الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أحمد رباص : فريديريك نيتشه ينظر إلى الجسد كسيد على الروح
#الحوار_المتمدن
#أحمد_رباص بالنسبة للتقليد الفلسفي، سواء عند أفلاطون أو في الفكر المسيحي، تشكل الروح والجسد جزأين متميزين في الإنسان. أكثر من ذلك، يمنح هذا التقليد الفلسفي الروح تفوقا على الجسد. يتعارض فكر نيتشه مع هذه التراتبية التقليدية بين الجسد والروح. يأتي الجانب الابداعي والخاص للفكر النيتشوي قبل كل شيء من وضعه للهذا التقسيم بين الجسد والروح موضع سؤال ونقاش.إذا كنا في الغالب تتمثل فكر نيتشه كإعادة تقييم بسيطة للجسد في علاقته بالروح، فإن فكره يعيد النظر تماما في مفهوم الجسد لأنه يسائل الفصل الكلاسيكي بين الروح والجسد.يقوم فكر نيتشه عن الجسد على تعارض تام مع التقليد الفلسفي القديم والمسيحي: تتعارض نصوصه مع أفلاطون (الفكر القديم)، مع المسيح (الفكر الكاثوليكي) كما تتعارض مع سخافة "الحشود" وجهلها."بقدر ما يذهب أحدنا بعيدا في معرفة ذاته، فلا شيء مع ذلك يمكن أن يكون أكثر نقصا من صورته عن مجموع الغرائز التي يتشكل منها كيانه. بالكاد يمكنه تسمية تلك الأكثر وقاحة بالاسم"، يقول نيتشه في كتابه "الفجر"،[Aurore, II, §119 (in OPC, IV, trad. J. Hervier, Paris, Gallimard, 1980].يتكون الإنسان فقط من الغرائز (سوف نقف عند تعريفها لاحقا). يؤكد نيتشه أن الحشود والفلاسفة يتجاهلون الغرائز - الأخيرون (الأفلاطونيون والمسيحيون) لم يحاولوا أبدا التعرف عليها. هذا الجهل هو سبب استمرار الأحكام القبلية الخاطئة، بل الضارة، ذلك الاستمرار الذي فرض تفوق الروح على الجسد.في التقليد الفلسفي، تمثل الروح الثبات والجسد التحول. القدماء، مثل القديس أوغسطين، التقليد المسيحي والحشود يفرضون الثبات كمعيار للقيمة من أجل ترتيب الأشياء: كلما كان الشيء ثابتا وغير متحرك، زاد تقديره. ولهذا السبب تتفوق الروح على الجسد في التقليد الفلسفي. أكثر من ذلك، بما أن الروح أكثر موثوقية من الجسد، لأنها ثابتة، بينما الجسد متحرك، فإن الاستنتاج الذي استخلصته الحشود وهؤلاء الفلاسفة من هذه الفكرة هو أن الروح أكثر واقعية من الجسد، ما يبرر مرة أخرى تفوقها على الجسد.انكر نيتشه تماما هذا الادعاء بأن الروح أسمى من الجسد. فمن ناحية، تخلى عن معيار الثبات كمعيار للقيمة، وأعاد القيمة للتحول والحركة بدلاً منه.من ناحية أخرى، نفى أيضا هذه التراتبية بين الروح والجسد من خلال التأكيد على أن الفكرة التي تبررها، أي كون الروح أكثر واقعية من الجسد، هي بالنسبة له حكم مسبق خاطئ وضار. على العكس تماما، وفقا لنيتشه، الجسد أكثر واقعية من الروح. الجسد ليس مسؤولاً عن سوء تأويل الواقع: إذا أخطأنا في الحكم على الواقع، يوجه اللوم للروح. عندما تؤول الروح الواقعي، أي عندما تقحم فيه ثباتا، انتظاما، تخون الواقعي، لأنها تضيف عناصر لا يمتلكها الواقع.تقتضي ماهية الواقع بالتحديد خلوه من الثبات والانتظام؛ لأن الواقع هو التحول وعدم الانتظام. ترغب الروح، من جهتها، في إقحام الثبات، من خلال، مثلا، تحديد القوانين التي تحكم الواقعي والانتظام. إنها تبدع المفاهيم، من خلال، مثلا، إنشاء مقولات لتفكيك الواقعي من أجل تحليله وتفسيره . إن غرائز معينة تفسر ماهية الروح، وبالتالي فهي مسؤولة عن هذا التشويه للواقعي. إن غريزة الأمن على وجه الخصوص هي التي تدفعنا إلى عقلنة الواقعي ما دام ذلك يسمح لنا بالتحكم في الواقعي، وبأن يصبح الإنسان "سيد الطبيعة ومالكها" (ديكارت).باختصار، الروح بالماهية تعقلن الواقعي لتضفي عليه ثباتا، انتظاما حتى تزيح عنه كل الغموض الذي يلفه. وهكذا، من حيث ماهيتها، التي تحملها على إقحام الثبات في حيز لا يوجد فيه، تخدعنا الروح (والغرائ ......
#فريديريك
#نيتشه
#ينظر
#الجسد
#كسيد
#الروح

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743722