ميس محمد غيبور : علامات يوم القيامة والانتفاضة الأولى
#الحوار_المتمدن
#ميس_محمد_غيبور في شي عم يصير .. كنت بعرف إنه في شي عم يصير .. بس ما بعرف شو هوي .. لسه ما عم اقدر افهمه، ما عم فيي أدركه، بس عم حس فيه ومتأكدة إنه عم يصير …الجوّ مشحونٌ، كنت أشعر بذلك، وأحاديث كثيرة تُروى تصل إلى مسمعي بضع كلماتٍ غريبةٍ تؤكد شعوري لكني لا أفهمها، كانت تعطيني إحساساً فقط دون معنى. كنت أعرف أنهم يتجادلون حول أمرٍ ما، إلا أنني لم أستطع تحديد ماهيته. لقد قادني حدسي أكثر من عقلي.كلامٌ كثيرٌ كان يُقال، فمرةً يكون عاطلاً ومراتٍ عديدةٍ مليحاً. فأما العاطل منه، فكان يقال جهراً وبصوتٍ عالٍ، وأما المليح فقد قِيل سراً وبصوتٍ خفيضٍ.كانوا قلةً قليلةً من مازالوا مؤيدين للنظام القائم رافضين لِلثورة، التي بدأت بِالاندلاع، يجتمعون وينمّون على الآخرين المعارضين له ينددون ويشجبون. لَربما كانوا في قرارة أنفسهم مجرّد مترددين بشأن التغيير، إلا أن الاستنكار هو ما كانوا يُظهرون، وربما كانوا مثلي لم يفهموا بعد ما يحدث، وعلى خِلافي أرادوا للحال أن يبقى على حاله.وكثرةٌ كانوا يشعرون بالظلم يخنقهم، فَيندلع سيل الحنق على الموروث في نفوسهم، فيجتمعون ويعبرون عن معارضتهم للنظام ودعمهم لِلحَراك. يتهامسون ويناقشون الحركات الفدائية الفردية التي تحدث بين حينٍ وآخر ويثنون عليها ويفكرون بالقيام بمثلها فَيتناقشون ويَترددون ويشجعون بعضهم البعض. بضع ثوارٍ منهم فقط كانوا يتجرؤون ويجاهرون بدعمهم للثورة، أما الأغلبية فكانوا صامتين، يخشى واحدهم على نفسه وعلى أولاده.وقد سنحت لي الفرصة وقتها كوني بالكاد مرئيّة للتفرّس في الوجوه مطولاً، فكنت أعرف مؤيدي النظام من معارضيه بمجرد النظر إلى وجوههم، ولو صمتوا دهراً. أذكر مرة أن كان هناك تجمعٌ عاديٌ في بيتنا، وقد كانوا كثيرين حتى أنهم بالكاد اتّسعوا في صَالوننا الكبير. كانوا مؤيدين ومعارضين معاً وبدأت الجلسة، التي لا تقل عن ساعتين عادةً، كالعادة بأحاديث عاديةٍ لا علاقة لها بالأمر، فالحذر واجب! لكن هذه الدردشات لم تكن إلّا الهدوء الذي يسبق العاصفة، والكل يعرف ذلك في قرارة نفسه، ويعرف أن الأمر لابدّ أن يُذكر، لكنه لا يريد أن يكون هو البادئ، فِيصمت وينتظر معارضاً أو حتى مؤيداً ليأتي على الحديث، وحدث ذلك فعلاً في الربع الأخير من الجلسة. فقد انتفض أحد الثوار يشيد بما فعله أحد الفدائيين، فانبرى مؤيدٌ فوراً وصاح بصوتٍ مرتفعٍ أن هذا التصرف معيبٌ وغير مقبولٍ إطلاقاً ومخالفٌ بشكلٍ صارخٍ للنظام، وما إن قال ذلك حتى راح كلٌّ منهم يُدلي بدلوه ووقعوا في هَرْجٍ ومَرْج. فَكان المؤيدون يتجرّؤون على الحديث بملآن صوتهم فَيشجبون ويعيبون الفعل والفاعل، أما المعارضون وكانوا الأكثر فقد تحدث بعضهم بشكلٍ مباشرٍ وأغلبهم كانوا يلقون بتلميحٍ أو تساؤلٍ ملغومٍ أو يعبّرون عن موقفهم بملامح وجوههم وتحركات أيديهم. واشتدّ الجدال حدّاً دفع أمي (المُضيفة) إلى إنهاء الحديث بطريقةٍ دبلوماسيةٍ تتوسط فيها بين الرأيين، وكوني أعرف مسبقاً رأي أمي الحقيقي، فقد بدأت حينها أفهم كيف يتم التعامل مع هذه الأمور في هذي البلاد الملعونة.على أي حال استمرت اللقاءات، وظل المعارضون خلالها يواظبون على فتح النقاش مجدداً مع من بقي مؤيداً وخوضه كل مرّةٍ ببراعةٍ وحنكةٍ ومنطقٍ أكثر وبعددٍ أكبر، فقد بدأ الصامتون بالتكلّم وكانوا في سبيل إقناع المؤيدين يبذلون قصارى جهدهم في توضيح رأيهم ويَدعمونه بالحجج المنطقية والأمثال الشعبية والقصص التراثية والدينية أحياناً. كانت ثورة فكريّةً ثقافيّةً سلميّةً بالمطلق.رياح التغيير كانت قد عصفت بالنفوس ولَفحتني ببعض النسائم. في ذلك العمر كانت تنقصني عشرات ......
#علامات
#القيامة
#والانتفاضة
#الأولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688448
#الحوار_المتمدن
#ميس_محمد_غيبور في شي عم يصير .. كنت بعرف إنه في شي عم يصير .. بس ما بعرف شو هوي .. لسه ما عم اقدر افهمه، ما عم فيي أدركه، بس عم حس فيه ومتأكدة إنه عم يصير …الجوّ مشحونٌ، كنت أشعر بذلك، وأحاديث كثيرة تُروى تصل إلى مسمعي بضع كلماتٍ غريبةٍ تؤكد شعوري لكني لا أفهمها، كانت تعطيني إحساساً فقط دون معنى. كنت أعرف أنهم يتجادلون حول أمرٍ ما، إلا أنني لم أستطع تحديد ماهيته. لقد قادني حدسي أكثر من عقلي.كلامٌ كثيرٌ كان يُقال، فمرةً يكون عاطلاً ومراتٍ عديدةٍ مليحاً. فأما العاطل منه، فكان يقال جهراً وبصوتٍ عالٍ، وأما المليح فقد قِيل سراً وبصوتٍ خفيضٍ.كانوا قلةً قليلةً من مازالوا مؤيدين للنظام القائم رافضين لِلثورة، التي بدأت بِالاندلاع، يجتمعون وينمّون على الآخرين المعارضين له ينددون ويشجبون. لَربما كانوا في قرارة أنفسهم مجرّد مترددين بشأن التغيير، إلا أن الاستنكار هو ما كانوا يُظهرون، وربما كانوا مثلي لم يفهموا بعد ما يحدث، وعلى خِلافي أرادوا للحال أن يبقى على حاله.وكثرةٌ كانوا يشعرون بالظلم يخنقهم، فَيندلع سيل الحنق على الموروث في نفوسهم، فيجتمعون ويعبرون عن معارضتهم للنظام ودعمهم لِلحَراك. يتهامسون ويناقشون الحركات الفدائية الفردية التي تحدث بين حينٍ وآخر ويثنون عليها ويفكرون بالقيام بمثلها فَيتناقشون ويَترددون ويشجعون بعضهم البعض. بضع ثوارٍ منهم فقط كانوا يتجرؤون ويجاهرون بدعمهم للثورة، أما الأغلبية فكانوا صامتين، يخشى واحدهم على نفسه وعلى أولاده.وقد سنحت لي الفرصة وقتها كوني بالكاد مرئيّة للتفرّس في الوجوه مطولاً، فكنت أعرف مؤيدي النظام من معارضيه بمجرد النظر إلى وجوههم، ولو صمتوا دهراً. أذكر مرة أن كان هناك تجمعٌ عاديٌ في بيتنا، وقد كانوا كثيرين حتى أنهم بالكاد اتّسعوا في صَالوننا الكبير. كانوا مؤيدين ومعارضين معاً وبدأت الجلسة، التي لا تقل عن ساعتين عادةً، كالعادة بأحاديث عاديةٍ لا علاقة لها بالأمر، فالحذر واجب! لكن هذه الدردشات لم تكن إلّا الهدوء الذي يسبق العاصفة، والكل يعرف ذلك في قرارة نفسه، ويعرف أن الأمر لابدّ أن يُذكر، لكنه لا يريد أن يكون هو البادئ، فِيصمت وينتظر معارضاً أو حتى مؤيداً ليأتي على الحديث، وحدث ذلك فعلاً في الربع الأخير من الجلسة. فقد انتفض أحد الثوار يشيد بما فعله أحد الفدائيين، فانبرى مؤيدٌ فوراً وصاح بصوتٍ مرتفعٍ أن هذا التصرف معيبٌ وغير مقبولٍ إطلاقاً ومخالفٌ بشكلٍ صارخٍ للنظام، وما إن قال ذلك حتى راح كلٌّ منهم يُدلي بدلوه ووقعوا في هَرْجٍ ومَرْج. فَكان المؤيدون يتجرّؤون على الحديث بملآن صوتهم فَيشجبون ويعيبون الفعل والفاعل، أما المعارضون وكانوا الأكثر فقد تحدث بعضهم بشكلٍ مباشرٍ وأغلبهم كانوا يلقون بتلميحٍ أو تساؤلٍ ملغومٍ أو يعبّرون عن موقفهم بملامح وجوههم وتحركات أيديهم. واشتدّ الجدال حدّاً دفع أمي (المُضيفة) إلى إنهاء الحديث بطريقةٍ دبلوماسيةٍ تتوسط فيها بين الرأيين، وكوني أعرف مسبقاً رأي أمي الحقيقي، فقد بدأت حينها أفهم كيف يتم التعامل مع هذه الأمور في هذي البلاد الملعونة.على أي حال استمرت اللقاءات، وظل المعارضون خلالها يواظبون على فتح النقاش مجدداً مع من بقي مؤيداً وخوضه كل مرّةٍ ببراعةٍ وحنكةٍ ومنطقٍ أكثر وبعددٍ أكبر، فقد بدأ الصامتون بالتكلّم وكانوا في سبيل إقناع المؤيدين يبذلون قصارى جهدهم في توضيح رأيهم ويَدعمونه بالحجج المنطقية والأمثال الشعبية والقصص التراثية والدينية أحياناً. كانت ثورة فكريّةً ثقافيّةً سلميّةً بالمطلق.رياح التغيير كانت قد عصفت بالنفوس ولَفحتني ببعض النسائم. في ذلك العمر كانت تنقصني عشرات ......
#علامات
#القيامة
#والانتفاضة
#الأولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688448
الحوار المتمدن
ميس محمد غيبور - علامات يوم القيامة والانتفاضة الأولى