سعاد درير : رسائل حالفة أَلاَّ تَنْطَفِئَ.. نص مسرحي
#الحوار_المتمدن
#سعاد_درير - الشخصيات: غادة، غسان.- المكان: خريطة القلب.- الزمن: زمن «غسان وغادة» المُسافِر في الأزمنة. === -/- المشهد الأول: "حُبّ تحت شُرْفَة القمر"[قارب يَتناوب البَطلان على شَدّ مجدافه اليتيم في البحر. إضاءة زرقاء. صوت خافت لأمواج البحر المتلاطمة. موسيقى آلة كمان موحية].- غادة: ماذا كنتَ تَقول يا زَخَّات مطرٍ أَقْسَمَتْ أَلاَّ تُؤَجِّلَ موعدَ سقوطها في غير الأرض التي تَطَأُ سطحَها قَدَمَاكَ؟! - غسان: لا أقوى على مَدِّ بحرِ الكلماتِ التي تُحاصرني، لكن! «إنني أحبكِ»..- غادة: أَعِدْ وأسمعني ما كنت تكتب عني! - غسان: «أَعْرِفُ أن الكثيرين كتبوا لكِ».. لكنني «حين أمسكْتُ هذه الورقة لأكتبَ كنتُ أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقولَهُ وأنا أثِقُ مِن صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقتِه التي يُخيَّل إلَيَّ الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل، كالأقدار التي صَنَعَتْنا: إنني أحبكِ»..- غادة: وأينكَ مني؟! - غسان: أينني مِنْكِ! قبل هذا اليوم لم أكن يا رمالا زاهدة في غيومي، يا.. يا.. يا..- غادة: لكن! هذه الـ«أحبك» ألم يسبق لك أن وزنتَها في ميزان الوقت؟! - غسان: «أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى»..- غادة: لكنهم أَلْقَوا بها في يم القذارة حدّ أن غَدَتْ نتنة، نتنة..- غسان: «الآن أحسها، هذه الكلمة التي وسخوها، كما قلتِ لي، والتي شعرتُ بأن عليَّ كل ما في طاقة الرجُل أن يَبذل كي لا أوسخها بدوري»..- غادة: إن صدقتك سأتصبب ألما يا غسان، فلا أحد، لا أحد سينصفني من هذا الألم الذي أكرهه..- غسان: «إنني أحبك، أحسها الآن، والألم الذي تَكرهينَه – ليس أقلّ ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويَزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت»..- غادة: وكيف تحسها، كيف؟! - غسان: «أحسها وأنا أتذكر أنني أنا أيضا لم أنم ليلة أمس، وأنني فوجِئْتُ وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومْتُ الدموع ذات يوم وزجرتُها حين كنْتُ أُجْلَدُ – أبكي بحُرْقَة، بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يَستطيعون فِعل أيّما شيء»..- غادة: و؟! - غسان: «وتساءَلْتُ: أكان نشيجا هذا الذي أسمَعُه أم سَلْخَ السياط وهي تَهوي مِن الداخِل؟»..- غادة: ولكن! ألن تنسى تلك الصفحات الدامية وتسقطها من حقيبة ذاكرتك الموشومة وجعا؟! - غسان: «لا، أنتِ تَعرفين أنني رجُل لا أَنسى، وأنا أَعْرَف منكِ بالجحيم الذي يطوق حياتي مِن كُلّ جانب، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهَها، وبالحَريق الذي يَشتعِل في عروقي، وبالصخرة التي كُتِبَ عليَّ أن أَجُرَّها وتَجُرَّني إلى حيث لا يَدري أحد.. وأنا أعرَفُ منكِ بأنها حياتي أنا، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا، وبأن حبك يستطيع أن يَعيش الإنسان له»..- غادة: إلى هذا الحد تَشدّ الأيام قدميك إلى حفرة موت تسمى الحياة؟! - غسان: إنكِ أنتِ، أنتِ «جزيرة لا يستطيع المنفي في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن..»..- غادة: لكن مَن قال إنني أعدكَ ببقاء؟! طيور البحر تتأهب دوما للرحيل..- غسان: «أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه، بالصورة التي تشائين، إذا كنتِ تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة»..- غادة: إن غبتُ عن أيامك الماضية، فستقوى على غيابي في أيامك الآتية..- غسان: «يا غادة، إنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذابا أشك في أن أحدا يستطيع احتماله، كنتُ أُجْلَدُ من الخارج ومن الداخل دونما رحمة»..- غادة: أسألتُ نفسي: هل أستحقك يا غسان؟! - غسان: ليس أنتِ من يجب عليه أن يطرح السؤال، إنما ......
#رسائل
#حالفة
#أَلاَّ
#تَنْطَفِئَ..
#مسرحي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689374
#الحوار_المتمدن
#سعاد_درير - الشخصيات: غادة، غسان.- المكان: خريطة القلب.- الزمن: زمن «غسان وغادة» المُسافِر في الأزمنة. === -/- المشهد الأول: "حُبّ تحت شُرْفَة القمر"[قارب يَتناوب البَطلان على شَدّ مجدافه اليتيم في البحر. إضاءة زرقاء. صوت خافت لأمواج البحر المتلاطمة. موسيقى آلة كمان موحية].- غادة: ماذا كنتَ تَقول يا زَخَّات مطرٍ أَقْسَمَتْ أَلاَّ تُؤَجِّلَ موعدَ سقوطها في غير الأرض التي تَطَأُ سطحَها قَدَمَاكَ؟! - غسان: لا أقوى على مَدِّ بحرِ الكلماتِ التي تُحاصرني، لكن! «إنني أحبكِ»..- غادة: أَعِدْ وأسمعني ما كنت تكتب عني! - غسان: «أَعْرِفُ أن الكثيرين كتبوا لكِ».. لكنني «حين أمسكْتُ هذه الورقة لأكتبَ كنتُ أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقولَهُ وأنا أثِقُ مِن صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقتِه التي يُخيَّل إلَيَّ الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل، كالأقدار التي صَنَعَتْنا: إنني أحبكِ»..- غادة: وأينكَ مني؟! - غسان: أينني مِنْكِ! قبل هذا اليوم لم أكن يا رمالا زاهدة في غيومي، يا.. يا.. يا..- غادة: لكن! هذه الـ«أحبك» ألم يسبق لك أن وزنتَها في ميزان الوقت؟! - غسان: «أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى»..- غادة: لكنهم أَلْقَوا بها في يم القذارة حدّ أن غَدَتْ نتنة، نتنة..- غسان: «الآن أحسها، هذه الكلمة التي وسخوها، كما قلتِ لي، والتي شعرتُ بأن عليَّ كل ما في طاقة الرجُل أن يَبذل كي لا أوسخها بدوري»..- غادة: إن صدقتك سأتصبب ألما يا غسان، فلا أحد، لا أحد سينصفني من هذا الألم الذي أكرهه..- غسان: «إنني أحبك، أحسها الآن، والألم الذي تَكرهينَه – ليس أقلّ ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويَزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت»..- غادة: وكيف تحسها، كيف؟! - غسان: «أحسها وأنا أتذكر أنني أنا أيضا لم أنم ليلة أمس، وأنني فوجِئْتُ وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومْتُ الدموع ذات يوم وزجرتُها حين كنْتُ أُجْلَدُ – أبكي بحُرْقَة، بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يَستطيعون فِعل أيّما شيء»..- غادة: و؟! - غسان: «وتساءَلْتُ: أكان نشيجا هذا الذي أسمَعُه أم سَلْخَ السياط وهي تَهوي مِن الداخِل؟»..- غادة: ولكن! ألن تنسى تلك الصفحات الدامية وتسقطها من حقيبة ذاكرتك الموشومة وجعا؟! - غسان: «لا، أنتِ تَعرفين أنني رجُل لا أَنسى، وأنا أَعْرَف منكِ بالجحيم الذي يطوق حياتي مِن كُلّ جانب، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهَها، وبالحَريق الذي يَشتعِل في عروقي، وبالصخرة التي كُتِبَ عليَّ أن أَجُرَّها وتَجُرَّني إلى حيث لا يَدري أحد.. وأنا أعرَفُ منكِ بأنها حياتي أنا، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا، وبأن حبك يستطيع أن يَعيش الإنسان له»..- غادة: إلى هذا الحد تَشدّ الأيام قدميك إلى حفرة موت تسمى الحياة؟! - غسان: إنكِ أنتِ، أنتِ «جزيرة لا يستطيع المنفي في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن..»..- غادة: لكن مَن قال إنني أعدكَ ببقاء؟! طيور البحر تتأهب دوما للرحيل..- غسان: «أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه، بالصورة التي تشائين، إذا كنتِ تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة»..- غادة: إن غبتُ عن أيامك الماضية، فستقوى على غيابي في أيامك الآتية..- غسان: «يا غادة، إنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذابا أشك في أن أحدا يستطيع احتماله، كنتُ أُجْلَدُ من الخارج ومن الداخل دونما رحمة»..- غادة: أسألتُ نفسي: هل أستحقك يا غسان؟! - غسان: ليس أنتِ من يجب عليه أن يطرح السؤال، إنما ......
#رسائل
#حالفة
#أَلاَّ
#تَنْطَفِئَ..
#مسرحي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689374
الحوار المتمدن
سعاد درير - رسائل حالفة أَلاَّ تَنْطَفِئَ.. (نص مسرحي)