عماد عبد اللطيف سالم : أُمّي وأنجيلا ميركل وأنديرا غاندي
#الحوار_المتمدن
#عماد_عبد_اللطيف_سالم قرّرت أُمّي أن تقضي الشطر الأكبر من شهر"شوّال" في بيتي، لأسباب"لوجستيّة" حسّاسة .لم تكن هناك مشكلة "لجوء" سياسي ، أو"نزوح" إنساني ، أو"انقسام مُجتمَعي" قبلَ، وأثناءَ، مدّة "الإقامة".. المشكلة كانت"سياسيّة" بامتياز.. كيف ؟ سأروي لكم الآن تفاصيل ذلك .التصقَت أمّي بالتلفزيون فور وصولها إلى البيت. كانت تلك هي متعتها الوحيدة. طلبَت منّي إيضاحات حول كيفية البحث عن قنواتها المفضّلة، فأخبرتُها بذلك. كلّ العائلة كانت بعيدةً عنها.. لكلٍّ" أنترنيتَهُ"، و"لابتوبهُ" و"موبايلَهُ"، وعالمهُ الخاص .أمّا أنا، فلم أَعُد أُطيقُ سماعَ أو رؤية الكثير مما يُعرَضُ على شاشات"الفضائيّات"، لأسبابٍ عديدة .ومن غُرفتي، كنتُ أنتبِهُ أحياناً لأمّي، وهي تُصدِرُ أحكامها "الفوريّة"، على كلّ وجهٍ أو مشْهَدٍ يظهَرُ أمامها على الشاشة .كانت تُطلِقُ تقييمات على شكل مقاطع و نصوص لُغَويّة، حادّة وسريعة، تعتقد أنّها تتناسب مع انطباعاتها التلقائيّة عن الشخص الماثل أمامها، مثل:[ يبو شالَكْ الله. بالله هذا شيكَول لروحَه؟ هَمْ عاجِبْتَه نَفْسَه. عابَتْلَك هالحَلِك. إنْجَبْ. ليش إتْسِبّه، موعيب عليك؟ .. موتْ الكرَفَك. إسكُتْ كَلْب..].. وهكذا.. في كلّ بضعة ثوان كان هناك تقييمٌ جديد، ولَقَبٌ جديد، و شتيمة جديدة، بصياغة مختلفة، ومحتوىً مختلف:[ يبو ساعة السودة. هاي اللِمايِمْ منين الله جابهه علينه؟] .لم يكن هناك طبعاً أيُّ مجالٌ للتدخّل"الإنساني" بين أمّي، وبين أولئكَ الذين يظهرون أمامها على الشاشة. تدخّلْتُ مرّة واحدة فقط، وقلتُ لها:[ كُلّه صوج ذاك الرجّال].. فصاحت بي:[ إنتوا اشجَلّبِتوا بذاك الرجّال؟.. لا أشو مو صوجَه.. هُمّه ذوله الناس مو خوش أوادِم .. هيّه كَوّة] .طبعا أنا وكالعادة" إنْجَبّيت".. بينما واصَلَت أُمّي الضغط على الريموت كونترول، وإطلاق "تقييماتها" دون هوادةٍ، أو"هُدنَةٍ" أو"مُصالَحةٍ وطنيّة".كنتُ في غرفتي.. لا أرى ما تراه.. ولكنّني كنتُ أستمعُ إلى" تحليلها الاستراتيجي" للوجوه والمشاهِد المختلفة. كانت أعلى درجة" تقييم" سمعتها هي: تفووو. تفووو على من؟ لا أدري. كان استخدامها لـمفردة "التفووو" قليلاً، ولكنّهُ كان يتكرّر باستمرار، ويستهدفُ كبار"الزعماء" تحديداً. تفووو على بعض "الزعماء"العراقيين.. وتفووو على بعض"الزعماء"العرب.. وتفووو على قادة بعض الدول المتخلّفة.. وتفووو على قادة بعض الدول الكبرى. أمّا الرئيس "جو بايدن"، الذي كنتُ استمعُ إلى صوتهِ غير الواثق، في مؤتمره الصحفيّ الأخير، فقد نال تقييماً من نوع:[ فاهي .. و نايِم .. وكُلْشي ميُعرُف].. ثم نالَ لاحِقاً تقييماً أقسى، هو: قَشْمَر .خِفتُ عليها من الحماسة السياسية الزائدة عن اللزوم.. تركتُ غرفتي، وجلستُ بالقرب منها، وقلتُ لها:يام اتركي السياسة رحمة لمُحمّد.. هاي السياسة مو خوش شغلة، وإنتِ مَرَه جبيرة ومريضة.. حاركَة روحج على شنو؟ قابل إنتي(أنجيلا ميركل)؟ بعدين أنتِ تتذكرين (أنديرا غاندي) شصار بيهه من وره السياسة هيَ و"وليداتها"؟.. وديري بالج "يام"على نفسِج وصحتِج.. تره يُمّه اذا"انجلطتي" من ورة هاي السوالف.. آني أوّل واحد، لا أعرفج، ولا تعرفيني.. استهدي بالله يُمّه، وخلّي انروح اندوّر أفلام هندية، ومسلسلات تركيّة، وأغاني لبنانيّة(غير فيروزيّة طبعاً، لأنّ أُمي لاتحبّ فيروز، وتقول أنّ صوتها يشبه صوت"زنبور" محصور بـ "الُبُطُل")!!!قبلتْ أمّي بهذا الاقتراح على مضض(ربّما خوفاً من الجَلطة).. وأعطتني الريموت كونترول.. وشاء حظّي العاثر أن تكون أولّ لقطة، في أوّل فلم، في أوّل قناة أخترتُها، ه ......
#أُمّي
#وأنجيلا
#ميركل
#وأنديرا
#غاندي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763255
#الحوار_المتمدن
#عماد_عبد_اللطيف_سالم قرّرت أُمّي أن تقضي الشطر الأكبر من شهر"شوّال" في بيتي، لأسباب"لوجستيّة" حسّاسة .لم تكن هناك مشكلة "لجوء" سياسي ، أو"نزوح" إنساني ، أو"انقسام مُجتمَعي" قبلَ، وأثناءَ، مدّة "الإقامة".. المشكلة كانت"سياسيّة" بامتياز.. كيف ؟ سأروي لكم الآن تفاصيل ذلك .التصقَت أمّي بالتلفزيون فور وصولها إلى البيت. كانت تلك هي متعتها الوحيدة. طلبَت منّي إيضاحات حول كيفية البحث عن قنواتها المفضّلة، فأخبرتُها بذلك. كلّ العائلة كانت بعيدةً عنها.. لكلٍّ" أنترنيتَهُ"، و"لابتوبهُ" و"موبايلَهُ"، وعالمهُ الخاص .أمّا أنا، فلم أَعُد أُطيقُ سماعَ أو رؤية الكثير مما يُعرَضُ على شاشات"الفضائيّات"، لأسبابٍ عديدة .ومن غُرفتي، كنتُ أنتبِهُ أحياناً لأمّي، وهي تُصدِرُ أحكامها "الفوريّة"، على كلّ وجهٍ أو مشْهَدٍ يظهَرُ أمامها على الشاشة .كانت تُطلِقُ تقييمات على شكل مقاطع و نصوص لُغَويّة، حادّة وسريعة، تعتقد أنّها تتناسب مع انطباعاتها التلقائيّة عن الشخص الماثل أمامها، مثل:[ يبو شالَكْ الله. بالله هذا شيكَول لروحَه؟ هَمْ عاجِبْتَه نَفْسَه. عابَتْلَك هالحَلِك. إنْجَبْ. ليش إتْسِبّه، موعيب عليك؟ .. موتْ الكرَفَك. إسكُتْ كَلْب..].. وهكذا.. في كلّ بضعة ثوان كان هناك تقييمٌ جديد، ولَقَبٌ جديد، و شتيمة جديدة، بصياغة مختلفة، ومحتوىً مختلف:[ يبو ساعة السودة. هاي اللِمايِمْ منين الله جابهه علينه؟] .لم يكن هناك طبعاً أيُّ مجالٌ للتدخّل"الإنساني" بين أمّي، وبين أولئكَ الذين يظهرون أمامها على الشاشة. تدخّلْتُ مرّة واحدة فقط، وقلتُ لها:[ كُلّه صوج ذاك الرجّال].. فصاحت بي:[ إنتوا اشجَلّبِتوا بذاك الرجّال؟.. لا أشو مو صوجَه.. هُمّه ذوله الناس مو خوش أوادِم .. هيّه كَوّة] .طبعا أنا وكالعادة" إنْجَبّيت".. بينما واصَلَت أُمّي الضغط على الريموت كونترول، وإطلاق "تقييماتها" دون هوادةٍ، أو"هُدنَةٍ" أو"مُصالَحةٍ وطنيّة".كنتُ في غرفتي.. لا أرى ما تراه.. ولكنّني كنتُ أستمعُ إلى" تحليلها الاستراتيجي" للوجوه والمشاهِد المختلفة. كانت أعلى درجة" تقييم" سمعتها هي: تفووو. تفووو على من؟ لا أدري. كان استخدامها لـمفردة "التفووو" قليلاً، ولكنّهُ كان يتكرّر باستمرار، ويستهدفُ كبار"الزعماء" تحديداً. تفووو على بعض "الزعماء"العراقيين.. وتفووو على بعض"الزعماء"العرب.. وتفووو على قادة بعض الدول المتخلّفة.. وتفووو على قادة بعض الدول الكبرى. أمّا الرئيس "جو بايدن"، الذي كنتُ استمعُ إلى صوتهِ غير الواثق، في مؤتمره الصحفيّ الأخير، فقد نال تقييماً من نوع:[ فاهي .. و نايِم .. وكُلْشي ميُعرُف].. ثم نالَ لاحِقاً تقييماً أقسى، هو: قَشْمَر .خِفتُ عليها من الحماسة السياسية الزائدة عن اللزوم.. تركتُ غرفتي، وجلستُ بالقرب منها، وقلتُ لها:يام اتركي السياسة رحمة لمُحمّد.. هاي السياسة مو خوش شغلة، وإنتِ مَرَه جبيرة ومريضة.. حاركَة روحج على شنو؟ قابل إنتي(أنجيلا ميركل)؟ بعدين أنتِ تتذكرين (أنديرا غاندي) شصار بيهه من وره السياسة هيَ و"وليداتها"؟.. وديري بالج "يام"على نفسِج وصحتِج.. تره يُمّه اذا"انجلطتي" من ورة هاي السوالف.. آني أوّل واحد، لا أعرفج، ولا تعرفيني.. استهدي بالله يُمّه، وخلّي انروح اندوّر أفلام هندية، ومسلسلات تركيّة، وأغاني لبنانيّة(غير فيروزيّة طبعاً، لأنّ أُمي لاتحبّ فيروز، وتقول أنّ صوتها يشبه صوت"زنبور" محصور بـ "الُبُطُل")!!!قبلتْ أمّي بهذا الاقتراح على مضض(ربّما خوفاً من الجَلطة).. وأعطتني الريموت كونترول.. وشاء حظّي العاثر أن تكون أولّ لقطة، في أوّل فلم، في أوّل قناة أخترتُها، ه ......
#أُمّي
#وأنجيلا
#ميركل
#وأنديرا
#غاندي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763255
الحوار المتمدن
عماد عبد اللطيف سالم - أُمّي وأنجيلا ميركل وأنديرا غاندي