سربند حبيب : القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة
#الحوار_المتمدن
#سربند_حبيب هل أصبحت عادة القراءة والمطالعة عبئاً ثقيلاً بعد أن غزى الانترنت جميع مجالات الحياة، هل بات شغف ارْتِدَادِ المكتبات العامة موضة قديمة، هل ستستقيل المكتبات يوماً من عملها وتتحول متاحفاً في زمن العزوف عن القراءة وضمور هاجس المعرفة؟. عندما ننظر إلى سرعة إيقاع العصر يترأى لنا مشاهد مأساوية، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بزغت أدوات جديدة للثقافة تحت هيمنة التكنولوجيا والثقافة الافتراضية، فتكدست الكتب على رفوف المكتبات تعاني من وطأة غبارها لدرجة أصبحت المكتبة نوعاً من الديكور المنزلي في بعض البيوت الفاخرة. لقد انعدمت عادة القراءة والمطالعة فينا، فباتت مظاهر القراءة في الساحات العامة والحدائق وعلى الشواطئ وفي وسائل النقل ظاهرة قديمة وخاصة وسط الفئة الشابة بعد توجههم لاقتناء أجهزة رقمية وإدمانهم لمواقع التواصل الاجتماعية. انعدام دور الأسرة في إرشادهم وكذلك المدرسة التي كانت بالأمس لها الدور الفاعل في زرع بذرة حب الكتاب والمطالعة، اختزلت دورها في توجيه الناشئة نحو أنشطة تحفزهم على الحصول على علامات مدرسية لتحصيلهم الدراسي، فابتعدت برامجهم المشجعة على تنمية القراءة كفعل واع وذاتي ونقدي وتعليمي. لقد عجزت الدولة على ترجمة سلوك القراءة الفردي وتوطينه في الفكر الجمعي، فأصبحنا مجتمعاً سطحياً نحاصَر بنظرات غير مشجعة لفعل القراءة والأكثر من ذلك غياب أمكنة وفضاءات خاصة بالقراءة، في المقابل نجد الدول المتقدمة ثقافياً تشجع القراءة وتقدم جميع السبل من أجل ارتقاء مجتمعها ثقافياً معززة بذلك سلوك القراءة منذ الصغر، فهي تخلق لدى الطفل حساً عالياً من النباهة والفطنة وقوة التركيز، وتقوم بنشاطات كثيرة كالقراءة في مترو الأنفاق، والقراءة في الشارع من خلال مبادرات لإنشاء مكتبات صغيرة مجانية على أرصفة الشوارع لتبادل الكتب بين المارة... القراءة هي أساس الحرية الفكرية والثقافية والسياسية ويستحيل بناء فردٍ حر من دون تمكينه من القراءة وسبل الوصول إلى المعرفة والعلم، كما يتعذر صناعة حاضر المجتمع ومستقبله فهي الذاكرة الحضارية ضد النسيان.الإنسان لا ينمو فقط باحتياجاته الأساسية العضوية من الطعام والماء والهواء... فثمة حاجة ملحّة وضرورية لتغذية العقل والفكر بفعل القراءة، حيث كتبَ الفراعنة قديماً على جدارن أول مكتبة تم أنشاؤها "هذا غذاء النفوس وطب العقول". فكم كان جميلاً لو انتشر وباء القراءة بدلاً من وباء كورونا، ومرض حمل الكتاب عوضاً عن الموبايل. نعم بالقراءة نرتقي ونحيا أكثر في الحياة، فهي تعزز مكتسباتنا وخبراتنا وتفتح أمامنا آفاق المعرفة والعلم، هي ضياء الفكر ومؤشر وعي ودليل حضارة ولغة عقول وغذاء لازم لحياة المجتمعات .ترى " سبا" بان جميع الوسائل الحديثة لا تعيق من حركة القراءة ولا تقلل من قيمتها وأهميتها بل تزيدها ثراء ومعرفة، فالكتاب لن يموت ولن يندثر وهو مكمل لكل ألوان المعرفة اللامحدودة في عصرنا الذي يُقدم للمطالعة ، فالأدوات والتقنيات المستخدمة حديثا من السمعية والبصرية جامدة وجافة كوجبات الطعام الجاهزة والسريعة ، بينما نجد المتعة الحقيقية في البحث والقراءة فعندما نلامس أفكار أي كاتب من خلاصة أفكاره وعصارة إبداعه فاننا نشعر بالنشوة الحقيقية، فشتان مابين عطاء رجل ذو عقل نير وبين آلة بلا روح. القراءة فالقراءة من أجل تكريس وجودنا في البحث عن الحقيقة وهي الوظيفة الحيوية كالتنفس فأقرأ طالما ينبض قلبك بالحياة . ......
#القراءة
#مطرقة
#سوشيال
#ميديا
#وسندان
#العولمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719098
#الحوار_المتمدن
#سربند_حبيب هل أصبحت عادة القراءة والمطالعة عبئاً ثقيلاً بعد أن غزى الانترنت جميع مجالات الحياة، هل بات شغف ارْتِدَادِ المكتبات العامة موضة قديمة، هل ستستقيل المكتبات يوماً من عملها وتتحول متاحفاً في زمن العزوف عن القراءة وضمور هاجس المعرفة؟. عندما ننظر إلى سرعة إيقاع العصر يترأى لنا مشاهد مأساوية، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بزغت أدوات جديدة للثقافة تحت هيمنة التكنولوجيا والثقافة الافتراضية، فتكدست الكتب على رفوف المكتبات تعاني من وطأة غبارها لدرجة أصبحت المكتبة نوعاً من الديكور المنزلي في بعض البيوت الفاخرة. لقد انعدمت عادة القراءة والمطالعة فينا، فباتت مظاهر القراءة في الساحات العامة والحدائق وعلى الشواطئ وفي وسائل النقل ظاهرة قديمة وخاصة وسط الفئة الشابة بعد توجههم لاقتناء أجهزة رقمية وإدمانهم لمواقع التواصل الاجتماعية. انعدام دور الأسرة في إرشادهم وكذلك المدرسة التي كانت بالأمس لها الدور الفاعل في زرع بذرة حب الكتاب والمطالعة، اختزلت دورها في توجيه الناشئة نحو أنشطة تحفزهم على الحصول على علامات مدرسية لتحصيلهم الدراسي، فابتعدت برامجهم المشجعة على تنمية القراءة كفعل واع وذاتي ونقدي وتعليمي. لقد عجزت الدولة على ترجمة سلوك القراءة الفردي وتوطينه في الفكر الجمعي، فأصبحنا مجتمعاً سطحياً نحاصَر بنظرات غير مشجعة لفعل القراءة والأكثر من ذلك غياب أمكنة وفضاءات خاصة بالقراءة، في المقابل نجد الدول المتقدمة ثقافياً تشجع القراءة وتقدم جميع السبل من أجل ارتقاء مجتمعها ثقافياً معززة بذلك سلوك القراءة منذ الصغر، فهي تخلق لدى الطفل حساً عالياً من النباهة والفطنة وقوة التركيز، وتقوم بنشاطات كثيرة كالقراءة في مترو الأنفاق، والقراءة في الشارع من خلال مبادرات لإنشاء مكتبات صغيرة مجانية على أرصفة الشوارع لتبادل الكتب بين المارة... القراءة هي أساس الحرية الفكرية والثقافية والسياسية ويستحيل بناء فردٍ حر من دون تمكينه من القراءة وسبل الوصول إلى المعرفة والعلم، كما يتعذر صناعة حاضر المجتمع ومستقبله فهي الذاكرة الحضارية ضد النسيان.الإنسان لا ينمو فقط باحتياجاته الأساسية العضوية من الطعام والماء والهواء... فثمة حاجة ملحّة وضرورية لتغذية العقل والفكر بفعل القراءة، حيث كتبَ الفراعنة قديماً على جدارن أول مكتبة تم أنشاؤها "هذا غذاء النفوس وطب العقول". فكم كان جميلاً لو انتشر وباء القراءة بدلاً من وباء كورونا، ومرض حمل الكتاب عوضاً عن الموبايل. نعم بالقراءة نرتقي ونحيا أكثر في الحياة، فهي تعزز مكتسباتنا وخبراتنا وتفتح أمامنا آفاق المعرفة والعلم، هي ضياء الفكر ومؤشر وعي ودليل حضارة ولغة عقول وغذاء لازم لحياة المجتمعات .ترى " سبا" بان جميع الوسائل الحديثة لا تعيق من حركة القراءة ولا تقلل من قيمتها وأهميتها بل تزيدها ثراء ومعرفة، فالكتاب لن يموت ولن يندثر وهو مكمل لكل ألوان المعرفة اللامحدودة في عصرنا الذي يُقدم للمطالعة ، فالأدوات والتقنيات المستخدمة حديثا من السمعية والبصرية جامدة وجافة كوجبات الطعام الجاهزة والسريعة ، بينما نجد المتعة الحقيقية في البحث والقراءة فعندما نلامس أفكار أي كاتب من خلاصة أفكاره وعصارة إبداعه فاننا نشعر بالنشوة الحقيقية، فشتان مابين عطاء رجل ذو عقل نير وبين آلة بلا روح. القراءة فالقراءة من أجل تكريس وجودنا في البحث عن الحقيقة وهي الوظيفة الحيوية كالتنفس فأقرأ طالما ينبض قلبك بالحياة . ......
#القراءة
#مطرقة
#سوشيال
#ميديا
#وسندان
#العولمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719098
الحوار المتمدن
سربند حبيب - القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة