ماجد الحيدر : حكايات من الفولكلور الكردي - إذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتك
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر الحكاية الخامسة عشرةإذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتكيحكى أن رجلاً كان يعمل راعياً لأبقار إحدى القرى. يخرج بها كل يوم قبل انبلاج الصبح ولا يُعود إلا بعيد الغروب، حتى أن أحداً من أهل القرية لم يره يوماً في وضح النهار، حتى في أيام الأعياد. كان، باختصارٍ شديد، يعيش حياة ملؤها الكرب والشقاء، غير أنه، ويا للعجب، اعتاد أن يوصي زوجته بأن تطعم جائعاً أو فقيراً رغيف خبزٍ كل يوم وأن تهدي ثوابه الى عزرائيل طمعاً منه في أن يطيل له الأخير حياته!في إحدى الأمسيات حل على كوخهم ضيف غريب تبدو عليه سيماء المهابة وعلو الشأن فأكرمته الزوجة وهيأت العشاء ووضعته على الموقد وتوجهت الى أطراف القرية لتستقبل زوجها وتطلب منه الاسراع للترحيب بالضيف كما تقتضي العادات. أطلق الراعي الأبقار وسط القرية وهرع الى كوخه فرحاً بمقدمه.بعد العشاء جلس الرجلان للسمر وتبادل الأحاديث فسأله الضيف:- لماذا لا تترك هذا العمل الشاق وتبحث عن مهنة أخرى؟أجابه الرجل:- أنا لا أجيد مهنة غيرها فماذا أشتغل إن تركتها؟- إشتغلْ طبيباً!- طبيبا؟ وكيف لي هذا وأنا لا أعرف شيئاً عن الطب؟- انصت لي أيها الرجل الطيب. أنا عزرائيل وقد جئتك اليوم كي أجازيك على ذلك الرغيف الذي دأبتَ على جعله ثواباً لي، ولهذا سأساعدك بأن أسبقك الى أي مريض تزوره على أن لا يراني أحد غيرك فإن رأيتني واقفاً على رأس المريض فاعلم بأن يومه قد جاء واطلب من أهله أن يجهزوا قبره وكفنه أذ لا أمل في شفائه. أما إذا رأيتني واقفاً عند قدميه فبشرهم بسلامته وقم بغلي بعض الاعشاب واسقها للمريض فيشفى من ساعته!ثم قام الضيف مودعاً وغاب في عتمة الليل. أما صاحبنا فعمل بنصيحة عزرائيل وأصاب نجاحاً عظيماً حتى اغتنى وبلغت شهرته الأصقاع.قضى الرجل حياته على هذه الشاكلة حتى أدركته الشيخوخة ودنت ساعته وسقط طريح الفراش. ولم يلبث أن رأى صديقه عزرائيل واقفاً فوق رأسه فارتاع وصاح بزوجته طالباً منها أن تديره في السرير وتضع رأسه مكان قدميه ففعلت ذلك لكنه تفاجأ بأن عزرائيل ما زال واقفاً على رأسه فصاح بزوجته كي تعيده كما كان ففعلت لكن دون جدوى. عندها انحنى عزرائيل عليه وهمس في أذنه:- لا تتعب نفسك يا صاحبي. مهما أدرت مؤخرتك، لا فرار من الموت! من كتاب حكايات الموقد الحجري - ترجمة ماجد الحيدر) ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي
#جاءك
#الموت
#مؤخرتك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746584
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر الحكاية الخامسة عشرةإذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتكيحكى أن رجلاً كان يعمل راعياً لأبقار إحدى القرى. يخرج بها كل يوم قبل انبلاج الصبح ولا يُعود إلا بعيد الغروب، حتى أن أحداً من أهل القرية لم يره يوماً في وضح النهار، حتى في أيام الأعياد. كان، باختصارٍ شديد، يعيش حياة ملؤها الكرب والشقاء، غير أنه، ويا للعجب، اعتاد أن يوصي زوجته بأن تطعم جائعاً أو فقيراً رغيف خبزٍ كل يوم وأن تهدي ثوابه الى عزرائيل طمعاً منه في أن يطيل له الأخير حياته!في إحدى الأمسيات حل على كوخهم ضيف غريب تبدو عليه سيماء المهابة وعلو الشأن فأكرمته الزوجة وهيأت العشاء ووضعته على الموقد وتوجهت الى أطراف القرية لتستقبل زوجها وتطلب منه الاسراع للترحيب بالضيف كما تقتضي العادات. أطلق الراعي الأبقار وسط القرية وهرع الى كوخه فرحاً بمقدمه.بعد العشاء جلس الرجلان للسمر وتبادل الأحاديث فسأله الضيف:- لماذا لا تترك هذا العمل الشاق وتبحث عن مهنة أخرى؟أجابه الرجل:- أنا لا أجيد مهنة غيرها فماذا أشتغل إن تركتها؟- إشتغلْ طبيباً!- طبيبا؟ وكيف لي هذا وأنا لا أعرف شيئاً عن الطب؟- انصت لي أيها الرجل الطيب. أنا عزرائيل وقد جئتك اليوم كي أجازيك على ذلك الرغيف الذي دأبتَ على جعله ثواباً لي، ولهذا سأساعدك بأن أسبقك الى أي مريض تزوره على أن لا يراني أحد غيرك فإن رأيتني واقفاً على رأس المريض فاعلم بأن يومه قد جاء واطلب من أهله أن يجهزوا قبره وكفنه أذ لا أمل في شفائه. أما إذا رأيتني واقفاً عند قدميه فبشرهم بسلامته وقم بغلي بعض الاعشاب واسقها للمريض فيشفى من ساعته!ثم قام الضيف مودعاً وغاب في عتمة الليل. أما صاحبنا فعمل بنصيحة عزرائيل وأصاب نجاحاً عظيماً حتى اغتنى وبلغت شهرته الأصقاع.قضى الرجل حياته على هذه الشاكلة حتى أدركته الشيخوخة ودنت ساعته وسقط طريح الفراش. ولم يلبث أن رأى صديقه عزرائيل واقفاً فوق رأسه فارتاع وصاح بزوجته طالباً منها أن تديره في السرير وتضع رأسه مكان قدميه ففعلت ذلك لكنه تفاجأ بأن عزرائيل ما زال واقفاً على رأسه فصاح بزوجته كي تعيده كما كان ففعلت لكن دون جدوى. عندها انحنى عزرائيل عليه وهمس في أذنه:- لا تتعب نفسك يا صاحبي. مهما أدرت مؤخرتك، لا فرار من الموت! من كتاب حكايات الموقد الحجري - ترجمة ماجد الحيدر) ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي
#جاءك
#الموت
#مؤخرتك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746584
الحوار المتمدن
ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي - إذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتك