مصطفى مجدي الجمال : انزلاقات يسارية
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_مجدي_الجمال منذ صغري فتنتني فكريًا وعمليًا وعاطفيًا عبارة أن اليسار هو عقل العصر وشرفه وضميره. وربما يلاحظ المتابع لمقالاتي أنني أربط في بعضها بين التناول الفكري والسياسي وبين التجارب الشخصية حتى تتضح وتتعين الأفكار. وهو ما سأفعله هنا أيضًا.وأخذت أفسر العبارة السابقة لنفسي بأن عقل العصر هو الذي يعرف كيف تعمل القوانين العامة للتطور في السياقات المتغايرة والمتجددة، وماهي القوى الدافعة موضوعيًا صوب التقدم، والقوى الكابحة له، كما يتلمس إيجاد وسائل وتنظيمات نضاله من الممارسة العملية وسط الشعب، إلى جانب الإفادة من الخبرات التاريخية والتجارب المماثلة، وأن يعرف كيف يحول المباديء والنظريات إلى شعارات قابلة للتنفيذ وأخرى للتوعية بالمستقبل البعيد..أما اليسار كشرف وضمير فأرة أنه يقصد بهما إعلاء قيم العمل والعلم والمساواة والتحرير، وكذا واجب التضحية من أجل الجموع الطبقية الثورية، بالوقت والجهد والمصلحة الشخصية وربما بالروح أيضًا. وأن تشيع الروح الرفاقية بين المنتمين اليسار، والروح الجبهوية اليقظة تجاه القوى الأقرب. وأن يكون التضامن الأممي (بين الأحزاب والقوى الثورية ودول التحرر الوطني ضد الإمبريالية ورأس المال والعنصرية) اختيارًا دائمًا لا يخضع لتقلبات الأهواء والنزق الذاتي الأناني.ولكَم عرف تاريخ اليسار في العالم انقلابات مؤسفة، عمليًا أو بسفور، على ذلك المنظور، بادعاءات باطلة عن التجديد ومقاومة الجمود، ولكن مالت مواقف المنقلبين بالتدريج نحو تبني مقولات "براقة" للأيديولوجية البرجوازية الإمبريالية، ليصل الأمر أحيانًا إلى الاندماج في الخطابات والفعاليات والهياكل الإمبريالية المموَهة والسافرة على السواء.ولعل النقلة الأخطر في هذا الميل الانحداري كانت موجة "البيروسترويكا" السوفيتية التي انتهت بسقوط القطب الأعظم في مواجهة القطب الأمريكي.. إلى جانب تبني الصين "اقتصاد السوق الاشتراكي".. فهذان البلدان كانا بمثابة الكعبة عند بعض من ربطوا الانتماء الاشتراكي بنموذج بعينه، واقتاتوا على نصوصه وتبرير أولوياته.وبعدما كان البعض يروج لنموذجه (الستاليني أو الماوي) عادوا ليهاجموا نموذجهم السابق باستخدام جوهر خطاب القوى المنقلبة عليه، وإن بتنويعات مختلفة. وصارت سلبيات النظامين بمثابة المبرر لـ "دلق الوليد مع ماء الغسيل"، وهذا بالطبع من قسمات الانتهازية البرجوازية الصغيرة التي "تطلق الرصاص على ماضيها" أولاً بأول على أمل الصعود الشخصي وتحاشي السقوط إلى محرقة الطبقات الدنيا.ولما كانت البيروسترويكا قد تحدثت عن توازن المصالح مع الإمبريالية الأمريكية، بدعوى حماية الوجود الإنساني والبيئة، فقد كان من المنطقي أن تنزاح الفواصل بين اليمين واليسار لصالح الأول، وبدأنا نسمع عن "القيم الإنسانية الشاملة"، والتركيز على البعد الحقوقي وإهمال البعد الطبقي، وامتداح اللاتنظيم "غير السياسي" الفضفاض، والادعاء بانتهاء الأيديولوجيات والأحزاب، وانشغال كل جماعة "راديكالية" بقضية جزئية دون غيرها وحتى السخرية من شمولية الرؤية. وعندما جاءت العولمة النيوليبرالية مصحوبة بهيمنة القطب الأوحد في التسعينيات، أخذ المتحولون يدعوننا إلى الاهتمام باستغلال الجوانب "الإيجابية" للعولمة، وكان من أهم تجلياتها ظاهرة الاندماج التنظيمي والمالي والأيديولوجي مع المنظمات غير الحكومية الشمالية (مع إغماض العيون عن ارتباطات هذه المنظمات مع القوى السياسية وحتى الاستخبارية الغربية)، فتغيرت أجندات العمل والخطاب والجمهور المخاطَب ووسائل الدعاية والتمويل.. والأخطر كان تحول المناضل السياسي والنق ......
#انزلاقات
#يسارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709429
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_مجدي_الجمال منذ صغري فتنتني فكريًا وعمليًا وعاطفيًا عبارة أن اليسار هو عقل العصر وشرفه وضميره. وربما يلاحظ المتابع لمقالاتي أنني أربط في بعضها بين التناول الفكري والسياسي وبين التجارب الشخصية حتى تتضح وتتعين الأفكار. وهو ما سأفعله هنا أيضًا.وأخذت أفسر العبارة السابقة لنفسي بأن عقل العصر هو الذي يعرف كيف تعمل القوانين العامة للتطور في السياقات المتغايرة والمتجددة، وماهي القوى الدافعة موضوعيًا صوب التقدم، والقوى الكابحة له، كما يتلمس إيجاد وسائل وتنظيمات نضاله من الممارسة العملية وسط الشعب، إلى جانب الإفادة من الخبرات التاريخية والتجارب المماثلة، وأن يعرف كيف يحول المباديء والنظريات إلى شعارات قابلة للتنفيذ وأخرى للتوعية بالمستقبل البعيد..أما اليسار كشرف وضمير فأرة أنه يقصد بهما إعلاء قيم العمل والعلم والمساواة والتحرير، وكذا واجب التضحية من أجل الجموع الطبقية الثورية، بالوقت والجهد والمصلحة الشخصية وربما بالروح أيضًا. وأن تشيع الروح الرفاقية بين المنتمين اليسار، والروح الجبهوية اليقظة تجاه القوى الأقرب. وأن يكون التضامن الأممي (بين الأحزاب والقوى الثورية ودول التحرر الوطني ضد الإمبريالية ورأس المال والعنصرية) اختيارًا دائمًا لا يخضع لتقلبات الأهواء والنزق الذاتي الأناني.ولكَم عرف تاريخ اليسار في العالم انقلابات مؤسفة، عمليًا أو بسفور، على ذلك المنظور، بادعاءات باطلة عن التجديد ومقاومة الجمود، ولكن مالت مواقف المنقلبين بالتدريج نحو تبني مقولات "براقة" للأيديولوجية البرجوازية الإمبريالية، ليصل الأمر أحيانًا إلى الاندماج في الخطابات والفعاليات والهياكل الإمبريالية المموَهة والسافرة على السواء.ولعل النقلة الأخطر في هذا الميل الانحداري كانت موجة "البيروسترويكا" السوفيتية التي انتهت بسقوط القطب الأعظم في مواجهة القطب الأمريكي.. إلى جانب تبني الصين "اقتصاد السوق الاشتراكي".. فهذان البلدان كانا بمثابة الكعبة عند بعض من ربطوا الانتماء الاشتراكي بنموذج بعينه، واقتاتوا على نصوصه وتبرير أولوياته.وبعدما كان البعض يروج لنموذجه (الستاليني أو الماوي) عادوا ليهاجموا نموذجهم السابق باستخدام جوهر خطاب القوى المنقلبة عليه، وإن بتنويعات مختلفة. وصارت سلبيات النظامين بمثابة المبرر لـ "دلق الوليد مع ماء الغسيل"، وهذا بالطبع من قسمات الانتهازية البرجوازية الصغيرة التي "تطلق الرصاص على ماضيها" أولاً بأول على أمل الصعود الشخصي وتحاشي السقوط إلى محرقة الطبقات الدنيا.ولما كانت البيروسترويكا قد تحدثت عن توازن المصالح مع الإمبريالية الأمريكية، بدعوى حماية الوجود الإنساني والبيئة، فقد كان من المنطقي أن تنزاح الفواصل بين اليمين واليسار لصالح الأول، وبدأنا نسمع عن "القيم الإنسانية الشاملة"، والتركيز على البعد الحقوقي وإهمال البعد الطبقي، وامتداح اللاتنظيم "غير السياسي" الفضفاض، والادعاء بانتهاء الأيديولوجيات والأحزاب، وانشغال كل جماعة "راديكالية" بقضية جزئية دون غيرها وحتى السخرية من شمولية الرؤية. وعندما جاءت العولمة النيوليبرالية مصحوبة بهيمنة القطب الأوحد في التسعينيات، أخذ المتحولون يدعوننا إلى الاهتمام باستغلال الجوانب "الإيجابية" للعولمة، وكان من أهم تجلياتها ظاهرة الاندماج التنظيمي والمالي والأيديولوجي مع المنظمات غير الحكومية الشمالية (مع إغماض العيون عن ارتباطات هذه المنظمات مع القوى السياسية وحتى الاستخبارية الغربية)، فتغيرت أجندات العمل والخطاب والجمهور المخاطَب ووسائل الدعاية والتمويل.. والأخطر كان تحول المناضل السياسي والنق ......
#انزلاقات
#يسارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709429
الحوار المتمدن
مصطفى مجدي الجمال - انزلاقات يسارية