ابراهيم زورو : اشتاق لنفسي
#الحوار_المتمدن
#ابراهيم_زورو عندما قرأت هامشاً لكارل ماركس يقول فيه: عندما هرب اليهود من سجون فرعون وتاهوا في الصحراء وجاعوا وقتها تذكروا لحوم في السجون المصرية. بعدما تاهوا السوريين في العالم كنت واحداً منهم بدت اشتاق لظلم الطاغية الأب وعملاءه ومخابراته، وكتاب تقاريره، ومدسوسيه، وإلى عناصر أمنه وسجانه. اشتاق لهذه المقولة التي تقول: حوله وحوش ضاره انجاس مناكيد، بينما هو صورة إله بين البشر، الذي يجول خارج المقهى وهو ينتظر خروجي! وأنا اشتاق لنفسي كيف سأخرج وأجعله يضيع وهو يبحث عني، واشتاق لغبائي الذي يحهل أنه يعرف اسمي وعنواني، أشتاق لأمي عندما كانت تحذرنا قائلة للحيطان آذان أنتبهوا، اشتاق لعنصر الشرطي وهو يخفي اثره عن رجل الأمن ويخبأ نفسه من العامة أيضاً كي لا نعرف بخفايا صدره، اشتاق لشرطي المرور وهو يريد فقط خمسة ليرات سورية عن النهار كله! اشتاق للسائقين عندما ينظرون إلى فتاة جميلة من مرآة باصاتهم ولا أحد يقول له، انتبه أنك سائق ولست قواداً، اشتاق إلى المعلم وعصاه بيديه ينهرنا لنقول حماة الديار عليكم السلام، اشتاق لذبابات بائع المتجول وهو ينهر الذباب من حوله جزافاً، اشتاق لمعاون الباصات وهو يقول: قطيفه رحيب جيرود. اشتاق لصديقي عندما اشرح له عنوان بيتنا، لأقول له تعرف مقر الأمن، اشتاق لكازور سينالكو وهو يحرق انوف شاربيه، اشتاق لذاك الطفل وهو ينادي صارخاً يروج لبضاعته علكة سهام أو محارم ديما في يديه الصغيرتين، ومخاطه المتدلي من انفه جمده البرد هناك، اشتاق لاحمرار يديه من البرد، اشتاق للحج الذي يحج على فقره، اشتاق لمجنون عندما يعبر المتسول الشاب ويبصق في وجهه ويمضي، اشتاق للفقر الذي واجهنا طيلة وجودنا،اشتاق إلى سوق الحميدية وهو يلبس أمرأة وخبأها في جواته، اشتاق لتمثال ابن الطاغية وهو يراقب عناصر امنه، وهو يحرس القامشلي من الشرفاء، اشتاق لبائع الفلافل والكازوز عندما كان سعرهما بنصف ليرة، اشتاق لفرن حارتنا وطوابير المشترين وخاصة عندما اصل إلى دياري واشم رائحة خبز أمي في الصباح، اشتاق لرفاق طفولتي وجارتي العاهرة عندما اٌقرأ لها رسائلها ذو الرائحة الجنسية، اشتاق لميزان حانوتي كيف يسرق!، اشتاق لسماع شتائم جارنا لزوجته، اشتاق الى مروري بجانب سينما وأنا اختلس النظر إلى صور فادحة، لجذب المراهقين إلى ماخوره، اشتاق إلى الجيش عندما احصل على إجازة خمسة أيام كأنها سنة!، اشتاق لشتائم جاري على فلان لم يقرضه المال، اشتاق لعسكري عندما يدور بيتاً بيتاً مودعاً معلناً نهاية إجازته، اشتاق أن أقرأ رسالة العسكري عندما تقول اقبل يدي امي وابي الطاهرتين، اشتاق لذلك القروي لم ير اسمه في رسالته، اشتاق إلى قلمي المكسور خاصة عندما يضيع مني، اشتاق إلى الممحاة كجدار بيتنا المهدوم، اشتاق إلى شفرة أبي ليحلق رأس قلمي، اشتاق إلى ابي عندما يأتي معه حذاء مستعمل افرح به رغم أني اجهل كم قدماً استعملوه، اشتاق إلى نهيق الحمير وعواء الكلاب على بيادر قريتنا، اشتاق لصياح الديك في صباحاتنا، اشتاق إلى موقد أمي في يوم العيد، نعم اشتاق الى ذلك الذي اخاف منه، اشتاق لطرطيره قريتنا وهي تحمل عشرة رجال يافعين ويلف سجائرهم ويبصقون بوجه بعضهم عندما يرطبون لفافة سجايرهم! وصوت الموتور تبول عالياً من زحمة الآنين، مازلت انتظر يوم الخميس لالتقي بأمي، اشتاق لاخي عندما يشم رائحة مال امي، نعم اشتاق لنفسي عندما أقرأ رسالة عاهرة ورغبتي لا تشم المعنى من ضحكتها، عندما كبرت مررت من هناك، كانت رغبتي حارساً كيلا اقع على نفسي! اشتاق لجميع الاماكن التي وردت في رسالتها واقوم بزيارتها عسى أن أراها وهي تمر! فيما بعد عرفت بعضهم وهم يسرقون من سرواله ......
#اشتاق
#لنفسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705898
#الحوار_المتمدن
#ابراهيم_زورو عندما قرأت هامشاً لكارل ماركس يقول فيه: عندما هرب اليهود من سجون فرعون وتاهوا في الصحراء وجاعوا وقتها تذكروا لحوم في السجون المصرية. بعدما تاهوا السوريين في العالم كنت واحداً منهم بدت اشتاق لظلم الطاغية الأب وعملاءه ومخابراته، وكتاب تقاريره، ومدسوسيه، وإلى عناصر أمنه وسجانه. اشتاق لهذه المقولة التي تقول: حوله وحوش ضاره انجاس مناكيد، بينما هو صورة إله بين البشر، الذي يجول خارج المقهى وهو ينتظر خروجي! وأنا اشتاق لنفسي كيف سأخرج وأجعله يضيع وهو يبحث عني، واشتاق لغبائي الذي يحهل أنه يعرف اسمي وعنواني، أشتاق لأمي عندما كانت تحذرنا قائلة للحيطان آذان أنتبهوا، اشتاق لعنصر الشرطي وهو يخفي اثره عن رجل الأمن ويخبأ نفسه من العامة أيضاً كي لا نعرف بخفايا صدره، اشتاق لشرطي المرور وهو يريد فقط خمسة ليرات سورية عن النهار كله! اشتاق للسائقين عندما ينظرون إلى فتاة جميلة من مرآة باصاتهم ولا أحد يقول له، انتبه أنك سائق ولست قواداً، اشتاق إلى المعلم وعصاه بيديه ينهرنا لنقول حماة الديار عليكم السلام، اشتاق لذبابات بائع المتجول وهو ينهر الذباب من حوله جزافاً، اشتاق لمعاون الباصات وهو يقول: قطيفه رحيب جيرود. اشتاق لصديقي عندما اشرح له عنوان بيتنا، لأقول له تعرف مقر الأمن، اشتاق لكازور سينالكو وهو يحرق انوف شاربيه، اشتاق لذاك الطفل وهو ينادي صارخاً يروج لبضاعته علكة سهام أو محارم ديما في يديه الصغيرتين، ومخاطه المتدلي من انفه جمده البرد هناك، اشتاق لاحمرار يديه من البرد، اشتاق للحج الذي يحج على فقره، اشتاق لمجنون عندما يعبر المتسول الشاب ويبصق في وجهه ويمضي، اشتاق للفقر الذي واجهنا طيلة وجودنا،اشتاق إلى سوق الحميدية وهو يلبس أمرأة وخبأها في جواته، اشتاق لتمثال ابن الطاغية وهو يراقب عناصر امنه، وهو يحرس القامشلي من الشرفاء، اشتاق لبائع الفلافل والكازوز عندما كان سعرهما بنصف ليرة، اشتاق لفرن حارتنا وطوابير المشترين وخاصة عندما اصل إلى دياري واشم رائحة خبز أمي في الصباح، اشتاق لرفاق طفولتي وجارتي العاهرة عندما اٌقرأ لها رسائلها ذو الرائحة الجنسية، اشتاق لميزان حانوتي كيف يسرق!، اشتاق لسماع شتائم جارنا لزوجته، اشتاق الى مروري بجانب سينما وأنا اختلس النظر إلى صور فادحة، لجذب المراهقين إلى ماخوره، اشتاق إلى الجيش عندما احصل على إجازة خمسة أيام كأنها سنة!، اشتاق لشتائم جاري على فلان لم يقرضه المال، اشتاق لعسكري عندما يدور بيتاً بيتاً مودعاً معلناً نهاية إجازته، اشتاق أن أقرأ رسالة العسكري عندما تقول اقبل يدي امي وابي الطاهرتين، اشتاق لذلك القروي لم ير اسمه في رسالته، اشتاق إلى قلمي المكسور خاصة عندما يضيع مني، اشتاق إلى الممحاة كجدار بيتنا المهدوم، اشتاق إلى شفرة أبي ليحلق رأس قلمي، اشتاق إلى ابي عندما يأتي معه حذاء مستعمل افرح به رغم أني اجهل كم قدماً استعملوه، اشتاق إلى نهيق الحمير وعواء الكلاب على بيادر قريتنا، اشتاق لصياح الديك في صباحاتنا، اشتاق إلى موقد أمي في يوم العيد، نعم اشتاق الى ذلك الذي اخاف منه، اشتاق لطرطيره قريتنا وهي تحمل عشرة رجال يافعين ويلف سجائرهم ويبصقون بوجه بعضهم عندما يرطبون لفافة سجايرهم! وصوت الموتور تبول عالياً من زحمة الآنين، مازلت انتظر يوم الخميس لالتقي بأمي، اشتاق لاخي عندما يشم رائحة مال امي، نعم اشتاق لنفسي عندما أقرأ رسالة عاهرة ورغبتي لا تشم المعنى من ضحكتها، عندما كبرت مررت من هناك، كانت رغبتي حارساً كيلا اقع على نفسي! اشتاق لجميع الاماكن التي وردت في رسالتها واقوم بزيارتها عسى أن أراها وهي تمر! فيما بعد عرفت بعضهم وهم يسرقون من سرواله ......
#اشتاق
#لنفسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705898
الحوار المتمدن
ابراهيم زورو - اشتاق لنفسي!