الحوار المتمدن
3.06K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
الحسان عشاق : مول الزرواطة والبائع المتجول
#الحوار_المتمدن
#الحسان_عشاق يدفع العربة المحملة بالتفاح والموز بقوة، تتساقط حبات طازجة تتدحرج، يستمر في الدفع بأقصى سرعة، يلتفت الى الوراء، صاحب الحذاء العريض يتعقبه، تتارجح العصا السوداء، صياد قاسي متربص بالفريسة، الاصبع الكبير على الزناد، في سحنته ينفجر الغضب، لا شيء يوقف اصراره، زفراته تلسع من بعيد، عينه على العربة، مصدر الرزق الوحيد، يتعرق، ينشف الحلق، يحس بالخشب ينغرز في يديه، كفتا الميزان سقطتا، رمق السيارة الموشومة في اخر الزقاق، وقع في المصيدة، خارت القوى، الأسفلت يهرب من تحت القدمين، الدمع يقترب من المآقي، الهزيمة تصلب الجسد، المخلوقات الفولاذية تجهز الكفن، يتبادلون التحايا، يركبون الوقت المفخخة بالتعليمات على اجنحة التنفيذ ، والفقراء يسيرون على حبل الموت، يهربون من الجوع والشحاذة ويحاصرهم زمن ملطخ بالفساد. القوي يفعص الضعيف، نظر الى السماء مستعطفا، ينتظر معجزة، الرعونة تكبس على الدرب، والجرح المكبل بالضعف ينفجر في الحوباء، الرزق ضاع، يراهم يحملون عربة اليد في الشاحنة، الهبت وجهه المتجهم صفعة، الاف النجوم اشتعلت في الراس، قبل ان تخبو شعلة الالم ،صفدوه ورموه في السيارة الموشومة، مند زمان يتوشح بالصبر، ينحت في الصخر رغيفا له وللعائلة، باحثا عن جواز سفر ليعبر الى رغد العيش، يعلق الخوف المتربص في الذاكرة على حبل الامان، يضاجع الشمس ويحرس الا يخرج الشرير القابع في دواخله.- لم اعد قادرا على حفر الاساسات وحمل مواد البناء جسدي يخذلني- اشتر يا عيسى عربة وبع الخضر والفواكه على ناصية الشوارع- اصحاب العربات بالعشرات يحتلون جميع الاماكن- الرزاق اللهباع اقراط وخاتم ام الاولاد، اشترى عربة وميزان قديم، بدل الاطارات المتآكلة التي تخرج من جنباتها اثداء، في الصباح الباكر دخل السوق، اقتنى صندوقين من التفاح و الموز، في الدماغ طرح العملية الحسابية، في كل كيلو ثلاثة دراهم ربح، يستفيق الفرح في النفس، ألف نافذة تنفتح على قسمات الوجه، يكتظ الكلام المنمق والطيب، تزدحم الاجساد، تطير الفواكه، يمتلا الجيب بالأوراق، تنفرج الاسارير، السكينة ترجع الى فضاء الروح، تستقيم الاشياء في المخيلة، تهرب من سواحل العطش الطويل، وقساوة شق الخنادق ورفع اكياس الاسمنت، كم اخفى من تعب ومشقة في جسد مكبل بمطالب الحياة المستعصية، يبتلع مر الكلام من صاحب الورشة، يطمر الانكسارات، ليضمن الخبز الحلال، كل يوم يعود محملا باطنان التعب، تذوب امام ضحكة الابناء وغنج الزوجة، الصحة لا تدوم تهرب مع انتحار السنوات من الهيكل، تتقاطر على ضربات الفأس، بدأت تلاحقه صفارات الانذار، ارهاق، رعشات في القلب ، تعرق والم في الظهر، عضلات الامس نزفت على صدر الايام، الوهن طرق باب وجوده التائه، تسرب تحت الجلد والعظام، لابد من البحث عن مصدر عيش اقل اجهادا، لم ينفع في عمل الحقول، ولا نادلا في المقاهي، يريد ان يهرب من سلطة رب العمل بلونه العدمي والجسد المضمخ بالعطر الفاجر، يريد ان يتحرر من الاوامر، من لعنة عقارب الساعة، وسراط الاستعباد والترويض.المدينة اصغر من القفص ، مدينة للنوم والفقر والتوالد، اعداد الباعة الجائلين يتزايدون، يهربون من رحم الفاقة، من صرخات الصمت، بحثا عن شواطئ دافئة على ناصية الشوارع، امام ابواب المساجد، عيسى يؤمن بالقدر لكنه لا يمارس اية شعائر ولا طقوس دينية، الفقر هبة وابتلاء من الله، جاء الى الدنيا لكي تضرب به الامثال في الصبر والجلد، الجوع والمرض امتحان من الرب، ان تطعم اربعة افواه والخامس في الطريق بالعضلات معجزة، يعود الخيال من شرنقة المخيلة، كنورس يزف مراكب الصيد، تندس اليد بي ......
#الزرواطة
#والبائع
#المتجول

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693937