عبدالجبار الرفاعي : سلطة_الفصاحة_والنحو: إضافات وتوضيحات على المقالة السابقة
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لم أنكر ضرورةَ وجود قواعد للعربية، واحدةٌ من البداهات المعروفة أن كلَّ لغة تُنطق وتُكتب بقواعد لاسيما العربية، ولا يصح إهمالُ تلك القواعد كليًا في التحدث والكتابة. المقالة السابقة ترى أن قواعدَ النطق في اللغات الحية سهلةُ التلقي منذ الطفولة يستقيها الإنسانُ من بيئته اللغوية، ويتيسر له تعلّمُها وإتقانُها. قواعد العربية كثيرة دقيقة تفصيلية متشعبة، متعارضة أحيانًا، تتنوع فيها اجتهاداتُ البصريين والكوفيين الأوائل، ومن تأخر عنهم. هذه القواعد صعبةُ الإتقان لمن يتخصّص بها، إذ يلبث التلميذُ سنوات عديدة في دراستها، غير انه ربما لا يتقنها، فكيف بغير المتخصّص الذي لا يتسع عمرُه لإنفاق سنوات في تعلّمها، وهم أكثرُ الناطقين بالعربية من أبنائها. في العربية نحن نتحدث بلغة هي اللهجة السائدة في مجتمعنا، ومع الناطقين باللهجات العربية الأخرى نتحدث بلغة، ونفكر بلغة، ونكتب بلغة. أعرف الفارسية، ولم أجد فيها مسافةً شاسعة بين لغة الكتابة والمحادثة كما العربية، حتى ان مجموعة مؤلفات علي شريعتي مثلًا أغلبها محاضرات شفاهية، تم نشرها بعد تحريرها. وهكذا أكثر المؤلفين المعروفين بالفارسية اليوم. تلك مشكلة يعيشها الناطقون بالعربية، تدعونا لتيسير قواعد النطق بهها، وإثراء معجمها، وتضييق الفجوة بين الشفاهي والمكتوب. أدعو لتيسير القواعد، وليس الاستغناء عنها كلّها، أعني تيسيرَها بالشكل الذي يجعل تلقي أبنائها لقواعدها من عوائلهم وبيئاتهم عفويًا تلقائيًا،كما يتلقون كلمات ومعجم النطق بها. أدعو لتحديث معجمها ليتسع لاستيعاب ما يستجدّ من مصطلحات مكاسب العلوم والمعارف والتكنولوجيا. وهذا ما نراه في قواعد ومعجم اللغات الحية، مثل: الانجليزية، والفرنسية، والأسبانية، والفارسية، وغيرها. هذا ليس رأيي فقط،كي يقال إنه نشاز، هذا رأيٌ اشتهر عن جماعة من علماء اللغة المتقدمين، فمثلًا ينصح الجاحظ ت 255 هـ المعلم بقوله: ""وأما النحو، فلا تُشغِل قلبَه منه إلا بِقَدْر ما يؤدِّيه إلى السلامة من فاحش اللَّحْن، ومن مقدار جهل العوامِّ في كتاب إن كتبه، وشِعْر إن أنشدَه، وشيء إن وصَفَه، وما زاد على ذلك فهو مشغلةٌ عمَّا هو أَولى به، ومذهل عمَّا هو أراد عليه منه، ومن روايات المثل والمشاهدة، والخبر الصادق، والتعبير البارع...". وجاء رجل إلى ابن خالويه ت 370 هـ قائلًا: "أريد أن أتعلَّم من العربية ما أُقيم به لساني، فأجابه ابن خالويه على البديهة: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو، وما تعلَّمْتُ ما أُقيمُ به لساني". وكان ابن مضاء القرطبي ت 592 هـ ألف كتابًا بعنوان: "الرد على النحاة" دعا فيه إلى إلغاء نظرية العامل في النحو، بدافع تيسير تعليمه. واشتهر هذا الرأيُ عن جماعة من علماء اللغة في العصر الحديث، منهم الأب أنستاس ماري الكرملي ت 1947 م، الذي ألف في هذا الموضوع: "أغلاط اللغويين الأقدمين"، صدر ببغداد سنة 1932م، وكتاب: "نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها"، صدر في القاهرة سنة 1938م. ويشرح الشيخ أمين الخولي "صعوباتنا اللغوية اليوم" في كتابه: "مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب"، الصادر في القاهرة سنة 1961م، فيقول: "ان ما يعسر النحو على المعلمين والمتعلمين ثلاثة أشياء: الأول: فلسفة حملت القدماء على أن يفترضوا ويعللوا، ويسرفوا في ا ......
#سلطة_الفصاحة_والنحو:
#إضافات
#وتوضيحات
#المقالة
#السابقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699685
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لم أنكر ضرورةَ وجود قواعد للعربية، واحدةٌ من البداهات المعروفة أن كلَّ لغة تُنطق وتُكتب بقواعد لاسيما العربية، ولا يصح إهمالُ تلك القواعد كليًا في التحدث والكتابة. المقالة السابقة ترى أن قواعدَ النطق في اللغات الحية سهلةُ التلقي منذ الطفولة يستقيها الإنسانُ من بيئته اللغوية، ويتيسر له تعلّمُها وإتقانُها. قواعد العربية كثيرة دقيقة تفصيلية متشعبة، متعارضة أحيانًا، تتنوع فيها اجتهاداتُ البصريين والكوفيين الأوائل، ومن تأخر عنهم. هذه القواعد صعبةُ الإتقان لمن يتخصّص بها، إذ يلبث التلميذُ سنوات عديدة في دراستها، غير انه ربما لا يتقنها، فكيف بغير المتخصّص الذي لا يتسع عمرُه لإنفاق سنوات في تعلّمها، وهم أكثرُ الناطقين بالعربية من أبنائها. في العربية نحن نتحدث بلغة هي اللهجة السائدة في مجتمعنا، ومع الناطقين باللهجات العربية الأخرى نتحدث بلغة، ونفكر بلغة، ونكتب بلغة. أعرف الفارسية، ولم أجد فيها مسافةً شاسعة بين لغة الكتابة والمحادثة كما العربية، حتى ان مجموعة مؤلفات علي شريعتي مثلًا أغلبها محاضرات شفاهية، تم نشرها بعد تحريرها. وهكذا أكثر المؤلفين المعروفين بالفارسية اليوم. تلك مشكلة يعيشها الناطقون بالعربية، تدعونا لتيسير قواعد النطق بهها، وإثراء معجمها، وتضييق الفجوة بين الشفاهي والمكتوب. أدعو لتيسير القواعد، وليس الاستغناء عنها كلّها، أعني تيسيرَها بالشكل الذي يجعل تلقي أبنائها لقواعدها من عوائلهم وبيئاتهم عفويًا تلقائيًا،كما يتلقون كلمات ومعجم النطق بها. أدعو لتحديث معجمها ليتسع لاستيعاب ما يستجدّ من مصطلحات مكاسب العلوم والمعارف والتكنولوجيا. وهذا ما نراه في قواعد ومعجم اللغات الحية، مثل: الانجليزية، والفرنسية، والأسبانية، والفارسية، وغيرها. هذا ليس رأيي فقط،كي يقال إنه نشاز، هذا رأيٌ اشتهر عن جماعة من علماء اللغة المتقدمين، فمثلًا ينصح الجاحظ ت 255 هـ المعلم بقوله: ""وأما النحو، فلا تُشغِل قلبَه منه إلا بِقَدْر ما يؤدِّيه إلى السلامة من فاحش اللَّحْن، ومن مقدار جهل العوامِّ في كتاب إن كتبه، وشِعْر إن أنشدَه، وشيء إن وصَفَه، وما زاد على ذلك فهو مشغلةٌ عمَّا هو أَولى به، ومذهل عمَّا هو أراد عليه منه، ومن روايات المثل والمشاهدة، والخبر الصادق، والتعبير البارع...". وجاء رجل إلى ابن خالويه ت 370 هـ قائلًا: "أريد أن أتعلَّم من العربية ما أُقيم به لساني، فأجابه ابن خالويه على البديهة: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو، وما تعلَّمْتُ ما أُقيمُ به لساني". وكان ابن مضاء القرطبي ت 592 هـ ألف كتابًا بعنوان: "الرد على النحاة" دعا فيه إلى إلغاء نظرية العامل في النحو، بدافع تيسير تعليمه. واشتهر هذا الرأيُ عن جماعة من علماء اللغة في العصر الحديث، منهم الأب أنستاس ماري الكرملي ت 1947 م، الذي ألف في هذا الموضوع: "أغلاط اللغويين الأقدمين"، صدر ببغداد سنة 1932م، وكتاب: "نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها"، صدر في القاهرة سنة 1938م. ويشرح الشيخ أمين الخولي "صعوباتنا اللغوية اليوم" في كتابه: "مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب"، الصادر في القاهرة سنة 1961م، فيقول: "ان ما يعسر النحو على المعلمين والمتعلمين ثلاثة أشياء: الأول: فلسفة حملت القدماء على أن يفترضوا ويعللوا، ويسرفوا في ا ......
#سلطة_الفصاحة_والنحو:
#إضافات
#وتوضيحات
#المقالة
#السابقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699685
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - سلطة_الفصاحة_والنحو: إضافات وتوضيحات على المقالة السابقة