراغها، وقد احتفظت ذاكرتي بواحدة منها لطالما قصصتها على الأطفال اعترف أن بصمتها كانت ولا تزال راسخة في وجداني التربوي والتعليمي، لتنتهج كسلوك في التعامل مع من أدرّسهم. الست ليلى لم تستطع كل تلك السنين الطويلة ان تنتزع عفوا منّي لتلك المعلمة، ففي كل مرة أحاول الصفح والتناسي حتى أجد ذلك المشهد يشخص أمام ناظريّ ليحول بيني وبين قرار الصفح، فإلى الأن أشعر بحرارة صفعاتها على وجهي الصغير وأنا في الصف الثالث الابتدائي لقد استباحت طفولتي بمنتهى القسوة والشراسة وكالتني ضربا مبرحا، لا لذنب يتعلق بالمستوى الدراسي ولا السلوكي إذ كنت أعدّ من التلميذات المتفوقات والهادئات جدا، كان الجرم الذي ارتكبته وقتذاك بحسب اعتقادها هو جرأتي على التبسّم مع زميلة لي لموقف يدعو إلى التبسّم هذه المعلمة كان اسمها الست ليلى وكانت تدرسنا مادة الدين!، لكنني اليوم أعلنه صفحا جميلا فقسوتها معي أتت ثمارها حين جعلتني أنفر كل النفور وبقدر المستطاع عن الانفعال والعصبية في المواقف التعليمية مع من أدرسهم، ولا سيما وأنا اليوم معلّمة. ......
#ولذاكرتي
#حنينها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741619
#الحوار_المتمدن
#ابتسام_الحاج_زكي لكل منّا ذكرياته بعضها نذهب إليها طواعية وشوقا، وبعضها تأتينا بغتة لتجثم على صدورنا ولا فكاك منها إلّا وقد أنهكتنا أسى ولوعة، وأخرى نقشت بصمتها في خريطة للتوِّ يُراد رسمها، وهنا تقودني الذكرى إلى مرحلة دراستي الابتدائية، ومواقف لا تنسى فماذا لو جمعتني الأيام بهن ؟! اللواتي تركن أثرا نفسيا وتربويا وسواء كان ذلك التأثير بالإيجاب أم السلب ما انعكس لاحقا على تشكيل شخصيتي المهنية والإنسانية وسأبدأ:الست سهام أجواء الشتاء أعادتني إلى تلك المرحلة القصّية من ذاكرتي، إذ ما كنّا لنتأخر قليلا حتى يأخذنا الخوف والرهبة من العقوبة، فهيأة المديرة وهي تمسك العصا وصيحات التهديد والترهيب كانت كفيلة أن تجعلنا نرتجف هلعا، ولسوء حظي كنت ذات مرة إحدى بطلات هذا المشهد المتكرر في صباحات الشتاء القارسة وكنت ارتعد بردا وخوفا واجهش بكاءً، لكنها اللحظة الإنسانية التي لا ولن تجحدها ذاكرتي المنهكة حين نادت عليّ مشفقة الست سهام وسحبتني من بين مجموعة من التلاميذ وكنّا ننتظر عقوبة الضرب والتوبيخ، كانت معلمتي للصف الثاني الابتدائي وكانت تعدني من التلاميذ المتفوقين. الست ياسمين لا يمكن بأي حال نكران عطفها وإنسانيتها في تعاملها معنا، ولا يمكن نسيان وصاياها لنا وتوجيهاتها حتى أن من بين وصاياها التي لا زلت أواظب عليها بين الحين والآخر هي ضرورة غسل أسناننا وتنظيفها بملح الطعام للحفاظ عليها من التسوس والتلف، ولنحظى فيما بعد بأسنان بيضاء جميلة، إضافة إلى أسلوبها الساحر وهي تسرد لنا الحكايات والقصص الجميلة في أوقات فراغها، وقد احتفظت ذاكرتي بواحدة منها لطالما قصصتها على الأطفال اعترف أن بصمتها كانت ولا تزال راسخة في وجداني التربوي والتعليمي، لتنتهج كسلوك في التعامل مع من أدرّسهم. الست ليلى لم تستطع كل تلك السنين الطويلة ان تنتزع عفوا منّي لتلك المعلمة، ففي كل مرة أحاول الصفح والتناسي حتى أجد ذلك المشهد يشخص أمام ناظريّ ليحول بيني وبين قرار الصفح، فإلى الأن أشعر بحرارة صفعاتها على وجهي الصغير وأنا في الصف الثالث الابتدائي لقد استباحت طفولتي بمنتهى القسوة والشراسة وكالتني ضربا مبرحا، لا لذنب يتعلق بالمستوى الدراسي ولا السلوكي إذ كنت أعدّ من التلميذات المتفوقات والهادئات جدا، كان الجرم الذي ارتكبته وقتذاك بحسب اعتقادها هو جرأتي على التبسّم مع زميلة لي لموقف يدعو إلى التبسّم هذه المعلمة كان اسمها الست ليلى وكانت تدرسنا مادة الدين!، لكنني اليوم أعلنه صفحا جميلا فقسوتها معي أتت ثمارها حين جعلتني أنفر كل النفور وبقدر المستطاع عن الانفعال والعصبية في المواقف التعليمية مع من أدرسهم، ولا سيما وأنا اليوم معلّمة. ......
#ولذاكرتي
#حنينها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741619
الحوار المتمدن
ابتسام الحاج زكي - ولذاكرتي حنينها