محمد علي حسين - البحرين : الذكرى ال62 على رحيل ألبير كامو.. فيلسوف التمرد والعبثية ؟
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_حسين_-_البحرين فرنسا تلجأ إلى ألبير كامو نصير «التمرد» و«العبثية»الثلاثاء 14 يناير 2020 بمناسبة مرور ستين سنة على رحيله الدراميبيروت: سوسن الأبطحبعد ستين عاماً على وفاته المباغتة بحادث سيارة بينما كان مع رفيق دربه وناشره «غاليمار»، يتذكر الفرنسيون ألبير كامو هذه الأيام، ليس بصفته أديباً آتياً من زمن آخر، بل بصفته معاصراً يليق به أن يبقى حياً بينهم؛ وهذا غاية ما يتمناه كاتب أو يتوق إليه مبدع. وأن يكون كامو قد غادر هذه الفانية عن عمر46 عاماً فقط، تاركاً وراءه كل هذا المجد، ونصوصاً أثيرة تعاد قراءتها، وإلقاؤها كأنها كتبت الآن، فهذا الذي يثير الإعجاب المتزايد بصاحب «الغريب».أسئلة كثيرة تطرح عن سرّ راهنية الأديب، وقوة كتاباته، والسبب وراء بيع عشرات آلاف النسخ منها كل سنة. وإن كان لكل وجهة نظره في الموضوع، فلا بد أن كامو كان حقيقياً وإنسانياً، وموهوباً في الإصغاء إلى دواخله، ولافتاً في تخير الكلمات الأقوى والأنجع للتعبير عما يريد، حتى لتشعر أنه ينحت معانيه نحتاً دقيقاً.وبرع كامو في كل ما كتب: لمع صحافياً فذاً، وفي الرواية صار علماً من أعلامها، وفي النصوص المسرحية لم يكن قليلاً أبداً. ووراء كل ذلك، يختبئ فيلسوف كبير. وهو إن لم يكن من أصحاب النظريات الفجة، فإن أدبه مفعم بالحكمة والرؤى ذات الأبعاد التأملية الثاقبة.حتماً لا يزال كامو أحد أشهر أدباء فرنسا في القرن العشرين، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق. رفيق القراء، لأنه كتب من وحي تجربته. أبطاله هم أداته الطيعة للتعبير عن رؤيته للكون والوجود والإنسان. فهو وجودي وباحث شديد العمق عن معنى الحياة، وقدرة الإنسان على مصارعة أقداره وعبثيتها.ولا يمكن أن تعثر على بطل روائي عبثي أكثر إمتاعاً من ميرسول، بطل كامو في روايته «الغريب»، الذي يقابل وفاة أمه ببرود مستفز، ويتعامل مع حبيبته ماري وكأنه معها وليس موجوداً بقربها. ثم حين ينتقل إلى السجن، يتغلب على القضبان وضيق المكان وفقدان الأمل بسلاحه الذي لا أقوى منه لديه، وهو «اللامبالاة». وحين يأتي الكاهن، ويطلب منه العودة إلى الإيمان قبل أن ينتقل إلى ربه، فإن الكاتب ينتهزها فرصة ليفرغ كل ما يفكر به، على لسان ميرسول، حول الدين والحياة، ووحشية البشري، وكل ما يخطر له على بال، قبل أن يساق بطله غير آبه إلى حبل المشنقة.وهو في كتابه الشهير «أسطورة سيزيف» الذي نشر في البدء بصفته مقالة، يبقى كامو يدور في المحور نفسه، باحثاً عن الوسيلة التي يستطيع بها الإنسان أن يتغلب على لا جدوى وجوده. وهو هنا إذا يستعير الأسطورة اليونانية الشهيرة -ببطلها الذي حكم عليه برفع الصخرة صعوداً من السفح إلى قمة الجبل، ثم سرعان ما تعود وتتدحرج من جديد إلى السفح، ليعاود الدفع بها صوب الأعلى، في جهد مجنون متكرر لا يصل بصاحبه إلى أي نتيجة- تكمن الأهمية بالفعل نفسه، بصرف النظر عن النهاية. ويستعين كامو بسيزيف بصفته نموذجاً للمخلوق المحكوم بحياة هي بطبيعتها لا تؤدي إلى شيء، لكنه مضطر في الوقت نفسه لأن يواجهها، وأن يعيشها، وأن يعبرها، مواجهاً هذا اللامعقول واللامعنى بعقلانية. ويتنافس النقاد على شرح «العبثية» التي منها تنبثق كل المفاهيم الأخرى عند كامو. ففي مواجهة تحدي عبور نهر الحياة، قد يلجأ الإنسان إلى الدين، أو لا يجد أمامه سوى الانتحار. لكن كامو وجد طريقاً ثالثاً، وهو مواجهة العبث بعبث أكبر منه، وإدراك أن الحيوات كلها قد تتساوى، وأن الموت واحد جاء باكراً أم متأخراً، ووعي بحقيقة الوجود، وعيشه كما هو، على طريقة «ميرسول» الذي شعر بالسعادة والانعتاق حتى في ال ......
#الذكرى
#ال62
#رحيل
#ألبير
#كامو..
#فيلسوف
#التمرد
#والعبثية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745448
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_حسين_-_البحرين فرنسا تلجأ إلى ألبير كامو نصير «التمرد» و«العبثية»الثلاثاء 14 يناير 2020 بمناسبة مرور ستين سنة على رحيله الدراميبيروت: سوسن الأبطحبعد ستين عاماً على وفاته المباغتة بحادث سيارة بينما كان مع رفيق دربه وناشره «غاليمار»، يتذكر الفرنسيون ألبير كامو هذه الأيام، ليس بصفته أديباً آتياً من زمن آخر، بل بصفته معاصراً يليق به أن يبقى حياً بينهم؛ وهذا غاية ما يتمناه كاتب أو يتوق إليه مبدع. وأن يكون كامو قد غادر هذه الفانية عن عمر46 عاماً فقط، تاركاً وراءه كل هذا المجد، ونصوصاً أثيرة تعاد قراءتها، وإلقاؤها كأنها كتبت الآن، فهذا الذي يثير الإعجاب المتزايد بصاحب «الغريب».أسئلة كثيرة تطرح عن سرّ راهنية الأديب، وقوة كتاباته، والسبب وراء بيع عشرات آلاف النسخ منها كل سنة. وإن كان لكل وجهة نظره في الموضوع، فلا بد أن كامو كان حقيقياً وإنسانياً، وموهوباً في الإصغاء إلى دواخله، ولافتاً في تخير الكلمات الأقوى والأنجع للتعبير عما يريد، حتى لتشعر أنه ينحت معانيه نحتاً دقيقاً.وبرع كامو في كل ما كتب: لمع صحافياً فذاً، وفي الرواية صار علماً من أعلامها، وفي النصوص المسرحية لم يكن قليلاً أبداً. ووراء كل ذلك، يختبئ فيلسوف كبير. وهو إن لم يكن من أصحاب النظريات الفجة، فإن أدبه مفعم بالحكمة والرؤى ذات الأبعاد التأملية الثاقبة.حتماً لا يزال كامو أحد أشهر أدباء فرنسا في القرن العشرين، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق. رفيق القراء، لأنه كتب من وحي تجربته. أبطاله هم أداته الطيعة للتعبير عن رؤيته للكون والوجود والإنسان. فهو وجودي وباحث شديد العمق عن معنى الحياة، وقدرة الإنسان على مصارعة أقداره وعبثيتها.ولا يمكن أن تعثر على بطل روائي عبثي أكثر إمتاعاً من ميرسول، بطل كامو في روايته «الغريب»، الذي يقابل وفاة أمه ببرود مستفز، ويتعامل مع حبيبته ماري وكأنه معها وليس موجوداً بقربها. ثم حين ينتقل إلى السجن، يتغلب على القضبان وضيق المكان وفقدان الأمل بسلاحه الذي لا أقوى منه لديه، وهو «اللامبالاة». وحين يأتي الكاهن، ويطلب منه العودة إلى الإيمان قبل أن ينتقل إلى ربه، فإن الكاتب ينتهزها فرصة ليفرغ كل ما يفكر به، على لسان ميرسول، حول الدين والحياة، ووحشية البشري، وكل ما يخطر له على بال، قبل أن يساق بطله غير آبه إلى حبل المشنقة.وهو في كتابه الشهير «أسطورة سيزيف» الذي نشر في البدء بصفته مقالة، يبقى كامو يدور في المحور نفسه، باحثاً عن الوسيلة التي يستطيع بها الإنسان أن يتغلب على لا جدوى وجوده. وهو هنا إذا يستعير الأسطورة اليونانية الشهيرة -ببطلها الذي حكم عليه برفع الصخرة صعوداً من السفح إلى قمة الجبل، ثم سرعان ما تعود وتتدحرج من جديد إلى السفح، ليعاود الدفع بها صوب الأعلى، في جهد مجنون متكرر لا يصل بصاحبه إلى أي نتيجة- تكمن الأهمية بالفعل نفسه، بصرف النظر عن النهاية. ويستعين كامو بسيزيف بصفته نموذجاً للمخلوق المحكوم بحياة هي بطبيعتها لا تؤدي إلى شيء، لكنه مضطر في الوقت نفسه لأن يواجهها، وأن يعيشها، وأن يعبرها، مواجهاً هذا اللامعقول واللامعنى بعقلانية. ويتنافس النقاد على شرح «العبثية» التي منها تنبثق كل المفاهيم الأخرى عند كامو. ففي مواجهة تحدي عبور نهر الحياة، قد يلجأ الإنسان إلى الدين، أو لا يجد أمامه سوى الانتحار. لكن كامو وجد طريقاً ثالثاً، وهو مواجهة العبث بعبث أكبر منه، وإدراك أن الحيوات كلها قد تتساوى، وأن الموت واحد جاء باكراً أم متأخراً، ووعي بحقيقة الوجود، وعيشه كما هو، على طريقة «ميرسول» الذي شعر بالسعادة والانعتاق حتى في ال ......
#الذكرى
#ال62
#رحيل
#ألبير
#كامو..
#فيلسوف
#التمرد
#والعبثية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745448
الحوار المتمدن
محمد علي حسين - البحرين - الذكرى ال62 على رحيل ألبير كامو.. فيلسوف التمرد والعبثية!؟