حسن مدن : حواسيب أم أقلام رصاص؟
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن قبل نحو عقدين أو ثلاثة اقترحت منظمة دولية لمساعدة الدول النامية مقرها باريس إرسال أجهزة كمبيوتر للدول الإفريقية لمعالجة الخلل في سوق المعلومات بين الذين يملكون والذين لا يملكون، في عصر يوصف بأنه عصر المعلومات، لكن النتائج لم تكن مشجعة، ولم تسد فجوة بين مالكي المعلومات وصناعها في الغرب وبين متلقيها ومن لا يملكونها في قارة مثل إفريقيا .لكن هناك تجربة مساعدات أخرى هي ما قامت به الصين، التي أرسلت كميات كبيرة من الأقلام إلى بلدان إفريقية تحارب الأمية، حيث لا تكلف هذه الأقلام بضعة سنتات، ولكن هذا النوع من المساعدات كان أكثر جدوى وفائدة في أنه مكن أطفال بلدان إفريقيا من تحقيق حلمهم بأن يمسكوا أقلاماً في أيديهم يكتبون بها حروف الأبجدية وأرقام الحساب .وفي إحدى المرات جاء موظفو الإغاثة إلى قوم أشبه بالبدو الرحل في شمالي نيجيريا بتلفاز يعمل بالبطاريات، استمتع الأهالي بمشاهدة برامج التلفاز حتى نفدت طاقة البطاريات، ثم عادوا إلى حياتهم البدائية التي عرفها أجدادهم منذ آلاف السنين، كأن شيئاً لم يكن، لأن الكهرباء لم تصلهم بعد ولن تصلهم قريباً .هذه وقائع بسيطة برسم أولئك الذين يتحدثون عن القرية الصغيرة التي أضحى عليها العالم . . إننا لا نستطيع أن نجعل من تلك المناطق التي شدتها آليات العولمة إليها كما تجذب الشمس الأرض إلى مدارها بوصفها وحدها معياراً أوحد للقياس، ذلك أن هذه المناطق تعيش ظروفاً خاصة من الوفرة التي لا يمكن أن تنطبق على الآخرين.إن القسمة ضيزى بين الغنى والفقر، بين ثورة المعلومات والوسائط الإلكترونية للمعرفة والتسلية في أقصى حالاتها تقدماً وإبهاراً وبين الجهل والأمية التي تجعل من امتلاك قلم رصاص حلماً وهدفاً، قسمة ما زالت قائمة وما زالت تعيد إنتاج نفسها حتى داخل آليات التقسيم الدولي الجديد للعمل الذي تخترقه العولمة عمودياً وأفقياً .نحن نتحدث محقين عن أن الأمية في عالم اليوم ليست الأمية الأبجدية، وإنما أمية الحاسوب الآلي، فالذي لا يحسن التعامل مع هذا الحاسوب في حدود دنيا على الأقل هو أمي حتى لو كان يقرأ ويكتب ويحمل شهادات جامعية، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أن ملايين الأطفال في العالم ما زالوا يتشوقون لفك الحروف وكتابتها، ويتشوقون لمقعد متواضع في فصل دراسي حتى لو كان كوخاً يتعلمون فيه. ......
#حواسيب
#أقلام
#رصاص؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754716
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن قبل نحو عقدين أو ثلاثة اقترحت منظمة دولية لمساعدة الدول النامية مقرها باريس إرسال أجهزة كمبيوتر للدول الإفريقية لمعالجة الخلل في سوق المعلومات بين الذين يملكون والذين لا يملكون، في عصر يوصف بأنه عصر المعلومات، لكن النتائج لم تكن مشجعة، ولم تسد فجوة بين مالكي المعلومات وصناعها في الغرب وبين متلقيها ومن لا يملكونها في قارة مثل إفريقيا .لكن هناك تجربة مساعدات أخرى هي ما قامت به الصين، التي أرسلت كميات كبيرة من الأقلام إلى بلدان إفريقية تحارب الأمية، حيث لا تكلف هذه الأقلام بضعة سنتات، ولكن هذا النوع من المساعدات كان أكثر جدوى وفائدة في أنه مكن أطفال بلدان إفريقيا من تحقيق حلمهم بأن يمسكوا أقلاماً في أيديهم يكتبون بها حروف الأبجدية وأرقام الحساب .وفي إحدى المرات جاء موظفو الإغاثة إلى قوم أشبه بالبدو الرحل في شمالي نيجيريا بتلفاز يعمل بالبطاريات، استمتع الأهالي بمشاهدة برامج التلفاز حتى نفدت طاقة البطاريات، ثم عادوا إلى حياتهم البدائية التي عرفها أجدادهم منذ آلاف السنين، كأن شيئاً لم يكن، لأن الكهرباء لم تصلهم بعد ولن تصلهم قريباً .هذه وقائع بسيطة برسم أولئك الذين يتحدثون عن القرية الصغيرة التي أضحى عليها العالم . . إننا لا نستطيع أن نجعل من تلك المناطق التي شدتها آليات العولمة إليها كما تجذب الشمس الأرض إلى مدارها بوصفها وحدها معياراً أوحد للقياس، ذلك أن هذه المناطق تعيش ظروفاً خاصة من الوفرة التي لا يمكن أن تنطبق على الآخرين.إن القسمة ضيزى بين الغنى والفقر، بين ثورة المعلومات والوسائط الإلكترونية للمعرفة والتسلية في أقصى حالاتها تقدماً وإبهاراً وبين الجهل والأمية التي تجعل من امتلاك قلم رصاص حلماً وهدفاً، قسمة ما زالت قائمة وما زالت تعيد إنتاج نفسها حتى داخل آليات التقسيم الدولي الجديد للعمل الذي تخترقه العولمة عمودياً وأفقياً .نحن نتحدث محقين عن أن الأمية في عالم اليوم ليست الأمية الأبجدية، وإنما أمية الحاسوب الآلي، فالذي لا يحسن التعامل مع هذا الحاسوب في حدود دنيا على الأقل هو أمي حتى لو كان يقرأ ويكتب ويحمل شهادات جامعية، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أن ملايين الأطفال في العالم ما زالوا يتشوقون لفك الحروف وكتابتها، ويتشوقون لمقعد متواضع في فصل دراسي حتى لو كان كوخاً يتعلمون فيه. ......
#حواسيب
#أقلام
#رصاص؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754716
الحوار المتمدن
حسن مدن - حواسيب أم أقلام رصاص؟