محمد كشكار : إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أو الدينية في تغيير حياة البشر إلى الأفضل، أي من السلوك اللاحضاري إلى السلوك الحضاري؟
#الحوار_المتمدن
#محمد_كشكار عادةٌ أمارسها لكنها عادةٌ غيرُ محبّذةٍ عند أكثرية المدمنين على شرب القهوة: النقاش الجدي صباحًا. أمس الأربعاء 30 جانفي 2019، ذهبتُ إلى مقهى الشيحي كالعادة و"العوايد" على الساعة السادسة صباحًا. شرعتُ في قراءة مقال حول الصين في جريدة "لوموند ديبلوماتيك"، ثم بدأتُ في تسجيل الخطوط الكبرى للمقال الذي سأكتبه وأنشره في الغد. مرّت عليّ 120 دقيقة وأنا وحدي أقرأ، هي أسعد أوقات يومي. حوالَي الساعة الثامنة، بدأ الجلساء الاعتياديون في التقاطر والالتحاق بطاولتي. ما المشكل إذن؟ المشكل أن دماغي يغلي ومنشغلٌ بموضوع الصين. فما ذنبُ مَن جاء الأولُ (خميّس) يرتشف ببطءٍ أولَ قهوةٍ في اليوم، أشغله هو أيضًا بمشكل الصين؟ ذنبه أنه جلس في طاولة كشكار! وكلما قَدِمَ جليس آخرَ إلا وأعدتُ على مسامعه طرح نفس الموضوع (خمس مرات). وكل مَن سيفتح موقعي الفيسبوكي اليوم فجرًا على الساعة الرابعة صباحًا ويقرأني، أطلب منه المعذرة مسبقًا لأنني ربما أكون سبقتُ قهوته.العاشرة، رجعتُ إلى الدار وحررتُ المقال في ست صفحاتٍ كاملةٍ. قررتُ أن لا أنشره حتى يمر بغربال الفلسفة الذي لا يتسرّب من ثقوبه الدقيقة إلا الجيد من الأفكار خاصة وأن موضوع الأخلاق موضوع فلسفي بامتيازٍ. جاء الموعد، السادسة مساءً، قابلتُ فيلسوف حمام الشط. أتعرفون ماذا صنع بمقالي الذي تعبتُ في تحبيره ست ساعات، الصفحة بساعة؟ مقالٌ خلتُه منطقيًّا وبموافقة جلسائي الصباحيين غير الدارسين للفلسفة أكاديميًّا، يعني معرفة درجة 2 ولا أستثني نفسي طبعًا مع الإشارة أن درجة 1 هي الحس العام المتوفر عادة عند كل البشر، متعلّمين وأمّيين. الفلسفة وحدها تستأثر بالقمة، أي درجة 3، يعني فوق كل الاختصاصات العلمية، الصحيحة منها والتجريبية والإنسانية أيضًا. ألم أقل لكم أن طاولة مقهى الشيحي الصباحية ناقصة فيلسوف؟ أنا وفي الأمانة العلمية أو الأدبية لا أمزح وفي الفكر لا أجامل لذلك أقرّ بجهلي للفلسفة، أقول صدقًا فأرجو أن لا يذهب في ظنكم أنه تواضع تجميلي.بالفلسفة (معرفة درجة 3)، قَلَبَ الفيلسوف مقالي (معرفة درجة 2) رأسًا على عقب.بعد التعديل والتحوير في مقهى الأمازونيا مساءً، أدفع إليكم بالنسخة الجديدة للحوار الذي دار في مقهى الشيحي صباحًا، دون تدقيق في صاحب الكلمة، أو قِيل الكلام فعلا أو لم يُقل، أو بهذا التسلسل أو غيره:- هل الأخلاق الفلسفية أو الدينية (والدين يدخل في مجال الفلسفة)، نجحت في تغيير حياة البشر إلى الأفضل، أي من السلوك اللاحضاري إلى السلوك الحضاري؟- ماذا تقصد بـ"السلوك اللاحضاري"؟ - مثلاً في المقهى: ترمي أعقاب السجائر على أرضية المقهى المبلّطة، تضع منديل أنفك (papier mouchoir) على الطاولة أو في المرمدة (cendrier)، تنشغل عن مخاطبك بالإبحار في جوّالك، تحتكر الكلمة أكثر من خمس دقائق، أو تتكلم بصوتٍ عالٍ دون موجَب، هذا السلوك اللاحضاري الأخير آتيه -أنا نفسي- أحيانًا دون أن أشعر ثم أتدارك أمري وأعتذرُ ثم أنسى وأكررها. من باب التحضّر لم أذكر سلوكات لاحضارية أخرى.- وخارج المقهى؟- لا تحترم إشارات المرور، لا توقف سيارتك احترامًا للمارة، تضع كيس مهملاتك أمام دار جارك، تغش في كيل السلعة وثمنها، لا تقوم بواجبك على أفضل وجه، إلخ.- لا.. الأخلاق الفلسفية أو الدينية لم تغيّر.- صحيح لم تغيّر (Un constat non un jugement).فاصل وأعود:عرضتُ جوابَ جليسي وجوابي المتماثلَين على الفيلسوف، فكان الردُّ التالي: يبدو لي أن الجزمَ في مثل هذه المواضيع الفلسفية الجدلية شيءٌ يتطلب تمحيصًا وأمرٌ فيه نظرٌ. ......
#إشكالية
#مطروحة
#بداية
#التاريخ:
#نجحت
#الأخلاق
#الفلسفية
#الدينية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688122
#الحوار_المتمدن
#محمد_كشكار عادةٌ أمارسها لكنها عادةٌ غيرُ محبّذةٍ عند أكثرية المدمنين على شرب القهوة: النقاش الجدي صباحًا. أمس الأربعاء 30 جانفي 2019، ذهبتُ إلى مقهى الشيحي كالعادة و"العوايد" على الساعة السادسة صباحًا. شرعتُ في قراءة مقال حول الصين في جريدة "لوموند ديبلوماتيك"، ثم بدأتُ في تسجيل الخطوط الكبرى للمقال الذي سأكتبه وأنشره في الغد. مرّت عليّ 120 دقيقة وأنا وحدي أقرأ، هي أسعد أوقات يومي. حوالَي الساعة الثامنة، بدأ الجلساء الاعتياديون في التقاطر والالتحاق بطاولتي. ما المشكل إذن؟ المشكل أن دماغي يغلي ومنشغلٌ بموضوع الصين. فما ذنبُ مَن جاء الأولُ (خميّس) يرتشف ببطءٍ أولَ قهوةٍ في اليوم، أشغله هو أيضًا بمشكل الصين؟ ذنبه أنه جلس في طاولة كشكار! وكلما قَدِمَ جليس آخرَ إلا وأعدتُ على مسامعه طرح نفس الموضوع (خمس مرات). وكل مَن سيفتح موقعي الفيسبوكي اليوم فجرًا على الساعة الرابعة صباحًا ويقرأني، أطلب منه المعذرة مسبقًا لأنني ربما أكون سبقتُ قهوته.العاشرة، رجعتُ إلى الدار وحررتُ المقال في ست صفحاتٍ كاملةٍ. قررتُ أن لا أنشره حتى يمر بغربال الفلسفة الذي لا يتسرّب من ثقوبه الدقيقة إلا الجيد من الأفكار خاصة وأن موضوع الأخلاق موضوع فلسفي بامتيازٍ. جاء الموعد، السادسة مساءً، قابلتُ فيلسوف حمام الشط. أتعرفون ماذا صنع بمقالي الذي تعبتُ في تحبيره ست ساعات، الصفحة بساعة؟ مقالٌ خلتُه منطقيًّا وبموافقة جلسائي الصباحيين غير الدارسين للفلسفة أكاديميًّا، يعني معرفة درجة 2 ولا أستثني نفسي طبعًا مع الإشارة أن درجة 1 هي الحس العام المتوفر عادة عند كل البشر، متعلّمين وأمّيين. الفلسفة وحدها تستأثر بالقمة، أي درجة 3، يعني فوق كل الاختصاصات العلمية، الصحيحة منها والتجريبية والإنسانية أيضًا. ألم أقل لكم أن طاولة مقهى الشيحي الصباحية ناقصة فيلسوف؟ أنا وفي الأمانة العلمية أو الأدبية لا أمزح وفي الفكر لا أجامل لذلك أقرّ بجهلي للفلسفة، أقول صدقًا فأرجو أن لا يذهب في ظنكم أنه تواضع تجميلي.بالفلسفة (معرفة درجة 3)، قَلَبَ الفيلسوف مقالي (معرفة درجة 2) رأسًا على عقب.بعد التعديل والتحوير في مقهى الأمازونيا مساءً، أدفع إليكم بالنسخة الجديدة للحوار الذي دار في مقهى الشيحي صباحًا، دون تدقيق في صاحب الكلمة، أو قِيل الكلام فعلا أو لم يُقل، أو بهذا التسلسل أو غيره:- هل الأخلاق الفلسفية أو الدينية (والدين يدخل في مجال الفلسفة)، نجحت في تغيير حياة البشر إلى الأفضل، أي من السلوك اللاحضاري إلى السلوك الحضاري؟- ماذا تقصد بـ"السلوك اللاحضاري"؟ - مثلاً في المقهى: ترمي أعقاب السجائر على أرضية المقهى المبلّطة، تضع منديل أنفك (papier mouchoir) على الطاولة أو في المرمدة (cendrier)، تنشغل عن مخاطبك بالإبحار في جوّالك، تحتكر الكلمة أكثر من خمس دقائق، أو تتكلم بصوتٍ عالٍ دون موجَب، هذا السلوك اللاحضاري الأخير آتيه -أنا نفسي- أحيانًا دون أن أشعر ثم أتدارك أمري وأعتذرُ ثم أنسى وأكررها. من باب التحضّر لم أذكر سلوكات لاحضارية أخرى.- وخارج المقهى؟- لا تحترم إشارات المرور، لا توقف سيارتك احترامًا للمارة، تضع كيس مهملاتك أمام دار جارك، تغش في كيل السلعة وثمنها، لا تقوم بواجبك على أفضل وجه، إلخ.- لا.. الأخلاق الفلسفية أو الدينية لم تغيّر.- صحيح لم تغيّر (Un constat non un jugement).فاصل وأعود:عرضتُ جوابَ جليسي وجوابي المتماثلَين على الفيلسوف، فكان الردُّ التالي: يبدو لي أن الجزمَ في مثل هذه المواضيع الفلسفية الجدلية شيءٌ يتطلب تمحيصًا وأمرٌ فيه نظرٌ. ......
#إشكالية
#مطروحة
#بداية
#التاريخ:
#نجحت
#الأخلاق
#الفلسفية
#الدينية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688122
الحوار المتمدن
محمد كشكار - إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أو الدينية في تغيير حياة البشر إلى الأفضل، أي من السلوك…