الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الاسدي : فقراء يائسون … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي كان حيّنا هو عالمنا الصغير الذي لم نكن نعرف غيره .. فهو مهد الطفولة ومرتع الصبا .. لم يكن يتجاوز الكيلو متر الواحد طولاً ، ومثله عرضاً .. محاطاً بانهار صغيرة من ثلاث جهات .. نُصب على كل نهر منها جسراً صغيراً .. تُشكل كلها مدخلاً للحي .. أما الاتجاه الرابع فهو طريق مفتوح على مقبرة واسعة على مد البصر يسمونها ( الخيط ) ولا ادري ما معنى هذه التسمية .. يسكنه أُناس من مختلف الملل والاطياف والانتماءات .. لم يكونوا كلهم ملائكة ولا كلهم شياطين .. فيهم وفيهم .. ولتقريب الصورة أكثر لهذه القصة القادمة من تلك اللحظة الباردة البعيدة .. نقول ان بطل القصة هذه كأي انسان آخر .. صندوق مغلق .. يعيش في نصفين .. نصف ظاهر وآخر باطن .. كالسفينة نصفها ظاهر للعيان ، والآخر تحت الماء لا يُرى منه شيء ! لكن لا أحد يستطيع مهما كان أن يسبر غور النصف الاول ولا الثاني للأنسان بالخصوص !بطل قصتنا : مرزوق البرغي …لا اعرف لم اطلقوا عليه هذا اللقب الغريب لكني استطيع أن أُخمن .. ربما لانه يستطيع ان يخترق كل شيء مهما كان ضيقاً وعسيراً .. لقصره وضآلة حجمه ، اذ يبدو كأنه نصف رجل ، ومن يراه من بعيد ، وحتى من قريب يخاله طفلاً صغيراً .. رغم أن عمره قد اقترب من الثلاثين ، ورغم شواربه الغير مشذبة التي تكاد شعيراتها تُعد على الاصابع .. !يعمل في كل شيء .. ان اردته ان يبني لك حائطاً يبني ، وان اردته ان يندف لك لحافاً يفعل .. وان اردته أن يزرع لك نخلة ، ويفصّل الحديقة ويزرعها بالخضار والفواكه يفعل بشكل مدهش ، وكأنه فلاح من ظهر فلاح .. كلمة لا أعرف غير موجودة على الاطلاق في قاموس مفرداته .. لا يفعل كل هذا عبقريةً منه او ان لديه قدرات خارقة يمتلكها هو ، ولا يمتلكها غيره لا لا .. وانما هكذا هي الدنيا ، وهكذا هي الحياة ماشية بمتطلباتها الكثيرة التي لا تنتهي .. !اما اختصاصه الذي لا يبزه فيه احد من سكان الحي ، فهو البلاليع .. تسليكها .. تنظيفها ، وحتى نزحها .. عندما يأتي مرزوق الى أية بلوعة قد تكورت ، وأغلقت نفسها على نفسها ، ولم تعد ترغب في شرب الماء الثقيل .. بمجرد ما تسمع دبيب خطواته حتى ينتابها القلق ، وتصاب بالرعب ثم تستسلم وتنهار ، وتفتح ابوابها على مصراعيها ، ويسير كل شيء على ما يرام .. اما من تعصي وتتجبر وتركب رأسها ، فسيخ ( شيش ) مرزوق جاهز ليبقر بطنها ويخرج أحشاءها ، ويعبث بأعضائها كما يحلو له ، ولا تمر سوى دقائق معدودة الا وترى الماء ، وقد اخذ طريقه الى اعماقها بكل سهولة ويسر !يسكن مرزوق في بيت ان جازت التسمية .. مكون من حجرة واحدة قديمة متهالكة كأنها بُنيت منذ زمن نوح .. وللبيت هذا قصة .. كان مرزوق كغيره من فقراء الحي لا يترك طابوقة او سيخ او قطعة خشب .. أو أي شيء يعتقده نافعاً ، ويمكن تدويره ، والاستفادة منه إلا وحمله معه الى المكان الذي قرر ان يكون له فيه بيت .. باب كالح اقتلعه من خرابة ، ونافذة واحدة يتيمة متهرئة ملقاة على الارض كان ينام عليها كلب بيت ام ياسين .. انتزعه وحمله معه ، وهكذا .. وضع هذا على ذاك .. سمك لبن تمر هندي .. حتى انتهى اخيراً الى هيكل مشوه يمكن ان نسميه بيت ، وهو في حقيقته بالجحر أشبه .. لا يحمي من حر ، ولا يقي من برد !تزوج مرزوق في عمر متأخر من فتاة يتيمة معدمة مقطوعة من شجرة .. عكسه تماماً في مواصفاتها .. طويلة نحيفة حتى عندما يقفان جنباً الى جنب يبدوان وكأنهما رقم عشرة .. هي الواحد وطبعاً مرزوق الصفر .. وعندما ارادوا ان يكتبوا الكتاب لبستهم الحيرة .. فالفتاة المسكينة لا وكيل عندها ، فتبرع المختار ، وكان رجلاً طيباً ان يقوم بهذه المهمة مش ......
#فقراء
#يائسون
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732494