الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جمال عبد العظيم : اللاهوت والناسوت عند جمال عبد الناصر
#الحوار_المتمدن
#جمال_عبد_العظيم بهزيمة المحور وإنتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ الصراع الإمبراطوري بين الحلفاء أنفسهم ، حيث تريد الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي إزاحة الإمبراطوريات الأوروبية الآفلة وهي بريطانيا وفرنسا . ومن ناحيتهما كانتا مصممتان على تجاهل حقائق النظام الدولي الذي تشكل آنذاك والمعتمدة على حجم القوة ونتائج الحرب . فراحت القوتين العظميين تشجعان ثورات التحرر الوطني في المستعمرات البريطانية والفرنسية ، كما دخلت أمريكا في صراع خفي مع الإمبراطورية البريطانية لتتسلم مجمع بترول الشرق الأوسط . ولما كان صراعا بين شقيقان ينتميان لنفس الدين ونفس الحضارة ، إقتضى الأمر أن توجه أمريكا ضرباتها من وراء حجاب . وعلى الجانب الآخر كان يقف ضابط مصري مريض بجنون العظمة ، يقدم أوراق إعتماده للإدارة الأمريكية ليقوم بالمهمة التاريخية ويكون مخلب قط في يد القوى العظمى . فبينما يلقي خطابا على الجماهير المحتشدة إنطلقت فجأة ثمانية رصاصات أفقدت البكباشي توازنه ، وتركته كمن يفيق من البنج ويفضح دون إرادة ما يجيش في صدره وما يعتمل في عقله الباطن فقال : "أيها الأحرار فليبق كل في مكانه ، دمي فداء لكم ، أنا لست جبانا ، فليقتلوني فقد أنبت في هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر ، فليقتلوني فقد وضعت فيكم العزة والكرامة . إذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل منكم جمال عبد الناصر، متمسكا بالمبادئ والمثل العليا ، إذا مات جمال عبد الناصر اليوم فإنه يموت مطمئن البال لأنه خلق فيكم العزة وخلق فيكم الكرامة وخلق فيكم الحرية . إذا كنت نجوت اليوم فبعون الله لأزيدكم حرية ولأزيدكم عزة ولأزيدكم كرامة".في تلك الأجواء البطولية يصرح السيد بأن الشعب عبارة عن تجمع من العبيد لا يعرفون معنى الحرية ولا العزة ولا الكرامة . وأن السيد وحده هو من ألهم بها وتلقاها عن الله مباشرة ، ويعلن أنه يقوم حاليا بتلقينها للشعب ، وأنه سيواصل ذلك بعد نجاته بل وسيزيد في حصة كل مواطن من العزة والكرامة والحرية . إنطلقت هذه الكلمات الكارثية والبذيئة من ميدان المنشية بالإسكندرية لتستقر على مكاتب المسئولين بأوروبا وأمريكا والإتحاد السوفييتي وإسرائيل وغيرهم ، ومن يد المسئولين إلى الأطباء النفسانيين وقادة أجهزة المخابرات لسبر أغوار البكباشي وإكتشاف عقده النفسية للعزف عليها . ويبدو هنا تضخم الذات وجنون العظمة واضحا للغاية ، بل أنه وصل لمراحل متقدمة ربما بفعل توليه السلطة فأصبح يرى نفسه إلها . وسنلاحظ فيما بعد أن هذه الكلمات القليلة الكاشفة قد أصبحت دستورا خفيا للبلاد ، وسوف تتحول إلى أطروحات على لسان الكتاب والصحفيين ، لترتدي ثوب التنظير والتحليل ، ويتم تلقينها للشعب ليحفظها عن ظهر قلب أو بالأحرى ليتعبد بها تقربا للإله الذي أعلن عن نفسه . ولنبدأ بتحديد ملامح عقدة البكباشي : 1ــ هو الفادي الذي يفدي أمته بدمه ، أي أنه مسيح جديد ، وهو ليس جبانا بل يمتاز بالشجاعة والجسارة وتجري على يديه معجزات .2ــ أنه هو من أنبت الحرية والعزة والكرامة في أرض الوطن ، وهي نبتة جديدة لم تكن معروفة من قبل في هذه البلاد .3ــ إنه إذا مات أو قتل فلن يعوض غيابه إلا أن يتحول كل فرد من أفراد الشعب إلى جمال عبد الناصر ، وهذا لا يشبه موت البشر وإنما نوع من الحلول الإلهي حيث يتوزع الإله هنا على أجساد الرعية بالكامل . ويمكن القول بأن حادث المنشية وضع ملامح السياسة المصرية كلها حيث ترجمت كلماته الكاشفة إلى خطة تأليه كاملة وأصبح لعبد الناصر بدء من الآن طبيعتين هما : اللاهوت والناسوت .4ــ وإختتم المريض هذيانه بأن صرح بأنه يعتبر تجسيدا للمبادئ والمثل الع ......
#اللاهوت
#والناسوت
#جمال
#الناصر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677975